أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - التراسل المرآوي ..(كرسي بالمقلوب) قصص ياسين شامل














المزيد.....

التراسل المرآوي ..(كرسي بالمقلوب) قصص ياسين شامل


مقداد مسعود

الحوار المتمدن-العدد: 6937 - 2021 / 6 / 23 - 01:55
المحور: الادب والفن
    


التراسل المرآوي (كرسي بالمقلوب) قصص ياسين شامل
(*)
للقاص والروائي ياسين شامل : حضوره السردي الدؤوب، وهو في مشغله السردي، يغرس شخوصه في أمكنة ٍ متشققة من مكان واحد هو البصرة. لكن لهذه الواحدية المكانية ثراءها المتجدد. وهو في الغالب لا يذكر، الأمكنة بأسمائها، لكنه يوصلنا أليها، من خلالها ملامحها الموصوفة سرداً وموضوعات القاص والروائي شامل بتوقيت ما يجري في الراهن العراقي. أقول ذلك من خلال مواكبتي الدائمة لنتاجه الثر
(*)
تنتخب قراءتي ما يلائم مجساتها ، وهي تعوم في الفضاء القصصي (كرسي بالمقلوب)
(*)
الغبار :
في (مستنقع) (كنت أقوم بغسل السيارات، كنت مخلصاً في دعك زجاجها حتى إزالة أية ذرة غبار، كأنما أزيل الغبار عن شيء آخر، حتى تنعكس ملامح وجهي عليه، بوضوح سافر. أما في هذه الأيام أراها مشوهة آلت إلى الضمور/ 72) هنا فاعلية تراسل مرآوي، وثمة عمل بصيغة إستعارة
(كأنما أزيل الغبار عن شيء آخر)
(*)
في (وجه أحمد العراقي) يخبرنا السارد المشارك عن أمه (صورة الزفاف المعلقة على الجدار، تقوم كل يوم بمسحها من الغبار، حتى تصبح برّاقة إثر سقوط ضوء المصباح مباشرة عليها، تبقى تتأملها باشتياق، تنتظر رؤيا سوف تتحقق طالما حلمت بها/ 57) هنا التراسل المرآوي يقوم بتهيئة المجال لما سوف لن يحدث، وفي مستوٍ ثان، فأن الأم تجلو غباراً عنها هي لتحافظ على تماسكها وبشهادة الأبن نفسه (لطالما أثنى جدّي على نشاطها، وتحملها الكثير من أقدار الزمن المؤلمة) وينتقل التراسل المرآوي إلى مستوٍ ثان تجسده الجملة التالي بين الرجل الهارب والفتى (إن الذين ضيعوا أبوك،هم الذين مزّقوا قميصي/ 62) هنا انتقل القميص، من الثابت إلى المتحرك، فقميص الأب كان ثابتا في الخزانة، لكن الابن جعله متحركا..
وحركية القميص هي التي تعيد الأب الى الحضور بعد سنوات، من خلال تراسل خيطي يفعّل تراسلا مرآويا في نهاية القصة(أحمد يرتدي قميص أبي الذي جلبته له منذ سنين) (الشخص الذي قررتُ أن أسلمّه الرسالة، كان وجهه وجه أبي) ومثلما يعود الأب يعود منصور في(أرضٌ ساخنة.. امرأة ساخنة).. والتراسل المرآوي يأخذ سمة ً جميلة ً في (امرأة) من خلال منشطات المتخيل السردي، يصبح الكائن النصي كائنا حيويا فاعلا في حياة القارىء لذاته . وهناك التراسل المرآوي في (مناديل ملونة) فالرجل الكبير يرى نفسه في الصغير الذي هو المؤلف، والرؤية يكون مفتاحها مفتاحين : ملامح الطفل تشبه شخصا يعرفه الرجل (..الأمر الذي أبهرني أن تلك الملامح أعرفُها. فهذا الطفل يشبه ُ أحداً ما أعرفه ُ جيدا كان بهذه الهيئة قبل أربعين عاماً. أقتربت منهُ. زاد الشبه. ربما كنت أنا في ذلك الزمن المنصرم)..والمفتاح الثاني هو السؤال (سألته : ما اسمك يا ولدي؟ رد ونشيجه أخذ يرتفع قليلا : اسمي ياسين/ 18) هنا يسأل الرجل نفسه ( ما الذي يجري، الاسم اسمي، ملامحه ربما ملامحي).
(*)
الماء : شخصية سردية لها مساحاتها في القصص. يكون وامضا في (مطر أحمر) ..(عبرنا الجسر الذي أقيم على الشط/ 5) يتحول الجسر من الومض إلى سيادة الحضور في (رؤيا) وهنا يحدث تراسلا مرآويا بين القصتين (مطر أحمر) و(رؤيا) يعلنه السارد (وكلّما توجّه نظري نحو ماء النهر أراه رائقا، فقد ترسّب اللون الأحمر في القاع، اسراب الطيور تمر عليه/ 10) وما بين القوسين إيماءة إلى نقلة زمانية من الحرب إلى السلام.
(*)
الأب الغائب في (أرواح) يتراسل مرآويا مع الأب في ( وجه أبي) والتراسل مع الغياب إلى الحضور وهذا ما يعلنه صابر في نهاية قصة (أرواح) (لعل أبي سوف يعود قريبا / 44) وفي قصة (وجه أبي ) تكون النهاية هكذا (وعندما اقتربتُ من الشخص الذي قررت أنّ أسلمه الرسالة
كان وجه أبي/ 56)
(*)
وهكذا تنتهي قراءتي التي حاولت لظم خرزات التراسل المرآوي في خيط واحد. لتثمين الجهد الإبداعي المبذول من القاص والروائي ياسين شامل..



#مقداد_مسعود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دفتر ألكتروني
- الكرة ُ ليست مدورة ً
- لا تجعل يديك لك وحدك
- أحبك أنت والعصر وشاي العصر
- إحدى وعشرون سنة ... الروائي عبدالله البصيّص في ( قاف قاتل .. ...
- زكاة الظفر
- هيل وقداح
- ماذا يفعل ُ هذا الصمت ُ
- لقطات من فيلم وثائقي
- هودج
- عنف الدولة وكائنية المشطور... (مدينة من رماد) للروائي فاضل ا ...
- سؤال الرواية و إجابات السرد (درب الصد) للروائية هدية حسين
- زاريه مأزور
- صفحة الاستقبال للنصي (درب الصد) للروائية هدية حسين
- غسّالة المواعين
- أنت ِ : أنا
- المتكلم ُ في غيره ِ
- من خلال زمنين (عند باب الأزج) للروائية نيران العبيدي
- شمع ٌ صغير
- قصيدة (كل يوم) وثلاث قراءات


المزيد.....




- -من أعلام الثقافة العربية الأصيلة-.. هكذا وصف تركي الفيصل ال ...
- خطوة جرئية من 50 فناناً امريكياً وبريطانياً لدعم فلسطين!
- الفنان محمد عبده يكشف تفاصيل إصابته بالسرطان
- مش هتغيرها أبدا.. تردد قناة وان موفيز “one movies” الجديد 20 ...
- دق الباب.. اغنية أنثى السنجاب للأطفال الجديدة شغليها لعيالك ...
- بعد أنباء -إصابته بالسرطان-.. مدير أعمال الفنان محمد عبده يك ...
- شارك بـ-تيتانيك- و-سيد الخواتم-.. رحيل الممثل البريطاني برنا ...
- برنامج -عن السينما- يعود إلى منصة الجزيرة 360
- مسلسل المتوحش الحلقه 32 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- -الكتابة البصرية في الفن المعاصر-كتاب جديد للمغربي شرف الدين ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - التراسل المرآوي ..(كرسي بالمقلوب) قصص ياسين شامل