أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - العرض السياسي للبيجيدي نكوص وانفصام (3).















المزيد.....

العرض السياسي للبيجيدي نكوص وانفصام (3).


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 6926 - 2021 / 6 / 12 - 14:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لقد بات واضحا مخطط حزب العدالة والتنمية من مشاركته في الحكومة وخوضه الانتخابات . ذلك أنه يسعى لعرقلة جهود تحديث الدولة والمجتمع حتى يتسنى له أسلمتهما في أمد قصير. لهذا اتخذ مخططه عدة أبعاد :
ــ الأول :استغلال المؤسسات المنتخبة (البرلمان ، المجالس الترابية ) لوضع تشريعات تخدم إستراتيجية الأسلمة (المجلس البلدي لفاس وضع تشريعا يمنع الاختلاط في صالونات الحلاقة والتجميل وقاعات الرياضة .. فتصدت له وزارة الداخلية ) .
ــ الثاني :تعطيل الدستور سواء بالالتفاف على فصوله أو بتأجيل إحداث مؤسسات ينص عليها الدستور( هيئة المناصفة ومحاربة كل أشكال التمييز لم تر النور بعد ). والأخطر في التعطيل هو عدم ربط المسؤولية بالمحاسبة الذي ينص عليه الدستور حتى يستمر النهب ويفقد المواطنون كل ثقة في الدستور وفي المؤسسات ليبقى البيجيدي يتصدر نتائج الانتخابات بقاعدته الانتخابية الثابتة.
ــ الثالث : خرق الدستور من خلال إعداد مشروع القانون الجنائي الذي يشرعن قتل الزوجات بدافع الشرف ، إعداد مشروع قانون "تكميم الأفواه" الذي أثار ضجة في مواقع التواصل الاجتماعي فاضطرت الحكومة إلى سحبه ، المصادقة على عهد حقوق الطفل في الإسلام ..
واضح ، إذن ، أن حزب العدالة والتنمية دخل إلى الحكومة بخلفية عرقلة البناء الديمقراطي . وكان من نتائج هذا المخطط النكوص البيّن على مستوى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية وكذا الحريات الفردية .
كما انكشف انفصام الحزب وتناقض الخطاب مع الممارسة . فإذا كان المؤتمر الوطني السابع للحزب اتخذ له أطروحة "الشراكة الفعالة من أجل البناء الديمقراطي" ، فإن ممارسة الحزب أجهزت على هذه الشراكة وانفردت بالقرار في كثير من القضايا والمستويات . فعلى مدى عشر سنوات ظل الحزب يقصي الجمعيات والنقابات من المشاركة في تدبير الشأن العام وحل القضايا الاجتماعية .ففي بيان لـ 400 جمعية أمازيغية تم انتقاد حكومة حزب العدالة والتنمية لكونها "لم تقم بأية خطوة إيجابية حتى الآن من أجل إخراج القانون التنظيمي الخاص بتفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية إلى حيز الوجود". نفس الانتقادات وجهتها الجمعيات النسائية لحكومة البيجيدي بسبب إقصائها من المشاركة في بلورة قانون فعال لمحاربة العنف القائم على النوع وفق ما ينص عليه الفصل 12 من الدستور كالتالي : “تُساهم الجمعيات المهتمة بقضايا الشأن العام، والمنظمات غير الحكومية، في إطار الديمقراطية التشاركية، في إعداد قرارات ومشاريع لدى المؤسسات المنتخبة والسلطات العمومية، وكذا في تفعيلها وتقييمها. وعلى هذه المؤسسات والسلطات تنظيم هذه المشاركة، طبق شروط وكيفيات يحددها القانون”.كما انتقدت الجمعيات النسائية إقصاءها من المشاركة في إعداد مشروع القانون رقم 14/ 79 المتعلق بهيئة المناصفة ومكافحة كل أشكال التمييز ، وكذا “استهتار الحكومة، ورفضها بشكل منهجي كل التعديلات التي قدمتها المعارضة في مجلس النواب.. وذلك للالتفاف على المكتسبات التي ناضلت من أجلها الحركة النسائية”. كما يدخل في إطار مناهضة البيجيدي لجهود التحديث تصديه لقرار تدريس المواد العلمية باللغة الفرنسية.
المرحلة الرابعة: العرض السياسي لما بعد 2016
وهي مرحلة اعتبرتها قيادة الحزب متميزة بشيئين اثنين : أولهما "بتقييم إيجابي للتجربة الحكومية للحزب" عبرت عنه صناديق الاقتراع التي منحته الصدارة . فمقياس نجاح قيادة البيجيدي للحكومة ، بالنسبة للعرض السياسي، هو احتلاله المرتبة الأولى بغض النظر عن المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي عمّقتها تجربته الحكومية ، وكذا نسبة المقاطعة لصناديق الاقتراع التي ساهمت ــ التجربة الحكومية ــ في ارتفاعها. ثانيهما :" بقرار الحزب مواصلة المشاركة في الحكومة من موقع التدبير الحكومي، على الرغم من التداعيات التي خلفها ما عرف ب"البلوكاج"". إلا أن الواقع السياسي يسمح بقراءة مغايرة لهذه المرحلة من حيث كونها مرحلة محاولة فرض إرادة الحزب وتوجهاته على الدولة والأحزاب ، أي الاستبداد باسم صناديق الاقتراع الذي يمكن الاصطلاح عليه "الاستبداد الديمقراطي". فالحزب أصابه الغرور كما أصاب أمينَه العام "هذيان العظمة" ، فصار يتصرف خارج الأعراف الديمقراطية ، بحيث يقبل أو يرفض من يشكل معهم الأغلبية الحكومية ، ليس بناء على البرنامج العام للحكومة ، ولكن حسب المزاج الشخصي لرئيس الحكومة المعيّن . إذ المفروض أن يقدم الحزب الفائز بصدارة الانتخابات الخطوط العامة للبرنامج الذي ستتشكل حوله الأغلبية . لكن رئيس الحكومة المعين اختار أسلوب "زعيم القبيلة" في تشكيل فريقه بإقصاء من لا يرضى عنه من الأحزاب . هكذا قال بنكيران – خلال ملتقى لحزبه- "إذا رأيتم الحكومة تشكلت وفيها الاتحاد الاشتراكي فاعلموا أنني لست عبد الإله بنكيران" ، وأضاف "الشعب اختار العدالة والتنمية لكي يكون منه رئيس الحكومة". هذيان العظمة هذا جعل بنكيران يتوهم أن الملك ملزم بتعيينه رئيسا للحكومة مهما كانت الظروف حتى وإن عجز عن تشكيل فريقه .وهو بهذا الوهم "الفرعوني" حاول أن يرهن الشعب والوطن إلى شخصه وقراره ، فصار لسان حاله يقول (ما أريكم إلا ما أرى). وشاءت الإرادة الملكية أن تزيل عقبة بنكيران وتتشكل الحكومة برئاسة العثماني . فبنكيران تماهى مع الحزب فصار هو الحزب ، والحزب هو بنكيران. لكن تعيين سعد الدين العثماني أيقظ بنكيران من أوهامه وأعاده إلى وضعه الحقيقي .
من معالم الانفصام في خطاب البيجيدي ومواقفه أنه يفخر بكونه أسهم "في تقديم نموذج واعد لحزب ذي مرجعية إسلامية بخلفية وطنية، مع إسهام مقدر في تجديد الخطاب باقتحامه لعدد من الإشكالات الفكرية والمذهبية وتقديم إجابات تجديدية من قبيل التمييز بين الدعوي والسياسي وإبداع مفهوم حزب سياسي بمرجعية إسلامية والإقرار بالطبيعة المدنية للدولة".كلام من هذا النوع ينطبق عليه المثل الشعبي (شكون شكراتك العروس) . فما يدعيه الحزب من "نموذجية" في الخطاب والممارسة ليس سوى لغو تفضحه مواقف الحزب وتبعيته للحركة الدعوية الأم "حركة التوحيد والإصلاح" التي تحدد مواقفه وتملي عليه توجهاتها . فبيانات الحزب ومواقفه من مشروع خطة إدماج المرأة في التنمية أو من الإجهاض أو من حرية الاعتقاد ،أو من العلاقات الرضائية بين البالغين ، أو من قانون تقنين الكيف ، أو من قرار استئناف العلاقات مع إسرائيل ، هي نسخة طبق الأصل لكل ما يصدر عن الحركة الدعوية . وأي مقارنة بسيطة بين مذكرة الحزب ومذكرة الحركة التي وجهاهما إلى اللجنة الملكية المكلفة بمراجعة مدونة الأحوال الشخصية ستكشف عن تطابقهما . وحين رفعت حكومة الأستاذ عباس الفاسي تحفظات المغرب عن المادتين 9 و16 من الاتفاقية المتعلقة بالقضاء على كل أشكال التمييز ضد النساء ، صدر عن الحزب نفس الموقف الذي اتخذته الحركة تنديدا بالقرار. فالمواطن ، وهو يستمع للخطاب الذي يصدر عن بنكيران أو العثماني أو الريسوني أو الحمداوي أو المقرئ أبو زيد أو الرميد .. من حيث اللغة والإحالات والمعاني ، لا يكاد يميز بين المنتمين للحزب والمنتمين للحركة . فالهيأتان معا تتصديان لمدنية الدولة وتضغطان من أجل أسلمة المؤسسات والمرافق الحكومية والتشريعات .إذ كيف للحزب أن يزعم "الإقرار بمدنية الدولة" وهو يطالب بتزويج القاصرات ويناهض ولاية المرأة على نفسها وعلى أبنائها ، ويضغط لحذف حرية الاعتقاد من مسودة الدستور ويرفض رفع التجريم عن الإفطار العلني في رمضان أو عن العلاقات الرضائية بين البالغين التي تورط فيها أعضاء قياديون من الحزب والحركة معا ؟ فهل نسيت قيادة الحزب مطلبها بتخصيص كوطا للفقهاء في مؤسسة البرلمان ، أو مطالبتها بإحالة مشروع قانون تقنين الكيف على المجلس العلمي الأعلى وهي تخط عبارة "الإقرار بمدنية الدولة" ؟
(يتبع)



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرض السياسي للبيجيدي نكوص وانفصام (2).
- العرض السياسي للبيجيدي نكوص وانفصام (1).
- الاستثمار في الأزمات هي إستراتيجية البيجيدي .
- العثماني ووهم انتصار حماس.
- مخطط الجماعة للسطو على الذاكرة وتقويض جهود الدولة.
- تحديات النجاح الأمني للمغرب في محاربة الإرهاب .
- تشريعات لازالت تسمو على الدستور.
- أحزاب في خدمة البيجيدي.
- خطط تنظيم الإخوان للإطاحة بالنظام .5.
- خطط تنظيم الإخوان للإطاحة بالنظام .4 .
- خطط تنظيم الإخوان للإطاحة بالنظام .3 .
- كيف خطط تنظيم الإخوان للإطاحة بالنظام في المغرب. 2 .
- سعيد ناشيد الذي عجز البيجيدي عن مواجهته فقطع رزقه.
- خطط الإسلاميين للإطاحة بالنظام .
- متى كان البيجيدي يؤمن بالديمقراطية حتى يدافع عنها؟ !
- جماعة العدل والإحسان تهمها التراويح دون الأرواح .
- نقابة البيجيدي تقتل القتيل وتمشي في جنازته.
- رسالة إلى الأستاذ المعطي منجب .
- منابع الإرهاب لم تجِف بعْد.
- الريع السياسي وراء -جذْبة- برلمان البيجيدي .


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سعيد الكحل - العرض السياسي للبيجيدي نكوص وانفصام (3).