أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد البزور - ديوان الأرواح الحائرة الشعري لنسيب عريضة














المزيد.....

ديوان الأرواح الحائرة الشعري لنسيب عريضة


أحمد البزور
باحث وناقد

(Ahmed Albzour)


الحوار المتمدن-العدد: 6925 - 2021 / 6 / 11 - 19:46
المحور: الادب والفن
    


يُعدُّ نسيب أسعد عريضة واحدًا من الأدباء المهجريين، وهو شاعرٌ وقاصٌ سوري، ولد بحمصَ 1887م، وتوفّي 1946م في مدينةِ بروكلين إحدى مدنِ الولاياتِ المتحدة الأمريكيّة. أصدرَ مجلّةَ الفنونِ سنة 1913م، ويعدُّ أحدَ مؤسسي الرّابطةِ القلميّةِ1920م. كانَ خجولاً، ونبيلاً، متفوقًا في دراستِهِ، واسعَ الاطّلاعِ، وشغوفًا بالقراءةِ، خصوصًا الأدبَ(1).
والجدير بالذّكرِ أنّ لنسيب عريضة روايةً مترجمةً عنوانُها: أسرارُ البلاطِ الرّوسيّ، وقصّتين تاريخيتين، هما: الصّمصامة، وديك الجنّ الحمصيّ(2).
صدرَ ديوانُ الأرواح الحائرة والوحيد بعد وفاته بأربعةِ أيّامٍ عن مطبعةِ جريدةِ الأخلاقِ عامَ 1946م بـ نيويوركَ، وقد أعادتْ دارُ الغزو بعمّانَ طباعته سنةَ 1992م، ويضمُّ الدّيوانُ بين دفّتيه اثنتين وتسعين قصيدةً(3)، وإنّ المتتبعَ للقصائد يجدُ بأنّها كُتبت ما بين عامي 1912 ـ 1938م، وهذا بالضّبط ما يمكن ملاحظته في تذييل القصائد كلٍّ على حدةٍ، على أنّ الذي يجدرُ التّنويه إليه هنا، هو أنّ الدّيوانَ لا يحتوي على كلِّ شِعْرِ نسيب، وهذا تمامًا ما تفطّنَ إليه عيسى النّاعوري(4).
استحوذتْ الحيرةُ على شعرِ نسيب عريضة، "مما جعلهُ شاعرَ الحيرةِ الأكبرِ بين زملائه المَهْجريين وسائر شعراء العرب"(5)، ومثال على ذلك ما نجدهُ في قوله:
جــــزنا بـحارَ رمــــالٍ
آفــــاقها مِن سَــــرابْ
لكننا مـا اهْـتـديــــــنا
إلى طَرِيــقِ الصّـوابْ
ونحن عَطشى حَيَارى
ولا رَوى فِي الوطَــابْ
تستحضرُ المرأة في وعي الشّاعر بصورةِ الطّهرِ والعفّة ممزوجة بالحيرة والخجل، لينتهي به الحال إلى قلقٍ وعذابٍ نفسي دائم، حيثُ يقول في قصيدة المتجرّدة:
وَقَفَتْ تعذّبنِـي بِجَاذبِ جسمها
والطّهر يكفيــها مغبّــة إثمــــها
فَتستّرتْ لمّا رأتني حائـــــــــرًا
في وصفها أو رسمها أو ضمّها
إنّ المتتبع لشعر نسيب عريضة يجد الذّات الشّاعرة تجنح إلى التّأمل، والتّفكير العميق، وتسوده نغمة الحزن، واللوعة، والحنين، والكآبة، والتّشاؤم، والاغتراب، وهذا من شأنه أن يخلق عذابًا نفسيًّا وروحيًّا، حيثُ يقول:
يُعَاودنِــي الحُلمُ حينًا فحينِ
فأقضِي نَهَارِي كَثِيرَ الحَنِينِ
وَأشتاقُ ليلِي إلى أنْ يَحِيــنِ
فأخشى كأنّ في دُجاهُ كَمِينِ
يسيطر الحزنُ على الذّات الشّاعرة في قصيدة "حجّة إلى قبر"، عبر حشد الصّور التي تجسّد لحظات الفقد والغياب:
فَسَجَدتُ فوق ترابِهِ أشكو لصاحبِهِ التّجافِي
طَارحتُهُ شَوقًا فَلَمْ يأبه بِهَمْسِي أو هُتَافِـــي
وَبَكيتُهُ شِعْرًا فَمَا هَزّتْ مَسامعهُ القَوَافِـــي
اتّسمت نصوص نسيب عريضة الشّعريّة بالطّابع الرّومانسيّ، من خلال الأسلوب السّهل، ورهافة الحسّ، والرّقة في الألفاظ، ووضوح معانيها:
هَا الفجر أشرقَ يهدي إلى طريق الغروبْ
وما الغروب لعمري سوى شروقٍ جديـــدْ
من الأهميّةِ بمكانٍ، الإشارة إلى أنّ الحنين إلى الوطن وشوق الشّاعر إلى أحبابه دائم الحضور وظاهرة بادية للعيان في شعره، يقول في قصيدة المهاجر:
أنا المهاجرُ لا أنســـى الوداع وما
جرى من الدّمع في أجفانِ غزلانِ
ولوعة في حشا الأحبابِ ما بردتْ
عللتها بلقـــــاءِ رهــــــنِ أزمـــانِ
في الختامِ، يُمكن الارتياح إلى نتيجةٍ تتضمن الإقرار من خلال قراءةِ ديوانِ الأرواحِ الحائرة للشّاعرِ نسيب عريضة بغلبةِ النّزعةِ الرّومانسيّة، كسمة طاغية ومهيمنة في نصوصهِ الشّعريّةِ، فإذا كان من دليلٍ يوضّح رومانسيّة الشّاعر لا نجده إلّا في مفردات وموضوعات ومدلولات الرّومانسيّة شكلاً ومضمونًا كالحزن، والتشاؤم، والحبّ، والشّوق، والحنين. كما يلاحظ أنّ الشّاعر يستقي مواد صوره من الطّبيعة بكل ما تحمله من جمال وبهاء، إلى جانب لغة الشّاعر التي جاءت عذبة ورقيقة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) انظر، أدب المهجر: عيسى النّاعوري، 2022م، وزارة الثقافة الأردنيّة، عمّان، ص 403 ـ 407.
(2) انظر، تاريخ الشّعر العربي الحديث: أحمد قبّش، دار الجيل، بيروت، ص 289.
(3) الأرواح الحائرة: نسيب عريضة، ط2 ـ 1992م، دار الغزو للنّشر والتّوزيع، عمّان.
(4) انظر، أدب المهجر، ص 408.
(3) أدب المهجر: عيسى النّاعوري، ص 403



#أحمد_البزور (هاشتاغ)       Ahmed_Albzour#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التّعالق النّصي في ضوء نظرية التجنيس: الواقعي والمتخيّل. كهف ...
- نصّ على نصّ: قراءات في الأدب الحديث لزياد الزّعبي.
- تأويل الكلام: دراسة تطبيقيّة في الشّعر وأحوال الشّعراء. للدك ...
- الحركةُ الشّعريّة في الضّفةِ الشّرقيّةِ للدكتور عيسى النّاعو ...
- الأورفية والشّعر العربيّ المعاصر للدّكتور علي الشّرع
- قراءةٌ في روايةِ رسلِ السّلامِ لهاني أبو انعيم من منظورِ الم ...
- الرّؤى المكبّلة: دراساتٌ نقديّة في الشّعر للدكتور ناصر شبانة
- محمد القيسي قيثارة المنفى وتباريح الشّجن: دراسة في شعره ونثر ...
- رؤية في مجموعة مقدمات لزمن الحرب لقاسم توفيق
- رواية الخريف واغتيال أحلام لإبراهيم الفقيه
- طوبوغرافيّة القصّ في مجموعة -ذيول- القصصيّة لأمين فارس ملحس
- فلسفة الإيقاع عرضًا ونقدًا
- نظراتٌ في شعر محمود فضيل التّل
- الرّومانسيّة وتداعياتها في ديوان -أوراق الزّيتون- للشّاعر مح ...
- الشّخصيّة المتمرّدة في المجموعة القصصيّة الموسومة بالنّمرود ...


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد البزور - ديوان الأرواح الحائرة الشعري لنسيب عريضة