ناس حدهوم أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 6922 - 2021 / 6 / 8 - 13:53
المحور:
الادب والفن
الطريق الذي يحوي وجودنا لا حدود له . والمجهول لا يبدأ ولا ينتهي
نحن اقصر من أن نكون مجرد خطوات تائهة تحت القلق والخوف ورهن الإكراه .
خطواتنا عمياء بعيون مفقوءة لا جدوى منها . فالطريق هو الذي يمشي بنا وليس العكس . هو من يحدد مسار الرحلة . وبالتالي هو أيضا من يوجهنا الوجهة التي يريدها ويبرمجها ويحركها بالممكن الجوهري المفترض .
كل البدايات والنهايات المؤقتة تلتقي في الوهم المتجدد . فلا شيء مؤكد أو ملموس على جسر الفراغ والعراء الشاسع اللانهائي . نمشي لكي لا نبقى والطريق مريب بما فيه الكفاية . ومليء بالمطبات ولهذا نحن حذرون وخائفون .
كل الطرق لا تعرفنا ولا تميز فيما بيننا . والمجهول لديه كل الوقت من أجل الإنتظار المستديم .لا يمل ولا يتبرم من الإنتظار اللانهائي وبدون معنى أو مغزى للتعريف بنا .
الخوف في كل العيون والنظرات مختلفة . والغموض والقلق هو الوقائعية . وعلى الكائنات كل الكائنات أن تقبل بكل ما هو خسران وإكراه وحتمي أو تشرب البحر .
لا شيء واضح وملموس ويمكن الإعتداد به . حتى الثقة مفقودة إلى أن نواجه الصاعقة والصدمة بصبر مكلف . إلى أن ننتهي في الهشاشة والضعف والعجز والوهن القاتل . الكثيرون منا يسابقون أوقاتهم حينما ينتحرون فيضعون حدا لكل هذا الهراء وهذا الألم لإنهاء المهزلة التي تسمى الحياة .
الحقيقة الوحيدة التي نظن ونعتقد أننا نفهمها ونعاني منها هي أن الكائنات كل الكائنات تولد وهي محكومة بالإعدام دون أن نعرف بالضبط ما هي التهمة الموجهة لنا . نجهل لماذا وكيف . وعلينا فقط أن ننبطح ونضرب الطم .
كل علومنا التي نتشدق بها لا تفيدنا في شيء . ولا تغير قطعا من الرعب والقلق الذي يلف وجودنا . والكذب هو الترياق الوحيد الذي تعودنا عليه ويصب في استمراريتنا حتى وهو لا يناسبنا . وتستمر المطاردة في الأزل والأبد .
#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟