أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مجدى عبد الحميد السيد - العالم القادم بين مطرقة الصين وسندان الولايات المتحدة















المزيد.....

العالم القادم بين مطرقة الصين وسندان الولايات المتحدة


مجدى عبد الحميد السيد
كاتب متخصص فى شئون العولمة والتكنولوجيا

(Magdy Abdel Hamid Elsayed)


الحوار المتمدن-العدد: 6921 - 2021 / 6 / 7 - 22:44
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


فى آخر استطلاع رأى يرى نصف الأمريكيين أن الصين هى العدو الأول وهم يكرهونها لإنها سبب فيروس كورونا كما يروج الإعلام الأمريكى. بينما لا يرى معظم الصينيين ذلك لإنهم يقدرون الولايات المتحدة ، فهم بينهم الملايين الذين تعلموا فيها سواءً بالتعلم داخل الولايات المتحدة والعيش فيها لسنوات أو التعلم عن بعد ، حتى أن الرئيس الصينى لا يذكر الولايات المتحدة إلا بكل احترام وتقدير لإن لديها "المقدرة" على فعل أى شئ وكل شئ وهذا ما يميز الولايات المتحدة من وجهة نظر الصين وسيظل يميزها حتى تصل الصين لنفس "المقدرة" على الفعل . أما الصين -من وجهة نظر صينية- فهى تميل للواقعية الشديدة وتعترف علانية بأن معظم الشعب الصينى قبل أربعين عاما كانوا فقراء بالفعل ولكن الواقعية جعلتهم لا يركنون إلى التاريخ والحنين إلى الماضى بل يتوجهون إلى المستقبل والتخطيط له عبر جذب رؤوس الأموال الأجنبية فى ظل رخص الأيدى العالمة وفى نفس الوقت يقومون بنهضة تعليمية غير مسبوقة بإرسال البعثات للولايات المتحدة واستراليا والدول الغربية للأخذ بأدوات العصر الحديث علميا وتكنولوجيا مع إصلاح حال المدارس والجامعات لتتبنى الابتكار والإبداع فى كل المجالات وليس العمل العادى الذى تفوقت فيه فقط . ولم يتوقف الأمر فى الصين على إرسال البعثات للخارج بل امتد وتشعب بجلب الخبراء الأجانب أنفسهم لكى يقوموا بالتطوير فى الصين فى مجالات التعليم والصحة والبحث العلمى وحتى التجارة وإدارة الأعمال والفنون والرياضة ، واستطاعت الصين نشر ثقافة المؤتمرات واللقاءات والمعارض وورش العمل التى تزخر بالخبراء الغربيين الذين ينقلون خبراتهم للصين والكثير منهم يتم دعوته مجانا ويتم معاملته معاملة شديدة الاحترام.
إن الصين وهى تقترب من الولايات المتحدة فى الناتج الإجمالى وتفوقها فى التصدير وبراءات الاختراع جعلت حكام الولايات المتحدة يخرجون عن شعورهم ويحاولون بشتى الطرق القانونية وغير القانونية إيقاف هذا التطور الصينى العاتى الذى يشبه تسونامى بالفعل منذ عام 2010 وهو عام صعود الصين كثانى أكبر اقتصاد عالمى متخطية جارتها اليابان ، ولأول مرة تعترف الولايات المتحدة بالمؤامرة الصينية حتى لو كانت تحت مسمى فيروس كورونا بينما هى نفسها من كانت المدبر الأول لمعظم المؤامرات العالمية وحاملة لواء التجسس على العالم بما فيهم أوروبا نفسها . إن الإعلام الإمريكى يسير على نفس خطى إعلام دول العالم الثالث بالميل للتغييب فى ظل صراعات داخلية تحدث لأول مرة منذ حرب فيتنام باحثا عن أى وسيلة تثبت أن الفيروس صينى متناسيا أحاديث الخبراء ومن بينهم "بيل جيتس" الذى توقع انتشار الفيروس منذ عام 2015 كنوع من التحور الحتمى للفيروس والذى سيأتى فجأة دون مقدمات ، ولكن الصين أخذت أقوال بيل جيتس وأقوال الخبراء مأخذ الجد فأعدت العدة لحدوث أى كارثة باستخدام التكنولوجيا وتوجيه القدرات بأسرع طريقة ممكنة وسارت على نهجها كوريا الجنوبية والعديد من دول شرق آسيا فاستطاعت الصين بالفعل احتواء الفيروس وإنتاج 730 مليون جرعة لقاح حتى الآن لها ولدول العالم ، وسيطرت سيطرة كاملة على سوق المستلزمات الطبية الخاصة بتداعيات فيروس كورونا ولم تبخل على العالم بتلك المستلزمات بأقل الأسعار على عكس ما حدث مع فيروس الإيدز . إن الولايات المتحدة مع تغييبها السياسى ما تزال تملك المقدرة كما قال الرئيس الصينى منذ فبراير الماضى ، فهى قائدة العالم وتعترف الصين بذلك وتبحث عن أفضل الوسائل ليكون التعاون على قدم المساواة ولصالح الطرفين دون الدخول فى "فخ ثوسيديدس" الذى أعاده للحياة فيلسوف السياسة جراهام أليسون بعد 2300 عاما من تصور المؤرخ الإغريقى ثوسيديدس فى حتمية الحرب والصراع نتيجة تنامى قوة ناشئة (مثل الصين) أمام قوة عتيدة (مثل الولايات المتحدة).
إن الصين لا تحاول الالتفات للتشتيت الأمريكى الذى يريد أن يحيّدها عما رسمته من خطط للعام 2028 وللعام 2048 ، وتدرك تماما الهدف الأمريكى من الإساءة لسمعة الصين وإلحاق الضرر بها ، لذلك فهى تزيد التقدم كلما زادت الولايات المتحدة من العقوبات عليها ومن التشديد الغير مبرر على تطورها ، ودائما ما تهرب من كل فخ تريد الولايات المتحدة ايقاعها به بل وتلتف عليه لتحوله لصالحها ما أمكن ذلك. إن الولايات المتحدة تحاول بكافة الطرق اختراق الصين مخابراتيا تحت حجة الوصول لمنشأ فيروس كورونا ولكنها أدركت أخيرا أن الصين كانت مستعدة منذ مطلع الألفية لهذا الاختراق فأغلقت الفضاء الإلكترونى العالمى داخل الصين وأنشأت فضاءً إلكترونيا صينيا خاصا يصعب اختراقه من الولايات المتحدة ووصلت عام 2019 إلى مرحلة الإعلان عن أنها تعرف عن الولايات المتحدة الكثير بينما لا تعلم الولايات المتحدة عن الصين إلا القليل الذى تريد الصين نشره وليس أكثر من ذلك . لقد أدركت الولايات المتحدة أخيرا أنها تركت الصين أربعين عاما تتطور كما تشاء بمباركة رؤساء الولايات المتحدة أنفسهم حيث أن العلم والتقدم الصينى يعود الفضل فى تطوره للولايات المتحدة وكأن التاريخ يعيد نفسه بعد مائة عام حين استطاعت الولايات المتحدة اقتناص العلم من دول أوروبا الكبرى مثل انجلترا وألمانيا وفرنسا فى غفلة تاريخية أثناء وبعد الحرب العالمية الأولى التى أرهقت أوروبا إلى أن كانت قفزتها الكبرى بعد إندلاع الحرب العالمية الثانية فاستحوذت على العلماء الألمان.
المشكلة التى تؤرق المفكرين الأمريكيين هى مشكلة " عولمة " صينية قادمة ، لإن الصين أخذت بنفس أدوات العولمة الأمريكية لتصعد من خلال التكنولوجيا والاتصالات والعلم والبحث العلمى والإبداع والإختراع وأضافت على ذلك امتلاك الأسواق بالبضائع الرخيصة التى تناسب جميع الفئات، لإن هامش الربح الأمريكى من براءات الاختراع التكنولوجى كان يصل إلى مائة ضعف التكلفة تذهب للشركات الأمريكية وتصل للمواطن الأمريكى فى صورة ضرائب بينما خفضت الصين هامش الربح إلى أقل ربح ممكن ، ولم تتوقف تطورات العولمة الصينية عند الاقتصاد والتكنولوجيا فقط بل امتدت إلى الثقافة والفن والأدب والرياضة والفضاء وحتى الصناعات العسكرية لتضع الصين قدما لها أيضا فى كل المجالات، وبالتالى استطاعت الصين وحدها إحياء التاريخ وإعادته للحياة بعد أن توقع المفكر فوكوياما منذ ثلاثين عاما نهاية التاريخ وسيادة الفكر الغربى على كل العالم .
السؤال الذى يؤرق باقى دول العالم خارج الولايات المتحدة والصين هو : هل ستحدث مواجهة بين الصين والولايات المتحدة قبل عام 2049 وهو العام المتوقع للاحتفال بالعيد المئوى للصين الحديثة ؟ وهل ستكون المواجهة عسكرية أم ستكون تكنولوجية فقط ؟ وأخيرا هل ستكون المواجهة حتمية (فخ ثوسيديدس) أم يمكن تفاديها ؟



#مجدى_عبد_الحميد_السيد (هاشتاغ)       Magdy_Abdel_Hamid_Elsayed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ستغير العولمة المعتقدات الإسلامية والمسيحية والهندوسية ؟
- المستقبل بين الإبداع والخبرة
- حركة التاريخ الموجية : التجربة الصينية درس للشرق الأوسط
- عودة الوعى التاريخى فى عصر العولمة
- بين الأسد الأمريكى والنمر الصينى يتأرجح العالم والشرق الأوسط
- هل يمكن أن تصبح مبدعا فى فترة قصيرة ؟
- التأثير الاجتماعى لانتشار فيروس كورونا
- معادلة الإله The God Equation بين أينشتين وميشيو كاكو
- هل ستعيد دول آسيا كتابة التاريخ وتغيير الثقافة المعاصرة ؟
- العبيد والإماء قادمون لا محالة
- هل عام 2021 هو عام فارق فى تاريخ العالم الحديث ؟
- بين عولمة الدين ودين العولمة


المزيد.....




- نتنياهو يعلق على قبول حماس وقف إطلاق النار والسيطرة على الجا ...
- لوكاشينكو: العالم أقرب إلى حرب نووية من أي وقت مضى
- غالانت: عملية رفح ستستمر حتى يتم التوصل إلى صفقة لإطلاق سراح ...
- الرئيس الجزائري: لا تنازل ولا مساومة في ملف الذاكرة مع فرنسا ...
- معبر رفح.. الدبابات تسيطر على المعبر من الجانب الفلسطيني مع ...
- حرب غزة: هل يمضي نتنياهو قدما في اجتياح رفح أم يلتزم بالهدنة ...
- اتحاد القبائل العربية في سيناء.. بيان الاتحاد حول رفح يثير ج ...
- كاميرا مثبتة على رأس الحكم لأول مرة في مباراة الدوري الإنكلي ...
- بين الأمل والخوف... كيف مرّت الـ24 ساعة الماضية على سكان قطا ...
- وفود إسرائيل وحماس والوسطاء إلى القاهرة بهدف هدنة شاملة بغزة ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مجدى عبد الحميد السيد - العالم القادم بين مطرقة الصين وسندان الولايات المتحدة