أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - أجطار محمد - القومية الريفية والشعور بالمصير















المزيد.....

القومية الريفية والشعور بالمصير


أجطار محمد

الحوار المتمدن-العدد: 6915 - 2021 / 6 / 1 - 10:26
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


#كنت قد وعدتكم بمقال حول القومية الريفية :
وإليكم جزء منه، قراءة ممتعه ومعذرة عن التأخير انشر هذا الجزء والباقيات الصالحات آتية لا محالة.

-أكدت سابقا أن الشعب الريفي، ليس من الشعوب اللاتاريخية، التي لم يكن لها قط دولة قومية بل الحقيقة الحقيقية التي تحظى بأكبر قدر من الشرعية الشاملة في حياة هذا الشعب، أنه من الشعوب التي دخلت التاريخ من أبوابه الواسعة فالشعب الريفي، سبق له ان تمتع بكيان قومي ذاتي هو كيان _دولة الريف_ الجمهورية الريفية، فهذا ما يعطي الحق اليوم، لهذا الشعب البطل، ان يتبنى ويرفع مطالبه، منها مطلبه في الإستقلال التام عن المحتل الغاصب لحقوقه، على أساس انه كان يتمتع بكيان قومي ذاتي كما قلت في هذا التقديم يعطيه الحق في مبدأ تقرير المصير، وفق ما يراه هو مناسبا له ومتماشيا، مع ظروفه واوضاعه الخاصة به، ومن أجل الحق كذلك في الحياة وأن يعيش بكل أريحية ما دامت الحياة، مرتبطة بنفسيته المتغيرة والمرتبطة بنوازعه العاطفية التآثرية
ومن أجل هذا الحق في الحياة بحرية فجر الشعب الريفي،عدد كبير جداً من الصراعات في وجه اطماع المستعمر، وكذا مع العدو التاريخي الذي هو هذا النظام المخزني الجبان، نظام الحماية الفرنسية الحاكم الفعلي للمغرب
فقبل الدخول في الموضوع، أرى أنه من الضروري التدقيق في بعض المفاهيم، كالفارق بين مفهوم الدولة، ومفهوم الأمة، ومفهوم الحدود السياسية للدولة، التي لا تقف في كل الأحوال مع التقسيمات القومية للشعوب، فما الذي يمثل الفارق بين مفهوم الدولة ومفهوم الأمة،الدولة كيان سياسي متحدد في إطار جغرافي، أو إقليمي معين، اما الأمة فهي دلالة عن كيان قومي معين خارج الإطار الجغرافي أو الإقليمي، الذي يعتبر أحد المقومات الرئيسية للدولة.
فهكذا تبدو القومية في حد ذاتها قوة إيجابية لدعم كيان الدولة، وهي كذلك ركيزة أساسية لخلق الشعور بالتضامن الإجتماعي، هنا لا بد من ان نستحضر العبرة والحكمة من أجل ضبط جل العوامل المحددة والمساعدة لكل ما هو إيجابي، وسلبي في القومية حتى لا نساهم وتساهم في إثارة الفتن، والحروب أو أن تشجع على الطائفية، او النزاعات العنصرية، لهذا فالقومية الريفية التي سأتحدث عنها هنا في هذا المقال، هي ذاك الخط القومي المناهض للإحتلال أولا أي قومية ريفية بجوهر ومضمون ديمقراطي، تقدمي حداثي، يخدم ويعتمد ويتبنى منظومة حقوق الإنسان، والقيم الكونية، وكل ما هو مقدس في الديمقراطية، كفلسفة جديدة لبناء الإنسان الريفي المتحرر من كل القيود ومن كل مظاهر الزيف
فالقومية الريفية التي اتحدث عنها هي جماعة قائمة بذاتها لذاتها ويشمل تخيلها أن لها حدود، وأنها سيدة أو ذات سيادة،وأنها الخط القومي المناهض للاحتلال الفاشي، العنصري الذي تجسده الدولة المخزنية.
فأطمئن كل من يخاف من الإنزلاق نحو العنصرية أو نحو الفاشية، والنازية من خلال التبني للفكر القومي بهكذا التدقيق، والضبط لا محالة ستأتي القومية الريفية والشعور بالمصير بثمار جد راقية مثل ما اشار اليه الباحث الإيطالي مانشيني في إطار تعريفه للقومية، بكونها عبارة عن مجتمع من البشر مرتبط ببعظه البعض بوحدة الأرض ،والأصول وهنا الأرض حسب تعريفه تجسيد وامتداد للمجال الجغرافي فالأرض اذا هي من المقومات الأساسية التي تأسس عليها الأمة، والشعور بالإنتماء، الذي هو شعور قومي محض إجمالا.
ومن جانب آخر أشار الدكتور جورج حنا في تعريفه للقومية أنها بمثابة عقد إجتماعي بين الشعب له لغة واحدة مشتركة، وجغرافية مشتركة، وتاريخ مشترك وأصول مشتركة، وحتى في تعريف الأصول لشمال إفريقيا على سبيل المثال ذهب الروماني ساليستيوس في كتابه؛ حرب يوغورطة يقول أما عن سكان شمال إفريقيا الأصليون والذين وفدوا عليهم فإنني على علم هذا، بأن الرأي مخالف لما يروى وقد استند ساليستيوس، كما هو ملاحظ لتعريف سكان شمال إفريقيا، إلى الموقع الجغرافي، بالتالي يؤكد لنا أهمية التفسير الجغرافي في تحليل وشرح وفهم الظواهر الطبيعية والبشرية والتاريخية في الآن نفسه، ولم يكن المجال الفكري ولا المجال الثقافي في منآى عن هذا التغييرات الجارفة، والعميقة ومن خلال هذه الدراسة فإنني لا اشك أننا سوف نستيقظ مرة أخرى وسنحطم لا محالة اغلالنا، وروابطنا ونقضي على كل القيود، وكل قسر، وهذا طبعا ما أكده لي صديق عزيز بالحرف في اللقاء الذي جمعنا على هامش توقيع الكتاب الوافد الجديد للأستاذ محمد امزيان؛ عبد الكريم الخطابي والتاريخ الآخر مؤخرا ببروكسيل
شيء جميل وشعور كله أمل، ما دام الوعي القومي الريفي في مرحلته المتقدمة، وما دام للنشيد القومي الريفي أثر بليغ، في تعزيز الشعور بالإنتماء للوطن. وأن هذا المسير اصبح جزءا من ثقافة الشعور وهي مدعاة للإفتخار، والإعتزاز، ومن جانب آخر ولتقريب الرؤية الواضحة لما جرى ويجري، لا بد من الوقوف واتوقف إلى المزالق الفكرية والسياسية في فهم واستعاب الفكر القومي، حتى لا نعجل ونساهم بشكل أو بآخر دون وعي بظهور افكار عنصرية والتي مجدت قوميتها، أو قوميتا ما بعينيها،وجعلتها اسمى من كل الشعوب، فقد اعتبر مثلا فيشي أن الألمان هم الوحيدون الذين يملكون القدرة على تحديد انفسهم لأن لغتهم، هي الأنقى والأكثر أصالة فهكذا بالتحديد تم استنهاض قومية حماسية، شوفينية، تدعو إلى حب الوطن وجل الأمة الألمانية، والشعب الألماني فوق غيرها، فكان فيشي يقول؛ ان الحياة في ألمانيا مستمدة مباشرة من الله، الذي صورها وقومها احسن تقويم، ويقول اننا نحن الألمان شعب الله المختار شعب المستقبل، واننا الوعي العالي للإنسانية، ويضيف ويبصم عداءه للسامية، واليهود بشكل خاص معتبرا انهم أقاموا دولة لهم داخل الدولة الألمانية، فهذا يقوض الأمة ويشكل العائق أمام تكون القومية الألمانية، فقال فيشي ومعه كل النازيون أن نعطيهم الحقوق، حقوق المواطنة لليهود، فلا أرى سوى وسيلة واحدة، وهي لأن نقطع رؤوسهم في إحدى الليالي، ونضع محلها رؤوسا خالية،من أية افكار يهودية، لنحمي أنفسنا منهم، فإنني لا ارى سوى ان نفتح لهم أرض الميعاد بفلسطين ونرسلهم جميعا إلى هناك، وهناك مؤرخ ألماني آخر اسمه هاينريتش فون كتب هو أيضا ان اليهود هم طالع شؤم للألمان فطالب بضرورة استئصالهم.
جئت بهذا الجزء الهام من المزالق الفكرية والسياسية لمفهوم القومية بشكل عام استحظرته هنا لما له من اهمية، ولمعرفة ما جرى، ويجري، وكيف ينزلق الإنسان بسهولة فكرياً، وسياسيا، عن مما نحته عصر التنوير وما جاءت به الإنسانية منذ أواخر القرن السادس عشر في إقرار الديمقراطية وحقوق الإنسان مع بداية الثورة الفرنسية وليدة فكر الأنوار بشعارات الإيخاء، والعدالة، والمساواة، لتصبح ولمدة طويلة وإلى حد الآن النموذج الثوري للشعوب المضطهدة ضد الملكية الإستبدادية وأنظمة الحكم المطلق، ثورة دامت ازيد من عشرة سنوات من 1789 إلى 1799. عملت وحققت الثورة إلغاء الملكية المطلقة، وقطعت مع كل الامتيازات الإقطاعية، للطبقة الارستقراطية وكذا القضاء على النفوذ الديني،الدين الكاثوليكي بالخصوص، هكذا أدت الثورة إلى التغييرات الجذرية لصالح التنوير، عبر ارساء الديمقراطية، وثقافة حقوق الإنسان، والمواطنة، ومن أهم ما جاءت به الثورة؛ العقد الإجتماعي ل جان جاك روسو الذي يعتبر من المنظرين؛ الأساسي والجوهري للثورة الفرنسية فهكذا انهت الثورة حكم الملك لويس 16 السادس عشر، وحولت الحكم إلى نظام جمهوري ورفعت شعارات الأخوة، والعدل، والمساواة ولم يأتي هذا التحول من فراغ بل جاء في صيرورة تاريخية حافلة بالتضحيات، بعد حرب الثلاثين عام، التي انتهت بصلح ويستفاليا 1650 والتي قسمت ألمانيا إلى أكثر من دويلة او قصر أو إمارة كنسية.
مهم جدا ان نستحضر هذا الجانب من التاريخ لنتساءل، ونسأله، اما أنا فسؤالي بسيط هو كيف بناء قومية ريفية تنطوي على مضمون تقدمي ديمقراطي وتجعل من مدرسة الخطابي للتحرر الوطني مرجعية فكرية للريفيين والريفيات، ولي سؤال آخر للمفكرين المغاربة بشكل عام هو متى سيصلون إلى قناعة بأن هذا النظام المخزني، نظام رجعي وفاسد لقد تجاوزه الزمان وعليه يجب ان ينهار ويجب ان يتفكك وتتفكك جل نظمه في الفكر والإقتصاد والسياسة ويجب العمل ثم العمل لبناء الوحدة الشعبية الأساس المتين الذي عليه تقام الوحدة السياسية ويبقى هذا السؤال مشروع ومفتوح .
وارجع إلى القومية الريفية والشعور بالمصير وكل القضايا المصيرية للشعب الريفي، هذا الشعب الذي ألف بينه اعتقاد مشترك، وهذا الاعتقاد له امتداد تاريخي يتجسد اساسا في الجمهورية الريفية التي كانتا اجدير عاصمتها، وبوتقة، اشعاعها وانتشارها فكان لها كل الإمدادات إلا امتداد ديني، وفي هذا ما زال نقاش وجدال حسب اختلاف كلام كل المهتمين بالشأن والتاريخ الريفي، لكن لا أحد يستطيع تنكر المقومات الأساسية للقومية الريفية؛ امتداد جغرافي محض، الشعور المشترك بالإنتماء إلى رقعة حوض المتوسط، وجبال الريف، وامتداد لغوي المتجسد في النطق باللغة الريفية، ناهيكم عن الشعور بالإنتماء إلى أصول أمازيغية، وازيدكم امتداد آخر حمل مشاعر عداء مشتركة ضد العدو.
هذا وقد شهدت القومية الريفية في طريقها الطويل مسلسلا متصل الحلقات من العقبات، والتحديات والتي تقف سدا منيعا في تحقيق الحرية، والكرامة والعدالة، والمساواة، وبناء الوحدة الريفية وهذا حسب نظري راجع بالأساس إلى جملة من العوامل سواء كان على المستوى السياسي من جهة، او على المستوى الإجتماعي من جهة أخرى، ولبناء الذات الريفية لا بد أولا من إزالة العقبات التي تقف سدا منيعا في بناء الوحدة وتوحيد الريف.............يتبع
والسلام

#أجطار #محمد



#أجطار_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- *مساهمة متواضعة تتطلب وتحتاج الدعم لآفاق جديدة للحراك الريفي ...
- تاريخ :1963/02/6 *تخليد الذكرى 58 على رحيل الرئيس الخالد محم ...


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - أجطار محمد - القومية الريفية والشعور بالمصير