تحليل البيئة الاجتماعية الداخلية والخارجية لظاهرة التوحد في الجزائر

عزيزو عبد الرحمان

الحوار المتمدن-العدد: 6909 - 2021 / 5 / 26 - 21:21
المحور: المجتمع المدني
    

تحليل البيئة الاجتماعية الداخلية والخارجية لظاهرة التوحد في الجزائر
ورقة معدة من طرف اللجنة الوطنية الاجتماعية للفيدرالية الوطنية الجزائرية للتوحد بناءا على دراسة مسحية الكترونية
مقدمة :
تهدف هذه الورقة الى تقديم رأي استشاري علمي الى السلطات بخصوص تصورات البيئة الاجتماعية الجزائرية ممثلة في اباء وامهات اطفال التوحد في الجزائر الى المنظومة القائمة بالتكفل بأطفال التوحد في الجزائر بكل جوانبها ( التنظيمية _ القانونية _ الهيكلية _ البشرية )
منهج الدراسة والعمل المعتمد : تم اطلاق استبيان الكتروني منظم شارك في انجازه مختصون في علم النفس والاجتماع ومستشارون دوليون في الشؤون الاجتماعية من طرف اللجنة الوطنية الاجتماعية للفيدرالية الوطنية للتوحد في شهر أفريل ) رمضان ) 2021 حيث طلب من الاباء والامهات الاجابة على مجموعة من الاسئلة تضمنت المحاور التالية :
_ المعلومات الشخصية ( العمل _ العلاقة الزوجية _ السكن _ الصعوبات المالية _ عدد الاولاد _ نمط الاسرة )
_ طريقة التكفل بالأولاد التوحديين ( عدد ساعات التكفل _ نوع المركز عام او خاص _ درجة الرضا عن التكفل )
_ تمدرس الاطفال التوحديين ( الايجابيات _ الصعوبات _ المصاريف _ درجة الرضا على ظروف تمدرس اطفال التوحد في الجزاير )
_ مطالب وامال الاولياء من السلطات والجمعيات الناشطة في المجال
المشاركون في الدراسة حسب معلوماتهم المصرح بها : شارك في الدراسة 683 أب وأم تميزا بالخصائص التالية :
_ بالنسبة للعمل :
الصفة النسبة
عامل 83.3%
بطال 16.7%

_ بالنسبة استقرار العلاقة الزوجية :
الصفة النسبة
مستقر 66 .7%
منفصل 33.3%




_ بالنسبة لتسجيل الابن في مركز خاص بأطفال التوحد :
الصفة النسبة
غير مسجل في مركز 66 %
مسجل في مركز 33 %

_ بالنسبة لدرجة الرضا على مستوى اداء المراكز الحكومية للتكفل بأطفال التوحد :
الصفة النسبة
راضي 00 %
غير راضي 100 %

_ بالنسبة لادماج الطفل التوحدي في المدرسة :
الصفة النسبة
تمكن من ادماج ابنه 12 % ( منهم 65 بالمئة في مدارس خاصة)
لم تقبل اية مدرسة ابنه 88 %




_ بالنسبة لاستفادة عائلة الطفل التوحدي من دعم نفسي او مالي سابق:
الصفة النسبة
سبق له تلقي دعم نفسي 14 %
سبق له تلقي دعم مالي 00%
لم تقبل اية مدرسة ابنه 86 %
نتائج الدراسة :
خلصت الدراسة الى النتائج التالية :
• لا توجد مراكز كافية تتكفل بأطفال التوحد في الجزائر حيث تقع كل المراكز ضمن المحيط الحضري مما لا يمكن اطفال مناطق الظل والمناطق الريفية من الالتحاق بها
• المراكز الموجودة مكتظة
• المراكز الموجودة غير متخصصة في التوحد بل شاملة لكل اطفال الذين يعانون من مشاكل نمائية
• المراكز الموجودة لا تخدم خدمات شاملة والاولياء ليسوا راضون عنها تماما
• المراكز الموجودة والمدارس لا تشرك الاولياء والجمعيات في التسيير فهي هياكل منفصلة عنهم
• أطفال مناطق الظل محرومون تماما من هياكل التكفل
• يرى الاولياء ان المعلمون غير موهلين للتعامل مع الطفل التوحدي وهناك دوما مشاكل بين الاباء والمعلمين
• يرى الاولياء ان البرنامج الدراسي واحد للطفل التوحدي والعادي وهذا امر غير مقبول من وجهة نظرهم فهم يريدون ساعات دراسة وبرامج دراسة مكيفة
• رضا الاولياء عن جمعيات حقوق الطفل التوحدي لا تتجاوز 16 بالمئة منها الفيدرالية
المقترحات : بناءا على ما سبق تقترح اللجنة الوطنية الاجتماعية للفيدرالية الوطنية الجزائرية للتوحد ما يلي :
• تثمين جهود الحكومة الجزائرية المبذولة لحد الأن بخصوص إدراج ملف التوحد ضمن ملفات الوزير الاول وتجاوزه عقبة القطاعات الوزارية
• تحدد اللجنة الوطنية الاجتماعية للفيدرالية الوطنية الجزائرية للتوحد خمس تحديات كبرى لتحسين الجوانب السلبية السابقة ذكرها وتتمثل هذه التحديات في :
_ الوصول الى تكفل شامل لكل اطفال الجزائر في كل المناطق
_ الوصول الى تكفل مبكر بالطفل التوحدي مجاني ومؤسس علميا بدءا من سن ثلاث سنوات
_ إدارة ملف التوحد ضمن منحى تشاركي مع كل الفاعلين في الميدان بغية توحيد الجهود والوصول الى نتائج ناجعة
_ العمل على تعديل الذهنيات فرديا وجماعيا لخلق قيم عمل مشتركة تسهل تحقيق الاهداف المرجوة
_ وضع اجهزة تنبو واحصاء واستطلاع ومساعدة على اتخاذ القرار تكون الجمعيات والمجتمع المدني قاعدتها العرضية
ولتحقيق هذه التحديثات تقترح اللجنة خارطة طريق تقوم على ثلاث أسس هي :
• اولا : الارتكاز على الجمعيات المتخصصة للوصول الى تكفل شامل بالطفل التوحدي عبر كامل التراب الوطني وفي هذا الاطار تقترح اللجنة ما يلي :
_ تسهيل عملية انشاء هذه الجمعيات على المستوى المحلي حسب الحاجة اليها ( تجاوز اجراءات انشاء الجمعية العادية واختصار الطريق ضمن إجراءات تخفيفية _ اتباع مراحل انشاء مؤسسة ضمن قانون الجمعيات _ )
_دعمها من طرف رؤساء البلديات بتوفير مقرات ملائمة لها ( تقترح اللجنة تحويل محلات الرئيس الغير مستغلة الى هذه الجمعيات لأجل انشاء مراكز لأطفال التوحد تسيرها الجمعيات تحت اشراف السلطات المخولة )
_ توفير الدعم المالي لهذه الجمعيات وذلك بالتكفل بدفع اجور عمالها ضمن صيغة تشغيلية ( عقود ما قبل التشغيل مثلا )
_ توفير الدعم التقني والتكوين المجاني المتخصص لهذه الجمعيات من طرف قطاعات الصحة والتربية والتعليم العالي ضمن مخطط تكوين واحد مشترك لأجل تمكين هذه الجمعيات من تكوين اطاراتها وتوفير طرق تكفل سليمة وعلمية
_ تمكين هذه الجمعيات من المنابر الاعلامية المحلية والوطنية من اجل طرح مشروعها وجلب الاولياء اليها وتشكيل جبهة مدنية موحدة برؤية مشتركة واهداف ثابتة
_ التنسيق بين هذه الجمعيات والمدارس من اجل توفير بيئية تعليمية اجتماعية ملائمة لإدماج الطفل التوحدي حيث تساهم الجمعيات حسب الحاجة في انشاء وتهيئة الاقسام المدرسية المكيفة وتسييرها رفقة البلديات والتضامن الوطني والتربية
_ توفير اطار قانوني لعمل المرافقات للطفل التوحدي في المدرسة وفي هذا الاطار تقترح اللجنة ان يتم منح هذا الملف للجمعيات تحت اشراف التضامن الوطني وتأطير التربية والصحة مع ادراج وظيفة مرافقة ضمن منصب قانوني واضح ويمكن في هذا الاطار الاعتماد على المتخرجين من التخصصات المناسبة ضمن عقود ما قبل التشغيل لتوجيههم للعمل كمرافقات للطفل التوحدي ضمن اطار جمعوي
ثانيا : صياغة اهداف مشتركة بين الفاعلين في الميدان تكون واضحة محددة الزمن والمدة والتكاليف وتشمل العناصر التالية :
_ ادراج مناطق الظل كأولوية
_ العمل التعاوني المشترك بين كل الفاعلين في الميدان
_ تثمين وتطوير المورد البشري
_ تنمية روح المبادرة والتطوع
_ المتابعة المستمرة والتقييم الدوري لمدى تحقق الاهداف مع اكتشاف النقائص واقتراح الحلول
ثالثا : انشاء هيئة وطنية شاملة في شكل مرصد وطني مهيئة دراسات واستشارات ومساعدة على اتخاذ القرار يضم كل الفاعلين في الميدان بدءا بالجمعيات العاملة _ التضامن الوطني _ الصحة _ التربية _ التعليم العالي _ الجماعات المحلية ____ الخ يعني بعمليات المسح وتوفير المعطيات واقتراح الخطط ويضم خبراء وطنيين واجانب

#عزيزو_عبد_الرحمان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات