أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد الإبراهيمي - هل اختلطت المرجعيات، والتقى الشرق مع الغرب؟














المزيد.....

هل اختلطت المرجعيات، والتقى الشرق مع الغرب؟


وليد الإبراهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 6909 - 2021 / 5 / 26 - 09:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نحاول دائما أن نغوص في مكنون الشيء لكي نصدر موقفا سليما مع توالي الاحداث وكثرة المعطيات التي تعرفها الساحة السياسية. إلا أن النبيه فينا كثيرا ما يتريث ليصدر هذا الحكم السليم ما دامت الأمور يطبعها نوع من الضبابية القاتمة والمقصودة من طرف الأعداء الطبقيين، يحاولون قسرا بآلاتهم الإعلامية وضعك بين خيارين لا ثالث لهما، والعديد منا من سقط في مصيدة العدو بدون أن يدرك ذلك، لتبدأ حملات مسعورة من الصراعات الدنشكوكية بين من مع ومن ضد...
ليس اليوم فقط او هذا الحدث بعينه هو الذي امسى قضية نزاع بين مناضلين ينسبون انفسهم للخط الجذري، وليست هي القضية الوحيدة التي سالت عليها الاقلام للدفاع عن وجهة النظر المفترض أنها تكونت بعد مجهود ومتابرة تؤطرها النظرية ويعززها الواقع الفعلي.
ليس الهدف من كل هذا التقديم اجترار الكلام، والثرثرة التي لا فائدة منها، وإنما الوقوف على واقع كثيرا ما نعيشه بين الاحداث التي تتراكم بدون أن نراكم معها تجارب في كيفية التعاطي مع القضايا والأحداث الجديدة التي نصادفها في مسيرة الصراع المرير من أجل الخلاص. وهذا ما يجعلنا امام ملحاحية إعادة طرح السؤال إلى أين نسير؟ ومع هذا السؤال ستتناسل الأسئلة: بما نبدأ؟ ما العمل؟ وكذا دواليك... لنصل إلى إجابة شافية على ما يؤرق أدمغتنا من تساؤلات لابد لنا من أن نكون جديين في طرحها، وعمليين أكثر في الاجابة عليها....
في سنفونية جديدة/ قديمة، ترجل البعض ممن امتطى حصان اليسار في وقت من الاوقات، وبدأوا في خوض غمار نقاش مخلوق عمدا، بين مؤيد ومعارض، ومن يتبنى آراءا جديدة، ووجهة نظر تتمشى مع متطلبات السياسة العامة.
الملاحظ لمن يغوص في أوصال هذه النقاشات، سيجد نفسه مع افكار مثيرة للشفقة، كلها عامة ولا ترقى لمستوى التحليل العلمي ومتطلبات إبداء الآراء من وجهة نظر أو مرجعية محددة، تراعي فيه التدقيق في معطيات الواقع وتحليلها للخروج بخلاصة متكاملة دون السقوط في ردود ال الأفعال، مع مراعاة التطابق الجدلي بين الواقع والفكر الذي تنطلق منه.
ان تمظهرات أزمة اليسار الجذري، نجد جوهرها في واجهتين اساسيتين، النظرية والعملية. فمن الناحية النظرية، والتي تعتبر من أهم المرتكزات التي تنبني عليها الممارسة العملية لأي جهة سياسة كيفما كان شكلها ولونها، فإن المرجعية النظرية هي البوصلة التي يسترشد بها في تطوير حياتنا العملية، ومن جهة أخرى الممارسة العملية تعمل على تطوير ملكاتنا النظرية، وهذا ما يجعلهما في تناغم جدلي دائم. ولكن إن تمعنا جيدا في واقع الحال فسنجد أن العكس هو السائد، حيث اختلطت الدروب وتشابكت المفاهيم والمواقف، حتى أصبح للمنطلقات والمرجع دور ثانوي في الممارسة العملية، وقد نقول أكثر من هذا، أن من يثير النقاش من الناحية النظرية والمرتبطة بالموقف السليم يصبح من عداد الذوغمائيين والخارجين عن "الملة" التي أصبحت هي السائد في زمن الانحطاط بكل المقاييس.
كثرت المفاهيم التي أصبحت متداولة بين من يدعي الانتساب لليسار الجذري، وكثرت "القراءات السياسية" الفردية طبعا، حول الاوضاع والقضايا والمعارك...، فلم نجد لأصحاب النظريات الجديدة أي تموقع في خانة النقيض/البديل الطبقي، فأصبحت للهلوسات والعواطف الجياشة المفعمة بروح الليبرالية "الجديدة" في مقدمة الخواطر التي يحاول من خلالها البعض تسريب نوع من الخطاب الانهزامي/التراجعي المرتدي لرداء براق بشعارات فارغة من كل مضمون، في مسلسل متواصل من الانحطاط على جميع المستويات والاصعدة.
إن الازمة الحالية، هي تفاقم للأزمة التي كانت ولازالت تخيم علينا منذ عقود من الزمن بدون الوصول الى اجابات شافية توصلنا الى بداية الطريق لمرحلة جديدة من تغيير واقع الحال. من الضروري أن تكون البدايات هي المدخل السليم لكنس جميع النفايات التي نخرت جسدا متهالكا كفيروس فتاك، ولازالت تتمظهر بتمظهرات عدة دون أن تعلن لنفسها موطئا مناسبا يليق بها وبموقعها الطبقي الذي يتنافى طولا وعرضا مع الموقع الطبقي لحاملي المشروع البديل.
هذه المرحلة التي نعيش فيها، والوضع الحالي شبيه بتجارب عايشناها في فترات أخرى من تاريخ اليسار، رغم أن هناك اختلافا في التفاصيل، إلا أن مسلسل الإجماع والتجميع يلقي بضلالها في كل التحركات الحالية، فلم يعد هناك نقاط وفواصل وحدود بين هذا وذاك، بين اليساري واليميني، بين الجذري والليبرالي، بين وبين...، وكثرت دعوات التجميع الهلامية بين من لا يجمع، وقد تصل في يوم من الايام إلى الجلوس مع القتلة والمجرمين بذريعية أن لينين يقبل بالمساومات أو شيء من هذا القبيل(فالجلوس مع من جلس مع القتلة ودافع عنهم، ودعوتهم لوحدة الصف، هو طريق مستتر يمشي نحو الجلوس مع القتلة شئنا أم أبينا).
يقول لينين في مكان ما أن الحرية شيء عظيم، لكن باسم الحرية لا تلطخوا اسم الماركسية، والانتماء إلى كنفها، بافكار لا تمت بصلة لليسار ولا للماركسية بصفة نهائية. الحقيقة التي لا مفر منها هي أنه ليس هناك من يسيء لليسار الجذري أكثر ما يسيء له أناس اعتبروا أنفسهم جزءا منه، فأصبحوا ينسبون له خطابات وشعارات وترهات ليس لها أية صلة قرابة بمنطلقه النظري، لنصل اليوم وكما نشاهد في فضاءات التواصل الاجتماعي إلى نوع من القطيعة ما بين اليسار كمشروع سياسي بديل، ومن يتحدث باسمه وينسب له. وهذا ما يستدعي نضالا ضاريا ضد كل الأشكال الدخيلة على اليسار الجذري المغربي، وفضح الانتهازية التي ظلت لصيقة به لسنوات..



#وليد_الإبراهيمي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل اختلطت المرجعيات، والتقى الشرق مع الغرب؟


المزيد.....




- مكالمة حاسمة بين ترامب وبوتين.. فانس: الرئيس سيواجهه بهذه ال ...
- تصريح جديد من البيت الأبيض حول طائرة قطر الفاخرة
- الجيش المصري يعلن سقوط طائرة تدريب عسكرية ومصرع طاقهما
- الجزائر تتوعد فرنسا برد حازم
- حملات مقاطعة وموجة غضب جماهيري تدفع شركة اتصالات مصرية لحذف ...
- زيلينسكي: لا نخشى المحادثات المباشرة مع روسيا ومن المهم ألا ...
- لحظة اصطدام السفينة البحرية المكسيكية بجسر بروكلين
- الرفيق محمد عواد يوجّه سؤالاً إلى كل من السيد وزير العدل وال ...
- قائد الجيش يعين مسؤولا أمميا سابقا رئيسا لوزراء السودان
- خمس سنوات على -بريكست-.. لندن تعيد بناء علاقاتها مع بروكسل


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد الإبراهيمي - هل اختلطت المرجعيات، والتقى الشرق مع الغرب؟