أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد عبد الجليل محمد - تهافت الحداثة الأدبية














المزيد.....

تهافت الحداثة الأدبية


أحمد عبد الجليل محمد

الحوار المتمدن-العدد: 6899 - 2021 / 5 / 15 - 22:33
المحور: الادب والفن
    


الباطل – أحيانا – يفضح نفسه بنفسه، ويبين عن ذاته بلسان نفسه، لا بلسان غيره، فالألسنة هي مغارف القلوب - كما قال الأول- تفصح عما تنطوي عليه وتنبئ عما يعتمل فيها، خيرا كان ذلك أو شرا!
تذكرت ذلك القانون النفسي، الذي لا يكاد يتخلف، عندما كنت أطالع العدد (744) من مجلة العربي الكويتية، وذلك في الركن الثابت منها، الموسوم بعنوان (وجها لوجه). وشخصية الركن لهذا العدد هو الشاعر سمير درويش، يقف في مواجهته، محاورا ومناقشا، شاعر مصري آخر، أحمد اللاوندي.
ومما لفت نظري – في ثنايا تلك المواجهة- فقرتان جرتا على لسان الضيف، سمير درويش؛ جاءت أولاهما في سياق رده على سؤال المحاور عن وجهة الحركة النقدية العربية، جاء فيها: (... أول دراسة معتبرة كتبت عن شعري كتبها الناقد والمترجم السوري الكبير د. منذر العياشي في جريدة الرياض السعودية عام 1992، كان يتناول قصيدة لي اسمها "العرافة والعطور السحرية"، على اسم موسيقى باليه لعمر خيرت، كانت نشرت قبل أسبوع واحد في المكان ذاته.
اشتريت الجريدة ومكثت أسبوعا أعيد قراءة المقال، وأعيد قراءة بعض الفقرات أكثر من مرة لأفهم ماذا يريد أن يقول...وبالفعل أعدت اكتشاف قصيدتي بهذا المقال، واستفدت منه كثيرا...)
وهذه الفقرة – والله - شهادة إدانة فاضحة لما يسمى بالنقد الحداثي، لا يدخلها الشك، ولا يمكن أن تنالها معاول النقض، لأنها تدخل في باب (وشهد شاهد من أهلها). وحاصل ما نخرج به من هذه الفقرة هو أن هذا الشاعر الذي هو – وفق ما جاء في ترجمته القصيرة التي أثبتت في صدر المواجهة- واحد(من أبرز شعراء جيل الثمانينيات في مر، وأحد أهم الشعراء الذين يكتبون قصيدة النثر في الوقت الراهن على (المستوى العربي.) – والقوسان من كيسي -. ... وهو عضو مجلس إدارة اتحدا الكتاب المصري منذ مارس 2018، عمل رئيسا لتحرير مجلة الثقافة الجديدة منذ سبتمبر 2016 حتى سبتمبر 2018، وهو رئيس تحرير سلسلة "الإبداع العربي" التي تصدرها الهيئة المصرية العامة للكتاب...الخ)- أقول أن هذا الشاعر/ الكيان الضخم العملاق - وما يسبق به اسمه ويلحق من ألقاب ووظائف ثقافية بلغت المنتهى و الغاية التي ليس وراءها غاية في الرفعة والسمو – ظل هذا المسكين أسبوعا كاملا غير منقوص يقرأ تلك المقالة النقدية – أو الخطاب النقدي بلغتهم الحداثية – التي يرجى منها أن تسهم في إضاءة جوانب النص المعتمة، وفك ألغازه، وكشف طلاسمه، فلم يفهم منها شيئا ولم يقف منها على معنى محدد واضح يطمئن إليه! ولكنه في نهاية كلامه – في عملية تملق مكشوف متبادل بينه وبين الناقد الحداثي، وفي محاولة لحفظ ماء وجهه ووجه صاحبه ونفي العبث عما كتب هو وعن تأويل ما كتب معا – يقول: (وبالفعل أعدت اكتشاف قصيدتي بهذا المقال، واستفدت منه كثيرا.)
فماذا يفعل المتلقي الغير مثقف المخاطب والمقصود – بصفة أولية- بهذا النقد حيال هذا الخطاب النقدي الذي عجز عن استكناه معناه منتج النص نفسه والذي هو – بشهادة المجلة نفسها – من الثقفين المعدودين لا على المستوى القطري المصري فحسب، بل على المستوى العربي الواسع المتراحب؟!
يقول الشاعر، ضيف الزاوية، سمير درويش، في تصريح آخر، جاء في تلافيف تلك المواجهة الشهرية- : (إنني أستطيع أن أقول لك: إن تجربتي ليست أكثر من محاولات للتعبير عن ذاتي، دون أن تطمح إلى أكثر من ذلك.) هذا التصريح - الذي يقرر فيه الشاعر أن شعره هو محض تعبير عن ذاته، وما تموج يه من أفكار ومشاعر وقيم وأحاسيس...إلخ – ينفي الشك – قطعيا – في صحة ما رمينا به الشاعر من كذب وتلمق لصاحبه الناقد حينما ادعى في ذيل الفقرة السابقة أنه أعاد اكتشاف قصيدته التي يقرر – في هذا التصريح الخير – أنها وجميع أخواتها تعبر عن ذاته التي بين جوانحه؛ إذ كيف ينفق أسبوعا كاملا موفورا في محاولة فهم نص من المفترض أنه يفتح ما استغلق من جوانب قصيدته التي يزعم أنها تعبر عن ذاته وتجليها؟؟!!
أما الفقرة الأخرى - التي تفضح هذه المرة النص الأدبي الحداثي نفسه – فقد جاءت على لسان ضيف الزاوية، سمير درويش، حين سأله محاوره عن إشكاليات ترجمة الشعر، فقال الضيف:(مترجمتي إلى الانجليزية هي اللبنانية سوسن الفقيه، ...لم يمر يوم إلا وأرسلت لي المترجمة تسألني ماذا قصدت بهذه وبتلك، وكنت – ولا أزال – أجد مشقة في التوضيح، لأن هذه الأشياء تكون عصية على الشرح أحيانا، لكنني أجتهد قدر استطاعتي، وهي تدرك ما أريد بحكم ثقافتها الواسعة.) فالمترجمة هنا تنتمي وتضرب بجذورها في نفس التربة الثقافية الحضارية التي ينتمي إليها الشاعر، فهي ليست ابنة الثقافة اللاتينية الغربية، أو تلك الشرقية؛ وهي ذات ثقافة واسعة أثبتها لها شاعرنا، ومع ذلك فهي لا تفهم ما يقوله الشاعر، ولا تستطيع الاهتداء إلى معنى ما يسطره في قصائده التي يزعم - كما أسلفنا – أنها تعبير عن ذاته، فهي لا تفتأ تسأله وتستفهم منه معنى ما كتبه من قصائد، لا تفوت يوما دون أن تفعل ذلك! أما العجب الذي لا عجب وراءه هو أن صاحبنا الشاعر يجد مشقة في فهم معنى ما يكتبه لأن ما يسطره، لأن (هذه الأشياء تكون عصية على الشرح أحيانا)، بنص كلامه!
وحاصل ما نجرج به من الفقرة الأولى أن النقد الحداثي هو مجرد طلاسم فاقدة المعنى، حتى أنها تستغلق على جهابذة مثقفي عالمنا العربي! وحاصل الفقرة الثانية هي أن الشعر الحداثي هو لون من العدم والتعمية التي لا يستطيع فتح مغاليقها وفهمها حتى كاتبوها أنفسهم! الحداثة – إذن – نوع من الدجل والكذب والمجاملة والتملق الرخيص؛ طرفاه المبدع والناقد!



#أحمد_عبد_الجليل_محمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تهافت الحداثة الأدبية


المزيد.....




- سينما الجرأة.. أفلام غيّرت التاريخ قبل أن يكتبه السياسيون
- الذائقة الفنية للجيل -زد-: الصداقة تتفوق على الرومانسية.. ور ...
- الشاغور في دمشق.. استرخاء التاريخ وسحر الأزقّة
- توبا بيوكوستن تتألق بالأسود من جورج حبيقة في إطلاق فيلم -الس ...
- رنا رئيس في مهرجان -الجونة السينمائي- بعد تجاوز أزمتها الصحي ...
- افتتاح معرض -قصائد عبر الحدود- في كتارا لتعزيز التفاهم الثقا ...
- مشاركة 1255 دار نشر من 49 دولة في الصالون الدولي للكتاب بالج ...
- بقي 3 أشهر على الإعلان عن القائمة النهائية.. من هم المرشحون ...
- فيديو.. مريضة تعزف الموسيقى أثناء خضوعها لجراحة في الدماغ
- بيت المدى يستذكر الشاعر القتيل محمود البريكان


المزيد.....

- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد عبد الجليل محمد - تهافت الحداثة الأدبية