أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عبد الأمير الربيعي - هذا هو موفق محمد شاعر الوجع العراقي














المزيد.....

هذا هو موفق محمد شاعر الوجع العراقي


نبيل عبد الأمير الربيعي
كاتب. وباحث

(Nabeel Abd Al- Ameer Alrubaiy)


الحوار المتمدن-العدد: 6898 - 2021 / 5 / 14 - 10:55
المحور: الادب والفن
    


ما أن تنقضي المسافات الزمنية بين مرحلة الطفولة والنضج، حتى يبدأ الإنسان يواجه ملء مسامعه التساؤل عن معنى اسمه الذي يرافقه مثل ظله، وقد تزامنت الخطات ولادة موفق محمد سنة 1948م، وفي مقطع من قصيدة (غزل حليّ) يوثق بعضاً من تفاصيل ولادته:-
أنا أحبُ الحلةَ لأني ولدت على بعد
موجتين من نهرها فجراً
لكن والدة الشاعر الكبير موفق محمد قد تسنمت زمام مسؤولية العائلة بعد وفاة زوجها، وتفانت في رعاية الأسرة، وحملت في دواخلها صلابة الأب وعنفوانه، ولم يغب عن بالها هواجس الوفاء لتحقيق رغباته وتطلعاته، فقامت بتسجيله في المدرسة الشرقية الابتدائية سنة 1954م، يقول الشاعر وفاءً لوالدته:-
أنا الفقير لله موفق بن بدرية بنت عبد الله
التي تزقزق النجوم في شيلتها
يعتز الشاعر بمكان ولادته ومحلته كسائر أبناء المحلات الحلية القديمة، في هذه المحلة التي يترابط أبنائها بالألفة والمحبة داخل تلك الأزقة الضيقة، وآذان مسجدها المسموع في كل أرجاء المحلة، وصوت رنين مدرسة الشرقية اليدوي. كل هذا التوثيق يوثقه الباحث والكاتب أحمد الناجي في كتابه الموسوم (هذا هو موفق محمد) الصادر عن دار الفرات للثقافة والإعلام في بابل، الكتاب تضمن (410) صفحة من القطع الوزيري، الكتاب ذات طباعة جيدة خالي من الأخطاء الطباعية والإملائية وذات لغة عالية وجميلة تليق بمكانة الشاعر موفق محمد، هذا الشاعر الذي صدعت حنجرته بالحزن والجرح المثخن بالطبائع بفقدان ولده البكر في الانتفاضة الشعبية عام 1991م، في تلك اللحظة التي تسرب الحزن إلى روحه وملأ حياته التي انفتحت على ضراوة الوجود القاسية.
يذكر أحمد الناجي في كتابه حول محلة الطاق مسقط رأس الشاعر في صفحة 44 : "في محلة الطاق حتى يومنا الحاضر، تحف بها البيوت الأبهة المزدانة بفنون الزخرف والشناشيل والأراسي، وليس بعيداً عن مسكنه حسينية ابن طاووس التي آلت إليها مواكب العزاء بعد أن كان ملتقاها بيت السادة القزاونة، وقد خصها الشاعر بنص شعري جميل (محلة الطاق) كتبه سنة 2007م.
كان للأستاذ سعدي علوش في مرحلة المتوسطة تأثير إيجابي على الشاعر، "الذي كان له دور هام في تشجيعه على حفظ الشعر وإلقائه.. وهكذا انغرست بذرة القراءة" ص48. وفي عام 1963م تتوطد علاقة حميمية بين موفق والشعر الشعبي، يتابع ويقرأ ويحفظ، ولم يأتِ ذلك من فراغ، "فكثيراً ما كانت الأم وهي ابنة (عبد الله الجزائري) الشاعر الشعبي المعروف في مدينة النجف منتصف القرن العشرين" ص51. فالشاعر موفق محمد "الجرأة ديدنه، يصرخ بما يستشرف في احساسٍ مرهف، معلناً عما يعتمل في دواخله من مشاعر حقيقية حول التصفية الجسدية التي طالت صديقه مدرس اللغة العربية الشيوعي (حميد الصكر) من قبل السلطة آنذاك، فكانت قصيدته المعنونة (حصار) التي قرأها منتصف السبعينيات في قاعة اتحاد الأدباء في بغداد، جاء فيها: ص98
وقد حاصروك كثيراً
يطاردك المخبر الملتحي في الصباح
يسجل لون القميص الذي ترتديه
وكيف ترد التحية
ويصحبك سراً
وتمضي إلى الدرس دون اكتراث
عندما تشتد حملات السلطة القمعية أواخر السبعينيات، وفي صفحة 106 يذكر الناجي حول تأثير السلطة على الادب والثقافة قائلاً: "وتدور عجلة استلاب ومصادرة الحريات، فتمتد تأثيرها على الثقافة عموماً ما تطال منتجيها من المبدعين، وظل شاعرنا في تلك الأثناء يعيش الاحساس بالاغتراب، ويشعر بالضيق والاختناق، جاءت قصيدته بعنوان (المنقذ) نزفتها شفاهه سنة 1979م، وهو يعيش مغالبة مع الرقيب الذي يحياه... فكان الشعر ملاذه الذي يضخ فيه الأمل، ويستدعي احلامه المرتجاة قائلاً:
شخصٌ ما
يدعى ابن محمد
ترك الرأس هنا والأطراف
ولف القلب
وغادرني
أو أبحث عنه
أم أبقى منتظراً
يبحثُ عني
لقد وثق الباحث أحمد الناجي كل صغيرة وكبيرة عن حياة الشاعر الأدبية وسيرته الذاتية في كتابه الثري هذا، الذي حفل بتجربة شعرية إبداعية من طراز خاص، تجربة تحلق في الخيال لتحكي عن الواقع، فخرجت على وقع الوجع والجرأة وعبرت نطاق التقليد والرؤية الذاتية العميقة، وتناولت المرئي واللامرئي، فشكلت سردية مدهشة منسوجة على نول التمرد، وتبقى حياة موفق محمد الذاتية والأدبية جديرة بالقراءة والتحليل والنقد لكونها ثقافة خاضعة للبعد النسبي.



#نبيل_عبد_الأمير_الربيعي (هاشتاغ)       Nabeel_Abd_Al-_Ameer_Alrubaiy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المدََّعوّن للمهدوية في العراق بعد عام 2003 بين الحقيقة والأ ...
- قراءة في كتاب (حصن أسامة، لمحات من ذاكرة قرية الحصين). للباح ...
- سعد علي يبحر عبرَّ بوابة الفرج لعالم الإيماءات الإسلامية
- سليمان غزالة رائد المسرح الشعري في العراق
- سيرة المناضل عبد الجبار علي جبر الشمري (أبو هادي) / بابل تغس ...
- الحضارة البابلية وتأثيرها على تدوين كتاب التوراة
- صدور كتابي الموسوم ( الشيوعيون اليهود وعصبة مكافحة الصهيونية ...
- قراءة في كتاب جمهرة الألفاظ العامية العراقية للباحث والمترجم ...
- الطفولة واللسان والفطرة
- طقوس الحب المقدس
- تاريخ الديانة المسيحية في الموصل
- الزواج والعلاقات الاجتماعية عبرَّ التاريخ
- غالب العميدي وصدور مذكراته (حُلوٌ ومُر من سنواتِ العُمْر)
- صدور كتابي الموسوم (البْابِية والبَهائية في العِرّاقُ ... در ...
- بذور الفكر الصهيوني في العراق
- هادي جبارة الحلي رائد المسرح الشعري الشعبي في العراق
- الدكتور رشيد معتوق طبيب الإنسانية
- عبد الله الدلوي الإنسان الذي ترك ذكراً طيباً
- قراءة في كتاب المعبد في وادي الرافدين للدكتور نصير الحسيني
- هادي شاكر أبو دية... وسيرة مناضل أممي


المزيد.....




- اختيار اللبنانية نادين لبكي ضمن لجنة تحكيم مهرجان كان السينم ...
- -المتحدون- لزندايا يحقق 15 مليون دولار في الأيام الأولى لعرض ...
- الآن.. رفع جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024 الشعبتين الأ ...
- الإعلان الثاني.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 158 على قناة الفجر ...
- التضييق على الفنانين والمثقفين الفلسطينيين.. تفاصيل زيادة قم ...
- تردد قناة mbc 4 نايل سات 2024 وتابع مسلسل فريد طائر الرفراف ...
- بثمن خيالي.. نجمة مصرية تبيع جلباب -حزمني يا- في مزاد علني ( ...
- مصر.. وفاة المخرج والسيناريست القدير عصام الشماع
- الإِلهُ الأخلاقيّ وقداسة الحياة.. دراسة مقارنة بين القرآن ال ...
- بنظامي 3- 5 سنوات .. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 الد ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عبد الأمير الربيعي - هذا هو موفق محمد شاعر الوجع العراقي