أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن الشامي - خطبة الجمعة.. قصة قصيرة














المزيد.....

خطبة الجمعة.. قصة قصيرة


حسن الشامي

الحوار المتمدن-العدد: 6896 - 2021 / 5 / 12 - 23:45
المحور: الادب والفن
    


قال الشيخ لنفسه استعدادا لصلاة الجمعة الأخيرة من شهر شعبان وقبل شهر رمضان المبارك :
ـ غدا..أخر يوم جمعة في شهر شعبان.. ستكون الخطبة عن البر والإحسان.. وعن جنات عدن التي تجري من تحتها الأنهار جزاء الأبرار المحسنين الصالحين..
............

سيحاول أن تكون خطبة جيدة.. يحشد فيها كل المعاني التي تحث على البر وتدعو للإحسان.. وسيختار كل الكلمات الضخمة التي يبرع في إلقاءها بصوته الناعم وأداءه المتميز الذي يشهد له جميع المصلين وحتى خطباء المساجد بالمنطقة..
فمما لا شك فيه أنه يحسن مخارج الألفاظ.. ويجيد المد والغن والإخفاء والإدغام عند تلاوة القرآن الكريم.. وستكون هذه الخطبة أفضل خطبة يلقيها على الناس.
............

سينادي على المصلين "أيها المؤمنون.. ليشعرهم بالتقوى والإيمان"..
لا.. لا.. فلتكن "إخواني المؤمنون" ليكونوا جميعهم أكثر قربا إليه..
أجل.. أجل.. ويستحسن أن تكون "يا أتباع سيدي رسول الله عليه الصلاة والسلام"..
سوف يثني على الله كثيرا ويحمد فضله وعدله.. ويصلي على رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وعلى أل بيته الكرام.. مصابيح الأنوار ومفاتيح الأسرار..
سوف يذكر الناس بآيات الله البينات.. وأحاديث الرسول.. وروايات السلف الصالح المتفق عليها والتي تعمر بمعاني البر وتحض على الإحسان..
............

يوم الجمعة غدا.. سيشهد تحولا كبيرا في حياته..
سيحس فيه الناس أن مولانا أجاد اليوم مثلما يجيد كل جمعة بل أجاد أكثر من أي يوم..
سيجلسون بعد انقضاء الصلاة حوله.. ويقولون له : "زدنا يا مولانا من حديثك العذب"..
سيتحلقون حوله حلقات كبيرة.. تملأ المسجد عن آخره على الأقل إذا لم يكن هناك من يجلسون خارجه..
سيمتلأ صندوق التبرعات بالنقود.. سيضع كل مصل فيه ما يستطيعه رغبة في نيل الثواب من عند الله.. والله عنده حسن الثواب..
............

سوف يضع كل منهم نقوده وهو منشرح الصدر لأنه يعلم تمام العلم أن الحسنة بعشرة أمثالها.. وأن الأبرار المحسنين تنتظرهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها..
............

أول مرة ينشغل بخطبة الجمعة كل هذه المدة الطويلة.. من أول الأسبوع وحتى الآن.. وهو مشغول هكذا بإعدادها.. يقرأ كثيرا.. ويدون كثيرا.. ويحاول الحفظ حتى لا ينسى أو يتلعثم
............

ينهر زوجته إذا ما حاولت صرف انتباهه قليلا لتحدثه عن المنزل وطلباته.. ومصروفات الأولاد العديدة وطلباتهم التي لا تنتهي.. والنقود التي لم تعد تكفي..
............

"معذورة.. زوجتي لا تعلم أن طلباتها الكثيرة لن تجاب إلا إذا أفلحت في إعداد الخطبة وإلقاءها وحث الناس على أن يتبرعوا أكثر..
هذه الخطبة التي أعلق عليها أمالي في التغلب على هذه الضائقة المالية التي نعاني منها الآن..
كيف تعلم زوجتي ذلك وهي لا تهتم مثل كل النساء من أين جاءت النقود.. وكم بذلت من جهد.. ولكن الذي يهمها ويشغل بالها بالدرجة الأولى هو أين ومتى وكيف تنفق تلك النقود !!!"..
............

قضى سحابة اليوم كله في التفكير في أثر هذه الخطبة بين أقرانه من أئمة المساجد المجاورة.. سيذهلون جميعا ويتساءلون كيف استحوذ على اهتمام هذا الجمع من المصلين ؟
ومن يدري ريما جاءوا هم أيضا يستمعون ويسألون كعامة الناس !!
............

بعد صلاة العشاء..
عاد إلى منزله مشغولا بخطبة الغد..
قدمت زوجته العشاء إليه..
رفض أن يأكل ريثما يلقي نظرة أخيرة على خطبة الجمعة..
استمر انشغاله بها إلى منتصف الليل..
وعندما طلبت منه زوجته النوم.. نهرها بشدة..
كيف تطلب منه النوم وهو على تلك الحالة من الانشغال بخطبة الجمعة ؟!!
............

سوف يذكر الناس غدا بالمعاني التي كثيرا ما انشغلوا عنها بأمور الدنيا.. فالناس في هذه الأيام بعيدون عن دينهم لا يذكرونه إلا عند صلاة الجمعة..
سوف يلقي عليهم غدا خطبة يذكرونها مدى الأيام.. تعيدهم إلى دينهم الصحيح.. وتؤنبهم على ما فاتهم وتستميل فيهم جوانب الخير.. فيتبرعون بنقودهم عن طيب خاطر..
............

وعندما صعد فوق السرير..
حاول جهده ألا يوقظ زوجته النائمة..
ولكنه وجدها لا تزال يقظى..
ذكرته أن اليوم هو يوم الخميس.. وهل نسي ذلك ؟!!
فأشاح عنها بوجهه وتقلب على الجانب الآخر..
وأخبرها أنه متعب اليوم.. وفي حاجة شديدة إلى الراحة ليستعد لخطبة الجمعة !!
............



#حسن_الشامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجرد إجراءات.. قصة قصيرة
- رؤية نقدية للمجموعة القصصية -مجرد إجراءات- للقاص / حسن الشام ...
- دور وسائل الإعلام والأسرة في تشكيل الوعي الاجتماعي
- رواية الضباب الجزء السادس والأخير
- رواية الضباب الجزء الخامس
- رواية الضباب الجزء الرابع
- رواية الضباب الجزء الثالث
- رواية الضباب الجزء الثاني
- رواية الضباب
- تقديم عبد العزيز شرف لرواية الضباب
- المشكلات التي تواجه العرب والمسلمين.. ما العمل؟
- زيادة التوعية المجتمعية بالديمقراطية في مصر
- الخبراء يتساءلون هل يمكن دمج الإخوان المسلمين في المجتمع الس ...
- تقرير لجنة التحقيق وتقصي الحقائق بشأن الأحداث التي واكبت ثور ...
- دور القطاع الخاص في دعم الديمقراطية.. مصر نموذجا
- هل ينجح مخطط برنارد لويس لتفتيت العالم العربي والإسلامي؟
- الاستراتيجيات البديلة للاستثمار في البورصة المصرية
- الاقتصاد المصري.. إنجازات وتحديات في ظل جائحة كورونا
- تعزيز مشاركة المرأة العربية في الحياة العامة
- التحول الديمقراطي ومشاركة الأحزاب المصرية في الانتخابات


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن الشامي - خطبة الجمعة.. قصة قصيرة