أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى إنشاصي - القدس مركز الهجمة والأقصى قلبها (1-2)















المزيد.....

القدس مركز الهجمة والأقصى قلبها (1-2)


مصطفى إنشاصي

الحوار المتمدن-العدد: 6895 - 2021 / 5 / 11 - 19:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تقبل الله طاعتكم وكل عام وأنتم بخير، نسأل الله النصر لأهلنا في بيت المقدس، والسلامة لأهلنا في غزة وبقية الوطن، رأيت أن أنشر المقالة الأخيرة على جزئين، وأعنونها بذلك العنوان، للارتباط الوثيق بين أحداث الأقصى اليوم ومخططات الغرب والصهيونية قبل أكثر من مائة سنة!

اليوم انتهت الحروب الصليبية!
دخل قائد الجيش البريطاني (أللنبي) بتاريخ 11/12/1917 القدس محتلاً لها، حيث ترجل ماشياً إلى قلب المدينة "كأنه يحاول التشبه بما فعله الخليفة العادل عمر بن الخطاب منذ أكثر من ألف سنة"! وعندما أشرف أللنبي على كنيسة القيامة (المسيحية) قال قولته المشهورة: "اليوم انتهت الحروب الصليبية" ! وأسوأ مما قال قاله القائد الفرنسي المتعجرف غورو عند دخوله دمشق محتلً، وقف على قبر صلاح الدين الأيوبي وهو واضعاً قدمه على قبره وقال: "ها نحن عدنا يا صلاح الدين" ! وأرسل لويد جورج رئيس وزراء بريطانيا إلى أللنبي مهنئاً له إحراز النصر ومعلناً انتهاء: "الحرب الصليبية الثامنة"! وكتبت جريدة نيويورك هيلارد على صفحتها الأولى بتاريخ 11/12/1917 وهو يوم احتلال القدس بالخط العريض: بريطانيا تنقذ القدس بعد 673 عاما من المسلمين"!
لم يكن أللنبي وحده الذي دخل القدس عام 1918م؛ لكن الذي دخل يومها هو (وعد بلفور المشئوم) مؤتزراً بتحالف الصليبية والصهيونية! وتجلي ذلك التحالف بإلغاء الخلافة عام 1924م، حتى يتمكن من استئصال قلب الأمة، فلسطين، وغرس خنجره المسموم (الدولة اليهودية) فيها. لقد أكد دخول اللنبي القدس وحدة الهدف والغاية عند الغرب على اختلاف مذاهبهم وطوائفهم وعمق الحقد الصليبي على الإسلام، ويتجلى ذلك في موقف ألمانيا القيصرية الصديق الحميم للدولة العثمانية، زعيمة دول المحور وحليفتها في الحرب العالمية الأولى وعدوة بريطانيا زعيمة دول الحلفاء، التي لم تخف فرحتها بسقوط القدس في يد الجيش البريطاني وخروجها من يد حليفتها تركيا!
ولقد "بلغ من تجلي معنى الصليبية أن أجراس الكنائس في برلين قد دقت فرحاً عشية دخول أللنبي القدس ويقول محمد كرد على: إن الكنائس جميعها في القدس بما فيها كنائس الألمان اشتركت في إعلان الابتهاج بذلك اليوم وكان البابا في روما قد دعا أتباعه في العالم بأسره وكثيرون من الألمان والنمساويون في الدول المحاربة مع تركيا أن يقوموا تقديم الشكر لله بمناسبة احتلال القدس وحثهم على ألا يسعى أحد منهم أبدا لإعادتهم إلى تركيا" .
كما يتجلى موقف ألمانيا المعادي للإسلام في موقف (أدولف هتلر)، فقد جاء في مذكرات أميل الغوري وهو نصراني غير مسلم كان سكرتير للهيئة العربية العليا لفلسطين التي كان يرأسها مفتي فلسطين الحاج محمد أمين الحسيني رحمه الله، أنه أثناء الحرب العالمية الثانية، عندما التقى الحاد أمين الحسيني هتلر، اقترح عليه تأليف جيش متطوع من مسلمي شمال أفريقيا للحرب إلى جانب ألمانيا، فقال هتلر: لا، أنا لا أخاف الحلفاء ولا أخاف الشيوعية ولكني أخاف من الإسلام لو انتصر وحكم !
ونعود لمواقف الفاتيكان المعادية للإسلام "وهي التي جعلت بابا الفاتيكان يلقي بثقله عام 1949م خلف الطلب الذي تقدمت به (دولة إسرائيل) لتصبح عضواً في هيئة الأمم المتحدة، وكيف أشار على الدول الكاثوليكية بأن تصورت بالموافقة على الطلب وقال: إنه مقتنع بأن (إسرائيل) ستكون وفيّة بوعدها وتعهدها بأن تكون القدس مدينة مصونة ومفتوحة لأصحاب الديانات الثلاث! وضمنت بذلك دولة العدو ثلثي الأصوات المطلوبة وأصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 11 مايو/آيار 1949م قرارها بانضمام إسرائيل إلى هيئة الأمم المتحدة وبأغلبية كبيرة..." !
وأظن أن فتوى الفاتيكان عام 1965 التي تبرئ اليهود من دم المسيح لم يجف حبرها بعد وإقامة علاقات دبلوماسية مع الدولة اليهودية لا تزال جديدة وساخنة وماثلة للعيان.
أما بعد الاحتلال الصهيوني للقدس عام 1967، كتب راندوف تشرشل حفيد السياسي البريطاني تشرشل الذي دفع السياسة البريطانية لإرساء دعائم الكيان اليهودي في فلسطين: "لقد كان إخراج القدس من سيطرة الإسلام حلم (المسيحيين) واليهود على السواء، إن سرور (المسيحيين) لا يقل عن سرور اليهود، لأن القدس خرجت من أيدي المسلمين ولن تعود إلى أيدي المسلمين في أي مفاوضات مقبلة بين اليهود والمسلمين" !
أما جان بول سارتر الفيلسوف الوجودي الفرنسي الجنسية الذي لا يقيم وزناً للمعتقدات الدينية وقيمها يخرج مظاهرات في باريس قبل حرب عام 1967م لجمع التبرعات للصهاينة حاملاً لافتات كتب عليها (قاتلوا المسلمين) ورافعاً بذلك شعار اليهود في بناء حضارتهم العبرانية ! وفد تبرع الفرنسيون بألف مليون فرنك خلال أربعة أيام لتقوية الصهاينة الذين يواصلون رسالة الصليبية الغربية وهي محاربة الإسلام!
وليس أدل على وحدة العداء النصراني للمسلمين مما حدث ما قام به بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية في القدس، التي لازالت تعتبر اليهود قتله المسيح عليه السلام، بحسب عقيدتهم من بيع أوقاف العرب والمسلمين في اكبر وأعرق شوارع القدس القديمة لليهود الصهاينة لاستكمال تهويد القدس وهذه الصفقة كشف عنها في مارس الماضي من هذا العام( ).
فالمشروع الاستعماري الصهيوني المركب وجد فرصة تحققه بعد سقوط الدولة العثمانية حيث بروز العديد من التناقضات الفعلية في المنطقة العربية. "الاستعمار يعزز الوضع الداخلي المتشرذم ويؤسسه ويمنحه فرصة التمرد والتنافر والصراع" !

محاولات يهودية مبكرة لاختراق المسلمين
إدراد الغرب والصهاينة لمكانة وأهمية القدس والأقصى في عقيدة ونفوس المسلمين، وأن الأمة لا تختلف عليهما وتتجاوز كل خلافاتها وتتوحد لأجلهما، سعيا منذ زمن مبكر لتحقيق اختراق في الجبهة الإسلامية لإحداث تأثير عليها لصالح المشروع الغربي - الصهيوني، ويتضح ذلك من خلال بعض المساعي اليهودية لإقامة علاقات مبكرة مع الاتجاهات الإسلامية ذات التأثير السياسي والشعبي في الهند وباكستان، حيث العمق والثقل الإسلامي، والعاطفة والحمية الإسلامية الجياشة، والحراك والتفاعل والتضامن الشعبي القوي مع فلسطين، والعمل من أجل وحدة الأمة سياسياً، ونصرة قضاياها المصيرية.
وفي محاولة من الصهيونية الحصول على موافقة القوى الإسلامية على مشروعها في فلسطين، أو إبداء التعاطف والتسامح معه، "بإيحاء من بريطانيا مثلاً (أرسل حاييم وايزمان) الزعيم الصهيوني إلى مولانا (شوكت علي) في الهند عام 1924، يعرض عليه سكوت مسلمي الهند على السيطرة اليهودية في فلسطين، مقابل أن تكون القدس للمسلمين، مع ممر يصلها بيافا على المتوسط، وهو أمر رفضه شوكت علي بشدة" . من المعروف أن شوكت على كلن صاحب فكرة المؤتمر الإسلامي العام سابق الذكر، وقد فكر في ذلك منذ عام 1924 هو والحاج أمين الحسيني عندما التقيا في مكة في موسم الحج ذلك العام.
لقد كانت العيون الصهيونية ساهرة على التصدي لأي نزعة إسلامية متضامنة مع فلسطين والقدس منذ زمن مبكر، فقد قامت القوى الصهيونية بتوظيف القوى الدولية المتحالفة معها للتصدي للنزعات الإسلامية التي تحرك مواقف الشعوب الإسلامية في آسيا وإفريقيا، وتبلور رؤيتها لما يجري في فلسطين، وتدفعها للتضامن معها. "ففي الثلاثينيات - القرن الماضي - تدخلت السلطات البريطانية في الهند بإيعاز صهيوني لمنع بعثة فلسطينية جمعت أموالاً لبناء جامعة إسلامية في القدس من تحويل هذه الأموال إلى فلسطين" . الجامعة الإسلامية التي كان مزمعاً إنشائها في القدس هي أحد مقررات المؤتمر الإسلامي العام.
ولا يسعنا إلا أن نختم بقول الشيخ "البشير الإبراهيمي": "وهل يلام العرب بعد هذا – والمسلمون من ورائهم – إذا اعتقدوا أنها حرب صليبية بعض أسلحتها اليهود وأنها ممالأة مكشوفة من الدينين الصالب والمصلوب على الإسلام. وكلمة أللنبي في القدس رنينها مجلجلاً في الآذان وصداها متجاوباً في الأذهان" .



#مصطفى_إنشاصي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بتنازل السلطان عبد الحميد ضاعت فلسطين!
- الجامعة الإسلامية في فكر السلطان عبد الحميد
- البُعد الإسلامي في الصراع
- ما لا تعرفه عن الهُكسوس! (4-4)
- لا تعرفه عن الهُكسوس! (3-4)
- ما لا تعرفه عن الهُكسوس! (2-4)
- ما لا تعرفه عن الهُكسوس! (1-4)
- خطأ مصطلح فلسطين التاريخية ...؟! (2-2)
- خطأ مصطلح فلسطين التاريخية ...؟! (1-2)
- غزة مقبرة الدولة الفلسطينية! (4-4)
- غزة مقبرة الدولة الفلسطينية! (3-4)
- غزة مقبرة الدولة الفلسطينية! (2-4)
- غزة مقبرة الدولة الفلسطينية! (1-4)
- وعد بلفور وعلاقته بالطائفية ...! (3 -3)
- وعد بلفور وعلاقته بالطائفية ...! (2 -3)
- وعد بلفور وعلاقته بالطائفية ...! (1 -2)
- إبادة جماعية بغطاء دولي وعربي..؟!
- وقف إطلاق النار أولاً ليس سنة إلهية


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى إنشاصي - القدس مركز الهجمة والأقصى قلبها (1-2)