أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - منى شاهين - يوم الارض العالمي















المزيد.....

يوم الارض العالمي


منى شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 6889 - 2021 / 5 / 5 - 20:24
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


بقلم منى شاهين وسليم ابو جبل –

“يوم الأرض” حدث سنوي يُحتفل به في جميع أنحاء العالم في 22 نيسان. كانت المرة الأولى التي اُحتفل به عام 1970. يتضمن الحدث فعاليات تنظمها شبكة “يوم الأرض” في أكثر من 193 بلدًا حول العالم. بدأت فكرة “يوم الأرض” بعد انفجار بئر نفطية في الولايات المتحدة في 28 كانون ثاني 1969 بشكل مفاجئ على ساحل مدينة سانتا باربارا بولاية كاليفورنيا، مُطلقا أكثر من ثلاثة ملايين جالونًا من النفط في الهواء مما أسفر عن مقتل أكثر من عشرة آلاف من الطيور البحرية والدلافين والفقمات وأسود البحر. كرد فعل على هذه الكارثة، حشد نشطاء البيئة أنفسهم لنشر الوعي البيئي وتنظيم نشاطاتهم. كانت البداية بتنظيم يوم الحقوق البيئية في الذكرى السنوية الأولى لكارثة انفجار البئر عام 1970، حيث أُعلنت فيه الحقوق البيئية. ثم تم تحديد 22 نيسان من ذات العام “يوم الأرض”.

من أبرز العبارات التي رافقت الترويج ليوم الأرض كانت ما ابتكره مصمم الملصق لمكافحة التلوث: “لقد التقينا بالعدو وهو نحن!”. شارك في احتفالات يوم الأرض الأولى 100 ألف أمريكي خرجوا للتظاهر لصالح الإصلاح البيئي، وقد أتاح عمدة مدينة نيويورك منتزه “سنترال بارك” ليوم الأرض، بالإضافة لإغلاقه الجادة الخامسة للحدث. في العالم 1990 تم حشد 200 مليون شخصًا في 141 دولة، لدعم القضايا البيئية وأنشطة “يوم الأرض” مما اعطى دفعة كبيرة لجهود إعادة التدوير في جميع أنحاء العالم وساعد في تمهيد الطريق لقمة الأمم المتحدة المتعلقة بالأرض عام 1992 في ريو دي جانيرو. على عكس يوم الأرض الأول في عام 1970، أُطلقت الذكرى العشرين بأدوات تسويقية أقوى. ومنذ ذلك الحين تحتفل العديد من المجتمعات بفعاليات أسبوع الأرض ابتداء من 22- 29 نيسان وهو أسبوع كامل من الأنشطة التي تركز على القضايا البيئية التي يواجهها العالم.

في حين يأتي موعد يوم الأرض العالمي Earth Day في 22 نيسان فإن يوم الأرض الفلسطيني Land Day يصادف في 30 آذار. 22 نيسان هو أيضًا ذكرى سقوط مدينة حيفا وتهجير الغالبية العظمى من سكانها، هذه المدينة التي قطعت النكبة سيرورة تطورها الثقافية والحضارية، تعاني اليوم من تلوث بيئي بسبب الصناعات الملوِّثة. لا يكفي أن يكون البحر أزرق وأشجار الكرمل خضراء، فما يعانيه سكان المدينة وجوارها هو مثال واضح على لامبالاة الحكومات للسلامة البيئية، وفي حالة ما تقوم به إسرائيل فإن الضرر مضاعف!

تأثرت مدينة حيفا بما أصاب الشعب الفلسطيني في النكبة من إفراغ فلسطين التاريخية من معظم سكانها وفقدانهم الأرض. تأثرت بيئتها أيضًا بشكل أكبر بكثير مما لو لم تتم السيطرة عليها من نظام استعماري أيديولوجي مدعوم من الدول الصناعية الكبرى، فحين تلتقي الكولونيالية بالرأسمالية ينتج الضرر بالبيئة. كان الفلسطينيون قبل النكبة بنسبة كبيرة مزارعون حيث كانوا يحصلون على عيشهم من الأرض. بعد التهجير عام 1948، بقيت الأرض تلعب دورًا هامًا في حياة 156 ألف الباقون في أرضهم، كمصدر الأساسي للانتماء.

جاء يوم الأرض الفلسطيني كرد على مصادرة الأراضي التي يملكها ويعتاش منها الفلسطينيون. فتأكيد ملكية الأرض والحفاظ عليها طالما كان مركز الصراع بين الفلسطيني الذي فقد وطنه والحكومة الإسرائيلية التي تريد السيطرة على كافة الأراضي بين النهر والبحر، تمارس ذات الأساليب التي مارسها المستعمرون عبر التاريخ وأبرزهم الغزو الأوروبي للقارة الأمريكية بعد اكتشافها، حيث تم قتل وتهجير ونشر الأوبئة بين السكان الأصليين الذين لم يستطيعوا أن يحافظوا على أرضهم بسبب وحشية الاستعمار الأوربي الذي يحمل عقلية استغلال كافة موارد الأرض – بعد القضاء على أصحابها الأصليين وينتج بالتالي أكبر مسببات أزمة المناخ، فلا تكفيه السيطرة على الأرض، بل يقوم بتغيير معالمها وتلويث أنهارها وهوائها وجعلها غير صالحة للعيش. يحاول الفلسطيني من خلال الوقوف في وجه حكومة إسرائيل التي تحمل ذات الصفات الاستعمارية، أن يحافظ على أرضه وملكيته الخاصة بكل السبل المتاحة ويتركز بالحفاظ على أرضه، فتبقى القضايا الملحة الأخرى كأزمة المناخ أقل اهتمامًا.

يعتبر يوم الأرض حدثاً محورياً في الصراع على الأرض وفي علاقة المواطنين العرب بالمؤسسات الاسرائيلية التي قامت بمصادرة آلاف الدّونمات من أراضي “منطقة الملّ” فحسب قانون الأراضي البور: “كلّ أرض لم يفلحها أصحابها لأكثر من عام يحقّ لإسرائيل مصادرتها وتوزيعها على جهات أخرى تتعهد رعايتها”، وكان سكان المنطقة قد مُنعوا بقرار من الحكم العسكري من دخول أراضيهم الزراعية لمدة تزيد عن عام ما مهد لمصادرة 17 ألف دونم من أجل تحويلها لمنطقة عسكرية تابعة للجيش الإسرائيلي، ترافق القرار بإعلان حظر التجول على قرى سخنين وعرابة ودير حنا وطرعان وطمرة وكابول، بدء من مساء يوم 29 آذار 1976. قوبل حظر التجول بدعوة ليوم من الإضرابات العامة والاحتجاجات ضد مصادرة الأراضي فاندلعت في يوم 30 آذار مواجهات أسفرت عن سقوط ستة شهداء وأُصيب واعتقل المئات.

علاقة الإنسان الفلسطيني بالأرض وأهمية إحياء ذكرى “يوم الأرض” لا تنفصل عن واجب الاهتمام بيوم الأرض العالمي، لأن الاحتباس الحراري كأبرز مظاهر أزمة المناخ يؤثر بالتالي على المعيشة والحياة اليومية. الرابط قوي ومتين وأساسي بين حفاظ المزارع على أرضه في وجه الحكومة المسيطرة وبين حفاظه على سلامة كوكب الأرض من التدهور بسبب ذات الفصيلة من الحكومات في الدول الصناعية الكبرى ومن ضمنها إسرائيل.

سلب الأرض الخاصة للإنسان الفلسطيني أمر واضح المعالم، ينفذ بشكل حازم ويلقى ردة فعل، بينما لا نلاحظ التدمير البطيء لجودة الحياة لكافة سكان الكوكب. قد يلاحظ ذلك من يراقب التغيرات الجوية التي بدأت تحدث، ويطلع ويتابع على ما يجري عبر ما تقدمه الأبحاث والدراسات المتخصصة. إن عدم الاهتمام بأزمة المناخ لدى عامة الناس امر مفهوم طالما لم تتأذى حياتهم اليومية بشكل مباشر كما يتأذون من سلب أرضه التي يزرعونها ويملكونها.

من المتوقع أن يكون العام 2030 لحظة اللاعودة من حيث ارتفاع درجات الحرارة بشكل متسارع في السنوات التسع القادمة حتى يصل إلى 3-5 درجات أعلى من المعدل إن لم نغير اسلوب حياتنا الاستهلاكي وانتاج ثاني اكسيد الكربون، فارتفاع منسوب ثاني أكسيد الكربون بنسبة كبيرة كهذه لم تحدث من قبل في التاريخ البشري حسب ما يؤكده الفحص الأحافيري والجيولوجي، التغيرات المناخية التي تحدث غير اعتيادية! عدا عن تسارع ذوبان الجليد في القطبين الشمالي والجنوبي وارتفاع منسوب مياه البحر وارتفاع حرارة مياهه.. كلها تؤدي إلى خلل بيئي وانقراض حيوانات بحرية وبرية، فكلها لها دورها في الحفاظ على التوازن العام للكرة الأرضية، وسيكون حينها من الصعب عكس الاتجاه نحو تخفيض درجات الحرارة ومعالجة ظاهرة الاحتباس الحراري، إذا لم يكن قد فات الأوان.

ترتبط العدالة المناخية بشكل مباشر مع العدالة الاجتماعية والاقتصادية، وتتجلى الحاجة إلى العدالة المناخية في الدول الضعيفة في الجنوب والفئات المستضعفة في دول الوسط. فأول من سيتضرر من أزمة المناخ هم الطبقات الفقيرة والمحرومة من المصادر والإمكانيات لمواجهة نتائج أزمة المناخ، إضافة إلى ان أحد الأسباب الرئيسية في أزمة المناخ هو استغلال الطبقات الفقيرة والمحرومة، فقد تتأثر الدول المستضعفة أكثر من غيرها، كنقص المياه وجفاف المحاصيل ما سيدفع هجرة سكان الجنوب إلى الشمال لظروف معيشية أفضل، إلى تلك الدول التي تغلق حدودها في وجههم، رغم أنها هي من تسببت بالاحتباس الحراري.

إن من يسبب الأضرار بالدرجة الأولى هم سكان الدول الاقتصادية الكبرى في نصف الكرة الأرضية الشمالي، ممن يعيشون في رفاهية مقارنة مع السكان في النصف الجنوبي لكن تأثير أزمة المناخ عليهم أكبر ويتسارع في كثير من المناطق في أفريقيا وأسيا والشرق الأوسط. في الضفة الغربية أثرّ ارتفاع درجات الحرارة على تسارع التصحر، قلة الأمطار أثرت على منسوب المياه الجوفية فأصبح لزاما على الفلسطينيين شراء المياه من إسرائيل بثمن أعلى. في ذات الوقت ليس لدى الفلسطينيون إمكانية لمواجهة تأثيرات أزمة المناخ، كما قد تستطيع إسرائيل كدولة اقتصادية متمكنة. يسيطر الاحتلال على مصادر المياه في معظم مناطق الضفة الغربية، ومع انعدام العدالة في التوزيع تذهب الحصة الأكبر للمستوطنات رغم أن أنبوب المياه يمر في أراضي القرى الفلسطينية.

الحكومة الإسرائيلية التي تسيطر على الأراضي الزراعية للقرى الفلسطينية هي ذاتها من تشارك حكومات العالم الرأسمالية الكبرى تلوّث كوكب الأرض بالقمامة والتلوث والتصنيع الغذائي دون رادع. عدا عن السلب الأخضر الذي تسيطر من خلاله على الأراضي الفلسطينيين وتحولها إلى محميات طبيعية، الأمر الذي لا يحدث في المناطق اليهودية المجاورة.

هل توجد لامبالاة في المجتمع الفلسطيني بخصوص موضوع البيئة وأزمة المناخ؟ وهل هذا نابع من سيطرة المؤسسات الإسرائيلية على معظم الأراضي الخضراء الطبيعة؟ الضحية لم تعد تشعر أن الأرض هي أرضها المسلوبة فعليا، بعيدا عن الشعار. فأزمة المناخ هي موضوع سياسي بحت رغم ما يحاول الكثيرون نفي ذلك. المسبب الرئيسي له هم أصحاب رؤوس الأموال وحلفائهم من الحكومات التي تسعى إلى الوصول إلى المصادر الطبيعية بأسرع وقت وبأقل تكلفة رغم ما يسبب هذا تلوث وإهدار هذه المصادر بهدف مزيد من الكسب والفوز في التسابق المحموم للإثراء.



#منى_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم الارض العالمي


المزيد.....




- نهشا المعدن بأنيابهما الحادة.. شاهد ما فعله كلبان طاردا قطة ...
- وسط موجة مقلقة من -كسر العظام-.. بورتوريكو تعلن وباء حمى الض ...
- بعد 62 عاما.. إقلاع آخر طائرة تحمل خطابات بريد محلي بألمانيا ...
- روديغر يدافع عن اتخاذه إجراء قانونيا ضد منتقدي منشوره
- للحد من الشذوذ.. معسكر أمريكي لتنمية -الرجولة- في 3 أيام! ف ...
- قرود البابون تكشف عن بلاد -بونت- المفقودة!
- مصر.. إقامة صلاة المغرب في كنيسة بالصعيد (فيديو)
- مصادر لـRT: الحكومة الفلسطينية ستؤدي اليمين الدستورية الأحد ...
- دراسة: العالم سيخسر -ثانية كبيسة- في غضون 5 سنوات بسبب دوران ...
- صورة مذهلة للثقب الأسود في قلب مجرتنا


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - منى شاهين - يوم الارض العالمي