أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف 1 ايار-ماي يوم العمال العالمي: العمال والكادحين بين وباء -الكورونا- و وباء -الرأسمالية- ودور الحركة العمالية والنقابية - عبد السلام أديب - على هامش فاتح مايو لسنة 2021















المزيد.....

على هامش فاتح مايو لسنة 2021


عبد السلام أديب

الحوار المتمدن-العدد: 6885 - 2021 / 5 / 1 - 12:21
المحور: ملف 1 ايار-ماي يوم العمال العالمي: العمال والكادحين بين وباء -الكورونا- و وباء -الرأسمالية- ودور الحركة العمالية والنقابية
    


تعود الذكرى السنوية لفاتح مايو بجروحها وآلامها، في وضع أسوأ للطبقة العاملة، سواء على المستوى المحلي أو الجهوي أو العالمي. فالطبقة العاملة والفلاحين الفقراء الذين يشكلون البنيات التحتية التي يستغلها الاقتصاد الرأسمالي وعصب انتاج فائض القيمة الذي تغتصبه منها العصابات الرأسمالية وبنياتها الفوقية الحاكمة بمختلف مؤسساتها القهرية، وتنقله عن طواعية للرأسمال المالي العالمي. فهذا الاخير تمكن من السيطرة على اقتصاديات بلدان الجنوب عبر استثماراته الخارجية وعبر العقود التي يبرمها مع شركات رأسمالية محلية تحرص على انتاج ما هو مطلوب منها بأبخس التكاليف نتيجة ضغوطها على الأجور الى اقصى حد ومن خلال تجاهل احترام شروط العمل، بل وأيضا عبر إقامة مركبات صناعية سرية أو تفلت من المراقبة القانونية.

إن ما يعمق أكثر هذا المشهد المأساوي، هو التواطؤ المكشوف للأحزاب السياسية والنقابات مع النموذج التنموي الامبريالي وبالتالي تزكية البرامج المملات من طرف المؤسسات الامبريالية. وقد شهدنا كيف خضعت الحكومة الملتحية في بلادنا لشروط صندوق النقد الدولي منذ سنة 2012 بدعوى ان هذا الخضوع هو مقابل الخطوط الائتمانية التي قدمها الصندوق والتي لم يستعملها المغرب الى اليوم، بل ضل يخضع لشروطها ويسدد فوائدها فقط، فكانت النتيجة كارثية على الطبقة العاملة وعلى الفلاحين الفقراء، حيث تم تدمير صندوق المقاصة وأنظمة التقاعد وفرض العمل بالعقدة في الوظيفة العمومية خاصة في قطاع التعليم، وتحرير الأسعار وزيادة فواتير الماء والكهرباء وتحرير أسعار المحروقات وفتحت المجال واسعا لشركات المناولة والتشغيل من الباطن بعقود مؤقتة تنتهي دائما بطرد العمال وتحرمهم من العمل النقابي، بالإضافة الى افساح المجال لنهب الأراضي السلالية لرسملتها ودفع الملايين من الفلاحين الفقراء الى موجات من الهجرة القروية لتعزيز الجيش الاحتياطي للعمل داخل المدن من أجل الضغط أكثر على مستويات الأجور والاستمرار في انخفاضها.

ان هذه السياسات المسمات ب"النيوليبرالية" دمرت الحياة الكريمة للطبقة العاملة وللفلاحين الفقراء ولم تحقق للبلاد أية نتائج على مستوى نمو اقتصادها الرأسمالي التبعي. فالشركات الامبريالية ترحل النصيب الأكبر من فائض القيمة نحو المتربول الرأسمالي، وكل ما يحققه السماسرة المحليين لقاء هذه الخدمة العاهرة هو ذلك الفتات من العمولات المقتطعة من فائض القيمة على شكل رشاوى، لقاء اخضاع الجنسين من الطبقة العاملة لأشنع استغلال في التاريخ. وتتشابه الأوضاع الكارثية للطبقة العاملة والفلاحين الفقراء في المغرب، مع أوضاع الطبقة العاملة في مختلف بلدان الجنوب
في افريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، وحيث تحولت بلدان الجنوب الى معمل صناعي مزارع ضخمة تستنزف قوة عمل الكادحين بأجور زهيدة في انتاج ما يعاد بيعه من جديد داخل بلدان الشمال الامبريالية بأسعار مرتفعة لكنها أقل مستوى من المنتجات المصنعة هناك.

لقد كانت ممارسات الاستعمار العسكري المباشر لشعوب الجنوب على المستوى الاقتصادي أقل فضاعة مما يحدث الآن، فقد كانت القوى الاستعمارية تدفع من ميزانياتها مبالغ ضخمة من أجل تعهد مستوطنيها وسيطرتهم على خيرات الشعوب المستعمرة. لذلك لم تحقق الاستقلالات الشكلية سوى استبدال قواتها العسكرية ومستوطنيها بسماسرة محليين يمارسون دكتاتوريتهم المكشوفة على شعوب دول الجنوب في ظل صمت مطبق لشعوب دول الشمال لانهم اكثر استفادة من خدمات الحكومات المحلية الخانعة، والتي استطاعت حتى تدجين الأحزاب السياسية والنقابات لاحتواء تهديد أي صراع طبقي عنيف من قبل الطبقة العاملة، واللجوء المكتف لاستعمال الدين لتخذير الكادحين وتزكية هذه السياسات الفاشية.

ذلك هو المشهد العام للطبقة العاملة والفلاحين الفقراء في بلدنا وفي معظم بلدان الجنوب التي عرفت تحول حكام الكثير منها الى امبرياليات جديدة، سواء لاستغلال شعوبها أو لاضطهاد واستغلال الشعوب المجاورة لها كما هو حال جنوب افريقيا والهند والصين والبرازيل. ان صمت الطبقة العاملة وتشتتها شجع كثيرا الامبريالية والمافيات المحلية على تمرير ما يسمى بالسياسات النيوليبرالية أو لجوئها الى تدابير فاشية قمعية وحشية لإخراس أدنى احتجاج أو انتقادات للانحرافات التي تؤدي اليها هذه السياسات.

أشار كارل ماركس في ورقة شهيرة له حول النقابات العمالية سنة 1866 تحت عنوان: النقابات العمالية، موقعها وحاضرها ومستقبلها، الى أنه "بصرف النظر عن الأغراض الأصلية للنقابات، فعليها أن تتعلم التصرف بشكل ارادي كمراكز منظمة للطبقة العاملة من أجل مصلحتها الكبرى في التحرر الكامل. وعلى هذه النقابات أن تساعد كل حركة اجتماعية أو سياسية تميل في هذا الاتجاه. . . . وأن تهتم بعناية بمصالح الفصائل العمالية الأسوأ أجرا. . . . وعليها أن تقنع العالم بأسره بأن جهودها، بعيدة كل البعد عن المصالح الضيقة أو الأنانية، بل تهدف إلى تحرير الملايين من المضطهدين".

فالنقابات كانت تتأسس بين العمال وضدا على إرادة البرجوازية وحكوماتها، وحيث كان الصراع الطبقي والاصطدام دائم طيلة القرن التاسع عشر بسبب وحشية الاستغلال، وهذا يؤكد على استقلالية النقابات خلال تلك الحقبة وان الجموعات الديموقراطية العامة للعمال هي التي كانت تنتدب من يمثلها، وتتخذ القرارات بشكل ديموقراطي عمالي جماعي. لكن البرجوازية استطاعت منذ العقدين الاولين من القرن العشرين ان تدجن النقابات وتتحكم فيها من خلال فرض البيروقراطيات النقابية فوقيا والتي أصبحت تعرف بالأرستقراطيات النقابية تتلقى عائدات ضخمة من الدولة لقاء تواطؤها ضد العمال. نفس الشيء حدث بالنسبة للأحزاب السياسية، حيث انطمست الفروق بين اليمين واليسار وأصبحت عديمة الجدوى ما دام الاتجاهين يدافعان عن نفس السياسات بأساليب مخادعة. وتعتبر أحزاب الإسلامية اليوم اجنحة يمينية فاشية تفرض اجندة الامبريالية عبر الخداع الديني.

إن تحرر الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء اليوم من جبروت الرأسمالية الامبريالية يتطلب تحررها الغعلي من الوسائط النقابية والسياسية، وبناء أدواتها الذاتية للدفاع عن مصالحها، ومقارعة السياسات التي تستعبدها عبر مختلف الأساليب في افق اشعال ثورة اشتراكية حقيقية، تحرر الملايين وتقيم نمط انتاج شيوعي جماعي متحرر من الهيمنة الفوقية.



#عبد_السلام_أديب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مائة وخمسون عامًا (1871 – 2021)- عاشت كومونة باريس!
- قرار بمناسبة اليوم العالمي لتحرير المرأة 2021 تكملة
- اعتقال المناضل أمال الحسين احد كتاب الحوار المتمدن
- ماذا يعني الرفيق فريدريك انجلز للماركسيين المغاربة؟
- الامبريالية والصراع الطبقي (1)
- التحولات الجديدة في النظام الامبريالي العالمي
- جدلية الصراع الطبقي محليا وعالميا
- قراءة في قاموس شتائم فؤاد النمري
- -إن تاريخ أي مجتمع حتى الآن، ليس سوى تاريخ صراعات طبقية- - ا ...
- -إن تاريخ أي مجتمع حتى الآن، ليس سوى تاريخ صراعات طبقية-
- -كل نضال طبقي هو نضال سياسي-
- -المهام العاجلة لحركتنا-
- الأزمة الاقتصادية العالمية وتداعيتها على الطبقة العاملة
- تداعيات أزمة كرونا وأفق التغيير الاشتراكي
- خطورة المراقبة الرقمية للافراد والجماعات بدعوى محاربة وباء ك ...
- سيرورة ظاهرة الاختفاء القسري بالمغرب
- أزمة التعليم في المغرب وانتفاضة الأساتذة المتعاقدين
- على هامش قمة المناخ 25 بمدريد
- هل تتحول الانتفاضات العفوية الحالية الى ثورات لقلب النظام ال ...
- صعود الدولة وأفولها التاريخي


المزيد.....




- فوائد التدليك العلاجي للجسم
- نسخة صينية مقلدة من شاحنة ماسك المثيرة للجدل
- Beats تعلن عن سماعاتها الجديدة
- وسائل إعلام: خرق أمني أتاح الوصول إلى معلومات تتعلق بانعقاد ...
- بنما: إغلاق صناديق الاقتراع في انتخابات الرئاسة والرئيس السا ...
- قيادي كبير من حماس: النصر قاب قوسين أو أدنى وسننتصر ونهدي ال ...
- مصارعة الثيران: إسبانيا تطوي صفحة تقليد عمره مئات السنين
- مجازر جديدة للاحتلال باستهدافه 11 منزلا برفح ومدرسة للأونروا ...
- الجراح البريطاني غسان أبو ستة يتحدث عن المفاجأة الألمانية في ...
- العثور على جثث يُشتبه أنها لأستراليَين وأميركي فقِدوا بالمكس ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف 1 ايار-ماي يوم العمال العالمي: العمال والكادحين بين وباء -الكورونا- و وباء -الرأسمالية- ودور الحركة العمالية والنقابية - عبد السلام أديب - على هامش فاتح مايو لسنة 2021