أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد فرج على - محمد فرج على يكتب: لسنا فى زمن المعجزات














المزيد.....

محمد فرج على يكتب: لسنا فى زمن المعجزات


محمد فرج على

الحوار المتمدن-العدد: 6869 - 2021 / 4 / 14 - 09:03
المحور: الادب والفن
    


عندما تضيق بنا الدنيا وتضل خطواتنا الطريق ولا نعرف إلى أين نحن ذاهبون، نهرب إلى الماضى ونبحث فيه عن ذكرى جميلة تهون علينا الواقع المرير، لا أجد أحلى من ذكرى حبى الأول لأرجع إليها وما أحلى الرجوع إليها.
ذكرى أول مرة يخفق قلبى بين ضلوعى ويحلق مثل عصفور صغير تعلم الطيران لأول مرة.
عندما تلاقت أعيننا لأول مرة لا أعرف ماذا حدث لى؟ دارت بى الدنيا وأخذتنى إلى عوالم من السعادة الممزوجة بالدهشة اللامتناهية.
إنه مزيج من المشاعر الرائعة التى لم أمر بها أبداً فى حياتى حتى لحظة كتابة هذه السطور.
ماذا أقول عنها إن القلم ليقف عاجزاً عن وصف تلك الرائعة، إنها تحتاج إلى مفردات جديدة فى اللغة لتعبر عن مدى جمالها ورقتها، إنها جمعت مزيجا من كل الجمال فى الكون.
بشرتها صافية ذات لون خمرى رائع يشع سحرا وجاذبية لا تقاوم، بل وتنزع من أعتى الرجال كافة أسلحة مقاومته، فما أدراكم بى وكنت فى بدايات عامى السادس عشر، الحاجبان رقيقان وكأنهما مرسومان بدقة، سبحان المنان فيما خلق وأبدع،
العينان خضراوان تشعان حبا وبراءة، وكأنهما بحران بلا شطآن أحاول الإبحار فيهما، فأغرق، ومن فرط جمال الغرق فيهما أتمنى أن أظل غريقاً فيهما إلى الأبد.
الأنف صغير متناسب مع استدارة وجهها الملائكى، مرتفع قليلاً فى شموخ رقيق كالخنساء، الفم صغير كالجرح ولا أنس الشفتان الورديتان يدعوانك للاقتراب، ولكن عندما تقترب تسمع صفارات الإنذار تعالت، وارتسمت بالعينين علامة ممنوع الاقتراب إلا بعقد شرعى ولا أنس تاج جمالها، شعرها البنى الطويل الناعم المنسدل على ظهرها من دون حدود.
عندما كنا نتلاقى أنسى كل هموم الدنيا وأنسى الكون بل وأنسى نفسى تعاهدنا على الحب، وأن نظل معا حتى آخر أيام العمر، ولكن هكذا الدنيا عندما تعطى بيمينها سرعان ما تمد يسارها لتأخذ عطيتها بل وأكثر منها.
لم يدم حبنا البرىء كثيراً وافترقنا لأسباب أتفه من ذكرها، وباءت كل محاولات الرجوع بالفشل، ولا أعلم لماذا كل لحظات الفرح قصيرة وسريعة الانتهاء.
أحياناً كانت أقدامى تقودنى لبيتها، ولكن هيهات بعد كل هذا العمر.
لكن تبقى الذكرى وستظل معى حتى ألفظ آخر أنفاسى فى تلك الدنيا الكئيبة بدونها.
أتمنى أن أراها ولو لثوان أو حتى أسمع صوتها الرقيق.
فهل تتحقق أمنيتى؟ ولكن كيف ونحن لسنا فى زمن المعجزات.



#محمد_فرج_على (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد فرج على يكتب : دوائي الأكيد
- محمد فرج على يكتب : بأشوفك
- محمد فرج على يكتب : ما بأخافش خلاص م الموت
- محمد فرج على يكتب : إلى الطفل القابض على الجمر
- محمد فرج على يكتب : المهزلة
- محمد فرج على يكتب : الحزن زي رجع الصدي
- محمد فرج على يكتب : لا تبحث عنه
- محمد فرج على يكتب : الشلة
- محمد فرج على يكتب : الكل كاذبون !
- حوار بين قلبين
- محمد فرج على يكتب : رسالتي الأخيرة
- نور ابو البيه سلطانة الشعر موهبة شابة على الطريق
- حرية سليمان : المنظومة الثقافية تعانى من خلل كبير


المزيد.....




- كيف نكتب بحثا علميا متماسكا في عالم شديد التعقيد؟
- وفاة الممثل والمخرج الأمريكي روبرت ريدفورد عن عمر ناهز 89 عا ...
- هند صبري لـCNN: فخورة بالسينما التونسية وفيلم -صوت هند رجب-. ...
- وفاة الممثل والمخرج الأمريكي روبرت ريدفورد عن عمر ناهز 89 عا ...
- الدوحة.. متاحف قطر تختتم الأولمبياد الثقافي وتطلق برنامجا فن ...
- من قس إلى إمام.. سورة آل عمران غيرتني
- إطلاق متحف افتراضي في دمشق يوثّق ذاكرة السجون في سوريا
- رولا غانم: الكتابة عن فلسطين ليست استدعاء للذاكرة بل هي وجود ...
- -ثقافة أبوظبي- تطلق مبادرة لإنشاء مكتبة عربية رقمية
- -الكشاف: أو نحن والفلسفة- كتاب جديد لسري نسيبة


المزيد.....

- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد فرج على - محمد فرج على يكتب: لسنا فى زمن المعجزات