أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - راقية عباس حسون العاني - هضيمة تعيش يم صحبان .... ما بيهم شبر نخوة














المزيد.....

هضيمة تعيش يم صحبان .... ما بيهم شبر نخوة


راقية عباس حسون العاني

الحوار المتمدن-العدد: 6867 - 2021 / 4 / 12 - 03:09
المحور: المجتمع المدني
    


هذا العنوان هو بيت من قصيدة شعر شعبي للشاعر عريان السيد خلف (رحمه الله)، وقد وجدت فيه ما يصلح ليكون عنوانا لمقالتي. ويبدو ان هؤلاء الصحبان الخالين من النخوة، قد كثروا مع تقدم الحضارة وذهاب أعمدة القوم من أهلنا القدامى. كنا نسمع قديما عن كرم حاتم الطائي ومعن بن زائدة وغيرهم، فالقيم والعادات المستوردة مع سلبياتها في عصرنا الحديث، وتأثير العولمة قضت على الكثير من القيم والعادات الاصيلة. ولم تترك ملاذا لإنسان بحاجة الى العون، خاصة عندما يمر أحدنا في ظروف صعبة. ان من يقع ارضا في طريق عام، لا يتردد البعض عن سحقه بإطار سياراتهم او اقدامهم. ورغم ان مجتمعنا العراقي يعتبر من أفضل المجتمعات العربية في الشهامة والنخوة والغيرة، ولا انفي وجود شباب واناس طيبين يعجز الوصف عنهم :نخوة وغٍيرة وإنسانية، لكن لا تجدهم في كل مكان. فمنهم من يزرع المعروف والإحسان ومنهم من يقطع سبيله. وقد تعلمنا الكثير من امثالنا من أهلنا ومنها "ان الحْملَ لا يَحمِله الا اهله ". ومن نماذج الجود والكرم في القديم، قالوا في معن:
يقولون معنٌ لا زكاةَ لـــــــــــه
وكيف يزكي المالَ من هو باذله
إذا حال حولٌ لم يكن في دياره
من المال إلا ذكره وجمائلـــــه
تراه - إذا ما جئتـــــــه - متهللاً
كأنك تعطيه الذي أنت سائلــــه
تعوّد بسط الكف حتى لو انــــه
أراد انقباضاً لم تطعه أناملــــه
فلو لم يكن في كفه غير نفســه
لجاد بها فليتق الله سائلـــــــــه
وهذ الشاعر الاخطل يهجو قوما بخلاء فيقول فيهم
قومٌ إذا استنبحَ الأضيافُ كلبهُمُ
قالوا لأمّهِمِ: بُولي على النّارِ
فتُمْسِكُ البَوْلَ بُخْلاً أنْ تجودَ بهِ
وما تبولُ لهم إلا بمقدارِ
الأيام تتداول بين الناس، فمن تراه رئيسا اليوم، ربما تراه سجينا غدا. وفي التاريخ عبر وعظات لأصحاب التيجان العروش.
وبعد هذه المقدمة ندخل في الموضوع، ان تتجه لطلب العون ولو بشيء بسيط لا يتعدى قوت يوم، بسبب ضائقة، وتُرد خائبا مخذولا من صاحبك الذي توجهت اليه ووضعت ثقتك فيه. فذلك امر يشعرك بالاشمئزاز والإحباط. وعندما يكون الشخص من اصدقائك واصحابك، وان ما دعتك اليه الحاجة الماسة، وإنك متأكد من قدرته على العون، فلا يفعل، فذلك تنكر للصداقة والصحبة.
ان ترجع مكسور الخاطر ممن كنت تعتمده سندا، فتلك هضيمة، ودلالة على صحبان فقدوا النخوة والمروة، إحساس الشاعر يطابق احساسي، كما أنى لا اتحمل الخذلان، ولإطلاق طلقة الرحمة عليّ، اهون من طلب العون والنخوة من غير أهلها.
في زمان مضى كان من يطرق الباب ينتخى له، ويقال له تبشّر. حتى لو ضحوا بأنفسهم من اجل ذلك، وفي تاريخ العرب قصصا ما لا يتسع المجال لذكرها.
اطلب من الله ان لا اُخذل، وان لا اَخذل أحدا، لان الخذلان ليس من طبعي ولا من شيمتي. لم اعد اطلب من الله ان يستجيب لدعائي، وانما اريد الله ان يختار لي لا ان يخيرني.
اريده ان يرزقني الرضا بما اختاره لي، لطالما كانت حكمته هذه تنقذني من نفسي كل مرة.
زارنا في أحد الأيام ضيف وفي وقت الغذاء ولم يكن في بيتنا ما نقدمه من طعام يليق بمقامه، إذ كنا مقيدين بالمصروف كي نبلغ نهاية الشهر، وكان وقت الزيارة عند نهاية الشهر. وكان لعائلتي صديق يتلقى زوجي بالأحضان، ويشكو لحاله ويذكره بنزاهته وعدم انصافه، وكنا نعتبره من أصدقاء العائلة. وكان هذا الصديق صاحب محل لبيع المواد الكهربائية. ذهب زوجي اليه ليستدين منه مبلغ (5) دنانير لشراء وجبة غذاء للضيف. على ان يسددها في اليوم التالي عندما يستلم راتبه. فكانت الصدمة ما تلقاه من اعتذار هذا الصديق، رغم ان اخباره ان لديه ضيوف (خطار) ويريد القيام بواجب ضيافتهم. فكانت الصدمة بل الهضيمة ان يرجع مكسور الخاطر. علما أنى حذرته من هذا الصديق.
فرددت مع نفسي وطلبت الدعاء: اللهم أمطر علينا بريح يوسف ياإلهي، فكلنا في كرب يعقوب
منذ ذلك الوقت عرفت ان قول الشاعر عريان السيد خلف رحمه الله:
هضيمة تعيش بين صحبان ما بيهم شبر نخوة
لم ينطقه من فراغ.
وبعد ان مرت أيام البؤس والفاقة مَّن الله علينا، برزق يحمد عليه من جاه ومال فلم نبخل على أحد لا بجاه ولا بمال قدرما نقدر عليه، ولم نحتاج بعد ذلك الوقت ان نسأل أحدا سوى الله.
نسأل الله ان يرزق كل محتاج وان يكفيه شر السؤال فالسؤال مذله الا سؤال الله فهو عبادة.



#راقية_عباس_حسون_العاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات حول مشروع قانون مناهضة العنف الاسري
- حَكَم القاضي
- المواطن في ضل الازمة المالية ما حصل وما لم يحصل وما يفترض ان ...


المزيد.....




- رئيس بعثة الجامعة العربية بالأمم المتحدة: إسرائيل غير راغبة ...
- تحقيق لبي بي سي يكشف شبكة عالمية لتعذيب القرود
- -كرّمها بلينكن-.. القضاء التونسي يأذن بالاحتفاظ برئيسة جمعية ...
- الأمم المتحدة: مخزونات الغذاء بغزة تغطي الاحتياجات من يوم إل ...
- كاميرا العالم تنقل جانبا من معاناة النازحين الفلسطينيين في ر ...
- اعتقال اثنين من ضباط حرس الدولة الأوكراني.. كييف تعلن إحباط ...
- العضوية الكاملة.. آمال فلسطين معقودة على جمعية الأمم المتحدة ...
- الأقليات والسياسة في بريطانيا.. تقدم محفوف بمخاوف
- الأونروا تحذر من استمرار توقف دخول المساعدات إلى غزة
- الأمم المتحدة: المساعدات محجوبة عن غزة والمخزون لا يكفي لأكث ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - راقية عباس حسون العاني - هضيمة تعيش يم صحبان .... ما بيهم شبر نخوة