أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - بدر أبو نجم - بحر الصين الجنوبي والسياسة الدولية














المزيد.....

بحر الصين الجنوبي والسياسة الدولية


بدر أبو نجم
صحفي وكاتب فلسطيني

(Bader Abu Nijem)


الحوار المتمدن-العدد: 6865 - 2021 / 4 / 10 - 13:18
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


تزدادُ التحذيرات بين حينٍ وآخر من نشوبِ حروبٍ عسكريةٍ بين دول جنوب شرق آسيا من جهة، وبين الصين من جهة أخرى، جراء الخلافات على الحدود البحرية، والسيادة على منطقة بحر الصين الجنوبي، الذي يحتوي على مقدرات فائقة، من الغاز الطبيعي والثروة السمكية، أو باعتباره أقصر الطرق التي تصل بين المحيطين الهادئ والهندي، وأكثر الخطوط الملاحية ازدحاماً بحركة السفن في العالم.
تلك الامتيازات جعلت من بحر الصين الجنوبي، محط أنظار الصين منذ القدم ، وعملت على بسط نفوذها على ثمانون بالمئة من مساحته، كحدود اقليمية لها، ولم تعترف بما نصت عليه اتفاقية البحار عام 1982.
أعلنت الصبن عن أن حدودها البحرية تمتد ل 300 كيلومتر. وهو ما يخالف القوانين الدولية التي منحت فيه لكل دولة ما نسبته 200 كيلومتر كحدود بحرية لها.
لجأت دول شرق آسيا إلى محكمة العدل الدولية، لكبح جماح الصين على هيمنتها على بحر الصين الجنوبي، وكان من ضمن تلك الدول الأكثر تضرراً الفلبين، التي حظيت بتأييدٍ كبير من قبل المحكمة الدولية بأحقيتها القانونية في حريتها على الحدود البحرية التي تسيطر عليها الصين، وتدعي أنها تقع ضمن حدودها الاقليمية. لكن لا قوة لتطبيق هذه القرارات على أرض الواقع لتستمر الصين في بسط نفوذها على منطقة البحر.
تدعي الصين أن بحر الصين الجنوبي يُعتبر جزءا من الحياة الثقافية والاجتماعية لها، كما تدعي أن سيطرتها على البحر يعود إلى القدم. ناهيك عن حُجتها الدائمة بأنها ذات نشاط تقليدي دون منازع في منطقة البحر، وهذا ليس مسوغ قانوني لها للسيطرة على البحر.
تخوض بعض دول جنوب شرق آسيا "آسيان"، (بروناي دار السلام، وكمبوديا، وإندونيسيا، ولاوس، وماليزيا، وميانمار، والفلبين وسنغافورة، وتايلاند، وفيتنام)، حرباً سياسية وقانونية، وإنشاء التحالفات، لإبراز أحقيتها في مياح البحر الإقليمية، وأنشأت الفلبين تحالفا مع اليابان بسبب المصالح المشتركة بينهما، دفعت الأخيرة المساعدات العسكرية للفلبين.
انتهجت دول شرق آسيا الخطوات ذاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية، على اعتبارها القوة المهيمنة في المنطقة، فنسبة مشاركة المتحدة من البضائع التجارية التي تمر من خلال بحر الصين الجنوبي تقدر ب 2,1 تريليون دولار سنوياً، إضافة إلى أنها الدولة الوحيدة المعنية بحل الخلاف، وضمان بسط نفوذها على البحر، لتبقى القوة العظمى التي تلتزم بالمعاهدات التي وقعتها مع دول شرق آسيا.
لم تكن دول الآسيان في ذات مرة موحدة في مبادئها تجاه مواجهة الصين فيما يخص أحقيتها في البحر، فذهب بعضها إلى التحالف مع الصين بسبب ضعفها العسكري والاقتصادي التي لا تضاهي عظمة الصين مهما كبرت قوة تلك الدول، وقررت أن تنآى بنفسها بعدم مواجهة الصين، وتعمل على إنشاء تحالف مع الصين لتضمن جزءا من مصالحها.
بقيت فيتنام في مواجهة حقيقية مع الصين للدفاع عن أحقيتها في مياه البحر والحدود، وقد حصل ذلك فعلاً بمواجهة عسكرية قبل عدة عقود في عرض البحر أدى إلى مقتل العشرات من العساكر الفيتناميين.
في خضم تلك المعطيات اتهمت الولايات المتحدة الأمريكية الصين ب "عسكرة المنطقة"، رغم وجود السفن الحربية الأمريكية التي تمر بالقرب من الجزر الصناعية الصينية، لإثبات الهيمنة الأمريكية في البحر، لأنه يعتبر نقطة تحدي قد يفقدها هيبتها فيما لو استمرت الصين بالتوسع في سيطرتها على منطقة البحر.
لا تملك الولايات المتحدة إلا خيارين، إما الدفاع عن شركائها الإقليميين، أو فقدان مكانتها الدولية في هذا المكان الحيوي، اذا استمرت الصين في في الامتداد بطموحها في البحر.
ومن الطبيعي أن لا تقبل المتحدة بذلك مهمها كلف الأمر، ما يجعل الصراع في بحر الصين الجنوبي ينذر بنشوب حربٍ أو مواجهة عسكرية، أو على أقل تقدير بقاء المنطقة في حالة عدم الاستقرار بين الفينة والأخرى.
ثمة من يستبعد لجوء الصين إلى الحل العسكري مع دول الإقليم لبسط نفوذها على البحر، بسبب انتهاجها الأساليب السياسية مع تلك الدول، ما يقلل من حتمية نشوب حربٍ عسكرية، لكن على المدى البعيد لا نستبعد أن تكون الآداة العسكرية للصين وسيلة لإثبات لزيادة نفوذها على البحر، ما قد يخلق مواجهة ليس فقط مع دول الإقليم بل مع الولايات المتحدة، التي سوف تقف في الصفوف الأولى ليس للدفاع عن دول منطقة بحر الصين الجنوبي فقط بحكم كونها الحليف الاستراتيجي الأكبر لدول المنطقة، بل من أجل الحفاظ على مستقبلها ومصالحها الجيوبوليتيكية في البحر.
لم تكن الصين بمنآى عن كل التحالفات التي أنشأتها دول اقليم بحر الصين الجنوبي، مع الولايات المتحدة الأمريكية، ففي خضم تلك التحالفات اتخذت الصين سياسة القوة الناعمة من خلال تقديم الحلول لدول الآسيان بهدف تحقيق التكامل الاقتصادي مع تلك الدول، بهدف التغلب على قوة المتحدة ونفوذها في المنطقة، ودفع دول الإقليم إلى الإعتماد عليها في الاستثمار والاقتصاد.
في مقابل ذلك تسعى الولايات المتحدة إلى دعم أطراف النزاع وانشاء التحالفات معها للحفاظ على النظام الدولي الحالي، وضمان قوتها الرادعة للتحركات الصينية في المنطقة.
إن كل السيناريوهات محتملة في منطقة بحر الصين الجنوبي، خصوصاً في ظل قوة الصين الصاعدة والمعطيات التي تشير إلى أنها تمضي قدماً إلى أن تكون القوة الاقتصادية الأولى في العالم.
لذلك فإن الولايات المتحدة ستعمل على كبح جماح الصين في منطقة البحر مع أن مراقبون ذهبوا بالقول إلى أن الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة أصبحت تنآى بنفسها عن الحروب التي أنهكتها واقتصادها، واتجهت إلى إصلاح بيتها الداخلي. لكن ذلك الرأي اختلف بعد فور جو بايدن بالرئاسة الأمريكية.
فور تولي جو بايدن الرئاسة الأمركية، أجرت البحرية الأمريكية تدريبات في بحر الصين الجنوبي ضمن عملية واسعة النطاق، تهدف من خلالها إلى إبراق رسائل، منها أن الإدارة الجديدة للولايات المتحدة مصممة على وضع حدٍ للزحف والهيمينة الصينية في بحر الصين الجنوبي. ما ينذر بدق ناقوس الخطر من مواجهة عسكرية محتملة بين الصين والولايات المتحدة.



#بدر_أبو_نجم (هاشتاغ)       Bader_Abu_Nijem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهمية وفعالية منظومة المؤسسات الدولية في النظام الدولي
- جائحة كورونا والعلاقات الدولية
- مفارقة.. بين جرائم الشرف، وجرائم الاحتلال
- هل الانتخابات القادمة تصالح على المصالح؟
- تفاصيلٌ صغيرة
- نجح مؤتمر الفصائل.. لكن هل يؤسس لمرحلة جديدة؟
- خمسون عامًا على إحراق المسجد الأقصى.. ولا زال يُحرق بِطرقٍ ش ...
- لن يعودَ قبل الموت
- نكباتٌ متتالية في المؤسسات الإعلامية
- وما شرف الرجل سوى الكلمة
- لا شيء مشترك بين آية ومحمد الدرة سوى الخوف
- حقيقة حفلة مزار النبي موسى.. المتهم بريئ حتى تثبت إدانته
- ماذا نفهم من كتاب أوباما -أرض الميعاد-
- عامٌ مسروق
- هل سيطوي لقاح كورونا الصفحة القاتمة من تاريخ البشرية؟
- ميس أبو غوش.. خمسة عشر شهراً من العزلة
- كشف المستور: في تعطل المصالحة والعودة للتنسيق الأمني
- اسير فلسطيني وعروسه يتحديان المستحيل
- الرهان على بايدن أم على قوانا الذاتية؟؟


المزيد.....




- بايدن يتحدث عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات: - ...
- بايدن يكشف ما إذا كانت احتجاجات الجامعات ستُغير سياسته تجاه ...
- الاستخبارات الأمريكية: لم نجد أي دليل على تورط روسيا في الاح ...
- إيران تنفي التقارير حول -الاعتداء الجنسي على المتظاهرة نيكا ...
- توقيف 3 مشتبه فيهم بقتل شخص بمنزله وسرقته جنوب شرق الجزائر
- تحقيق لبي بي سي يظهر احتمالية ارتكاب إسرائيل لجريمة حرب بقتل ...
- بعد حماس وحزب الله.. الحوثيون يواصلون حفر الأنفاق وبناء الم ...
- من سيدفع المال لإعادة إعمار غزة بعد الحرب؟
- شاهد بالفيديو.. البابا فرنسيس والعاهل الأردني يتبادلان الهدا ...
- الاستخبارات الأمريكية تعترف بقدرة روسيا على تحقيق اختراقات ع ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - بدر أبو نجم - بحر الصين الجنوبي والسياسة الدولية