أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بدر أبو نجم - وما شرف الرجل سوى الكلمة














المزيد.....

وما شرف الرجل سوى الكلمة


بدر أبو نجم
صحفي وكاتب فلسطيني

(Bader Abu Nijem)


الحوار المتمدن-العدد: 6784 - 2021 / 1 / 10 - 21:51
المحور: المجتمع المدني
    


ما دينُ المرء سوى الكلمة، وما شرف الرجل سوى الكلمة، وما شرف الله سوى الكلمة، أتعرون ما معنى الكلمة؟ إن مفتاح الجنة في كلمة، ودخول النار على كلمة وقضاء الله هو الكلمة، الكلمة لو تعلمون "حُرمة".
إن الكلمة نور وبعض الكلمات قبور، وبعضها قلاع شامخة يعتصم بها النبل البشري. بالكلمة تنكشف الغمة، وما بين الحب والحرب كلمة، وبين الهم والوهم كلمة، وبين الداء و الدواء كلمة.
إن أغلب الناس يجهلون تأثير الكلمة، فقد تكون كلمة طيبة فيها شفاء للنفس من عللها النفسية، أما الكلمة الطيبة فهي مثل الشجرة الطيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي ثمارها ولو بعد حين. قال تعالى "أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ"، وقال تعالى "وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ".
الكلمة تحيي وتميت:
يشهد مجتمعنا مع بداية العام الجديد الكثير من المشاحنات بين أبناء الجلد الواحد، والتي أدت في النهاية إلى وقوع العديد من الضحايا، الذين لا ذنب لهم سوى أنهم ضحايا غياب الوعي والدين والأخلاق والكلمة الطيبة.. والكلمة الطيبة هنا لها الوقع الخاص على النفس البشرية، والخبيثة بالتأكيد لها نتائجها التي نشهدها في الوقت الراهن، فبث السم داخل النفوس أصبح هواية لبعض الأشخاص.
إن ما يحدث اليوم في هذا المجتمع المُحتل، وخصوصاً بين العائلات، ما هي إلا محصلة لغياب ربيع الكلمة الطيبة والتي لو ما أهملناها لما بلغ بالبعض منا مدى هذه القسوة التي يمارسها على ابن جلدته.
إن الكلمة التي تخرج من بين شفتيك تبث مشاعر وصورا في العقل وتمثل أخلاق وأدب قائلها، فمن القلب الصالح تخرج كلمات البناء، ومن القلب المريض تخرج الكلمات الهدامة، فكم من طالبٍ صنعته جملةٌ من معلمه، وكم من جملةٍ من معلمٍ أجهضت نابغة!
كم من كلمة رفعت شخصاً، وحطّت من قيمة آخر، وإذا كان الإنسان يموت فإن الكلمة لا تموت، كما لا يموت أثرها بين الناس، والكلمة على مدى التاريخ الإنساني فتحت بلادا، وهزمت جيوشا، وقد دخل الناس الإسلام في عصر النبوة بالكلمة، وكان القرآن معجزة رسولنا الكريم (ص)، إذ اعتمد على بلاغة الكلمة في الوصول إلى عقول الناس وقلوبهم، فكان ذلك سر إعجازه أمام الأمة.
كثيرٌ من علماء الاجتماع قالوا إن قوة الكلمة تعادل أو ربما تتفوق على أي قوة أخرى توصل لها الإنسان، كقوة الكهرباء أو الطاقة الذرية أو النووية أو غيرها، لأنها تمس الروح والعقل والقلب، فيكون تأثيرها أكبر إذ تحفز الجسد لفعل أو رد فعل، أما بقية القوى الأخرى فإنها تمسّ الجسد فقط وقد تفنيه، فلا تكون بمستوى التأثير الذي تلحقه الكلمة.
يقول الفيلسوف الصيني لا وتسو:
راقب أفكارك لأنها ستصبح كلمات .. راقب كلماتك لأنها ستصبح أفعال
راقب أفعالك لأنها ستتحول إلى عادات .. راقب عاداتك لأنها تكون شخصيتك.
إن الرجل هو الكلمة، وشرف الرجل الكلمة، ولا رد لمن لا يعرف معنى الكلمة.. لكن أين موضع الكلمة اليوم في حياتنا؟



#بدر_أبو_نجم (هاشتاغ)       Bader_Abu_Nijem#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا شيء مشترك بين آية ومحمد الدرة سوى الخوف
- حقيقة حفلة مزار النبي موسى.. المتهم بريئ حتى تثبت إدانته
- ماذا نفهم من كتاب أوباما -أرض الميعاد-
- عامٌ مسروق
- هل سيطوي لقاح كورونا الصفحة القاتمة من تاريخ البشرية؟
- ميس أبو غوش.. خمسة عشر شهراً من العزلة
- كشف المستور: في تعطل المصالحة والعودة للتنسيق الأمني
- اسير فلسطيني وعروسه يتحديان المستحيل
- الرهان على بايدن أم على قوانا الذاتية؟؟


المزيد.....




- الأونروا تكشف عن المستور.. -اسرائيل- تجوع مليون طفل في غزة
- الأمم المتحدة: المستعمرون هجّروا 69 تجمعا للفلسطينيين في الض ...
- صحة غزة: المجاعة في القطاع وصلت إلى مستويات كارثية
- الأونروا-: إسرائيل تجوّع مليون طفلٍ في غزة
- الأونروا تطالب برفع الحصار عن غزة: إسرائيل تجوع المدنيين وبي ...
- هيئة الأسرى: الأسير محمد ربيع في دائرة الإهمال الطبي المتعمد ...
- الاحتلال يقتل 33 مواطنًا من المجوعين والجوع يصل إلى أعلى مست ...
- تجويع سكان قطاع غزة جريمة إبادة جماعية مستمرة وصمت دولي مُري ...
- نشطاء اميركان يتظاهرون في بروكلين للمطالبة بإنهاء العدوان عل ...
- عاجل | الأونروا: السلطات الإسرائيلية تجوع المدنيين في قطاع غ ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بدر أبو نجم - وما شرف الرجل سوى الكلمة