أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - علي هيبي - لينين المنظّر الماركسيّ والقائد الثّوريّ (6-6)















المزيد.....


لينين المنظّر الماركسيّ والقائد الثّوريّ (6-6)


علي هيبي

الحوار المتمدن-العدد: 6865 - 2021 / 4 / 10 - 08:55
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



في سبعينيّات القرن الماضي (العشرين) بدأنا نتعرّف على دنيا السّياسة ونعي عالم الصّراعات الدّوليّة والقوميّة والطّبقيّة، كنّا نستشعر بل صرنا ندرك عظمة الاتّحاد السّوفييتيّ الّذي أسّسه القائد الثّوريّ "لينين" ومنظومة الدّول الاشتراكيّة في خضمّ الصّراع بين الكتلتيْن السّياستيْن: الشّرقيّة بقيادة الاتّحاد السوفييتيّ والغربيّة بقيادة الولايات المتّحدة الأميركيّة، بين حلف "وارسو" الاشتراكيّ وحلف "الناتو" الإمبرياليّ، وكيف كان الاتّحاد السّوفييتيّ يستطيع أن يصدّ أطماع الإمبرياليّة ويكافح ضدّ سياساتها للسّيطرة على الشّعوب وأطماعها بالهيمنة المختلفة على الثّروات والمقدّرات من أجل الجشع الرّأسماليّ الّذي لا يعرف حدودًا للشّبع، وكيف كان الاتّحاد السّوفييتيّ الّذي أسّسه وقاده "لينين" العظيم لسبع من السّنوات فقط كرئيس للحكومة في روسيا الاشتراكيّة أوّلًا وكرئيس للاتّحاد السّوفييتيّ منذ تأسيسه ثانيًا، وفيها رسّخ مفاهيم الحرّيّة والعدالة والاستقلال ومبادئ السّلم والاشتراكيّة وأسس الأمميّة الشّيوعيّة، لقد دعم الاتّحاد السّوفييتيّ حقوق تلك الشّعوب سياسيًّا وأمدّها بكلّ ما تحتاج إليه من مواقف وإمدادات وأسلحة للخلاص والتّحرّر والعدالة والاستقلال والكرامة الوطنيّة والإنسانيّة. ولكم في مصر وجنوب أفريقيا وكوبا وتشيلي وفيتنام وكوريا وشعوب ودول أخرى في العالم خير مثال.

كنّا ننعت الاتّحاد السوفييتيّ بِ "العظيم ونصير الشّعوب"، كان الاتّحاد السّوفييتيّ عظيمًا حقًّا، وعندما انهار هذا العظيم كان الانهيار عظيمًا كذلك، فلم ينهر نظام دولة بل انهارت بُنى نظام عالميّ وأمميّ متكامل من القيم السّياسيّة الثّوريّة والمُثل الحضاريّة الكفاحيّة والمفاهيم الاجتماعيّة والاقتصاديّة التّقدّميّة والأسس الثّقافيّة والأخلاقيّة الإنسانيّة، لقد انهار الاتّحاد السوفييتيّ ومنظومته الاشتراكيّة فانهار نهار مشرق للعالم، عظيم، سامٍ، جميل وحرّ وحلّ ظلام ليل لعالم قبيح، متوحّش، جشع ويفرض بالقوّة العسكريّة والقدرات الاقتصاديّة العبوديّة والاستغلال والاضطهاد والظّلم على شعوب العالم ومقدّرات الدّول وثرواتها.

ليست روسيا الاتّحاديّة اليوم كروسيا الاشتراكيّة بالأمس، وليس الاتّحاد الرّوسيّ اليوم كالاتّحاد السوفييتيّ ومنظومته بالأمس، كالعقد النّظيم كان، فأصبح خرزاتٍ متناثرةً فقدت خيط النّسيج الاشتراكيّ المتين، ولم تعد الدّول الاشتراكيّة ككلمات في جمل متماسكة ومتواصلة ومنسجمة وصحّيّة، بل أصبحت حروفًا في مربّعات منفصلة في لغز للكلمات المتقاطعة، لم تعد جسمًا سليمًا، قويًّا بل صارت أجسادًا تتداعى من السّهر والحمّى والرّأسمال ذي البريق الخدّاع والسّراب الفاتك بحرّيّات الفقراء وثروات بلادهم، الّتي تنحصر في حيتان المال والرّأسماليّين الكبار. ليس الاتّحاد الرّوسيّ الهزيل الّذي قام بعد الانهيار السّوفييتيّ العظيم كما كان الاتّحاد السوفييتيّ القويّ، حتّى وإن أعاد الرّئيس الحاليّ "فلاديمير بوتين" (1952) بعض الهيبة والمكانة لروسيا بعد ذهاب الرّئيس السّكّير "بوريس يلتسين" (1931 – 2007) عن سدّة الحكم.

وأعتقد بل أكاد أجزم أن بذور هذا الانهيار لم تزرع بيدي الرّئيس الأخير للاتّحاد السوفييتيّ (الثّامن أو التّاسع) والأمين العامّ للحزب الشّيوعيّ في الاتّحاد السّوفييتيّ "ميخائيل غورباتشوف" (1931) بل كانت البذور قد زرعت منذ موت الرّئيس الأوّل "فلاديمير لينين"، ولا أعتقد أنّ الولايات المتّحدة الأميركيّة الخمسين هي السّبب في الانهيار، وكأنّ السّبب جاء من الخارج، بل كان السّبب داخليًّا وعضويًّا لأسباب كثيرة وسياسات مختلفة مورست بعد موت "لينين" لأنّه – بنظري - لا تستطيع ألف ولايات متّحدة أميركيّة ولا كلّ الّدول الغربيّة الاستعماريّة والرّجعيّة الموالية لها أن تكون سببًا في انهيار نظام راسخ ومتين وقوّي ومتماسك وناجح في مجالات الحياة ومتغلغل في وجدان الجماهير والعمّال والفلّاحين والفقراء. لقد كان ثمّة نهج قديم أقوى من "غورباتشوف" ومن الولايات المتّحدة الأميركيّة. إنّه انهيار داخليّ نشأ من تراكم أخطاء هائلة منذ سنة (1924) حتّى سنة (1991) منذ غادر "لينين" العظيم وترك السّاحة لحكّام شيوعيّين أقلّ عظمة ولأحزاب أقلّ تنظيمًا ولكن أكثر بعدًا عن قضايا النّاس وما يعيشونه من ظروف وما يشغلهم من هموم، وأحيانًا إلى حكّام انتهجوا نهجًا خاطئًا وظالمًا وخطيرًا ومميتًا وإن كان لهم إنجازات تاريخيّة لا تنسى مثل الرّئيس الثّاني أو الثّالث للاتّحاد السّوفييتيّ "جوزيف ستالين" (1878 – 1953) والّذي حكم ما بين (1924 – 1953) (ستالين الرّئيس الثّالث على اعتبار أنّه بعد موت "لينين" ترأّس الاتّحاد السّوفييتيّ "أليكسي رايكوف" (1885 – 1938) لمدّة قصيرة لا تتعدّى الأشهر القليلة، وهناك من لا يعتبر أنّه كان رئيسًا أصلًا، وعلى الأساس نفسه يكون "غورباتشوف" هو الرّئيس الثّامن أو التّاسع) كان الأمس أجمل وأنبل وأسعد وأكثر عدالة وإنسانيّة.



هل كان نهج ستالين سببًا:

كانت الأمميّة الشّيوعيّة في أيّام "لينين" مفعمة بالنّشاط، حيث كانت تناقش الإستراتيجيّات المختلفة، ولكنّها أصبحت بعده جهازًا بيروقراطيًّا مبنيًّا من أعلى إلى أسفل حيث يعمل الجميع فيها على الطّاعة لنفس النّهج وأحيانًا طاعة عمياء للقائد والجهاز الحزبيّ البيروقراطيّ والبعيد عن النّاس بل الظّالم لهم في مستوى المعيشة والحرّيّات السّياسيّة والفرديّة "وويل للمارق". لذلك أجبر "لينين" في أحيان كثيرة على التّفكير فيمن سيخلفه في الحكم. ويقال إنّ ثمّة وثيقة صغيرة كان قد كتبها توضّح حجم القادة البلاشفة الآخرين، وكان ينقدهم جميعًا، وخصَّ "ستالين" بالنّقد اللّاذع مؤيّدًا طرده من السّكرتارية العامّة للحزب. بعد "لينين" ضاع الكثير من مكتسبات الثّورة واختفت النّقابات المستقلّة وامّحى الحقّ بالإضراب وهبطت المرتّبات. وزادت الجريمة واستبدل الابداع الفنّيّ بالمذاهب المحافظة تحت مسمّى "الثّقافة البروليتاريّة" في عهد "ستالين"، وظهرت طبقة جديدة من البيروقراطيّين ذات مصالح خاصّة، وأصبح الحزب الشّيوعيّ الّذي كان يضم أكثر المناضلين إخلاصًا وتضحية منظّمة للنّخبة الّذين تقرّبوا إلى "ستالين" من أجل الحفاظ على مصالحهم العليا الخاصّة. كانت سياسات "ستالين" القاسية مع الفلّاحين والمحاصيل الزّراعيّة قسرًا نقيضة تمامًا لمواقف "لينين"، حيث كان يسعى "لينين" دائمًا إلى الحفاظ على تحالفات الطّبقة العاملة مع الفلّاحين مع إيمانه العميق بأنّ عماد الثّورة وانتصارها والحفاظ على مكتسباتها وإنجازاتها هي الطّبقة العاملة.

كان أكثر معارضي "ستالين" تماسكًا هم هؤلاء الّذين يتذكّرون أيّام "لينين"، وكانوا ينتقدونه من حيث القيم الّتي كانوا يشاركون بها "لينين"، وكان من أبرزهم "ليون تروتسكي" وأتباعه القلائل الّذين تميّزوا بالشّجاعة، أمثال "فيكتور سيرج" الّذي سبق ذكره ككاتب كتاب سيرة "لينين" الكفاحيّة، والشّيوعيّ الفرنسيّ "ألفريد روزمير" الّذي ألّف كتاب "موسكو في ظلّ لينين". هؤلاء وضعوا قواعد لحركة اشتراكيّة أصيلة بدأت في الظّهور عندما تدهورت السّتالينيّة. ومن سياسات "ستالين" ضدّ أولئك الخصوم، ومن أجل تماسك سلطاته الّتي امتازت بالدّكتاتوريّة، قتل أهمّ مساعدي "لينين" المقرّبين: "غريغوري زينوفيف" (1883 – 1936) وَ "ليف كامينيف" (1883 – 1936) وَ "كارل راديك" (1885 – 1939) وَ "نيقولاي بوخارين" (1888 – 1938) وقد طارد عملاؤه "تروتسكي" في أنحاء العالم حتّى قاموا باغتياله في المكسيك. وقد تمّ تصفية الآلاف من البلاشفة القدامى من ذوي الرّتب العالية، ما أن تقرأ عن سيرة أحد من هؤلاء إلّا ويكون السّبب في موته هو الإعدام. بقي "ستالين" في الحكم 29 سنة (1924) حتّى سنة (1953) وقد تسلّم أثناء فترة حكمه سبعة مراكز قياديّة في اللّجنة المركزيّة للحزب الشّيوعيّ السّوفييتيّ وأصبح أمينًا عامًّا للّجنة المركزيّة. ويقال أنّه أثناء فترة حكمه قتل 780 مفكّرًا وعالمًا وقائدًا عسكريًّا، وقد أفرزت فترة حكمه البيروقراطيّة وعبادة الشّخصيّة والسّلطة للحزب الشّيوعيّ السّوفييتيّ على الأحزاب الشّيوعيّة في العالم، فقضت هذه العمليّة على خصوصيّة الأحزاب الشّيوعيّة الوطنيّة، لأنّ النّظريّة الماركسيّة الّتي تسترشد بها الأحزاب الشّيوعيّة تولد من رحم المجتمع وتقاليده وعاداته وتطبّق حسب ظروف البلد وطبيعة تقاليد شعب ذلك البلد، بينما جعل "ستالين" عن طريق "الكومنتيرن" جميع الأحزاب الشّيوعيّة هي الحزب الشّيوعيّ السّوفييتيّ، فقضى على خصوصيّة تلك الأحزاب وأصبحت تصدر قراراتها وسلوكها حسب رغبات ومرجعيّة الحزب الشّيوعيّ السّوفييتيّ. وجاءت نخبة عاشت في أحضان الحكم السّتالينيّ فسارت على خطى سياسة "ستالين" وأنجزت ورسّخت ما بدأه من نهج بيروقراطيّ مبتعدة عن النّهج اللّينينيّ الرّشيد وعن مبادئ الاشتراكيّة وحكم الطّبقة العاملة وهم: الرّئيس الثّالث أو الرّابع "جوزيف مالينكوف" (1902 – 1988) والّذي حكم ما بين (1953 – 1955) والرّئيس الرّابع أو الخامس "نيكيتا خروتشوف" (1894 – 1971) والّذي حكم ما بين (1955 – 1964) والرّئيس الخامس أو السّادس "ليونيد بريجنيف" (1906 – 1982) والّذي حكم ما بين (1964 – 1982) ممّا أدّى إلى تفكّك الاتّحاد السّوفييتيّ وانهيار نظامه الاشتراكيّ. حتّى الجيش الأحمر لم يبادر إلى إنقاذ ونصرة الكرملين بعد أن أصبح الحزب الشّيوعيّ السّوفييتيّ معزولًا عن الشّعب، لأنّه في عهد الرّئيس "ليونيد بريجنيف" (1906 – 1982) بالذّات كان يقف طابور كبير من أبناء الشّعب على رغيف خبز من أحد الأفران، فكانت المهزلة المؤلمة والمحزنة الّتي أدّت بكلّ بساطة إلى انهيار ذلك الطّود الشّامخ. في سنة (1944) جلس "ستالين" مع "تشرشل" الّذي ساعد في غزو روسيا سنة (1918) وقد قاما بالاتّفاق على تقسيم أوروبا إلى مناطق نفوذ حاسمين مصير الملايين من الشّعوب بدون استشارتهم، لم يكن "تشرشل" مغفّلًا، فقد كان يعلم جيّدًا من هم أعداؤه الحقيقيّون. ومن هذا الباب دعا إلى إعادة بناء الجيش الألمانيّ الّذي هزمته الإرادة السّوفييتيّة من أجل "قتل الدّجاجة قبل أن تبيض".

من هنا بدأ الانهيار حسب رأيي، منذ أن أصبح "ستالين" رئيسًا للدّولة وأمينًا عامًّا للحزب الشّيوعيّ السّوفييتيّ بصلاحيّات مطلقة في الدّولة والحزب، فقد تحوّل الحكم ليكون شموليًّا، وامتاز بالمجاعات وبالقمع الجماعيّ وباغتيال الخصوم والإعدامات وحملات التّطهير الّتي أودت بالملايين. من "ستالين" بدأ الانهيار السّوفييتيّ. لكنّ المرحلة الأخيرة من الانهيار والّتي سبقتها خطايا تراكميّة قاتلة على مدى سبعة عقود، إذ تعاقب عدّة رؤساء في هذه الفترة، كان آخرهم "غورباتشوف" الّذي أقرّ أنّ سياسات الحزب الشّيوعيّ الخاطئة على مدى طويل هي سبب الانهيار الاقتصاديّ، فقرّر عكس تلك السّياسات الاقتصاديّة وبدأ بالسّير نحو الرّأسماليّة محاولًا التّخفيف من تدخّل الدّولة في تنظيم السّوق وتقليل تقديم الخدمات عن طريق الدّولة، والسّماح بعمل شركات وملكيّات خاصّة، فحرّر السّوق نسبيًّا وسياسيًّا وسمح بالانتخابات والتّعدديّة الحزبيّة والشّفافيّة وتقليل القمع القوميّ، لكنّ كان كلّ ذلك بعد فوات الأوان، فلم يعد ممكنًا بعد ذلك الخراب الهائل إصلاح بناء أساس قد نخرته عوامل الفشل وسوس الانهيار.

أعلن الرّئيس "ميخائيل غورباتشوف" سنة (1991) في بيانه الأخير إغلاق مكتب رئيس الجمهوريّات السّوفييتيّة الاشتراكيّة واعترف باستقلال الجمهوريّات السّابقة الّتي كانت ضمن الاتّحاد السّوفييتيّ وصارت جزءًا من الاتّحاد الرّوسيّ. يا لسخرية القدر والتّاريخ هذه الجمهوريّات الّتي كانت مستعبدة من الإمبراطوريّة الرّوسيّة القيصريّة أعطاها "لينين" بعد انتصار الثّورة الحقّ في الانفصال القوميّ الحرّ والاستقلال الوطني عن الاتّحاد السّوفييتيّ هي نفسها الّتي يجبر "غورباتشوف" على الاعتراف باستقلالها بعد فشل الثّورة الاشتراكيّة وانهيار الاتّحاد السّوفييتيّ. من المؤلم والمحزن حقًّا أنّه في 25 شباط سنة (1991) قبل أن يغادر "غورباتشوف" الحكم تمّ إنزال العلم الأحمر الشّامخ، علم الاتّحاد السّوفييتيّ العظيم عن مبنى "الكرملين" للمرّة الأولى في التّاريخ، ورفع مكانه علم روسيا الذّليل الثّلاثيّ الألوان: الأحمر والأزرق والأبيض. باختصار لقد قضت البيروقراطيّة على الاتّحاد السّوفييتيّ، مهد تطبيق الاشتراكيّة والأمل الشّيوعيّ الأمميّ وابن ثورة أكتوبر العظمى الحمراء. قد لا يغفر للزّعيم السّوفييتيّ "ستالين" أنّه قاد الجبهة السّوفييتيّة ضدّ النّازيّة بصمود منقطع النّظير وخاصّة في معركة "ستالينغراد" الباسلة، ورغم كثرة الخسائر المادّيّة، لكنّ الاتّحاد السّوفييتيّ والشيوعيّة انتصرا انتصارًا ماحقًا على الجيش الألمانيّ النّازيّ الّذي اندحر حتّى العاصمة "برلين"، هناك وعلى أعلى زاوية في مبنى "الرّايخستاغ" مقرّ الحكومة الألمانيّة دقّ الجنديّ السّوفييتيّ بشموخ وبنشوة انتصار وفرح للحقّ والعدالة والإنسانيّة العلم الأحمر، وجعل "ستالين" الاتّحاد السوفييتيّ إثر انتهاء الحرب الثّانيّة سنة (1945) قوّة سياسيّة وعسكريّة عظمى، ذات أثر كبير وفاعل ويحسب له الحساب في الموازين السّياسة الدّوليّة، زيادة على تنامي القدرات العلميّة والثّقافيّة والاقتصاديّة. ولكن ذلك لن يشفع لدكتاتوريّته وبيروقراطيّته وجرائمه ضدّ المخالفين الأبرياء أما محكمة التّاريخ.



غورباتشوف "الرّئيس المسكين":

كلّ ما أنجزه "ستالين" وما حقّقه من انتصارات لا يعطيه الحقّ في إعدام الخصوم السياسيّين المخلصين أصحاب الرّأي المغاير، ولا يبرّر قتل برئ واحد من أولئك الّذين أُعدموا وكان بينهم الكثيرون من الأبرياء، قتلوا بذريعة أنّهم كانوا من "القوى الهدّامة" وكلّ ما فعله من مشاريع لم يمنع الانهيار. ورغم نوايا الرّئيس الأخير "غورباتشوف" والّذي أصبح الأمين العامّ للحزب الشيوعيّ السّوفييتيّ منذ سنة (1985) والّذي خرج علينا بمشروعيْه اللذيْن هلّلنا لهما كثيرًا في البداية: "البيروسترويكا" (بالعربيّة إعادة البناء) وَ "الغلاسنوست" (بالعربيّة العلنيّة) لدرجة أن خرج علينا أمين عامّ حزبنا الشّيوعيّ "ماير فلنر" (1918 – 2003) من على سور "عكّا" في احتفال جرى ما بعد الانهيار السّوفييتيّ ليقول: "لقد ضُلّلنا وضَلَلنا". رغم نوايا "غورباتشوف" الصّادقة أو الخائنة، ورغم رغبته في إنعاش الاتّحاد السّوفييتيّ ومحاولاته الظّاهرة للعيان في إبعاد القادة القدماء بعد موت الرّئيسيّن اللذيْن سبقاه: الرّئيس السّادس أو السّابع "يوري أندروبوف" (1914 – 1984) والّذي حكم أقلّ من سنتيْن (1982 – 1984) والرّئيس السّابع أو الثّامن "قسطنطين تشيرنينكو" (1911 – 1985) وقد حكم أقلّ من سنة واحدة (1984 – 1985) وهما من القادة التّقليديّين في الاتّحاد السّوفييتيّ. ورغم محاولاته في تحديث الجهاز الحكوميّ والإداريّ للدّولة، بإدخال عناصر قياديّة أكثر شبابًا وانتهاجه نهجًا جديدًا، كان بريقه جذّابًا ومثيرًا للمصداقيّة في البداية، لكنّه لم يصمد طويلًا أمام المعضلات المتراكمة على مدى عقود طويلة من الأخطاء بل الخطايا الّتي لا تغتفر، وأبرزها البيروقراطيّة والانقسامات الدّاخليّة والانقلابات وتدهور الاقتصاد السّوفييتيّ والقضايا القوميّة. لقد باءت كلّ المحاولات بالفشل الذّريع وأدّى ذلك كلّه إلى إعلان "غورباتشوف" في خطابه الأخير يوم 25 شباط سنة (1991) عن تفكّك الجمهوريّات السّوفييتيّة الاشتراكيّة والاعتراف باستقلال الجمهوريّات السّابقة وإنشاء رابطة الدّول تحت مسمّى "الاتّحاد الرّوسيّ" وتخلّى عن رئاسة الاتّحاد السّوفييتيّ وسلّم السّلطة إلى الرّئيس السّكّير "بوريس يلتسين" وإلى ظلام ومصير مجهول. ولكنّنا عشنا تلك الفترة من انتهاء الحرب الباردة بين الكتلتيْن: الشّرقيّة والغربيّة والإعلان عن إلغاء العداء بين حلف "وارسو" وحلف "النّاتو"، والأكثر إزراء أنّ بعض الجمهوريّات السّوفييتيّة السّابقة والّتي استقلّت قد هرولت للانضمام إلى حلف "النّاتو" واهمة بتعزيز استقلالها العسكريّ والاقتصاديّ عن روسيا، مخدوعة بسراب الرّأسماليّة الّتي أغدقت عليها الحرّيّة الزّائفة والفقر وزيادة التّقاطب الاجتماعيّ والغلاء الفاحش وزيادة الجريمة في الدّاخل أو الحروب في الخارج، كلّ ذلك لحالة من جنون انهيار الاشتراكيّة والشّيوعيّة بعد النّموذج السّوفييتيّ التّاريخيّ والعظيم.



وأخيرًا:

منذ منتصف سنة (1922) كان "لينين" يعاني سلسلة من السّكتات الدّماغيّة. وبحلول سنة (1923) أصبح غير قادر على المشاركة في نقاشات الحزب الّذي بناه، وعندما توفّي سنة (1924) تمّ تحنيط جثّته وتحويله إلى ما يشبه القدّيس، وهو ما كان يروّعه قبل وفاته. وقد حثّت أرملته، "كروبسكايا" والّتي شاركته على طول مسيرته النّضاليّة، وكانت تعرف ما يريده بعد أن يموت، ليس التّحنيط وليس النّصب وليس أيّ صورة من صور التّخليد الشّخصيّ، بل كان يريد خلودًا لمسيرته لمبادئه الماركسيّة ولثورته المجيدة ولكفاحه الدّؤوب بكلّ الوسائل، وأبرزها السّلاح، كان يريد خلودًا للحزب الطّليعيّ ليبقى حزبًا من طراز متجدّد، يريد تنظيمًا يفحص ذاته ليضمن خلود الفكرة، خلود النّظريّة المتطوّرة والحركة الّتي لا تعرف السّكون ولا الثّبات "لا شيء مطلق إلّا حركة المادّة"، يريد خلودًا لأفكار معلّمه "ماركس" الّتي تجعل الإمبرياليّة تسعى لحفر قبرها، يريد خلودًا للمكتسبات الثّوريّة والإنجازات العلميّة والعمليّة، يريد سقوطًا مدويًّا لقوى الظّلم والظّلام وتخليد الواقع المرير، يريد عيشًا كريمًا وحياة عزيزة للبسطاء من العمّال والفلّاحين، ويريد انتصارات للشّعوب المقهورة على محتلّيها ومغتصبي حقوقها القوميّة والوطنيّة والإنسانيّة وناهبي ثرواتها والمتحكّمين بمقدّراتها ومصائرها، في آسيا وأفريقيا وأميركا اللّاتينيّة، يريد الحياة ثورة دائمة ما دام ثمّة ظلم أو استغلال أو اضطهاد. ولذلك صرخت زوجته "كروبسكايا": "لا تقيموا النُّصب التّذكاريّة له، فكلّ ذلك ارتبط بأهمّيّة قليلة في حياته، فإذا كنتم تريدون تكريم اسم "فلاديمير إيليتش لينين" ابنوا الحضانات ورياض الأطفال والمنازل والمدارس والمكتبات والمراكز العلاجيّة والمستشفيات والبيوت للعاجزين. والأهمّ من ذلك كلّه، دعونا نضع تعاليمه في الممارسة". نعم "دعونا نضع تعاليمه في الممارسة". أين الأحزاب الشيوعيّة اليوم من "لينين" وتعاليمه وممارسته! أين قادة الأحزاب الشيوعيّة من الميادين وجبهات القتال والمواجهة مع العدوّ القوميّ والطّبقيّ!

فليذهبوا إلى "لينين" القائد للثّورة بالعنف الجماعيّ! فليذهبوا إلى أدوات المطبخ الّتي سرقها "سبارتاكوس" ورفاقه وقاتلوا ظلّامهم بها! فليذهبوا إلى جبال "سييرا مايسترا" حيث كان "كاسترو" ورفيقه الثّائر "جيفارا" وجميع الرّفاق يحفرون قبر الطّاغية "باتيستا"! فليذهبوا إلى معركة "السّويس" وجمال عبد النّاصر المنتصر وموقف الاتّحاد السّوفييتيّ الحاسم والسّدّ العالي! فليذهبوا إلى حزب المؤتمر الأفريقيّ وخلاياه الّتي نظّمها "نيلسون مانديلا" من سجونه الطّويلة! فليذهبوا إلى الإمام "الحسين" الّذي آمن بقلّة قليلة أعظم من كلّ الأسلحة والجيوش عند الله! فليذهبوا عند فتات الصّخور الّتي تكسّرت على صدر "بلال" الحرّ وبطنه ولم يقل كلمة كانت تخلّصه من عذاب مميت! فليذهبوا إلى "ديان بيان فو" في فيتنام الثّورة، حيث كان القائدان: "هو تشي منّه" وَ "جياب" يخطّطان وينفّذان حصار المستعمر الفرنسيّ واستسلامه! علينا أن نذهب كثيرًا فالنّجوم الثّوريّة السّاطعة في فضاء هذا العالم الظّالم والمظلّم كثيرة ولا تُعدّ.

جاء الاحتفال في "موسكو" في ذكرى ميلاد "لينين" المئة والخمسين، مطوّر النّظريّة الماركسيّة ومؤسّس الاتّحاد السّوفييتيّ باهتة كخمود جذوة الشّيوعيّة، كالنّظريّة الرّماديّة الجامدة وليست كشجرة الحياة الخضراء اليانعة. هذا العظيم الّذي دخل التّاريخ سياسيًّا ومنظّرًا وحاكمًا، وقبل ذلك كلّه وبعده، ثائرًا ومقاومًا ومتمرّدًا إلى أن قضى عليه ضرب من الجينات الموروثة، وهو في خمسينيّات العمر، وإن كان هناك من يعتقد أن خليفته في الحزب والدّولة "جوزيف ستالين" قد يكون هو الّذي دبّر مقتله إثر خلافهما على قضيّة تصدير الثورة أو ترسيخها في بلد واحد، وما تردّد عن توصية منسوبة إلى "لينين" ينصح فيها رفاقه: "بإزاحة "ستالين" أو اختيار أحد مكانه أكثر صبرًا وأوفر أدبًا وأقلّ تقلّبًا"!

و"لأنّ الزّمن لا ينتظر" كما قال "لينين" منذ زمان بعيد فقد عمل الشّيوعيّون الرّوس على محاولة النّفاذ إلى الفضاء الشّعبيّ: الاجتماعيّ والسّياسيّ من جديد، لكنّهم أخفقوا في تحقيق ما يريدونه أكثر من مرّة، إذ حاول الأمين العامّ للحزب "غينادي زوغانوف" (1944) الوصول إلى "الكرملين" وإعادة البلاد إلى النّمط الشّيوعيّ أربع مرّات، ولكنّه فشل في الوصول، ففي الانتخابات سنة (1996) فشل أمام المرشّح السّكّير "يلتسين" فحصل على 32% من الأصوات مقابل 54% للسّكّير، وفي انتخابات سنة (2012) تراجع إلى 17% من الأصوات مقابل 78% للرّئيس الحاليّ "بوتين" والتّراجع المستمر يقول الكثير عن حالة انزلاق الحزب في نظر الجماهير الشّعبيّة الرّوسيّة. وفي الانتخابات الرّئاسيّة الأخيرة سنة (2018) وقف الحزب وراء مرشّح غير شيوعيّ، هو رجل الأعمال المليونير "بافيل غرودينين" (1961) المدافع عن اقتصاد السّوق، لاستقطاب الفئات الشّابّة الّتي انفضّت عن الحزب، لكنّه خرج من اللّعبة الانتخابيّة بخفّيْ حنين.

خلّد كتاب "عشرة أيّام هزّت العالم" للكاتب والإعلاميّ الاشتراكيّ الأميركيّ "جون ريد" (1887 – 1920) مسيرة "لينين" الكفاحيّة، وقد سجّل فيه أحداث ثورة أكتوبر الاشتراكيّة العظمى، ووثّق خاصّة أيّامها العشرة الحاسمة، منذ يوم 16 أكتوبر حتّى يوم 26 منه، وهي الفترة العصيبة الّتي واجهتها الثّورة، وقد تحوّل الكتاب إلى فيلم سينمائيّ أخرجه المخرج "سيرجي أيزنشتاين" (1898 – 1948) كعمل روائيّ وبفنّيّة سينمائيّة عالية. وقد وصف "لينين" هذا الكتاب، في المقدمة الّتي وضعها له،‌ بأنّه: "يعتبر العرض الأكثر صدقًا والأكثر حيويّة للأحداث الّتي تساعد على فهم حقيقة الثّورة البروليتاريّة". واحترامًا وتقديرًا أمميًّا للكاتب "جون ريد" وهو من مؤسّسي الحزب الشّيوعيّ الأميركيّ عندما مرض بالتّيفوس في "موسكو" ومات دفن في السّاحة الحمراء مع من دفن فيها من الشّخصيّات الهامّة.

وبألم صوّرت في مقطع من قصيدة لي بعنوان "مقاطع عربيّة، نقوش إسلاميّة وصور أخرى" ذلك التّحوّل الرّهيب الّذي حلّ على "موسكو" المنكوبة بالانهيار، وكانت "موسكو" رمزًا للسّقوط السّوفييتيّ الفظيع والسّقوط الرّوسيّ في براثن الرّأسمال والتّقوقع القوميّ والخروج عن مجد الشّيوعيّة والشّموخ الأمميّ، وقد جاء المقطع تحت رقم 19 من القصيدة الّتي نشرتها في ديواني الثّاني بعنوان "بوادٍ غير ذي زرع" الّذي صدر سنة (2007) قلت فيها: "كانت "موسكو" بلد اللّيل المورق/ صارت "موسكو" بلد السّوق الغارق/ بالحرّيّة والإدمان والمُلك الخاصّ وحرب الشّيشان/ حملت مختارات الزّنبق والحبّ بيد/ ورأس المال بيد/ كانت تفتح ذراعيّها بعشق/ وتمدّ أصابعها منارات/ والصّوت الأحمر كان/ يا شعوب الأرض هبّوا/ كانت "موسكو" تغنّي وتكبر/ كانت تحضن "ماياكوفسكي"/ وتخبّئ في أهداب عواطفها "بوشكين"/ كانت تحمل "لينين"/ كانت تبعث أغصان حضارتها فروعًا كالرّيح الطّيّب مسكًا/ لكن منذ سنين/ انشقّ غشاء بكارتها/ وحال اللّون الأحمر/ بقعًا سوداء/ على ثوبك يا يسنين/ وعلى رأس المال وتمثال "لينين". (ص 30 – ص 32)

لم يعد اسم "لينين" مضيئًا بعد 150 عامًا على ولادته، إلّا في السّاحة الحمراء وحدها في قلب العاصمة "موسكو" وبقيت هناك رفاته تستقبل أفرادًا وجماعات يقرأون السّلام عليه ويتوقون إلى عهدٍ جميل ونبيل وعزيز مضى، لم تبقَ منه في الذّاكرة سوى خطوط نورها خفيف وباهت، رماديّة يشوبها الظّلام. ولكنّ ضحايا الاضطهاد وضحايا جوع الاضطرار يتكاثرون ويتململون التّململ الأخير للمكافحين، ولا بدّ أنّه يتقلّبون التّقلّب على نار الظّلم وسيهبّون هبوب عاصفة الكفاح موقدين مشاعل الحرّيّة الحمراء من جمار الثّورة الاشتراكيّة والأمميّة القادمة، كما علّمنا "لينين".



#علي_هيبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العظماء (22) لينين المنظّر الماركسيّ والقائد الثّوريّ (5)
- العظماء (22) - لينين المنظّر الماركسيّ والقائد الثّوريّ (4)
- لينين المنظّر الماركسيّ والقائد الثّوريّ (2)
- لينين المنظّر الماركسيّ والقائد الثّوريّ (1)
- نحو فكر دينيّ جديد، عماده العلم والعقل والنقد والحريّة والحو ...


المزيد.....




- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما
- اعتقال ناشطات لتنديدهن باغتصاب النساء في غزة والسودان من أما ...
- حريات الصحفيين تطالب بالإفراج عن الصحفيين والمواطنين المقبوض ...
- العدد 553 من جريدة النهج الديمقراطي بالأكشاك


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - علي هيبي - لينين المنظّر الماركسيّ والقائد الثّوريّ (6-6)