أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - هل نحن في بلاد -الواق واق- أم في -العراق-؟














المزيد.....

هل نحن في بلاد -الواق واق- أم في -العراق-؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 6863 - 2021 / 4 / 8 - 12:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتحدث الكتب التراثية العربية عن بلاد مليئة بالغرائب والعجائب، عن جزر "الواق واق"، حيث كان التجار والبحارة العرب يصلون إليها ويمارس الرجال التجارة هناك، سواء أكانت هذه الجزر تابعة للصين، أم كانت جزيرة مدغشقر، أم هما معاً. ويشار إلى أن هذه الجزر كان فيها بشر من أكلة لحوم البشر، وفيها كثرة من اللصوص وقطاع الطرق. كما كانت أشجارها تحمل نساء برؤوس وشعر منفوش. حين كانت الرياح تهب تتساقط رؤوس النساء على الأرض وتصدر عنها أصواتاً نسوية غريبة تصرخ بـ "واق واق"، وعنها أطلق العرب على هذه الجزر ذات الأصوات المرعبة وأكلة لحوم البشر وقطاع الطرق بـ "بلاد الواق واق"، بلاد العجائب والغرائب.
وفي عراقنا الحبيب والمستباح بشعبه، اعتاد الناس في السابق، واليوم أكثر من أي وقت مضى، حين يواجهون يومياً وعلى مدى 18 عاماً وقوع أشياء غريبة وعجيبة ومرعبة بعيدة كل البعد عن الحضارة الإنسانية، وعن كل القيم والمعايير الإنسانية النبيلة، وعن كثرة من التقاليد والعادات الإيجابية للشعب، يتساءلون عن حق: "أين نحن؟ هل نحن في العراق، في بلاد الحضارة والسلام، أم في بلاد العجائب والغرائب القاتلة، في بلاد الواق واق؟". والسؤال أكثر من واقعي وعادل ومشروع ومُلح، سؤال يردده أبناء وبنات الشعب العراقي المخلصين لشعبهم ووطنهم بسبب شتى أنواع الغرائب والعجائب التي يتعرضون لها كل يوم ولا يستطيعون لها ردَّاً حتى الآن، رغم انتفاضتهم التشرينية المجيدة.
لقد تقلد رئاسة مجلس الوزراء في العراق منذ بدء تشكيل الحكومات العراقية الجديدة عام 2004 حتى الوقت الحاضر ستة أشخاص: شخصية قومية، ذات أصول بعثية سابقة، وأربعة أشخاص من قوى وأحزاب إسلامية سياسية طائفية شيعية متعصبة، وشخصية إسلامية خامسة يدعي زيفاً ومراوغة الاستقلالية. هؤلاء جميعاً لم يمارسوا السياسة التي تساهم في التخلص من عواقب النظام الدكتاتوري البعثي الفاشي الذي دام 35 عاماً في العراق، بل ساهموا في تكريس وممارسة أسوأ ما في ذاك النظام.
وكان النظام السياسي، الذي أقيم في البلاد على أنقاض حكم البعث المقيت وفي ظل الاحتلال الأمريكي، وبالتنسيق والمساومة مع هيمنة إيرانية زاحفة، قد اعتمد منذ البدء على قاعدة عدوانية وتمييزية للحكم تعتمد المحاصصة الطائفية والقومية البغيضة في سلطات الدولة الثلاث الطاردة لمبدأ المواطنة الموحدة والمتساوية لصالح الهويات الفرعية القاتلة أولاً، وتميز هذا النظام منذ اليوم الأول بالفساد الأكثر شمولية والأعمق والأكبر حجماً والأشرس في النهب والسلب وإفقار البلاد وتجويع الغالبية العظمى من الشعب.
في هذا العراق "الواق واقي" لا تحاكم الدولة والقضاء غير المستقل قتلة 700 شهيداً وأكثر من 25 ألف جريح من قوى الانتفاضة التشرينية المقدامة، ولا من مارس الاغتيال الجبان لعشرات من بنات وأبناء الشعب المنتفض، ولا من اختطف العشرات من المدنيين والمدنيات وغيبهم حتى الآن، ولا من اعتقل وسجن جمهرة كبيرة من المتظاهرين والمتظاهرات في سجون سرية، ومارس أبشع صور التعذيب لهم، ولا من سرق الملايين والمليارات وفرط بالثروة الوطنية في فترة حكمه، كما في فترة أياد علاوي وإبراهيم الجعفري ونوري المالكي والعبادي وعادل عبد المهدي المنتفگي ومصطفى الكاظمي، ولا من فتح بوابة الموصل ونينوى أمام جحافل الغزاة وعصابات القتل والنهب والسلب والسبي والاغتصاب وبيع النساء في سوق النخاسة وبالمزاد العلني، ولا من تسبب بقتل أكثر من 1500 متدرب عسكري في قاعدة سبايكر، كما حصل في فترة حكم نوري المالكي، ولا في فترح أبواب العراق لغزو احتلالي استعماري جديد للعراق من جانب إيران، ولا من روج للقيادة الإيرانية الطامحة بإقامة الإمبراطورية الفارسية واعتبار العراق جزءاً تابعاً لها وخاضع لإرادتها ومصالحها، لا لكل هؤلاء، ولكن محاكمة مواطن عراقي تظاهر مع المتظاهرين على مدى عام كامل، متظاهر من الفقراء والمعدمين الذين طالبوا بحقوقهم المغتصبة وباستعادة الاستقلال والسيادة الوطنية، وصدور حكم جائرٍ بحبسة لمدة سنتين! هذا الحكم ليس جائراً فحسب، بل إنه حكم يعبر عن الطبيعة العدوانية للقوى الحاكمة الموجهة ضد الشعب والتي يراد بها ردع الناس عن التظاهر، ولكن في الوقت نفسه تكريم من أرعب الناس وقتلهم، كما جاء في مقال الزميل علي حسين حيث كتب: "اليوم ونحن نقرأ خبر الحكم على "حسوني" في الوقت الذي يتم فيه تكريم جميل الشمري المتهم بمجزرة الناصرية، فإننا نجد أنفسنا أمام عملية ممنهجة لاستعادة ممارسات التسلط على الناس.". (أنظر: علي حسين، حفل القصاص من حسوني، العمود الثامن، جريدة المدى، بغداد، العدد 4917، في 05/04/2021). ألا يذكرنا هذا بمحتوى القول النابت "قتل امرئ في غابة جريمة لا تغتفر وقتل شعب آمن مسألة فيها نظر" أولا يشعرنا هذا بأن العراق كان ومازال يعيش تحت وطأة أوضاع قاتلة لمزيد من البشر وبشتى السبل. إن مثل هذا النظام السياسي الطائفي الفاسد والجائر لا يمكن ولا يجوز له أن يدوم، فاستمراره لا يعني سوى المزيد من القتل والاختطاف والتجويع ونهب المال العام، ومزيداً من الرثاثة للدولة والمجتمع، ومزيداً من الدمار والخراب للوطن. ويصبح الخلاص منه إنقاذاً للشعب والوطن، وهي مهمة ملحة وملزمة لكل المدنيين الوطنيين والديمقراطيين التي عليهم النهوض بها دفاعاً عن الشعب وحرمة البلاد.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما العمل بعد الاحتفال بالعيد السابع والثمانين لنشوء وتطور ال ...
- رسالة تحية وتهنئة في الذكرى ال 87 لميلاد الحزب الشيوعي العرا ...
- مواقف الحزب الشيوعي العراقي إزاء القضية الفلسطينية
- الميليشيات الإسلامية الإرهابية تجتاح بغداد وتستبيح الدولة وك ...
- وماذا عن السلاح المنفلت والميليشيات المسلحة والفساد وقتلة ال ...
- تحية نضالية في عيد نوروز المجيد
- الذكرى السنوية العاشرة لوفاة الصديق والمناضل جوهر نامق سالم
- رسالة مفتوحة إلى كل العراقيات والعراقيين من ذوي الضمائر الحي ...
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ...
- هل المستبد الذي أعلن فشله وفشل طبقته السياسية يعود للواجهة ب ...
- حوار قناة مؤسسة الحوار المتمدن على اليوتيوب مع الدكتور كاظم ...
- الاستبداد والقسوة والاستغلال وجور القوانين في العراق القديم ...
- هل سينتفض الشعب من جديد ضد المتآمرين على حقوقه وحرياته؟ نحو ...
- الاستبداد والقسوة والاستغلال وجور القوانين في العراق القديم- ...
- الاستبداد والقسوة والاستغلال وجور القوانين في العراق القديم- ...
- الاستبداد والقسوة والاستغلال وجور القوانين في العراق القديم ...
- واقع التمييز والقسوة إزاء المرأة في عهود العراق القديمة والم ...
- التمييز والقسوة إزاء المرأة في العراق في العهود المختلفة - ا ...
- التمييز والقسوة إزاء المرأة في العراق في العهود المختلفة - ج ...
- التمييز والقسوة إزاء المرأة في العراق في العهود المختلفة - ا ...


المزيد.....




- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - هل نحن في بلاد -الواق واق- أم في -العراق-؟