أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - القطبية ومنظومة ويستفاليا














المزيد.....

القطبية ومنظومة ويستفاليا


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 6862 - 2021 / 4 / 7 - 14:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


القطبيّة ومنظومة ويستفاليا
تقف الولايات المتحدة أمام منعطف حاسم وجديد بعد فوز جو بايدن بالإنتخابات الرئاسية، وهو الذي ما فتئ يكرّر أنّه سينهي "الانكفاء الترامبي" ويعيد أميركا إلى مكانتها القياديّة عالميًّا، بالتعاون مع حلفائه الأوروبيين، ووفقًا لـهنري كيسنجر في كتابه "تأملات حول طلائع الأمم ومسار التاريخ" 2016، فإنّ ذلك يعني إقامة نظام دولي جديد يجمع "القوّة والشرعيّة" في آن، ويمكن لـ واشنطن أن تلعب فيه دورًا رياديًّا على أساس شراكات وتحالفات محدّدة الأهداف.
وتلك اجتهاداتٍ مكثّفة لأفكار "الثعلب العجوز"، الذي يُعتبر أهمّ وزير خارجية أمريكي خلال القرن العشرين، إضافة إلى خبرته العمليّة والأكاديميّة، وهو دعوة للتشاركيّة بدلًا من الأُحاديّة القطبيّة، ومن أهم سِمات هذه الإستراتيجية، المرونة واحترام المعايير المشتركة والسيادة الوطنية والخصوصيّة، إلّا أنّه لا ينسى التحدّيات التي تواجهها، وأهمّها الفوضى المستشرية منذ مطلع القرن الحادي والعشرين، وانتشار أسلحة الدمار الشامل التي تشكّل عنصر تهديد مستمر، فضلًا عن أعمال إبادة وجرائم جسيمة، حيث لم يعُد ممكنًا السّيطرة على الصراعات بفعل التطوّر التكنولوجي الهائل، وبروز قوى إرهابية عصيّة على أيّ قيود وأيّ نظام، ناهيك عن تفشّي ظواهر العنف بسبب التعصّب ووليده التطرّف.
ولكن كيسنجر يزجّ إسم روسيا المتّهمة أساسًا بالاختراقات القديمة "الجديدة" لمنظومة الأمن الأمريكي، والأمر لا يتعلّق بالملابسات الخاصة بالإنتخابات، بل بمسؤوليّتها في تدهور العلاقات الدولية، وهو وإن يعتبر الصين خصمًا عنيداً ومنافسًا قويّاً للولايات المتحدة، إلّا أنّه يميّزها عن روسيا ويعتبرها الركيزة الثانية المهمّة للاستقرار العالمي، آخذًا بعين الإعتبار "التعدّدية الآسيوية" وموقع الصين فيها التي تظلّ تحنّ لماضيها الإمبراطوري كما يقول؛ ولذلك فإنّ تأسيس شراكة متينة بين الغرب (واشنطن) وبين الشرق (بكين) سيؤدي إلى الإمساك بدفّة القيادة، كما يحرم موسكو منها بحيث لم تعُد منافسًا فاعلًا.
وإذا كان صلح ويستفاليا (1648) قد أنهى حربًا دامت أكثر من 100 عام في أوروبا وأخرى استمرّت 30 عامًا حتى وضعت أوزارها عبر نظام جديد يحترم السيادة ويضع حدًا للنزاعات المذهبية ويعترف بالمصالح المشتركة والمنافع المتبادلة؛ فإنَّ كسينجر يعتبر هذا النظام ما زال قائمًا على الرغم من حربين عالميّتين، حيث ظلّ مبدأ عدم التدخل بالشؤون الداخلية يحكمها، بل أنّ منظومة ويستفاليا ما تزال قابلة للتطبيق على المستوى العالمي، فلم يعُد مقبولًا غياب نظام دولي مستقّر، حيث بات من الضروري حسب رأيه خلق نظام عالمي جديد وفقًا لمبدأي القوّة والشرعيّة، وبما أنّ واشنطن ساهمت بدورها الإيجابي في حربين عالميّتين وفيما بعد في الحرب الباردة ضد الاتحاد السوفياتي، فإنّه لا سبيل إلّا الإعتراف بدورها المنشود ومسؤوليّتها في تحسين حياة البشر وإيجاد رابطة تجمع الدول الفاعلة في إطار نظام تعدّدي تشاركي.
ولكن، ماذا عن الشرق الأوسط وتحديدًا موقع العرب ومكانتهم من هذا النظام؟ وهو سؤال سيكون مطروحًا أمام الرئيس بايدن بعد انقضاء الفترة الترامبيّة العسيرة، فهل سيستمر بايدن في سياسة ترامب الشرق-أوسطيّة؟ أم أنّه سيسعى لتصحيح مسارها، طالما هو يعلن عن خلل تلك السياسة على المستوى الدولي والأمريكي اللّاتيني والأوروبي، ناهيك عن السياسة الداخلية، كي تظهر الولايات المتحدة بصورتها الأمريكية الحقيقيّة لا بصورتها الشعبويّة العنصريّة المتطرّفة التي عرفها العالم في عهد ترامب؟ وهو سؤال مفصليّ لثلاث قضايا:
أوّلها: موقفه من القضية الفلسطينية وحلّ الدولتين الذي غضّ الطرف عنه الرئيس دونالد ترامب، فهل سيعيد موقف باراك أوباما وقبله جورج دبليو بوش وقبلهما بيل كلينتون، أم ماذا بعد نقل السفارة الأمريكية إلى القدس؟
وثانيها - هل سيستيقظ مشروعه السابق إزاء الفيدراليّات الثلاث الطائفية - الإثنية في العراق والذي أقرّه الكونغرس العام 2007؟ أم سيغطُّ في نوم عميق، علمًا بأنّه تجنّب الحديث عنه خلال الفترة السابقة؟
وثالثها - ماذا سيكون موقفه بخصوص الملف النووي الإيراني الذي يُعتبر واحدًا من التحديّات الكبرى التي ستواجه واشنطن في منطقة الشرق الأوسط؟ فهل ستواصل الضغط على إيران أم كما ترغب الأخيرة العودة إلى الإتفاق، مع أنّ بايدن يريد إدراج الصواريخ البالستيّة ضمن تعديل الاتفاق؟، وبقدر السعي للبحث عن حلّ سياسي في اليمن، فإنّ بايدن كان حريصاً بالحديث عن ضمان أمن المملكة العربية السعودية.
ولأنّ الشرق الأوسط منطقة صراع وتنافس وعانت كثيرًا بسبب عدم التوصل إلى حلول سلميّة وعادلة للقضيّة الفلسطينية، ناهيك عن اندلاع بؤر توتّرٍ جديدة في العراق وسوريا واليمن ولبنان، إضافة إلى ليبيا، فإنّه يمكن أن يستمرّ حلبةً للصراع ومسرحًا لرسم الخرائط ومنطقةً للتنافس العالمي المحموم حسب كيسنجر، لا سيّما إذا لم يجد حلولًا ناجعة في ظلّ النظام العالمي الجديد، فماذا سيفعل بايدن؟ هل سيختار طريق التشاركيّة أم يستمرّ في طريق القطبيّة؟ ويتوقف على اختياره هذا مستقبل الصراع وآفاقه، فإمّا استمرار الحال على ما هو عليه أو تدهوره لدرجة تؤدي إلى تآكل دوله أو اختيار حلول سلميّة وتنمويّة تُسهم في دعم النظام المنشود؟



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بابا الفاتيكان في العراق: أي رسائل؟
- العدالة الإجتماعية في الإقتصاد الرقمي
- خير الدين حسيب الغائب الحاضر
- خير الدين حسيب - الرجل الذي رحل إلى المستقبل
- الجواهري وحكاية -طوق الكفاية الفكرية-
- مقدمة كتاب محمد السعدي: بيني وبين نفسي حكايات من الأرشيف الش ...
- محاضرة حول المستجدات الساسية في الشرق الأوسط
- دولوريس أو الشجرة الهلامية
- منذر الشاوي - ذاكرة جيل أكاديمي
- المجتمع المدني ... استلحاق أم استحقاق؟
- الوساطة والاّعنف
- هل كان ماركس ديمقراطيا
- عبد الغفار خان ...غاندي المسلم
- الإرهاب والجامعات
- الياس مرقص: المثقف الأول
- ستارت - 3
- ثقافة المواطنة وفكرة الدولة
- شجرة الذاكرة
- أزمة العراق سيادياً
- فريضة التسامح و فرضياته


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - القطبية ومنظومة ويستفاليا