أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - شريف حمد - في زمن الدناءة















المزيد.....

في زمن الدناءة


شريف حمد
مهندس وباحث فى العلوم السياسية مختص في الدبلوماسية العامة والثقافية

(Sharif Hamad)


الحوار المتمدن-العدد: 6860 - 2021 / 4 / 5 - 20:49
المحور: القضية الفلسطينية
    


لأن شعبنا الفلسطيني كان دوما أكبر من كل قياداته وجب على كل فرد فيه اليوم التحلي بروح المسؤولية وأن يسمع ممن يدعوه بمحبة وحرص بأن يستخدم عقله بعيدا عن الجهوية والعصبية والعاطفية وينسى التفاصيل وبأن يتعالى عن الأشخاص حيث أنه من الطبيعي والطبيعي جدا أن أي نظام مشوه لا ينتج الا تشوه والغير طبيعي أن ننتظر من المشوه أن ينتج غير التشوه ( أقصد أن فكرة الحكم تحت الاحتلال هي فكرة مشوهة وغير سليمة وتتعارض مع ناموس الطبيعية والتاريخ فبالتالي إن كل ما ينتج عنها سيكون مشوه بالضرورة)
فلقد ابتلي شعبنا بقيادات ما فتأت تعدد انتصارات مع أن الواقع يؤكد تتابع وتراكم الخسارات والهزائم سواء على مستوى الأرض أو الإنسان أو على مستوى حظوظ القضية الفلسطينية دوليا اقليميا وعالميا،
وكما أسلفنا بعيدا عن التفاصيل فما نحن عليه من وضع غاية في التدهور نراه ونلمسه جميعا ويدركه جيدا كل مهتم ومناصر لقضية فلسطين وشعبها،
فمن الواضح أن الاستمرار بنظام تعليمي فاسد وفاشل ومنظومة سياسية بلا هدف ولا استراتيجية سوى الارتزاق وانقسام وثقافة عامة تشوهت نتيجة قرابة ثلاثة عقود من الارتهان لمشروع فاشل يحقق مصالح فئات معينة قد ضرب عمق الوعي الجمعي للشعب ،
ومن الواضح أن هذا النظام ترك الشعب فريسة لمحتل فاشي إحلالي يعربد قتلا وتدميرا وافقارا، ومن ثم عزلا وتضييقا للحركة والتواصل فيما بينه ومع محيطه،
وبالتالي وجد شعبنا نفسه وحيدا في مواجهة ألات الحرب الصهيونية سواء العسكرية أو التي تستهدف الوعي والهوية والإرادة الشعبية وقتل الروح الوطنية وإعدام الأمل في كل مدينة وشارع وحي وعلى مستوى الفرد، فبات الخلاص الفردي سيد الموقف في عموم قطاعات شعبنا وربما يحق القول بأنه لم يسلم أحد من السقوط في وحل الخلاص الفردي ،
هذا هو الحال ولا أعتقد أنه يجب على شعبنا الاستمرار في تجميل الحقائق أو أن نستمر في تغطية عوراتنا بل علينا أن نعترف بذلك ونقر به وأن ندرك أنه نتاج طبيعي لاحتلال قادر ومدعوم من الإمبريالية العالمية ولديه كل مقومات الاستمرار بمقابل قيادة استخدمت لصالح هذا الإحتلال سواء كان عن وعي أو عن جهل أو أي كانت الأسباب،
فالآن لم يعد هناك مجال للحديث في التفاصيل التي نعرفها جميعا وأعيد هنا وأكرر أن التشوه طال الجميع فالعقل الجمعي مصلحي ومناطقي جهوي وفئوي واسترزاقي، مع التأكيد على أن شعبنا كشعب لازال شعب حي رغم كل ما تقدم من وصف لبشاعة الصورة.

الانتخابات
لقد بات جليا أن الصراع على النفوذ والسلطة وأمراض الشللية والمناطقية والمحاصصة والتشكيك والتخوين وتغييب المصلحة العامة سواء على مستوى الفصائل والأحزاب أو السلطة وحتى على مستوى كل المجموعات والمسميات سواء مستقلين أو حردانين سيد الموقف وأعتقد أنه لا يختلف اثنين من شعبنا على ذلك،
الى هنا وقد بات معروف لدينا أنه قد تقدم حوالي 36 قائمة للتنافس على انتخابات المجلس التشريعي منها حوالي 25 لمستقلين والذي يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن التشوه طال الجميع،
ففي ظل الحرب الضروس والمنافسة الحادة التي شابت مرحلة تشكيل القوائم كما شاهدنا جميعا والتي عكستها ظروف موضوعية، فمثلا حالة الصراع داخل الفصائل وفيما بينها طبيعي بالمعنى السياسي وفقا للبرامج لكن واضح أنه لا وجود للبرامج في الصراع وإنما هو صراع تفاصيل وأشخاص وحتى على مستوى المستقلين (الجميع) وهو كما أسلفنا نتيجة طبيعية لهكذا نظام أساسا مشوه وهذا ما لا يجب أن يجعلنا نحبط أو نفقد الأمل لأن هذه النتيجة كانت ستحصل لأي شعب آخر لو عاش نفس الظروف،
فمثلا الخريج المتعطل عن العمل منذ 15 عاما ويستمر كل ما كانت هناك فرصة لتوظيف 30 أو 40 موظف ( التعليم مثلا ) ليتنافس عليها مع عشرات ألاف المرشحين ( راتب بضع مئات من الدولارات ) وهو يستجدي مبتهلا في كل مرة مرددا “ادعيلي ياما و ادعولي يا جماعة لعل وعسى تكون من نصيبي”وهو يرى أمام عينه غياب المعايير والشرف والنزاهة والصدق وتفشي الواسطة والمحسوبية والكذب وغيره،
وعزز ذلك ما يراه منذ زمن من قيادات الصدفة آملا أن لا تخطئه الصدفة كما كل مرة فمن الطبيعي جدا أن يحاول أن ينافس على 132 مقعد تشريعي ( راتب ثلاث آلاف دولار وامتيازات ) حتى لو تنافس عليها مع بضع آلاف من المرشحين مثلا وكذلك كل موظف وعامل وتاجر في ظل غياب الأمان لدى جميع الفئات والذي تتوج بسياسات التقاعد والفصل والطرد سواء لموظفي السلطة أو المجتمع المدني أو الفصائل أو القطاع الخاص وكذلك وكالة الأونروا فحالة اللاأمان باتت حالة عامة باستثناء المتنفذين،
هذا هو الحال وهذا ما وصلنا اليه فأعرف أنا وغيري كما يعرف كل فرد من شعبنا في كل أماكن تواجده أن لا تفاصيل القوائم ولا شخوصها تلبي طموحات شعبنا .

الآن ما العمل
من المعروف أن أمريكا لا زالت صاحبة اليد والكلمة العليا في ما يدور في المنطقة وعليه لقد كان لدى امريكا وإسرائيل سيناريو ( أ ) المتمثل بالسيد محمد دحلان رئيسا ولكن خلاف الرئيس الشخصي مع دحلان حيث نعرف أنه خلاف ليس له أي علاقة لا بسياسة ولا بوطن وإنما خلاف شخصي ثأري بحت،
واصرار الرئيس أبومازن على إغلاق كل الأبواب أمام هذا المخطط وإن كانت حماس وغيرها مثلا قد تساوقت معه بدرجات معينة، وكما نعرف جميعا أن أمريكا وإسرائيل دائما لديها خطط بديلة فكان السيناريو ( ب ) وهو المتمثل بالعودة الى أبومازن كونه يملك مفاتيح اللعب داخليا فكانت الخطة بأن يستمر أبو مازن رئيسا ولكن بتجديد شرعية تخدم مخطط العودة للمفاوضات بالموازاة مع التطبيع والاستمرار في تلميع إسرائيل دوليا وتسيدها المشهد اقليميا وتعطي المساحة لشكل من الاتفاق مع حماس التي باتت أكثر مرونة وقابلية للتطويع عبر تركيا وقطر وكلكم يعرف كل التفاصيل وما يعنيني هنا أن قطر وتركيا دوما كانت تأتمر بأوامر أمريكا ولكن الجديد أن حماس ارتمت في حضنهما طوعا أو كرها فالتفاصيل كثيرة .

الأن ما أردت أن أصل اليه هو أننا كفلسطينين عراة تماما ولا نملك أي أوراق تجعلنا نستطيع اللعب مرحليا والقاعدة تقول إن كنت لا تستطيع اللعب والفوز عليك بإضاعة الوقت وتشتيت قدرة الخصم على اللعب فقط وفقط،
وعليه أتمنى أن تنتخب الناس وفق البرنامج ولا تلتفت أبداً للتفاصيل أو الأشخاص لأننا اتفقنا أن أي من القوائم لن ترضي شعبنا كأشخاص وتفاصيل ولكل منا الكثير مما يقال وتذكروا دوما أن الصورة العامة مشوهه وتفاصيلها أكثر تشوها،
إذا الانتخاب على أساس البرنامج إن حصلت الانتخابات والنزول للشارع إن لم تحصل،
ثم إذا ما تمت انتخابات المجلس التشريعي سنكون أمام المعضلة الأهم وهي انتخابات الرئاسة وكون نظامنا هو نظام رئاسي فستكون فرصة شعبنا لبداية طريق التغيير في اختيار الرئيس،
فهي فرصة متاحة ومدعومة دوليا فلتكون فرصة التحرر والخلاص من الثبات والعودة للحياة والحركة وتذكروا دوما أن الحياة في الحركة والثبات هو الموت،
وعليه اذا ما أصر الأسير مروان البرغوثي على ترشيح نفسه وصولا للرئاسة فربما يكون نافذة أمل بعكس ما تخطط له أمريكا وإسرائيل، وتذكروا أن ابومازن الذي لم يتنازل أمام دحلان بهذه العقلية الثأرية بامتياز لم ولن يتنازل أمام مروان كذلك.
ارتباطا بما سبق من وصف لحالة التشوه العام علينا أن ندرك يقينا بأنه لا مروان ولا غيره سيكون الحل السحري ولكن هو السيناريو الذي يؤكد أن شعبنا حي ولم يمت بعد، فهو فقط محاولة لقلب الطاولة في سبيل كسب الوقت وتشتيت العدو كما أسلفنا وهنا أعني إسرائيل وأمريكا وكل حلفاؤهم في المنطقة والداخل،
ومن الواضح جدا أن الحرب ضد ترشيح مروان قد بدأت بالفعل سواء بزيارته في زنزانته أو ما دار في حوار القاهرة الأخير والذي كان واضحا أنه استخدم للالتفاف على قضية ترشح مروان سواء من خلال الحديث عن إمكانية الذهاب لرئيس توافقي وهو ما بدأ الحديث عنه مباشرة من القاهرة وهو الخيار الذي يعتمد على تطورات الأمور مع الانتخابات التشريعية وتذكروا أن كل الفصائل الموجودة قد يمكن ابتزازها لصالح هذا الخيار كون الجميع يسعى للحفاظ على الوضع القائم وأن يتجنب خسارة أكبر كون الجميع يدرك أن حالة الغضب والسخط الشعبي قائمة ومتصاعدة على كل مكونات النظام السياسي، أو ما سيحصل لاحقا من محاولة لمنع ترشح مروان بالتحايل على القانون وهذا ما تداركه مروان نفسه عبر تشكيل قائمته على عجل متحالفا مع ناصر القدوة،
حيث لم يسبق أن كان الرجلان على اتفاق يبرر ما حصل من تحالف إلا كونه محاولة من مروان لأن يتجاوز معضلة شرط بأن يكون للمرشح الرئاسي قائمة تمثله في التشريعي وعليه هنا أيضا علينا أن نتجاوز تفاصيل وشخوص قائمة مروان/ ناصر التي هي بدورها لا تعبر عن طموح شعبنا ولكل منا ملاحظاته عليها .
تذكروا أن مروان رئيس يعني وضعية “رئيس أسير لشعب أسير” كما يسميها الكثير من المختصين في السياسة وهذه الوضعية تسعى امريكا وإسرائيل لتجنبها كونها قد تعيد للقضية وهجها على المستوى الدولي والعالمي وعليه فمن المنطق أن يدرك شعبنا ذلك ويعمل على استثمارها كونها قد تكون ورقة مهمة في ظل غياب أي أوراق للعب،
وعليه اليوم المسؤولية جمعية وفردية في آن واحد فللشعب الفلسطيني الكلمة في صندوق الاقتراع وتذكروا أن الوضع في الضفة الغربية بعد أبو مازن مرشح لصراع داخلي دموي بين أقطاب فتحاوية يملك كل منها نفوذ لا يصارع عليه في منطقته مما سيمزق الضفة إلى كانتونات متصارعة لكل منها عمدة وأخ كبير يسترزق في التحكم بمنطقة نفوذه وتحت وصاية الاحتلال كما هو الحال منذ نشأة السلطة الوهمية التي ستؤول إلى سلطات بمثابة روابط قرى كانت أولها غزة وربما يكون وضع مروان رئيس ضامن الى حد بعيد لعدم حصول ذلك وفي النهاية لن تكون مرحلة البناء بدون وقف التدهور الحاصل ووقف التدهور لن يكون إلا بالتجديد في رأس الهرم.



#شريف_حمد (هاشتاغ)       Sharif_Hamad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قولاً أو فعلاً !!!!!!
- شعوب قررت الانتحار !!!!
- عليه العوض ، الى أن تتقدم عقولا ً كبيرة…….
- عالم جديد فهل سيكون عالم ليس لنا


المزيد.....




- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...
- إعلام سوري: سماع دوي انفجارات في سماء مدينة حلب
- البنتاغون: لم نقدم لإسرائيل جميع الأسلحة التي طلبتها


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - شريف حمد - في زمن الدناءة