أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - شريف حمد - عالم جديد فهل سيكون عالم ليس لنا















المزيد.....

عالم جديد فهل سيكون عالم ليس لنا


شريف حمد
مهندس وباحث فى العلوم السياسية مختص في الدبلوماسية العامة والثقافية

(Sharif Hamad)


الحوار المتمدن-العدد: 6551 - 2020 / 5 / 1 - 21:54
المحور: القضية الفلسطينية
    


عالم جديد
فهل سيكون عالم ليس لنا
كما كان القرن الماضي حيث رسمت معالمه في بداياته وخصوصا العقدين الاولين والتي نضجت فيهما كل ظروف الحبكة الاستعمارية لإدارة هذا العالم خصوصا ما خص منطقتنا العربية على وجه التحديد ورغم تنازع الكبار في الحرب العالمية الثانية التي كان من الممكن أن تكون في صالح من أراد وعزم على تغيير الحبكة التي كانت قد باتت واضحة الملامح وتأكد بأن منطقتنا ستكون خارج الزمن طوال القرن بما في ذلك استثناءنا من ما بات هو عنوان القرن الأبرز اذا ما صح التعبير وهو تقرير المصير وقد انتهى القرن ولم نعرف نحن كعرب وخصوصا كفلسطينين معنى تقرير المصير ولم نذق طعمه بعد،
ولعل من استطاع أن ينتزع له مكان من الشعوب في ذلك القرن هي الأمم التي تملكت الحد الادني من الإمكانيات الثقافية والاجتماعية وهذا ما مثلته نخبها السياسية والقيادية بما فيها الحد الادني من الشعور بالثقة بالنفس وبالحرية وبالقدرة على صناعة التغيير أو وللايضاح أكثر القدرة على استيعاب فكرة أننا نستطيع أن نتقدم دون الأخر أي قدرتها على تجاوز عقدة النقص والقفز عن الحواجز النفسية والسلوكية التي ترافق الوقوع في شرك نظرية المؤامرة التي لا ننفي وجودها بل نؤكد على فداحة الضرر الواقع على طريقة التفكير والشلل التام الذي تحدثه في الوعي بضرورة التقدم رغم الصعاب وانهيار الارادة الابداعية لدى الاشخاص والمجتمعات الواقعة تحت تأثيرها والكارثة تترىسخ اذا ما بات الوعي الجمعي فريسة لهذه العقدة وتتعمق الأزمة اذا ما كانت القيادة لأمة ما أول من يسقط في وحل نظرية المؤامرة وبهذا أعتقد أن القيادة ان لم تكن استثنائية وابداعية فهذا ينفي صفة القيادة حتما، وبتجاوز هذه العقدة استطاعت الامم أن تجد لها مكانا في هذا العالم واعتقد أن هذا من أهم ما ساعدها على الاستمرار وصناعة مستقبلها واستثمار كل ما أتيح لها من ظروف وان كانت بنسب مختلفة تبعا لاختلاف الظروف ومن هذه الأمم الصين وكذلك اليابان الدولة الوحيدة في هذا العالم التي تعرضت لاستهداف بأسلحة الدمار الشامل اضافة الي كوريا وإندونيسيا والهند والبرازيل وفيتنام وغيرها الكثير من الأمم التي تمكنت من الاستمرار وصناعة مستقبلها واستثمار كل ما أتيح لها من ظروف وان كانت بنسب مختلفة تبعا لاختلاف الظروف،
أما نحن يبدو جليا أننا لم نكن نمتلك الحد الأدنى المطلوب ولم نستطع أن نستثمر كثير من الظروف المتاحة وكنا دوما ولا زلنا أسرى لأزمة العقل العربي والذي باتت تطاردنا ككابوس ندفع ثمنه من دماء أجيالنا وانه لمحزن ومؤلم أن نقول، فبرغم أنانية وعنصرية وفاشية الاستشراق كمنهج والمستشرقين كأشخاص الا أننا نستمر بأن نؤكد صحة ما طرحوه في كل لحظة وفعل وممارسة خصوصا فيما يتعلق بشؤون الحكم والسياسة، فالوضع في المنطقة أوضح من كل الكلام وإن كنا نكفرهم ونلعنهم ليلا نهارا والأدهى والأمر ونتيجة لما أسلفت بأنه مطلوب الحد الأدنى الثقافي والاجتماعي فنحن لازلنا نفتقد لهذا الحد الأدنى ولا زلنا أسرى للأيديولوجيا وهنا مشكلتنا ومعضلتنا الأساسية حتى ما عرف بالاستشراق نحن نصر على أنه يستهدف الدين وأن الاستعمار دوما أيا كان يستهدف الدين وبهذا غيبنا الواقع وهو أننا نحن كإنسان وكمقدرات هي ما يدور العالم حولها وهي ما رسمت معالم القرن الماضي وفقها وبذلك نغيب أنفسنا عن عالم لا يدخر جهدا لاعلاء قيمة الانسان كانسان وربما هذا مثل السمة الأساسية لعالم مابعد عصر النهضة بغض النظر عن كل ما اقترفت أيدي الحكومات من جرائم في هذا العالم،
الان يبدو واضحا أننا في مرحلة تشكيل معالم القرن الحالي ولا زالت كل المؤشرات تؤكد أننا سنكون خارج هذه المعادلة التي ترتكز بالأساس على الحد الأدنى الثقافي والاجتماعي للشعوب ففي الوقت الذي يتشكل فيه معالم الوعي الشعبي العام في فترة الحجر المنزلي العالمي حيث أنه أعطى الناس مساحة واسعة للتفكير والتأمل واكثر من ذلك تجربة شخصية لكل فرد في هذا العالم بكل ما تحمله من ألم وقهر للكثير هو قاتل ولكن لمن سيحدد معالم المستقبل هو في غاية الأهمية وهنا لا أريد الغوص في شكل العالم الجديد الذي بات الجميع يقر بأننا في الطريق اليه والذي سيكون لمن سيحالفه الحظ بأن يشهد العالم الجديد أن يلمس كل جديد فيه خصوصا وأن الجميع يؤكد أن أزمة الوباء ستمتد طويلا وربما تحصد أرواح العديد،
وهنا مثلا أود أن أقول أن فكرة السجن كعقاب التي كانت خلال القرن الماضي تتطور بشكل سريع في اتجاه أن يكون السجن إصلاح وليس عقاب وصولا الى سجون خمس نجوم اذا ما توفرت الرقابة المطلوبة لضبط سلوك الحكومات والجماعات والأفراد في هذا العالم الذي تحدثنا عنه بأنه يسير الى الأمام وخصوصا الأمم التي ترسخت لديها معاني الحرية والمواطنة والعدالة والحقوق المدنية والفصل بين السلطات قد تمكنت من ضبط السلوكيات الشاذة داخل حدودها بغض النظر عن كل ما هو عكس ذلك ، فربما تكون هذا المرحلة التي نمر بها الأن مرحلة مهمة لخلق وعي شعبي عام بقساوة السجن كفكرة ومدى إذلالها للإنسان ومدى الألم المستمر الذي تسببه فقد تكون احدى معالم الوعي القادم عالم بلا سجون وهنا ما وددت أن أقوله فهل سنبقى كفلسطينين أسرى في سجون الصهيونية وسنبقى ونستمر خارج التطور القادم وكما مر قرن تقرير المصير بدون أن يكون لنا نصيب في تقرير مصيرنا وكنا استثناء ان صح التعبير اذ أننا الشعب الوحيد في هذا العالم الذي لا زال يخضع لآخر احتلال في التاريخ الحديث ، فهل سيمر القرن الحالي أيضا والذي ربما يكون عالم خالي من السجون وسنكون نحن استثناء فنحن لا زال يحكمنا ( القيادة المستمرة في الفشل) متاجرين ومستثمرين وسراق و كذابين وأنانيين وأنتهازيين ولدينا مشروع فشل بامتياز سواء مشروع الثورة التي تحولت الى سلطة تبيع الوهم لشعبها وتقبض أثمان ذلك من محتلها أو المشروع الاسلامي الاخواني الجديد الذي قتل أول ما قتل الانسان الفلسطيني وغيب هويته وأنتج صراع في كل عقل فلسطيني تحت عنوان الهوية الوطنية أو الهوية الاسلامية والذي يدلل بشكل أكثر وضوحا على فقداننا الحد الادني المطلوب من الوعي الجمعي الثقافي والاجتماعي،
وتبدو الصورة أكثر وضوحا اذا ما رأينا حالة الانقسام المدمرة واستمرارها مع كل ما فرضته من تشوهات في الوعي الجمعي لدى شعبنا كنتيجة لكل ما أسلفت تعلن وفاة قضيتنا ونهايتها رغم عدالتها الواضحة وضوح الشمس،
اما الان فيبدو أن الزمن يحاول أن يعطينا الفرصة فقد تكون طول فترة وباء ال كورونا فرصة لنا كشعب فلسطيني لأن نتقدم خطوة للأمام باتجاه وعي شعبي بالحد الأدنى الذي يوصلنا لوعي وادراك اللحظة التاريخية والإيمان بأننا نستطيع وأن كل ما لدينا من مكونات خصوصا السياسية والحزبية ستجعلنا نستمر في هذا القرن الذي ترسم معالمه استثناء كما كان القرن الماضي وهذا ما يجب أن يولد وعي شعبي عام باتجاه الخطوة الاولى وهي التخلص من هذا العبأ الجاثم على صدورنا وسيمنعنا بدون ادني شك من أن نكون ممن يمتلك الحد الأدنى الذي يؤهلنا لاستثمار الظروف التي قد يجلبها ما بات يعرف بعالم جديد أو عالم ما بعد ال كورونا وعليه وبما أنهم يتحدثون عن أن الوضع مع الجائحة سيستمر لسنين فإن لم نحطم هذا العبأ ونتخلص منه ونعيد الاعتبار للشعب الفلسطيني أو على الأقل اعادة الشعب الفلسطيني كحدث في صدارة أحداث هذا العالم بعد التخلص من كل الهياكل الموجودة التي أثبتت انها فشلت وأنها تمنع تطورنا فسنكون فعلا خارج العالم وسنستمر استثناء،
فمن وجهة نظري وبوضوح في هذه الفترة الحرجة من عمرنا وتاريح شعبنا والتي ستتمثل في عمر جائحة الكورونا اذا ما تمكن الشعب الفلسطيني من تصدر المشهد وإخراج وضع جديد أرى انه يجب أن يتمثل بإعادة الوضع الى ما كنا عليه قبل السلطة كنتيجة لاتفاقات أوسلو المدمرة بعنوان فلسطين كل فلسطين تحت الاحتلال الصهيوني سيمر القرن الحالي وسنكون استثناء وإذا ما كان أحد العناوين لهذا العالم هو عالم بلا سجون ولا سجناء سنستمر نحن سجناء يقهرنا الاحتلال بعنصريته وفاشيته المعهودة، فمن كان استثناء في قرن تقرير المصير سيكون استثناء في عالم بلا سجناء وسنستمر في عالم ليس لنا رغم أن ما لدينا من أمثال غسان كنفاني صاحب عالم ليس لنا (رواية لغسان كنفاني) كثر ولكن الأيديولوجيا جعلت الكثير منا يكفر غسان نفسه كما المستشرقين على اعتبار أن الدين هو المستهدف فبات الانسان صفرا كبيرا يداس بالإقدام ليلا نهارا ولم يسلم في النهاية الدين الذي نستمر في التهويش والصراخ بأننا ندافع عنه ودونه الأرواح.



#شريف_حمد (هاشتاغ)       Sharif_Hamad#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - شريف حمد - عالم جديد فهل سيكون عالم ليس لنا