أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فتحى سيد فرج - لماذا توقف العلم فى الحضارة العربية الإسلامية ؟ 7 من 8














المزيد.....

لماذا توقف العلم فى الحضارة العربية الإسلامية ؟ 7 من 8


فتحى سيد فرج

الحوار المتمدن-العدد: 1628 - 2006 / 7 / 31 - 06:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لماذا توقف العلم فى الحضارة العربية الإسلامية ؟ 7من 8 فتحى سيد فرج الأنساق النسبية والنسق المطلقربما يكون الأمر أكثر تحديدآ فى أطروحة د . السيد نفادى فى كتابه " العلم ولنظرة إلى العالم " والذى تناول فيه نفس القضية حظيت فلسفة أرسطو بالقبول لماتتسم به من الوضوح والواقعية والاعتدال، وقد قام بمحاولة التوفيق بينها وبين العقائد الدينية بعض العلماء أمثال " أبن ميمون " من اليهود ، والقديس " توما الاكوينى " من المسيحيين ، و" ابن رشد " من المسلمين حيث كان أرسطو يعتقد أن الأرض ثابتة وأن الشمس والقمر والكواكب والنجوم تتحرك فى أفلاك دائرية حولها وكان يؤمن بذلك باعتبار الأرض مركز الكون ، وأن الحركة الدائرية هى الكمال الأقصى ، وقد طور" بطليموس " فكرة أرسطو لتصبح نموذجاً كاملا ، وانتقل هذا المنظور إلى الفكر المسيحى وتبنته الكنيسة وأجرت عليه التعديلات اللازمة لتجعله متوافق مع تعاليم الكتاب المقدس ، وكان ذلك فى القرن الحادى عشر الميلادى ، ولقد استمرت السيادة الفكرية للكنيسة المعززة بأراء أرسطو عن الكون فترة طويلة امتدت إلى القرن الرابع عشر الميلادى.
وهكذا كان الكون محددآ ومنسجمآ ومتسق الترتيب فى جميع أجزائه ، كما كان هناك عالم ثابت من العلاقات الاجتماعية التى تكتسب شرعيتها من الله . واذا كان العلم الأرسطى قد استمر فاعلا حتى بزوغ فجر العلم الحديث الذى أحدث ثورات بعيدة الأثر عدلت المفاهيم العلمية وغيرت نظرتنا إلى العالم تغييرا جذريا ، وبالرغم من أن حركة الإصلاح الدينى والحركة الإنسانية قد ساهمتا فى أحداث هذه التغيرات ، إلا أن العلم كان له الدور الأساسى فى إحداث هذه التغيرات ، ولقد كانت أولى هذة الثورات هى الثورة الكوبرنيكية التى أحدثت تصدعا فى النسق الأرسطى ، ودخلت فى صراع مع مفاهيم الكتاب المقدس ، وبالرغم من أن الصراع بين الدين والعلم يعتبر أحد تجليات الفكر الانسانى ، الا أننا نجد أن الاسلام لم يدخل فى صراع مع العلم بسبب أنه يمكن تأويل الآيات لكل مكتشف علمى جديد .
فعند اكتشاف الذرة يوجد ما يشير الى أن الذرة فى القرآن ، وعندما ظهرت نظرية التطور هناك من أدعى بأن التطور موجود أيضآ فى القرآن ، وحتى الخصومة المتوهمة التى واجه بها الاسلام نظرية التطور لم تكن سوى امتداد للخصومة التى ظهرت فى الغرب بمعنى أنها نقلت النظرية والخصومة من الفكر الغربى ، أوأعادت أنتاجها ، ولم تكن خصومة أصلية. . خلاصة القول ان آلية التأويل فى الفكر العربى الإسلامى جاهزة لمواجهة أى تطور ولم تدخل فى صراع حقيقى مع العلم ، ولكن فى الفكرالغربى حدث صدام بين العلم والدين ، وأول مظاهرهذا الصدام كان حول النظرية الكوبرنيكية حيث دخلت الكنيسة مع هذه النظرية فى صراع ضار ، وفى النهاية انتصرت النظرية وانتصر العلم ، وهكذا حدث نفس الشىء مع كثير من النظريات العلمية ، مثل نظرية التطور ونظريات الوراثة من خلال قوانين مندل ونظرية الجينات . ونتيجة لكل ذلك حدث انفصال بين العلم والدين وبين الدولة والدين .
ولكن لظروف نشأة الإسلام وكون محمدا رسول الله كقائد ونبى ومؤسس دولة ساعد على ألا يكون هناك فصل بين الدين والسلطة وصار الإسلام كدين ودولة فى كل المراحل التاريخية ، لم يكن هناك تناقض بين الدين والعلم كما استخدم الدين فى دعيم وتبرير كل مواقف الحكام على مر العصور الإسلامية ، وهذا فى اعتقادى سبب الأزمة الفكرية فى العقل العربى .
ويضيف مهدى بندق بعدا أخر لقضية الصراع بين الدين والعلم والاختلاف ما بين الغرب والشرق حولها ، ويرجع ذلك إلى أسباب متعددة منها ما حدث مثلا فى مؤتمر خلقدونية سنة 325 م عندما انفصلت الكنيسة فى الأسكندرية عن الكنيسة فى روما بسبب طرح القضية الشهيرة حول طبيعة السيد المسيح ، وهل له طبيعة واحدة أم طبيعتان ، أخذت كنيسة روما بالطبيعتان طبيعة بشرية وطبيعة الهية وترتب على ذلك الأساس فصل الدين عن الدولة ، وعلى العكس من ذلك كان موقف كنيسة الاسكندرية التى دمجت السلطتين معآ وقالت بالطبيعة الواحدة ، وجعلت هذه الطبيعة فى النهاية ملكا للحاكم يستخدمها هو ، كنيسة روما كانت مع " أعط ما لقيصر لقيصر وأعط ما لله لله " ، ولكن كنيسة الأسكندرية " أعطت ما لقيصر وأيضا ما لله لقيصر فقط ! ومن هنا كان الخطاب المسيحى المصرى والعربى يصبان معا فى دائرة سلطة الحاكم لا باعتباره مجرد سلطة منعزلة بل باعتباره سلطة ضرورية للأنتاج ، ومن هنا جاء تقديس الحاكم وعدم معارضته والرضا بأحكامه .

حيث يرجعها إلى أسباب متعددة منها ما حدث مثلا فى مؤتمر خلقدونية عام 325 م عندما انفصلت الكنيسة فى الإسكندرية عن الكنيسة فى روما بسبب طرح القضية الشهيرة عن طبيعة المسيح ، وهل له طبيعتان أم طبيعة واحدة ، وأخذت كنيسة روما منذ البداية بأن له طبيعتين طبيعة إلهية ، وطبيعة بشرية ، وترتب على ذلك الأساس فصل الدين عن الددولة ، وعلى العكس من ذلك موقف الكنيسة فى الإسنكدرية التى دمجت السلطتين معا وقالت بالطبيعة الواحدة ، وجعلت هذه الطبيعة الواحدة فى النهاية ملكا للحاكم يستخدمها هو ، كنيسة روماكانت مع " أعط لقيص ما لقيص وأعط ما لله لله ، ولكن كنيسة الإسكندرية أعطت ما لقيص وأيضا ما لله لقيصر فقط !! ومن هنا كان الخطاب المسيحى المصرى والخطاب الإسلامى العربى يصبان معا فى دائرة سلطة الحاكم لا باعتباره مجرد سلطة منعزلة بل باعتباره سلطة ضرورية للإنتاج ، ومن هنا جاء تقديس الحالك وعدم معارضته والرضا بأحكامه .



#فتحى_سيد_فرج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا توقف العلم فى الحضارة العربية الإسلامية ؟ 5 من 8
- لماذا توقف العلم فى الحضارة العربية الإسلامية ؟4-8
- لماذا توقف العلم فى الحضارة العربية الإسلامية ؟ 3 من 8
- إشكالية النهضة عند الطهطاوى
- قراءات ورؤى حول مشروع النهضة


المزيد.....




- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها
- يهود أفريقيا وإعادة تشكيل المواقف نحو إسرائيل
- إيهود باراك يعلق على الهجوم الإيراني على إسرائيل وتوقيت الرد ...
- الراهب المسيحي كعدي يكشف عن سر محبة المسيحيين لآل البيت(ع) ...
- فرنسا.. 5 سنوات على حريق كاتدرائية نوتردام


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فتحى سيد فرج - لماذا توقف العلم فى الحضارة العربية الإسلامية ؟ 7 من 8