أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فتحى سيد فرج - لماذا توقف العلم فى الحضارة العربية الإسلامية ؟ 5 من 8














المزيد.....

لماذا توقف العلم فى الحضارة العربية الإسلامية ؟ 5 من 8


فتحى سيد فرج

الحوار المتمدن-العدد: 1626 - 2006 / 7 / 29 - 08:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


فى تعليقة على أحداث كسوف القمر يوم 11/ 8 / 99 كتب " محمد حسنين هيكل " مقالا بعنوان " ضوء الشمس وظل القمر " لخص فيه الفارق بين التعامل مع هذا الحدث " أن الفارق بين العقل فى الشرق والعقل فى الغرب هو الطريقة التى اختار كل منهما أن يبحث عن الله ، ادرك العقل فى الغرب أن البحث عن ذات الله مطلب مستحيل وتوصل الى أنه اذا لم يكن فى مقدوره أن يبحث عن الله ذاته ، فان فى استطاعته أن يبحث عن الله فى قوانين كونه ، أى قوانينه فى طبيعتة وحيث تجلت قدرته ، ولذك نشأت العلوم خارجه من دنيا الفلسفة .
أما العقل فى الشرق فقد اختار طريقا أخر ، فقد واصل بحثه عن ذات الله غير مدرك أنه مستحيل ، وهكذا أخذ العقل فى الغرب يدعوا إلى الخروج لمشاهدة حالة حركة فعلية للكون ، وخرج الناس بدعوة العقل وفى أيديهم بيانات وخرائط مفصلة لحركة فعل غياب الشمس وراء القمر ، وكان يومهم كله تشوقا الى المعرفة واشراقا الى النور ، لكن كسوف الشمس وراء ظل القمر ، كان تجربة من نوع أخر فى الشرق ، كانت دعوة اختباء فى البيوت أو التجاء الى المعابد حيث تقام الصلوات شفاعة وضراعة واستراحما واستغاثة ودعاء الى الله أن يزيح الهم والكرب وينقذ عباده عن عواقب ذلك الهول الأعظم الذى يرمز إلى تفاهة الحياة ويؤزن بنهاية الدنيا .
وتنشأ تصورات الغزالى للنص ولأهدافه وغاياته من منطلقين أساسيين أحدهما أشعرى كلامى والثانى صوفى غنوصى ، ويتحدد المنطلق الأشعرى للغزالى من حقيقة تصور الأشاعرة للنص بوصفه صفة من صفات الذات الألهية ، فى حين يتحدد منطقه الصوفى من حصر غاية الوجود الإنسانى على الأرض فى تحقيق الفوز والفلاح فى الأخرة ، وان ذلك يتحقق من خلال الزهد فى الدنيا والانقطاع الى الله وطرح ما سواه .
من هذين المنطلقين لا يتحدد فقط مفهوم الغزالى للنص ، بل يتحدد طبيعة المشروع الفكرى الذى أسسه من خلال كتاباته وتعاليمه ، والذى يقوم أساسا عل مفهوم الاحياء وذلك بالعودة إلى الماضى لحل معضلات الحاضر حيث أن الحاضر نموذجا للفساد والضعف والانحراف عن المعايير الأصلية للدين فى حين يكون الماضى نموذجا للنضارة والطهارة والنقاء وتحقيق الوجود الفعلى للوحى ، كما يتضمن صلب مشروعه ثنائية حادة تفصل ما بين الدنيا والاخرة . " أقل درجات العلم أن يدرك حقارة الدنيا وخستها وكدورتها وانصرامها ، وعظم الآخرة ودوامها وصفاء نعيمها وجلالة ملكها ، ويعلم أنهما متضادتان ، وأنهما ككفتى الميزان اذا رجحت أحداهما خفت الآخرى ، فان من لايعرف حقارة الدنيا وكدورتها وامتزاج لذاتها بألمها ثم انصرام ما يصفو منها فهو فاسد العقل " .
من خلال هذا التصور الثناءى لعلاقة الدنيا بالآخرة يتم تصور النص وتحديد أهدافه وغاياته ، ومن خلال هذا التصور أيضا يتم تصنيف العلوم عند الغزالى إلى علوم دنيا وعلوم آخرة ، ورغم أنه يرى أن علوم الدنيا علوم لا يتوقف على معرفتها صلاح المعاش والميعاد ، فأنه يؤكد أنها علوم مغترفة من بحر القرآن ، وقد عرض الغزالى لتصنيف العلوم فى مواضع متعددة فى أكثر من مرحلة من مراحل تطوره الفكرى ، وتبدو نزعة الغزالى إلى تمييز بعض أنواع المعرفة وقصرها على الخاصة بصورة واضحة فى كتاب " جواهر القرآن " الذى حدد فيه علوم القرآن وما يتعلق به من معارف ، حيث قسمها الى علوم " القشر والصدف " وعلوم " الجوهر والدرر "



#فتحى_سيد_فرج (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا توقف العلم فى الحضارة العربية الإسلامية ؟4-8
- لماذا توقف العلم فى الحضارة العربية الإسلامية ؟ 3 من 8
- إشكالية النهضة عند الطهطاوى
- قراءات ورؤى حول مشروع النهضة


المزيد.....




- فرنسيس والكاثوليك الأميركيون
- إسرائيل تستهدف منطقة قرب القصر الرئاسي بدمشق وتتعهد بحماية ا ...
- سوريا... وجهاء الطائفة الدرزية في السويداء يصدرون بيانا يرفض ...
- أحدث تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي نايل سات “نزلها ...
- -الشرق الأوسط الجديد ليس حلماً، اليهود والعرب في خندق واحد-– ...
- بعد دعوة رجل دين درزي.. تحذير مصري من -مؤامرة- لتقسيم سوريا ...
- الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في سوريا حكمت الهجري يطالب بحم ...
- الدروز في دائرة الخطر: نتنياهو يستغل الطائفة لأغراض سياسية
- جماعات الهيكل منظمات إسرائيلية تسعى لهدم المسجد الأقصى
- الاشتباكات الطائفية في سوريا: أبرز القادة الروحيين الدروز يط ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فتحى سيد فرج - لماذا توقف العلم فى الحضارة العربية الإسلامية ؟ 5 من 8