أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلبير الأشقر - في أسطورة الصين «الممانِعة»














المزيد.....

في أسطورة الصين «الممانِعة»


جلبير الأشقر
(Gilbert Achcar)


الحوار المتمدن-العدد: 6855 - 2021 / 3 / 31 - 15:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ أشهر وأمين عام «حزب الله» اللبناني يردّ على الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعصف بلبنان منذ عامين ببرنامج اقتصادي أوحد، يتلخّص بشعار: إلى الشرق درْ! والحقيقة أن هذه الفكرة لا تعدو كونها ستاراً شفّافاً لغياب رؤية اقتصادية لدى الحزب تختلف عن السياسات النيوليبرالية والرأسمالية الفاحشة التي ساهم في إدارتها من موقعه كشريك في الحكومات المتتالية منذ سنوات، لاسيما أنه بات صاحب النفوذ الأكبر في الدولة اللبنانية بعد أن تعاظم نفوذ طهران الإقليمي إلى حدّ سيطرتها على دمشق بالتنافس مع موسكو. أما فحوى الحلّ السحري الذي تلخّصه الدعوة إلى الانعطاف نحو الشرق، فهو أن الصين هي باب الخلاص، وكأن بكين تنتظر بفارغ الصبر فرصة تقديم مليارات الدولارات التي يقتضيها تعويم الاقتصاد اللبناني لوجه الله وحسب، بدون مقابل يفضي إلى هيمنتها على اقتصاد البلاد كما حلّ بدولة سريلانكا على سبيل المثال، التي ترزح تحت وطأة ديونها إلى الصين بما اضطرّها إلى تمليك شركة صينية ثاني موانئ البلاد لمدة 99 عاماً.
وقد باتت الصين تصوَّر في أوساط «الممانعة» التي تشمل بعض المقتنعين بسذاجة بأن محرّك إيران هو عداؤها للصهيونية وليس مطامعها التوسّعية الإقليمية التي تغلّفها بالمزايدة في الشأن الإسرائيلي، باتت تصوَّر وكأنها هي بالذات دولة «ممانِعة». وقد تزايد هذا الوهم بعد توقيع اتفاقية التعاون الاقتصادي لمدة 25 عاماً بين إيران والصين يوم السبت الماضي. كل هذا يتم بالطبع مع إغفال مطبَق لكون الصين تمارس أبشع اضطهاد للمسلمين في زمننا الراهن وتدعم أنظمة اضطهادية أخرى كالدكتاتورية العسكرية في ميانمار التي شرّدت شعب الروهينجيا المسلم وباتت تفتك بانتفاضة سكّان البلاد على طريقة ما فعله نظام آل الأسد بالانتفاضة الشعبية السورية قبل عشر سنوات.
لكنّ الإنصاف يقتضي أن نذكّر هنا بأن سائر الدول ذات أغلبية مسلمة، والدول العربية على الأخص، لا تختلف عن إيران في تغافلها عن عداء الصين للمسلمين ضمن حدودها ولدى جيرانها. وقد احتفت الدول العربية بوزير الخارجية الصيني عندما زارها مؤخراً بدون أي إشارة إلى مصير المسلمين في الصين، اللهمّ سوى ما نقلته وكالة الأنباء الصينية (شينخوا) يوم الخميس الماضي من أن وليّ العهد السعودي، محمّد بن سلمان، «قال إن المملكة العربية السعودية تدعم بقوة الموقف المشروع للصين بشأن القضايا المتعلقة بشينجيانغ وهونغ كونغ، وتعارض التدخل في الشؤون الداخلية للصين تحت أي ذريعة، وترفض محاولة بعض الأطراف زرع بذور الفتنة بين الصين والعالم الإسلامي».


لكنّ التغافل الأكبر لدى «الممانعين» إنما يتعلّق بالعلاقات بين الصين وإسرائيل، وهي علاقات وثيقة جداً شأنها في ذلك شأن علاقات روسيا، حبيبة «الممانعين الأخرى» بالدولة الصهيونية. فإن الصين هي ثاني مستهلك للمنتوجات الإسرائيلية بعد الولايات المتحدة، تستورد منها بما تفوق كلفته 4 مليارات من الدولارات سنوياً، أي ما يناهز نصف قيمة الصادرات الإيرانية إلى الصين مع فارق نوعي هو أن النفط يشكّل الحصة الأكبر من هذه الأخيرة بينما تغلب المنتجات التكنولوجية على الصادرات الإسرائيلية. والأخطر من ذلك بكثير أن الصين وظّفت ما يفوق 15 مليار دولار في إسرائيل، معظمها في قطاع التكنولوجيات المتقدّمة.
فقد اشترت شركة «هواوي» (Huawei) الصينية شركة «شبكات توغا» الإسرائيلية التي تحوّلت إلى مركز أبحاث وتطوير للشركة العملاقة الصينية في قطاع معدّات الاتصالات. هذا وتتسابق أعظم الشركات الصينية وأكثرها تقدماً في المجال التكنولوجي (علي بابا، والصينية الكيميائية كيم تشاينا، وكوانغ تشي، وليجند، ولينوفو، وشياومي) على التوظيف في إسرائيل، خاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السُحابية ونصف الناقلات (التي تسمّى أيضاً «شبه الموصلات») وكلّها قطاعات بالغة الأهمية ليس اقتصادياً وحسب، بل استراتيجياً وعسكرياً في المقام الأول.
والطريف في الأمر أن الضغوطات الأمريكية، التي تعاظمت في عهد دونالد ترامب بعدما شنّ حرباً تجارية وتكنولوجية على الصين، لم تستطع قطع التعاون بين هذه الأخيرة وإسرائيل، بالرغم من أن ترامب ذهب في التواطؤ مع الصهيونية أبعد من أي رئيس سبقه في البيت الأبيض. بل بالعكس، فقد ازداد تصدير إسرائيل لنصف الناقلات إلى الصين بنسبة 80 بالمئة في عام 2018. والنتيجة أن عهد ترامب انتهى وديفيد شينكر، مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى، يحذّر إسرائيل في نهاية العام الماضي من أن تعاونها مع الصين في حقل التكنولوجيات ذات الاستخدامين المدني والعسكري من شأنه أن يشكّل خطراً على أمن الولايات المتحدة.
هذا وقد قامت شركة صينية ببناء مرفأ جديد في ميناء حيفا بتجهيزات تكنولوجية حديثة، على مقربة من مرسى الغوّاصات الإسرائيلية المزوّدة بالقدرة النووية، وسوف تُشرف الشركة الصينية على ما بنته لمدة 25 عاماً. هذا الأمر على الأقل لا شك في أن أمين عام «حزب الله» يعرفه تماماً، وهو الذي صرّح بعد فاجعة مرفأ بيروت أنه أكثر درياناً بما يدور في ميناء حيفا مما في ميناء العاصمة اللبنانية.



#جلبير_الأشقر (هاشتاغ)       Gilbert_Achcar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وهْم قبطان يُنقذ سفينة لبنان من الغرق
- تركيا عدواً رئيسياً: وسواس المحور الرجعي العربي
- مناورات ساخنة بين طهران وواشنطن
- أسياد الحرب لا يستسيغون السلام
- لطيفة آل مكتوم وتعنيف النساء
- «استراتيجية التوتّر» في السودان
- لِمَ يكون السلاح النووي حكراً لإسرائيل؟
- «المقاومة العشائرية» وتحرير فلسطين في عام 2041
- طيّارة السيسي وطائرة الرئيس المكسيكي
- في تونس… بركان الثورة في اتّقاد!
- حتى رمقهم الأخير في الحكم… وبعده!
- إيران وإمبراطورية الخراب
- عام التطبيع وضرورة التصدّي له
- من جمال خاشقجي إلى روح الله زَم: يدُ الاستبداد الطويلة
- العقد الأول من السيرورة الثورية العربية
- تواطؤ «وطن حقوق الإنسان» مع وائدها
- خمسون يوماً محفوفة بأخطار حرب إقليمية
- بن سلمان يتحدّى بايدن بتصرّف أرعن جديد
- الحلف الثلاثي الرجعي: موسكو وأبو ظبي والقاهرة
- مكالمة سرّية خطيرة بين ترامب والسيسي


المزيد.....




- فيديو: أهالي الرهائن الإسرائيليين يتهمون نتنياهو بتقويض الات ...
- صادق خان يفوز بفترة ثالثة قياسية كعمدة للندن
- جيرونا يهدي الريال لقب الدوري الإسباني برباعية أمام برشلونة ...
- النيابة المصرية تكشف عن هوية أبو حمزة تاجر الأعضاء البشرية ب ...
- الطوائف الشرقية تحتفل بسبت النور
- محلل سابق في CIA يتوقع انتهاء العملية العسكرية بسيطرة روسيا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية أيمن زعرب أحد قادة -لواء رفح- جن ...
- قيادي بارز في حماس: الحركة لن تسلم ردها للوسطاء هذه الليلة
- تواصل المظاهرات عبر العالم تنديدا بالعدوان الإسرائيلي على غز ...
- حزب الله يقصف 4 مواقع للاحتلال وغارات إسرائيلية على جنوب لبن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جلبير الأشقر - في أسطورة الصين «الممانِعة»