أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حيدر ماضي - الرائحة الكيميائية بين البشر














المزيد.....

الرائحة الكيميائية بين البشر


حيدر ماضي
صحفي، وروائي

(Hadier Madi)


الحوار المتمدن-العدد: 6852 - 2021 / 3 / 28 - 17:37
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ترتبط علاقتنا بالاخر بدرجة كبيرة في مدى ارتياحنا له ، وتقبله سواء اكان ذلك متعلقا بالمظهر الخارجي او في الاسلوب او لسبب اخر نسميه ب ( الكيمياء البشرية ) التي عرفت في خمسينيَّات القرن الماضي حينما اعتقد بعض العلماء بأنَ البشر هم كتلة متحرِّكة من الذرَات الكيميائية، وبما أن الذَّرات الكيميائية تتحرك وتتنافر، وتتجاذب مع الذرات الأخرى اي بمعنى الكائنات البشرية الأخرى لذلك فإن الانجذاب بين البشر يَحكمه نوع من الكيمياء غير المرئية، ولهذا وضَع بعضُهم تعريفًا "للكيمياء البشرية" على أنَّها ، دراسة ردود أفعال الفرد إزاء الفرد الآخر.

ولهذا فأن الانسان يفسر ما يصادفه وفقا للمعطيات لديه، فكل انسان يخلق في بيئة يكتسب منها شخصيته ويضع من خلال تواجده في المجتمع الاسس الخاصة به في تعامله مع الاخرين بغض النظر عن درجة القرب بينه وبينهم ، انطلاقا من العائلة النواة الاولى التي يعيش في كنفها الى ان يرى ضوء العالم الخارجي والتنوع البشري .

ان الرائحة الكيميائية هي المفاتح الاول لفهم الطبيعية البشرية للاشخاص في حياتنا ، ولابد ذات يوم لاحظنا اننا نميل بالانجذاب لاشخاص لا تربطنا بهم معرفة قريبة ، لكننا نشعر بالارتياح تجاههم والسلاسة من خلال الحديث كأنما نعرفهم منذ زمن طويل ويمكن ان نطلق على هذا نوع من الشعور " كيمياء الشعور بالراحة " وهذا ما يؤكده عالم الاجتماع د. هاري ريز ، أستاذ علم نفس في جامعة روتشيستر، ان أغلب الناس الذين يشتركون في هذه الكيمياء يشعرون كأنهم وحدة واحدة ، عندما يتكلّمون مع بعضهم البعض، يشعرون كأنهم يتحدثون مع أنفسهم .

ومن جانب اخر فأننا قد ننفر من اشخاص قد نعرفهم او نشاهدهم لاول مرة في الطرقات او عند جلوسنا في المقهى اوفي اي مكان اخر ، لمجرد اننا لا نتقبل الرائحة المنبثقة منهم ، كونها لا نميل اليها بالانجذاب لانها لا تتماشى مع رغباتنا او مع الصفات التي نتصور ان نجدها على ارضع الواقع ، ويمكن ان نسمي هذا الشعور " كيمياء الشعور بعدم الراحة او التقبل " ، وهذا من نجده صريحا في قول النبي( ص) ان " الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تنافر منها اختلف ".

ان انجذابنا أو إحساسنا بعدم الراحة، تجاه الاخرين هو شُعور حقيقي يَشعر به الكثير ، وهو الذي يحدد مجريات علاقتنا بمن هم حولنا ، وهذا ما نجده في الكتاب الكتاب الأول الذي يتحدث عن “الكيمياء البشرية” الذي ظهرَ في العام 1914، والذي أكد مؤلفه وليام فيبررن: أنّ “الإنسان ما هو إلا مجموعة من المواد الكيميائية التي تتفاعل مع غيرها من المواد الكيميائية الأخرى.

وخلاصة ما اريد قوله أن علاقة الانسان مع قرينه في الجنس البشري لا تحددها بضعة معايير يضعها المجتمع ، انما هي شعور غير مرئي يسمح لنا بتقبل الاخرين على مختلف مستوياتهم الفكرية او العمرية ، ولذلك نحن يمكن لنا ان نكافح لنعيش وسط مجتمعنا لكن لا نستيطع تقبل الرائحة التي لا تنسجم معنا ، لذا يمكن ان اقول ان علاقاتنا لا تحكمها شروط خاصة ، فالحُب وتقبل الاخرين كيمياء عميقة تلامس العقل والقلب في ذات الوقت .



#حيدر_ماضي (هاشتاغ)       Hadier_Madi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كورونا وخطر التعليم الإلكتروني
- وداعاً أيقونة الإبداع -سماء الأمير-
- لماذا نحنُ هاربون؟!
- السياحة لماذا لم تستغل بعد؟
- مدرسة الأجيال !
- الحقيقة تزيف منكم وإليكم
- الله يدعو الى دار السلام.. لا الإنتقام
- الفخ.. هدف دون حواجز!


المزيد.....




- البيت الأبيض يكشف لـCNN تفاصيل التحقيق بشأن استخدام بايدن لل ...
- ترامب يدافع عن منح روسيا -مهلة الـ50 يوما- لإحلال السلام مع ...
- أكسيوس: مهلة أميركية أوروبية -نهائية- لإيران حتى آخر أغسطس ل ...
- عاجل | مراسل الجزيرة: قتلى وجرحى إثر تجدد الغارات الإسرائيلي ...
- لماذا لم تفتح واشنطن تحقيقا خاصا بها بشأن مقتل أمريكي على يد ...
- ترامب أكد أنه بات قريبا.. لماذا لم يتم التوصل لوقف إطلاق نار ...
- هل تفلح مساعي احتواء الوضع الأمني في السويداء السورية؟
- هل تنجح الدولة السورية في فرض الأمن وتوحيد السلاح في السويدا ...
- إعلام إسرائيلي: مفاوضات غزة حققت تقدما والطريق ممهد أمام اتف ...
- للذين أحبوا العمل أكثر من الراحة.. هكذا تتأقلم مع الحياة بعد ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حيدر ماضي - الرائحة الكيميائية بين البشر