أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حيدر ماضي - وداعاً أيقونة الإبداع -سماء الأمير-














المزيد.....

وداعاً أيقونة الإبداع -سماء الأمير-


حيدر ماضي
صحفي، وروائي

(Hadier Madi)


الحوار المتمدن-العدد: 6763 - 2020 / 12 / 17 - 17:36
المحور: سيرة ذاتية
    


وداعاً أيقونة الإبداع " سماء الأمير"

رحلت سماء الأمير بعد أن أنتهت رحلتها الشاقة من الكفاح والتحدي والتي أثبتت خلالها قوة الإرادة من أجل البقاء رغم عوقها الولادي ( دون عمود فقري) الذي فرض عليها أن تكون جليسة البيت غير قادرة على الحركة.

لكنها اتخذت من عوقها هذا علامة فارقة عن البشر في مجتمعها، لتمزيها في الواقع، فقد تحدت واقعها الأليم برسومها ولم تندب حظها كما يفعل الآخرين اقرانها في المعناة .

لقد كانت سماء تردد مقولتها الشهيرة " سأعيد تدويرَ نفسي"، لتكون بذلك الفتاة التي تخلق لنفسها عالمها الخاص، وبالفعل عملت جاهداً على أن تكون فتاة الإرادة وايقونة الإبداع ورمز الأمل.

قد تبين حقيقة ماسمعناه سابقاً بأن الإعاقة هي إعاقة الفكر وليس الجسد، واتضح ذلك جلياً في مسيرة سماء الحافلة بالإبداع والتميز التي تركت من خلالها إثر بالغ الأهمية في مجتمعها ، والذي يعجز الكثير من الأصحاء في تحقيقهِ على أرض الواقع.

ما وصلت إليه أسماء هو نتاج الأهتمام الذي حظت به من والديها ( أسماء محمد مصطفى - وعبد الأمير المجر) ، فقد كرسا حياتهما لتعليمها القراءة والكتابة لأنها لم تقبل في المدراس الخاصة بأصحاب الهمم بسبب حالتها الحرجة، فضلا عن حرصهما على تطوير موهبتها في الرسم الرقمي بالحاسوب بعد اكتشافها لايقونة جذبت اهتمامها على شاشة الحاسوب.

لقد جسد والديها أسمى صور الأبوة خلال الفترة التي قضياها مع أسماء لم يخجلا من حالة ابنتهم الوحيدة بل على العكس لم يشعروها قط بالنقص الذي كانت تعاني منه.

ما أريد قوله أن أسماء هي واحدة من المئات الذين يعانون من تشوه خلقي أو مشاكل نفسية أثرت على حياتهم بشكل كبير وهم بحاجة فذة إلى الرعاية التي لم يحفظوا بها من قبل الحكومة ولم يفسح لهم المجال لإثبات أنفسهم وقدراتهم المكنونة في داخلهم التي قيدها في الغالب الفكر المعاق لمجتمعهم.

لقد سمح القدر لسماء أن تثبت نفسها فقد اقامت أحد عشر معرضاً خلال السنوات من ٢٠١٦ إلى ٢٠٢٠، منها ثمانية معارض شخصية في كل من دار الكتب والوثائق ومكتبة الأجيال ودار ثقافة الأطفال ونقابة الصحفيين ومهرجان الثقافة الذي إقامة مجلس الوزراء في حديقة الزوراء.

هذا وقد مثلت العراق في مسابقات وفعاليات دولية عديدة والتي كانت تقطف الجوائز من بلد لآخر نتيجة إبداعها وتميزها.

وآخر ما يمكن قوله إن المعناة التي يعيشها الفرد والذي يصل إليها من خلال إرادة التميز لابد أن تتحول إلى حكاية نجاح تقرأها الأجيال ، ولهذا فإن أعظم القصص الخالدة والمؤثرة يولد أبطالها من رحم المعاناة.



#حيدر_ماضي (هاشتاغ)       Hadier_Madi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا نحنُ هاربون؟!
- السياحة لماذا لم تستغل بعد؟
- مدرسة الأجيال !
- الحقيقة تزيف منكم وإليكم
- الله يدعو الى دار السلام.. لا الإنتقام
- الفخ.. هدف دون حواجز!


المزيد.....




- -نايكي- تُحيي فنًا عمره 5000 عام في أول تعاون لها مع علامة أ ...
- قتلى وجرحى ودمار جراء القصف الإيراني على إسرائيل
- مصر: الحكومة تضع حلولا بعد غلق إسرائيل أكبر حقولها للغاز.. و ...
- هل الهدف هو تغيير النظام الإيراني أو القضاء على البرنامج الن ...
- إيران وإسرائيل تعلنان أحدث حصيلة لقتلى الهجمات المتبادلة بين ...
- بعد أن أثار جدلا.. كاتس يتراجع عن تهديد سكان طهران
- حاملة الطائرات الأميركية -نيميتز- نحو الشرق الأوسط: هل تلوّح ...
- الجيش الإسرائيلي يسحب الفرقة 98 من غزة ويحشد عند حدود مصر وا ...
- فرقة -كوستروما- تؤدي عرضا بأوبرا القاهرة
- بن غفير يأمر الشرطة بإيقاف أشخاص يصورون أماكن سقوط الصواريخ ...


المزيد.....

- كتاب طمى الاتبراوى محطات في دروب الحياة / تاج السر عثمان
- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - حيدر ماضي - وداعاً أيقونة الإبداع -سماء الأمير-