أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - نهاد ابو غوش - أرضنا مكب لنفايات الاحتلال














المزيد.....

أرضنا مكب لنفايات الاحتلال


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 6852 - 2021 / 3 / 28 - 11:22
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


بقلم نهاد أبو غوش
العنوان مستفز؟ نعم فهو يخدش الصورة الجميلة الراسخة في وجداننا ووعينا وقصائدنا للأرض والوطن، ولكن الواقع أقسى من ذلك بكثير، تعالوا إذن نستعرض بعض الحقائق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية المرتبطة بالموضوع.
تنفق الدول الصناعية المتقدمة عشرات مليارات الدولارات سنوياً للتخلص من النفايات وتدويرها، وهي تواجه في ذلك رقابة صارمة من منظمات البيئة والبلديات وسائر منظمات المجتمع المدني. وتستعر معارك طاحنة بين الحكومات ورأس المال الجشع من جهة، وبين المدافعين عن البيئة من جهة أخرى، وهؤلاء لا يدافعون فقط عن حق الجيل الحالي في بيئة نظيفة، بل عن حقوق الأجيال القادمة ومستقبل البشرية.
ويزيد من صعوبة المشكلة أن بعض النفايات، كالمواد المشعة والسامة، ومخلفات الصناعات الكيماوية، والمواد الطبية المستهلكة، لا يمكن التخلص منها إلا عبر عمليات وطرق علمية معقدة ومكلفة، حتى لا تؤثر على البيئة والمياه الجوفية والموارد الطبيعية.

إسرائيل كدولة صناعية متقدمة، وجدت حلاً سهلاً لهذه المعضلة، فهي فضلاً عن استباحة الأرض والجو والإنسان والسوق الفلسطينية، تلقي بكل نفاياتها إلى أرضنا من دون تكاليف تذكر، بل ربما تحقق فوائد اقتصادية وسياسية من ذلك.
وتتخلص إسرائيل من نفاياتها بضخها إلينا، هكذا ببساطة، كما يجري مع مصانع "غيشوري" التي تلقي بسمومها جهاراً نهاراً إلى ضواحي مدينة طولكرم، وكما تفعل مصانع "بركان" في محافظة سلفيت، وبلدية الاحتلال في القدس إلى أطراف العيزرية وأبوديس والسواحرة. ولا نعرف الكثير عن طرق تخلص إسرائيل من النفايات المشعة، مع أن شواهد كثيرة تدل على أنها تستغل المناطق الواسعة التي تصنف كمناطق عسكرية مغلقة لهذه الغاية، علماً بأن حكومة إسرائيل وجدت صعوبات جمة ومقاومة ضارية من السكان والبلديات عند محاولاتها استبدال مكب "الخيرية" قرب الرملة، بمكب بديل جنوب تل أبيب.
ويلاحظ أنه في كل المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، وبخاصة في القرى والبلدات المتاخمة للخط الأخضر، نشأت وازدهرت تجارة المخلفات الإسرائيلية: تلال مكدسة من السيارات المشطوبة، وأسواق نشطة للأثاث المستعمل، وبسطات للبضائع الفاسدة التي يتسلل كثير منها للمحلات التجارية، كما أن جزءاً كبيراً من المواد الغذائية المنتهية الصلاحية كاللحوم ومشتقات الألبان يجري تدويرها وتجد طريقها لتتسلل كمدخلات لبعض الصناعات الغذائية الفلسطينية، في ظل القدرات المحدودة للأجهزة الصحية والرقابية الفلسطينية.

ولا تقتصر المصيبة على النفايات المادية بأنواعها الصلبة والسائلة والغازية، فقد كان من حظنا أن يلقى إلى أرضنا بحثالات المجتمع الإسرائيلي، من غلاة المستوطنين المهووسين والمدججين بأفكار التعصب والتطرف والأساطير، أولئك الذين يحب نتنياهو أصواتهم في الانتخابات ويستخدمهم لدعم سياساته. ولكنه حتماً، ومعه معظم شرائح الطبقات الوسطى والعليا الإسرائيلية، لن يرحب بهم جيراناً في محل سكنه، أو أن يختلط أولاده بأولادهم، فيكون الحل السحري على حسابنا دائماً بإلقائهم إلى أرضنا، كالسيارات المشطوبة، والبضائع المسمومة.

ومن المؤسف أن تعامل إسرائيل مع أرضنا كمكب لنفاياتها لم يلق حتى الآن اهتماماً سوى من الهيئات المعنية بالبيئة والبلديات والمجالس القروية، والموضوع يستحق فعلاً خطة وطنية شاملة لمواجهة هذا المصير تتضافر فيها جهود الحكومة والفصائل ومنظمات المجتمع المدني والجامعات والنقابات وغرف التجارة والصناعة وحتى الديبلوماسية الفلسطينية وكل من هو حريص على الأرض ومستقبلها.



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفلسطيني غائبا حاضرا في الانتخابات الإسرائيلية
- إسرائيل تنتخب الاحتلال والتطرف والعنصرية
- حول يسارية اليسار الصهيوني: ميريتس نموذجا
- أحزاب وفصائل أم عشائر وقبائل
- الانتخابات الفلسطينية والبحث عن طريق ثالث
- أم الفحم وانتخابات الكنيست
- جناب الشاويش
- تحولات الموقف الإسرائيلي من سوريا: من العمل لتقسيم البلد إلى ...
- اليسار ضرورة وطنية واجتماعية
- عن الانتخابات الفلسطينية: النزاهة أولا
- اليمين الشعبوي يؤازر بعضه بعضا: العلاقات الهندية الإسرائيلية ...
- هل يسعى بايدن لترويض نتنياهو؟
- إسرائيل والعملاق الصيني: علاقات متنامية محفوفة بالحساسيات وا ...
- العالم وفلسطين ما بعد الكورونا
- خلفيات معارضة اسرائيل للاتفاق النووي وتهويل الخطر الإيراني
- حراك المحامين وإحياء المجتمع المدني
- النضال الكلامي والاستعراضي
- العلاقات االروسية الاسرائيلية: الخلافات لا تفسد للمصالح قضية
- مشاركة القدس والمقدسيين عنوان لنزاهة الانتخابات
- لا بديل عن الانتخابات لتجديد الشرعية


المزيد.....




- تتمتع بمهبط هليكوبتر وحانة.. عرض جزيرة في ساحل اسكتلندا للبي ...
- خبير الزلازل الهولندي الشهير يحذر من ظاهرة على سواحل المتوسط ...
- فيديو.. الشرطة الأميركية تباشر بتفكيك احتجاج مؤيد للفلسطينيي ...
- مزيد من التضييق على الحراك الطلابي؟ مجلس النواب الأمريكي يقر ...
- صحة غزة: ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 34596 قتيلا ...
- الجيش الأوكراني يحقق في أسباب خسائر كبيرة للواء رقم 67 في تش ...
- مسافر يهاجم أفراد طاقم طائرة تابعة لشركة -إلعال- الإسرائيلية ...
- الكرملين يعلق على مزاعم استخدام روسيا للأسلحة الكيميائية ضد ...
- بالفيديو.. طائرات عسكرية تزين سماء موسكو بألوان العلم الروسي ...
- مصر.. -جريمة مروعة وتفاصيل صادمة-.. أب يقتل ابنته ويقطع جثته ...


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - نهاد ابو غوش - أرضنا مكب لنفايات الاحتلال