أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عيسى مسعود بغني - السبيل إلى أحزاب فاعلة














المزيد.....

السبيل إلى أحزاب فاعلة


عيسى مسعود بغني
(Issa Baghni)


الحوار المتمدن-العدد: 6838 - 2021 / 3 / 12 - 23:33
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


في معظم الدول العربية والإسلامية أصيب العمل الحزبي بنكسات كبيرة، بل تم تحريمه وتجريمه في الكثير من الدول، ويعود ذلك الى عدة أسباب اجتماعية وسياسية ودينية، فالنظام القبلي أو الجهوي الذي يعتمد على القبيلة والعشيرة (نظام ما قبل الدولة) يتناقض مع النظام الحزبي العابر للأعراق والمدن والقبائل، بالمقابل النظام العسكري لا يتحمل المنافسة والمشاركة السياسية أو النقد، فيزعم دائما أنه صمام أمان لاستقرار الدولة، وأن المعارضين هم خونه أذناب للخارج، بالمثل هناك النظرة الدينية السلفية التي تحرم الحزبية والديموقراطية والانتخابات، وترتمي في أحضان الاستبداد كتبادل منفعة بينها وبين السلطة الحاكمة، دون أن تضع بديل يكفل تطبيق مبدا الشورى بطريقة عصرية.
خلال السنوات العشر الماضية وخاصة عقب انتفاضات الشعوب المغاربية والشرق الأوسط، كان هناك تزايد كبير في عدد الأحزاب المسجلة رسميا، ففي الفترة 2011 إلى 2013 م تم تسجيل 60 حزب في مصر و124 حزب في ليبيا وأكثر من مئة حزب في تونس، وبعد سبعة سنوات لم يبقي من هذه الأحزاب إلا أسمائها في سجلات الدولة، ولم يتوقف الامر بل أضيف لها أحزاب أخرى خلال السنوات التالية، والسؤال ما الذي أذى إلى فشل كل تلك الأحزاب وبقاء عدد قليل منها في الساحة السياسية؟
الأحزاب كغيرها من مشاريع الأعمال تقول التقارير أن 40% يغلق أبوابها قبل نهاية السنة الأولى، و 4% فقط تستمر بعد عشر سنوات، وذلك للعديد من الأسباب الجوهرية؛ أهمها أن قيادة الحزب أو الشركة تُبنى على أسس فردية (رئيس الحزب أو الشركة) بدعوى المعرفة الفنية للمجال، مما تنتفي معه المؤسسات حزبية ويصبح الحزب فردي القيادة والتوجه، فيعجز عن بناء قاعدة شعبية والتواصل معها، أو يغيب المؤسس فينتهي الحزب، ولذلك فان بناء هياكل الحزب وتوزيع المهام على درجه كبيرة من الأهمية لديمومة العمل السياسي.
الأمر الثاني أن معظم الأحزاب ليس لها برامج محددة؛ فالمُطلع على أهداف وبرامج الأحزاب يجد جميعها مكرره وفيها الكثير من الخلط بين الرؤية والرسالة والأهداف والبرامج، فمثلا تجد العدالة والمساواة والتبادل السلمي للسلطة والفصل بين السلطات وحرية الصحافة وحرية التملك وحرية التعبير مكرره كثيراً، وهذه مبادي حاكمة (من 32 مبدا) للدولة الديموقراطية لا غنى عنها ولا حيود عليها وليست أهدافا أو برامج للأحزاب.
كما أن الكثير من البرامج تستخدم الشعارات الدينية والأيديولوجية مما يفقدها قطاع كبير من المعارضين لذلك التوجه، فكما نعلم أن الأيديولوجية قد انتهت من العمل السياسي في الكثير من الديموقراطيات العريقة وما بقي منها استغلال شعبوي للشعارات كثيرا ما يفشل في الانتخابات أو يخلق منظومة استبداد جديدة باسم الديموقراطية والانتخابات، كما حدث في مصر عند اتخاذ حزب الإخوان "الإسلام هو الحل" شعارا للانتخابات وكما يحدث في إيران الإسلامية والهند الهندوسية في السنوات الأخيرة. ولا شك أن المنادين بالقومية مثل الناصرية والبعثية والأحزاب الدينية مثل الإخوان والأحزاب السلفية لن يكون لها مستقبل إلا بقدر تبنيها للقيم الديموقراطية ووضع برامج لخدمة الوطن وليس لخدمة الأيديولوجيا أي كانت.
مشكلة البرامج مشكلة جوهرية للكثير من الأحزاب الناشئة، والتي يجب أن تكون ملاصقة لاحتياجات الجماهير وتطلعاتهم ومعالجة لاختناقات حياتهم والتي تساعد على تطوير وتنمية الدولة، وليست جرعات من المسكنات أو ردأت الأفعال غير ممنهجة للأحداث طارئة.
ففي ليبيا مثلا هناك مشاكل معقدة مثل إعادة هيكلة إدارات الدولة واعتماد معدلات الأداء، وتوسيع التنمية المكانية، ومعالجة مشكلة البطالة، ومحاربة الفساد، وتنظيم العمالة الوافدة، والمشاركة بين القطاع العام والخاص، وتصفية الشركات العامة الخاسرة وغيرها من المختنقات الإدارية والاقتصادية، وعلى المستوى الاجتماعي والثقافي محاربة القبلية والجهوية وترسيخ مبدا المواطنة وتبني مبادي التنوع الثقافي، وفي موضوع التعليم إعادة هيكلة التعليم مع تعميم معايير الجودة، ووضع برامج للتحفيز، وفي الصناعة تشجيع المستثمرين المحليين ومشاركتهم مع المحليين في إنشاء مشاريع استثمارية وسن قوانين لها وإعادة تفعيل المصارف.



#عيسى_مسعود_بغني (هاشتاغ)       Issa__Baghni#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعوة لتنشيط العمل السياسي الحزبي
- هل أصبحت الفيدرالية مطلباً لكل الليبيين
- مجلس النواب أم مجلس الذئاب
- رد الملام على إهانة رموز الإسلام
- لماذا فشلت مفاوضات تونس
- عن بعد: بيانات تقاسم السلطة
- نواب الأمة أم نواب العجز والتواطؤ
- جنوب طرابلس بين حرب الإستنزاف وحرب الإنهاك
- كرونا: جائحة الأغنياء
- جور المثقف في دولة الإستبداد
- الموقف الروسي: مماحكات سياسية ومرتزقة
- مؤتمر برلين: حصاد الشوك أم بارقة أمل
- عدوان عرب الإستبداد على ليبيا وهاجس أمنهم القومي
- المغيبة قصراً سهام سرقيوة
- أزمة الكهرباء بين غياب الرؤية وسؤ الإدارة
- خبايا وأسرار الليبيات السبع العجاف
- مرتزقة وأسرى أم متمردون
- أزمة النٌخبة
- نهاية كابوس ويقظة أمة
- ميزان الحرب وآفاق السلام


المزيد.....




- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...
- بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام ...
- كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي ...
- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عيسى مسعود بغني - السبيل إلى أحزاب فاعلة