|
ليس الماضي والمستقبل مشكلة فكرية أو لغوية فقط
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 6837 - 2021 / 3 / 11 - 14:29
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
النظرية الجديدة للزمن _ الرابعة ، الجزء الثالث ف 1
1 مشكلة الماضي والمستقبل ليست فكرية ، بل موضوعية ، والحاضر أكثر بوصفه مشكلة عاجلة أولا ، حتى اليوم ، ... يخطئ الجميع في التعامل مع الماضي والحاضر بوضوح ، ومع المستقبل أكثر _ كما نختبره بشكل مستمر ، نحن الأحياء الآن وهنا _ بصرف النظر عن الزمن والمكان . .... الماضي موجود بالأثر فقط . المستقبل موجود بالقوة . والحاضر بينهما ، هذا هو الواقع الموضوعي منذ الأزل وإلى الأبد ، والعكس أيضا بدلالة الزمن ، منذ الأبد إلى الأزل . .... الكلام أعلاه مكثف بشكل يقارب الرمز ، وسأعمل على مناقشته وتحليله إلى أبسط الصيغ التي يمكنني الوصول إليها . 2 الواقع الموضوعي _ خلاصة 1 _ هل يمكن معرفة الواقع ، بشكل موضوعي ومحدد ؟ لمعرفة الواقع الموضوعي يلزم معرفة الزمن أولا . 2 _ هل يمكن معرفة الزمن أو الوقت ؟ لمعرفة الزمن يلزم معرفة الحاضر ، بالتلازم مع الماضي والمستقبل . 3 _ هل يمكن معرفة الحاضر ، بشكل موضوعي ودقيق ؟ .... الحاضر أو الواقع المباشر ، يمثل محصلة الماضي والمستقبل ونتيجتهما المباشرة والمستمرة . كما أنه يجسد الفاصل الموضوعي بينهما ، بالتزامن الحاضر هو مصدر الماضي والمستقبل الوحيد _ كما يؤكد معلمو التنوير الروحي ؟! لا أعرف ، ولا أحد يعرف حتى اليوم ، طبيعة الواقع الموضوعي وماهيته وحدوده ، بشكل علمي ( تجريبي أو منطقي ) . وهذا سؤال الأسئلة ، المشترك بين العلم والفلسفة ، والذي ربما يبقى بدون جواب لسنوات وقرون ؟! .... المشكلة اللغوية تتمثل بالمبالغة المزدوجة ، من حيث تعدد التسميات للشيء أو الموضوع نفسه ، أو تسمية واحدة لعدة أشياء مختلفة . بينما المغالطة اللغوية تتمثل بالسبب والنتيجة أو الغاية والوسيلة ، وخاصة التكلفة والجودة أو الشكل والمضمون ، يتعذر الفصل بين الغاية والوسيلة مثلا ... الدين وسلة رجال الدين إلى السلطة والمال . والوطن وسيلة رجال السياسة إلى السلطة والمال . .... الزمن ( أو الوقت ) يتعرف بالحياة ، يتحدد بدلالتها ويقاس بها . الحياة تتعرف بالزمن ، تتحدد بدلالته وتقاس به . وبصرف النظر عن طبيعة الزمن ، إن كان له وجوده الموضوعي والمستقل ، أم كان مجرد فكرة عقلية ابتدعها الانسان مثل اللغة والرياضيات وغيرها من النظم العقلية _ ليتعرف بواسطتها على الحياة والحركة_ النتيجة واحدة بشأن الجدلية العكسية بين الزمن والحياة . .... ملحق 1 أعتقد أن فكرة المصلحة الفردية ، مقابل المصلحة المشتركة _ وعلى التضاد معها _ تجسد المغالطة الثقافية الأخطر والأسوأ حتى يومنا . مصلحة الفرد الإنساني ، تتحدد بدقة ووضح عبر ثلاثة مستويات : 1 _ المصلحة المباشرة . وهي أنانية بطبيعتها ، وسلبية بالعموم ، حيث تتجسد بالتمركز الذاتي الشديد . 2 _ المصلحة المتوسطة والاجتماعية . وهي صفرية بطبيعتها . 3 _ المصلحة الإنسانية . .... ..... ليس الماضي والمستقبل مشكلة فكرية أو لغوية فقط _ 1
خلاصة ما سبق الوجود أو الواقع ثلاثة مستويات ، أو مراحل : _ الواقع المباشر ثلاثي البعد ( حاضر أو زمن ، حضور أو حياة ، محضر أو مكان ) . _ الواقع التكاملي ( مع الماضي والمستقبل ) . _ الواقع الموضوعي ( الوجود بالأثر ، والوجود بالفعل ، والوجود بالقوة ) .
1 نحن _ ومعنا النبات والحيوان _ نعيش في الحاضر فقط ، لا يمكننا أن نكون في الماضي أو المستقبل ، إلا بالتذكر والأثر بالنسبة للماضي أو بالتخيل والتوقع بالنسبة للمستقبل . ومع ذلك نختبر الماضي ونعرف أن المستقبل قادم ، وهذا موضع اتفاق ثقافي عالمي . كيف يمكن تفسير ذلك ؟! بعد فهم الجدلية العكسية بين الحياة والزمن _ وهي ظاهرة تجريبية تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء ، وليست مجرد رأي شخصي أو فكرة نظرية _ يمكن بناء تصور متكامل عن الواقع الموضوعي بأبعاده الثلاثة ، المزدوجة : المكان والزمن والحياة ، بالتزامن مع الماضي والحاضر والمستقبل . .... قبل أو يوجد الفرد الإنساني ( أنت وانا والجميع ) ، أو قبل تشكل البيضة الملقحة التي ستتحول إلى الشخصية الإنسانية الفردية ، يكون في وضع غريب ومحير . حيث يكون جسده وحياته ( المورثات ) في الزمن الماضي عبر الأسلاف _ بالتزامن _ مع ذلك يكون عمره وزمنه ( عمره الحقيقي والشخصي ) في المستقبل . وهذه الظاهرة جديرة بالاهتمام والتأمل ( اين كنت قبل أت تولد _ ين ؟ سؤال جوهري في التنوير الروحي ) . بعبارة ثانية ، قبل الولادة يكون المستقبل هو الزمن كله بالنسبة للموجود الإنساني ( الفرد ) . ومع لحظة الولادة ، يبدأ الماضي ( الجديد أو الحاضر أو المستقبل القديم ) بالتكشف دفعة واحدة . وهذه أيضا ظاهرة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم . الماضي الجديد هو نفسه الحاضر ، أيضا المستقبل القديم ( بدلالة الزمن ) . والعكس بدلالة الحياة : يكون المستقبل الجديد هو نفسه الحاضر ، أيضا الماضي القديم _ المتجدد . .... يمكن تخيل الحاضر على شكل جسر مزدوج بطابقين ، وفوق نهرين متوازيين . أحد النهرين يمثل الزمن ( مستقبل ، حاضر ، ماض ) ، والثاني بالعكس وهو يمثل الحياة بالتسلسل ( ماض ، حاضر مستقبل ) . أتصور أن هذا التمثيل أوضح ، وانسب ، من التصور السابق بدلالة رحلة السلمون بعكس التيار مع النهر الواحد والشلال . والآن ، لنتخيل الحاضر بشكل مقبول وواضح نحتاج إلى خطوتين بالحد الأدنى ... في الأولى يتمثل الحاضر بخط أو اثر دقيق جدا ( هو الجسر نفسه لكن بعد تصغيره ) . بينما الماضي والمستقبل يتقاسمان المشهد مناصفة . وفي المرحلة الثانية ، نتخيل الحاضر لكن بعد تكبيره إلى ثلث المشهد على الأقل . لكي تتوضح علاقة التقاء الزمن والحياة خلال الفرد الإنساني وعبره . وهي ما تزال غامضة ومجهولة بالكامل ، وفي مجال غير المفكر فيه بالعلم والفلسفة والثقافة المشتركة العالمية والمحلية على السواء . .... التصور الأول للحاضر والحضور والمحضر ، أو الواقع المباشر ، شلال ونهر مع سمك السلمون . التصور الثاني للواقع المباشر ، جسر مزدوج بطابقين على نهرين متوازيين . التصور الثالث للواقع المباشر ، سطح الكرة الأرضية يمثل ( المحضر ) ، والخارج يمثل الزمن ( الحاضر ) ، والداخل أو تحت القشرة الأرضية يمثل الحياة ( الحضور ) . 2 اللحظة أو النقطة اسن مركب بطبيعته . وهذا مصدر الغموض والركاكة الأول ، بالإضافة إلى أسباب أخرى متنوعة كالجهل بالموضوع أو التسرع بالتفسير ،...وغيرها . بدلالة الزمن ( او الحياة ) يكون للحظة والنقطة ثلاثة أنواع ( على الأقل ) . بدلالة الحياة يكون الترتيب : 1 _ لحظة الماضي 2 _ لحظة الحاضر 3 _ لحظة المستقبل . وبدلالة لزمن يكون العكس : 1 _ لحظة المستقبل 2 _ لحظة الحاضر 3 _ لحظة الماضي . والنقطة أو الذرة نفس الشيء . الواقع المباشر ( حاضر وحضور ومحضر أو زمن وحياة ومكان ) . الواقع المتكامل يكون من الواقع المباشر بالإضافة إلى الماضي والمستقبل . والواقع الموضوعي يتضمن مستويات الوجود الثلاثة ( بالقوة والفعل والأثر ) . .... الواقع المباشر دينامي ، ومركب ، بالإضافة إلى الخاصية الثنائية أو المزدوجة بين الحياة والزمن ( العكسية بطبيعتها ) . الحاضر جزء من الوقاع المباشر ويمثل الزمن ، بينما الواقع المباشر يتضمن بالإضافة إلى الحاضر الزمني ، الحضور الحي مع المحضر المكاني حركة الحضور ( الحياة ) تبدأ من الماضي إلى المستقبل ، مرورا بالحاضر الموضوعي أو الشامل ( الواقع المباشر ) . حركة الحاضر ( الزمن ) تبدأ من المستقبل إلى الماضي ومرورا بالواقع المباشر ( الحضور والمحضر والحاضر ضمن متلازمة دوما ) . في كل لحظة ينقسم الواقع المباشر إلى الحاضر ( الزمن ) ، حيث يتجه إلى الأمس والماضي ، بالتزامن ، يتجه الحضور ( الحياة ) إلى المستقبل . أما كيف ولماذا يحدث ذلك ؟! فهذه أسئلة جديدة ، ربما يتكشف بعض أجوبتها خلال البحث _ الحوار المفتوح . 3 اللحظة المزدوجة أو النقطة ، تجسد الجدلية العكسية بين الحياة والزمن . نفسها اللحظة أو الساعة أو اليوم أو السنة ( أو القرن ومضاعفاته ) ، الفترة الزمنية التي تتجه ( تنتقل بالفعل ) من الحاضر إلى الماضي بطبيعتها . وعلى العكس المرحلة أو الطور ، الطفولة أو المراهقة أو الكهولة تتجه ، وتنتقل بالفعل من الحاضر إلى المستقبل . كل لحظة بداية جديدة ونهاية جديدة بالتزامن ، مزدوجة ومتعاكسة ، وتبتعدان عن الواقع المباشر ( الحاضر والحضور والمحضر ) بنفس السرعة وعكس الاتجاه . وهذه الظاهرة يمكن ملاحظتها عبر التركيز والاستبصار . الحوار مفتوح ....
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
النظرية الجديدة للزمن _ القسم الثاني ( مخطوطة )
-
الواقع الموضوعي بدلالة اليوم والساعة _ القسم 5 النص الكامل
-
الواقع الموضوعي بدلالة اليوم والساعة _ القسم 5 ف 3
-
الواقع الموضوعي بدلالة اليوم والساعة _ القسم 5 ف 1 و2
-
الواقع الموضوعي بدلالة اليوم والساعة _ القسم 5 ف 1
-
سنة 2020 مرت من هنا _ النص الكامل مع إضاقة الواقع الموضوعي ا
...
-
الواقع الموضوعي بدلالة اليوم والساعة _ القسم 4 مع فصوله بالا
...
-
الواقع الموضوعي بدلالة اليوم والساعة _ القسم 4 ف 3
-
الواقع الموضوعي بدلالة اليوم والساعة _ القسم 4 ف 1 و2 مع الت
...
-
الواقع الموضوعي بدلالة اليوم والساعة _ القسم 4 ف 2
-
الواقع الموضوعي بدلالة اليوم والساعة _ القسم 4 ف 1
-
أفكار جديدة 2
-
أفكار جديدة
-
سنة 2020 مرت من هنا _ النص الكامل مع التكملة
-
الواقع الموضوعي _ القسم 3 مع فصوله وتكملته
-
هل يمكن معرفة الواقع الموضوعي ، بشكل علمي : تجريبي ومنطقي ؟!
-
الواقع الموضوعي _ القسم 3 ف 3
-
الواقع الموضوعي _ القسم 3 ف 2
-
مقدمة القسم 3 ( الواقع الموضوعي بدلالة الزمن ) ، تكملة مع ال
...
-
مقدمة القسم 3 ( الواقع الموضوعي بدلالة الزمن )
المزيد.....
-
ترامب يوضح ما قام به مبعوثه ويتكوف خلال زيارته إلى غزة
-
الكونغو ورواندا تتحركان لتنفيذ اتفاق السلام رغم تعثر الالتزا
...
-
ثروات تتبخّر بتغريدة نرجسية.. كيف تخدعنا الأسواق؟
-
الإمارات والأردن تقودان عملية إسقاط جوي للمساعدات إلى غزة
-
هيئة الإذاعة العامة الأميركية على بعد خطوات من الإغلاق
-
لأول مرة.. وضع رئيس كولومبي سابق تحت الإقامة الجبرية
-
تحقيق بأحداث السويداء.. اختبار جديّة أم التفاف على المطالب؟
...
-
سقوط قتلى في إطلاق نار داخل حانة بمونتانا الأميركية
-
بوتين يعلن دخول الصاروخ الروسي -أوريشنيك- الأسرع من الصوت ال
...
-
تسبب بإغلاق الأجواء وتفعيل صافرات الإنذار.. إسرائيل تعلن اعت
...
المزيد.....
-
نبذ العدمية: هل نكون مخطئين حقًا: العدمية المستنيرة أم الطبي
...
/ زهير الخويلدي
-
Express To Impress عبر لتؤثر
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
المزيد.....
|