أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - هاجر منصوري - النساء والأعياد... ألوان وأوسمة وكثير من التحدّيات















المزيد.....

النساء والأعياد... ألوان وأوسمة وكثير من التحدّيات


هاجر منصوري

الحوار المتمدن-العدد: 6836 - 2021 / 3 / 10 - 02:40
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


علاقة النساء التونسيّات بالأعياد على ثلاثة أنواع لكلّ واحدة منها أولوانها وأوسمتها الخاصّة: فنجد نوع العلاقة التي تكون فيها النساء منخرطات مع الرجال سويّة في الاحتفاء على نفس القدر من المسافة والدرجة، ويتجلّى ذلك في الأعياد الوطنيّة المرتبطة بالشأن العام والقضايا المشتركة بين الجنسين من قبيل عيد الثورة والشباب في 14 جانفي، والاستقلال في 20 مارس، والشهداء في 9 أفريل، والشغل في غرّة ماي، والجمهوريّة في 25 جويلية، والجلاء في 15 أكتوبر وغيرها... وجميعها تقريبا أعياد وطنيّة ترسّخ قيم الجمهوريّة والمواطنة بما تستوجبه من مساواة في الحقوق والواجبات، ولا تقتضي احتفاليّتها ترتيبات مخصوصة تقوم بها الأسرة التونسيّة فهي لا تخاطب البطون بل تخاطب العقول مستنهضة إيّاها للتذكّر قصد الاعتبار وحاثّة الهمم إلى البناء الجماعي الشامل وازدهار الوطن في مشروع إنساني كامل لا يتحقّق بالرّجال دون النساء وإنّما بهما معا. ولهذا تتّخذ هذه النوعيّة من علاقة النساء بالأعياد ألوان العلم التونسي ودماء شهداء الوطن وشهيداته المسجّلات/ين أو المنسيّات/ين على عرصات الذّاكرة.
وأمّا نوع العلاقة الثانية، فنلمس انخراط النساء فيها بشكل ذاتيّ ونسويّ في احتفاليّة خصّصت لإكرامهنّ وتوسيمهنّ من أجل تضحياتهنّ ونضالاتهنّ. وتستبطن هذه العلاقةَ الأعيادُ الخاصّة بجنس النساء مثل عيد المرأة والاحتفاء بمجلّة الأحوال الشخصيّة، وعيد المرأة العالمي، وعيد الأمّ وغيرها. وتعبّر الاحتفاليّة بهذه الأعياد عن رؤية نسويّة إنسانيّة تسعى إلى الاعتراف بوجود النساء في مستوى الفعل والبناء الاجتماعيّين بعد قرون طويلة من التهميش والاستغلال والإقصاء تحت قيود " الجنس" وخصوصيّته " الطبيعيّة" التي تفيض فيضا تمييزيّا في الأدوار الاجتماعيّة بمجالاتها المختلفة اقتصاديّة أو سياسيّة أو الثقافيّة إلخ... ويجدر التذكير بأنّ هذه الأعياد والمناسبات ما كانت لتتحقّق دون حراك مجتمعي نسويّ وإرادة سياسيّة أفضت إلى إجراءات قانونيّة تسعى إلى الرفع في كلّ مرّة من أشكال الحيف والظلم المسلّط على النساء:
بدءا بـ"عيد المرأة في تونس" الذي يحتفل به في 13 أوت من كلّ سنة، تستعيد فيه التونسيّات ذكرى مجلّة الأحوال الشخصية التونسيّة التي صدرت في هذا التاريخ من سنة 1956، وغيّرت بشكل جوهريّ قوانين الأسرة رفعا للظّلم الاجتماعي الذكوري المسلّط على النساء، فجرّمت تعدّد الزوجات ومنعته ووسحب قوامة الرجل في الطلاق وعهدت به إلى المحكمة. ولا يغيب عنّا أنّ ما ورد في المجلّة من قوانين هامّة في حقّ النساء والأسرة إنّما مهّدت له إرهاصات مجتمعيّة نسويّة وجدت من السياسة التونسيّة داعما لها ونصيرا. ولولا فرض الرّئيس الأوّل الحبيب بورقيبة لها لكانت الأحوال على ما هي عليه كما في سائر البلدان العربيّة.
ثمّ " اليوم العالمي للمرأة"، ويعود تاريخه إلى الثامن من مارس 1908، حينما خرجت آلاف النساء في شوارع نيويورك محتجّات على ظروف العمل القاسية التي كنّ يعملن فيها، وقد حملن خبزا يابسا وباقات من الورد كانت شعارهنّ في حراكهنّ" خبز وورد". وتبنّت النساء في بعض الدول الأوروبيّة هذه المناسبة الاحتفالية في نفس التاريخ بعد نجاحها بأمريكا، إلى أن أصدرت الأمم المتّحدة قراراً يدعو دول العالم إلى اعتماد يوم في السنة للاحتفال بالمرأة فاختارت معظم الدول يوم الثامن من مارس يوماً للمرأة. وفيه تكرّم الشخصيّات النسائيّة العامّة ممّن ساهمن في بناء أوطانهنّ وتبنّين قضيّة المساواة بين الجنسين فكرا وفعلا، وما يزلن يدافعن من أجل تحقيقها على أرض الواقع، ولا سينا في واقعنا العربي.
ويليهما " عيد الأمّهات"، يتذكّر به الأبناء والبنات تضحيات أمّهاتهم/هنّ في حقّهم /هنّ على مدار أعمارهنّ. ويعود هذا العيد إلى 9 ماي 1914 حينما قام الرئيس ويلسون رسميّا بتوقيع إعلان للاحتفال به في الأحد الثاني من ماي في جميع الولايات الأمريكيّة. وارتبط هذا العيد في نشأته بامرأتين أمريكيّتين جوليا وارد هاو (1819 - 1910) وآنا جارفيس (1864- 1948) آمنتا بقيمة الأمّ ودورها في حياة أبنائها/ وبناتها وناضلتا لذلك. ثمّ انتشر الاحتفال به في أكثر من 40 دولة غربيّة وعربيّة بتواريخ مختلفة وفقا لما تمثّله هذه التواريخ من علامات مميّزة في هذه الشعوب. وبالنسبة إلى معظم الدول العربيّة يعود الفضل في ترسيخ هذا العيد إلى الصحفيّ المصريّ عليّ أمين الذي كتب سنة 1955 مقالا تناول فيه عيد الأم ودعا الى الاحتفاء به فكان له ذلك، وبالفعل تحتفل به الدول العربيّة في الاعتدال الربيعي بتاريخ 21 مارس إلاّ تونس والمغرب فتحتفلان به في آخر أحد من شهر ماي. وهذه الأعياد الثلاثة تتلوّن فيها النساء بالصبر والجهد والجلد بعد أن ذقن طعم العلقم والحنظل.
وأمّا النّوع الثالث من العلاقة التي تربط النساء بالأعياد، فنتبيّنها في الأعياد ذات الطّابع الدّينيّ من قبيل عيد الفطر الذي يحدّد تاريخه حسب رؤية هلال شوال، وعيد الإضحى الذي يوافق يوم 10 ذو الحجّة بعد انتهاء وقفة يوم عرفة، والمولد النبوي الشريف الموافق لـ 12 ربيع الأول. ويفوح في هذه الأعياد عبير دينيّ، تتأكّد فيه وحدة المسلمين والتفافهم حول رموزهم ومعتقداتهم الدّينيّة، ولكن يتكرّس فيها التمييز بين الجنسين في الأدوار والمهام. وتتكثّف فيها الأعباء المجندرة فيثقل ميزان النساء من حيث الأعمال والترتيبات والتحضيرات بحكم ارتباطها بالفضاء الدّاخلي المكرّس للنساء وجودا وخدمة. ونحتاج فيما أعتقد إلى تصويب البوصلة في هذه الأعياد نحو تعديل الكفّة في المهام بين الجنسين حتّى تستنشق المرأة عبيرها لا شواءها ودلالاتها العميقة لا حلويّاتها وعمقها لا رسومها الشكليّة. وطالما أنّه لم يتشكّل وعي ذكوري بديناميكيّة الأدوار في الحياة اليوميّة وفي المناسبات فستنهك النساء في هذه الأعياد علاوة على التزامات اليوميّ المقيتة.
ومهما تنوّعت علاقات النساء بالأعياد، وتلوّنت فيها نضالاتهنّ وتوسّمت فيها المناضلات وتجشّمت فيها الكادحات العاملات متاعب وأرهقت فيها الصامدات المتجلّدات وتكرّست في بعضها أدوار وسيّجت فيها مهام، فإنّنا نريد:
** أن نحيط النساء علما بأنّ الأعياد التي تخصّهنّ ووسمت بأسمائهنّ قد ناضلت لأجلها نساء كثيرات من تونس وخارجها حتّى تحظى غيرهنّ بقطاف المكتسبات وما تزال الرهانات مرفوعة وقضيّة المساواة مطلوبة.
** أن نحيط الرجال علما بوطأة بعض الأعياد على النساء جسديّا وخاصّة تلك التي تكرّس فيها عادات قد لا ندينها وإنّما ندعو أن تتكثّف مجهودات الأسرة لتيسير هذه المهمّة على النساء فماذا لو نزل الرجال من عليائهم وشاركوا وساعدوا النساء، وحتما سيكون لطعم الأعياد نكهة ولبريقها رونق وعبرة.
** أن نحيط الجميع رجالا ونساء أنّ الأعياد الوطنيّة التي نحتفي فيها بقيمة الوطن واستقلاله وأهميّة الجمهوريّة وقيامها وقيمة الشغل وقدسيّته، وجب على الجنسين معا أن يعملا بهذه القيم ويعلياها. وعليهما معا أن يتذكّرا أنّ الجلاء تحقّق بالدمّ وأنّ الأوطان تفدى بالروح إن لزم الأمر مهما كان جنسها.
** وألاّ ننسى أنّ هذه الأعياد بجميع ألوانها وأوسمتها ما يزال سقف التحدّيات فيها مرفوعا نحو الحريّة والكرامة والمساواة للجميع بلا استثناء...



#هاجر_منصوري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومات كلّما جوّعت شعبها أكلت نساءها
- الحَجْر في الذكرى العاشرة لثورة ثروتها محْجُورة
- بين رأس السنة الميلاديّة الجديدة ورؤوس الرعاة الثلاث... نذكّ ...
- الحراك النسوي التونسي وسياسة الاغتيال الناعم
- سرديّات نسائيّة عن النكبة: شهادات وأدوار
- بين المحنة ورهان تفعيل حقّ حريّة التعبير والمعتقد
- ما بعد الاغتصاب وأنطولوجيا - الوجع- و-الوصم-
- -اللباس- زمن الوباء و -فتنة- فيروس الكورونا المستجدّ


المزيد.....




- شاهد.. قرية عطوف في الأغوار تفتتح مشروعاً لتمكين الشباب والم ...
- “والله أختي مخطوفة”.. خطف النساء العلويات بين الإنكار والتوا ...
- رجل يقتل امرأة بالمكسيك ويلوذ بالفرار بعد جدال حاد بينهما.. ...
- تقرير دولي: متوسط الخصوبة في العراق يبلغ 3.3 طفل لكل امرأة
- الاعلانات التي يروج لها المؤثرون الاطفال على وسائل التواصل ا ...
- تناول العنب يوميا يحسن قوة العضلات لدى النساء بعد انقطاع الط ...
- هل إمتاع الذات هيؤثر على صحتك؟
- بالتزامن مع اليوم الدولي .. جلسة معرفية عن التعاونيات
- فرانشيسكا البانيزي.. المرأة الشجاعة التي تستحق جائزة نوبل
- في العراق.. كابوس الحضانة يفتك بصحة النساء النفسية والجنسية ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - هاجر منصوري - النساء والأعياد... ألوان وأوسمة وكثير من التحدّيات