أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عادل عبد الزهرة شبيب - ألم تفتك جائحة كورونا بكبار الفاسدين في العراق ؟















المزيد.....

ألم تفتك جائحة كورونا بكبار الفاسدين في العراق ؟


عادل عبد الزهرة شبيب

الحوار المتمدن-العدد: 6835 - 2021 / 3 / 8 - 09:59
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يمكن تعريف الفساد بأنه ذلك السلوك الغير سوي الصادر من قبل الشخص ذو المسؤولية العامة في وظيفته والذي يتلقى الرشوة او يستلم هدايا في غير موضعها الصحيح او التلاعب بسير الانتخابات وتحويل الأموال وغسيلها او الاحتيال على المستثمرين وغيرها من الأشكال الغير مرصودة من قبل الجهات الرقابية .
والفساد يقوض المؤسسات الديمقراطية ويؤثر ويعرقل عملية التنمية الاقتصادية الاجتماعية ويساعد على تفشي الرشى خاصة في انجاز المعاملات الحكومية , كما انه يكون عاملا سلبيا يؤثر في الاستثمار الأجنبي المباشر وعدم جذبه. ويتسبب الفساد في حرمان المجتمعات من المدارس والمستشفيات وغيرها من الخدمات الحيوية .كما يقوض الفساد سيادة القانون ويحرض على ارتكاب جرائم مثل الاتجار غير المشروع بالأشخاص وبالمخدرات والأسلحة والتهرب من الضرائب وغسل الأموال وغير ذلك من الممارسات التي تؤثر على تحقيق التنمية المستدامة .ووفقا لتقديرات المنتدى الاقتصادي العالمي تبلغ كلفة الفساد ما لا يقل عن ( 2,6) تريليون دولار او ( 5% ) من الناتج المحلي الاجمالي العالمي .ووفقا للبنك الدولي تدفع الشركات والأفراد رشاوى تزيد قيمتها على تريليون دولار كل عام . كما ان الفساد يولد المزيد من الفساد ويعزز ثقافة الافلات من العقاب الهدامة .وتصل قيمة المبالغ المسروقة بطريق الفساد الى ما يزيد من تريليون ونصف دولار . وفي البلدان النامية وبحسب ما يشير برنامج الأمم المتحدة الانمائي تقدر قيمة الفاقد بسبب الفساد بعشرة اضعاف اجمالي مبالغ المساعدة الانمائية المقدمة , ويعتبر الفساد احد اكبر العوائق امام تحقيق اهداف التنمية المستدامة.
وفي العراق تعاني مختلف المؤسسات العراقية المدنية والعسكرية من تفشي الفساد بها منذ سنوات دون ان تقوم الحكومة والبرلمان بدورهما بمكافحة الفساد وانهاءه طيلة الفترة الممتدة من 2003 والى اليوم, وكان هذا احد العوامل التي دفعت الجماهير الشعبية في مختلف المدن العراقية بالانتفاض ضد الحكومة وعجزها وسوء ادارتها وفشلها .ومنذ فترة تشهد العديد من المحافظات احتجاجات شعبية سلمية واجهتها الحكومة بالعنف المفرط مما ادى الى استشهاد اكثر من 700 شهيد واكثر من 25 ألف جريح وكانت كل مطالبهم تتلخص بمكافحة الفساد المستشري بين المسؤولين ووضع حد نهائي للفقر والبطالة وتوفير وتحسين الخدمات الضرورية وخاصة الكهرباء التي انفق عليها اكثر من 60 مليار دولار ولم تتحسن بسبب الفساد وسوء الادارة . اضافة الى عدم توفر الماء النقي والسكن وغيرها في ظل عجز الحكومات المتعاقبة منذ 2003وفسادها . وفي العراق فإن قرارات التوظيف مرتبطة بالمحسوبية والمنسوبية والرشوة واحيانا يتم تعيين موظفين وهميين ( فضائيين مدنيين وعسكريين ). ويشير تقرير رسمي لمنظمة الشفافية الدولية الى ان العراق قد احتل مرتبة متأخرة في مؤشرات مدركات الفساد لعام 2018 , وفي عام 2017 حل العراق في المركز 169 بين 180 دولة على مؤشر الفساد حسب منظمة الشفافية الدولية. كما بلغ العراق اعلى درجة له في الفساد عام 2007 ليحتل المرتبة 178 بين دول العالم الأكثر فسادا . وقد اشارت هيئة النزاهة العراقية المرتبطة بالبرلمان الى ان العراق فقد بسبب الفساد الحكومي نحو 320 مليار دولار في السنوات الـ 15 الماضية. وتتهم منظمات حقوقية من بينها ( هيومن رايتس ووتش ) السلطات العراقية بممارسة ضغوط كبيرة على وسائل الاعلام التي تتحدث عن الفساد وتكشف الحقيقة كما يحصل اليوم من تهديد هيئة الاعلام والاتصالات العراقية المتهمة بالفساد , القنوات الفضائية العراقية والعربية بالغلق لكشفها حقائق الفساد وممارسات الحكومة الفاشلة وقتلها المتظاهرين والقت اللوم على طرف ثالث , حيث قامت يوم الثلاثاء الموافق 16 /11/2019 بالاعتداء على قناة دجلة الفضائية وتدمير وسرقة معداتها في بغداد خلافا للدستور العراقي المادة 38 منه. وعادة ما ينتهي المطاف بالمتورطين بالفساد في العراق اما الى الهرب خارج العراق وبمساعدة السلطات او يكونوا احرارا خارج القضاء بموجب قانون العفو العام سيء الصيت, وهذا ما اثار غضب المتظاهرين السلميين الذين طالبوا باستقالة الحكومة الفاشلة والفاسدة والتي اجبرت على الاستقالة فيما بعد. ويلاحظ ان المسؤولين في العراق منذ 2003 والى اليوم يطلقون التصريحات المنددة بالفساد مطالبين بملاحقة المتورطين ولكنها في ارض الواقع لا تفعل شيئا وانما مجرد وعود كاذبة حيث لم يقدم كبار الفاسدين الى المحاكمة ولم تسترجع الأموال المنهوبة. ونجد اليوم ان الرئاسات الثلاث في العراق تتفق على ان الفساد المالي والاداري يعد ابرز الأسباب التي ادت الى ضياع الأموال العراقية من دون تقديم الحكومات المتعاقبة منذ 2003 أي خدمات حقيقية يمكن ان يلمسها الشعب على ارض الواقع . وعلى الرغم من ان العراق هو ثاني اكبر منتج للنفط في منظمة اوبك ويتلقى عشرات المليارات من الدولارات سنويا من بيع الخام لكن الحكومات العراقية لا تزال عاجزة عن توفير الخدمات الأساسية للسكان بسبب الفساد وسوء الادارة ونهج المحاصصة والطائفية.
وهناك تشابك مريب بين منظومة الفساد والمتنفذين الفاسدين في اجهزة الدولة ومؤسساتها من جهة وفئات البرجوازية الطفيلية والبيروقراطية واوساط من التجار الكومبرادور وبعض اصحاب المصارف والمتاجرين بالعملة ومالكي الفضائيات ومهربي النفط. وتوسع هذه الظاهرة لتكتسب ابعادا مجتمعية. وقد انعكس ذلك وامثاله على حياة الناس ومستوى معيشتهم وتجلى في انخفاض قدرتهم الشرائية وارتفاع معدلات البطالة وفي سوء الخدمات والأزمات في الكهرباء والماء النقي والنقل والسكن والتعليم والصحة وتصاعد نسبة من هم تحت خط الفقر .. وان اعتماد المحاصصة عرقل اقامة دولة المؤسسات والقانون ووفر في المقابل غطاء للفاسدين وحماية لهم من المساءلة والمحاسبة القانونيتين . وان المحاصصة الطائفية الاثنية هي أس أزمة النظام السياسي وفشله البين في مختلف المجالات . لذا لابد ان يكون هدف الخلاص منها اعلاء شأن المواطنة اساسا لإقامة الدولة المدنية الديمقراطية وعنصرا رئيسا في اية رؤية جدية الى عملية الاصلاح والتغيير .
فلنرفع شعار متحدون على مكافحة الفساد... ونريد وطنا خاليا من الفساد .



#عادل_عبد_الزهرة_شبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بمناسبة اليوم العالمي للمرأة في الثامن من آذار : نظرة المارك ...
- هل توجد مؤشرات ايجابية للاقتصاد العراقي ؟
- بمناسبة اليوم العالمي للمرأة في الثامن من آذار :(( لا يقي عف ...
- بمناسبة اليوم العالمي للمرأة في الثامن من آذار : (المرأة وال ...
- بمناسبة اليوم العالمي للمرأة في الثامن من آذار ( هل لدى النس ...
- بمناسبة اليوم العالمي للمرأة في الثامن من آذار ( لا يمكن تحق ...
- هل تخضع موازنات العراق العامة لتأثيرات صندوق النقد الدولي ؟
- هل تعاني صناعة الأسمنت في العراق من مشاكل ومعوقات ؟
- من المسؤول عن تهميش الصناعة الوطنية في العراق ؟
- المشهد الاقتصادي الأردني
- زيادة الانتاج النفطي في العراق مرتبط بتحديث وتأهيل البنى الت ...
- عقد التحالفات السياسية ليس بدعة عند الماركسيين
- انحدار التعليم في العراق الى حضيض المستويات
- هل قطاع التربية والتعليم في العراق من اولويات الحكومات العرا ...
- ما الذي فعلته الحكومات العراقية المتعاقبة لتطوير البنى التحت ...
- العراق اسوء بلد في العالم في جميع مناحي الحياة
- المشهد الاقتصادي اللبناني
- الأولويةلإصلاح الإقتصاد العراقي المتدهور
- الزراعة الصناعية المهملة في العراق
- وعود حكومية مجرد كلام


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عادل عبد الزهرة شبيب - ألم تفتك جائحة كورونا بكبار الفاسدين في العراق ؟