سامر حبيب
شاعر وكاتب
(Samer Habib)
الحوار المتمدن-العدد: 6830 - 2021 / 3 / 3 - 23:29
المحور:
الادب والفن
رسالة من المواطن العراقي ( سامر حبيب)
إلى ( البابا فرنسيس ) Con El Papa
عندما تزورُ العراق تأكد أن كل ما تراهُ غير حقيقي لأنَّنا افتعلناهُ قبلَ زيارتِك رغبةً أو رهبةً ، فالأرض لم تعُد أرضنا والسماء ليست لنا ، والحضارات التي سترى آثارها لا تعني لنا شيئا لأننا بخلنا عليها بمصباحٍ مضيئٍ أقل ثمناً من ( الرصاصة التي يقتلُ بعضُنا بعضاً بها )
و عندما تزورُ ( الزقورة َ ) ضع أُذُنَيكَ على مدرجِها كي تسمع أنينها و هي تجهش بالبكاء نادبةً حظها الذي جعلها تولدُ في هذا البلدِ المنسي
ولا تنسَ أن تسأل ( أسدَ بابل ) السؤال الشهير في بلدنا ، قل له : ( هل أنت شيعي أم سني ؟ ) لأنّهُ الناجي الوحيد من هذا السؤال .
عندما تبحث عن منارة الحدباء و تؤخذُ إلى مكانها لا تقل : أينها ؟
قل : لم أسمع أن منارة الحدباء شفافة ولا يمكن رؤيتها لكنني الآن تأكدت .
و عندما ترى الناس يتبسَّمون أمعنِ النظر في تبسُّمِهم المتباين ، فمنهم من يتبسَّمُ لأنك صرت سبباً بمجيئ الطاقة الكهربائية ( الوطنية ) إلى بيتهِ ، ومنهم من يتبسَّمُ لأنَّ ( الحكومة ) ألبست شارعه العريان ثوباً اسفلتياً ، و منهم من يتبسَّمُ لأنَّهُ بكلِ بساطةٍ كشفَ سبباً من أسباب لعبة الحظر .
لذا من منطلقٍ إنسانيٍّ أودُّ أن أُقدمَ لشخصِكَ الكريم بعضاً من الهدايا إكراماً لزيارتك لنا :
أولاً : كل من ستقابلهُ لا يُمثل أبناء الشريحة الكادحة - إن كنت تبحث عنهم فعلاً - لأنهم مغيَّبون عن أعينِ الناظرين .
ثانياً : إن كان ما تراهُ سيئاً فهو حقيقي و إن كان جيداً فهو مُفتعلٌ سيصبح سيئاً بعد رحيلك .
ثالثا : حين تسمع أقوال أصحاب ( القاط و الرباط ) و أقوال أصحاب العمائم ( البيضاء أو السوداء ) قارن أقوالهم مع ما تقرأُهُ في عيون الحيارى العراة ( سكان بيوت الطين و التنك )
سامر حبيب
بغداد
الأربعاء 3 آذار 2021
#سامر_حبيب (هاشتاغ)
Samer_Habib#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟