|
من علوم الإمام أبي العزائم | الطريق إلى الله | 17
عدنان إبراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 6827 - 2021 / 2 / 28 - 20:43
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
صورة المبايعة التي يعبر عنها أهل الطريق بأخذ العهد على المريد لما كان طريق السادة العزمية مأخذه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وآله، وعمل الخلفاء الراشدين ورجال الصوفية السابقين. نبين صورة المبايعة التي كان يلقنها الأشياخ لمن أراد الانتساب في طريقهم، مثل سيدي القطب الغوث السيد أحمد الرفاعي وغيره. يبدأ الشيخ بقراءة الفاتحة سراً ثلاث مرات، مستمداً بركة التلاوة من رسول الله (صلى الله عليه وسلم وآله) أو من شيخه الأكبر صاحب الطريق إن كان تابعا لمرشد كامل واصل. ثم يقرأ هذه الآية (إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله) الخ الآية. ثم يستغفر الله ثلاث مرات بأي صيغة، ثم يمسك بيده اليمنى يد المريد ويلقنه الذكر المذكور في الكتاب في باب التلقين، ثم يقول : أشهد الله وملائكته وكتبه ورسله والحاضرين من خلقه، أنى تائب إلى الله تعالى من جميع الخطايا، راغب في امتثال أوامر الله، مجتنب نواهيه ومحارمه، مجتهد في طاعة الله منيبا إليه، مواظبا على خدمة الطريق، ناصر لسنة المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) بنفسي ومالي على حسب الطاقة، وأن سيدنا وقدوتنا إلى الله ورسوله هو سيدنا المرشد الوارث لرسول الله قولاً وعملاً وحالاً السيد محمد ماضي أبو العزائم. بايعته على كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وآله، إقتداء بأهل البيعة من الصحابة والتابعين، وأن أكون ناصراً للحق بالحق على نفسي أولاً، وأهلي، وكل من في رعيتي، ناصحاً للمسلمين بالحكمة والموعظة الحسنة، مجادلاً بالتي هي أحسن بلسان الحجة أهل الكفر والإلحاد والضلال والبدع، مستعيناً بحول الله وقوته، مستمداً الهداية والتوفيق منه سبحانه، فهو نعم المولى ونعم النصير.
مآخذ التلقين في الطريق أورد الطبراني أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال :« أفيكم غريب» ؟ فقال ابن أوس : لا. فأمر بغلق الباب، وقال : ارفعوا أيديكم وقولوا لا إله إلا الله. ثم قال : الحمد للّه، اللّهمّ إنّك بعثتني بهذه الكلمة، وأمرتني بها، ووعدتني عليها الجنّةّ، وإنّك لا تخلف الميعاد. ثم قال : ألا أبشروا فإن الله قد غُفِرَ لكم). وكان (صلى الله عليه وآله وسلم) يلقن بعض أصحابه أذكارا خاصة. من ذلك أنه لقن عليا بن أبي طالب قائلا له : « قل آمنت بالله ثمّ استقم ». ولقّن كثيرا من الصحابة أذكارا وأدعية خاصة، ورد منها في الصحاح ما ورد، واختص ببعضها رجالاً لم يدونوها بل تلقوها عن الرجال سماعاً إلى وقتنا هذا. وقام سيدنا ومولانا أبو بكر الصديق رضي الله عنه فلقن سلمان الفارسى وغيره، ولقن سلمان سيدنا الإمام الحسن عليه السلام. ولقن أمير المؤمنين سيدنا على أولاده وغيرهم من بني هاشم والحسن البصري. وهكذا كان التابعون رضي الله عنهم يتعرضون لأصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) للتلقي عنهم، فيتلقون عنهم الأذكار والأدعية سماعا أو تلقيناً أو إذناً، ولا يزال المسلمون يتلقون ممن يرونه أهلا للحمل والرواية ومحلا للعلم والتقوى. وقد صح الإذن برواية الحديث والتصريح بتعليمه من الأئمة والشهادة لحامليه من العلماء وهو من السنة. وليس من قال "لا إله إلا الله" ليأمن بها من القتل وسلب الأموال أو من الرق والذمة؛ كمن كان مؤمناً وسمعها تلقيناً ليعلم معناها ثم يذوق حلاوتها، ثم يشهد أنوارها بكمال التوحيد، قال تعالى (فاعلموا أنما أنزل بعلم الله وأن لا إله إلا هو) فكلفنا بعلم حقيقتين عظيمتين لا إيمان بدونهما، إحداهما : علم أن الكتاب العزيز أنزل بعلم الله. والثانية : علم أنه لا إله إلا هو، أي : لا إله إلا الله، لأن الضمير يعود على الاسم الأعظم المتقدم في الآية. فمن قال لا إله إلا الله ولم يعلمها كيف يكون مؤمناً كاملاً ؟! فسماعها من المرشد العالم الرباني العامل بكتاب الله تعالى وسنة رسول الله ليس كسماعها من والديه، فكأن سماعها من المرشد حياة دائمة جديدة، وكأنه بعلمها صار مؤمناً في الوقت كامل الإيمان. فعلى كل سالك أن يسارع إلى الوسائل التي بها يعلم أن الكتاب العزيز أنزل بعلم الله، وأن لا إله إلا الله، حتى يتحقق بشعب الإيمان جميعها، ما كان منها علماً وما كان منها عملاً، حتى تكمل نفسه بالعلم ويكمل جسمه بالعمل. وقد بينت فيما سلف من الكتب تفصيل مجمل ذلك فراجعه، فإن هذا المقام مقام إيجاز، لأني أبين التلقين وما يلقن من الأسماء والأدعية، وما يؤذن به من المراقبة والمحاسبة، وما يمنح بالإشارة من التنزلات، والانتشال من أوحال التوحيد وتجاوز بادية الإلحاد، وما يتفضل به الله على السالك المخلص من السلطان، لينفذ من أقطار السموات والأرض ليتبين له الحق، ثم ما يواجهه به سبحانه وتعالى، شهوداً وعياناً، حتى يرى الوجه العلي الكريم حيث ولى وجهه، وبعد ذلك مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر مما أطوي بساطه، وأخفي عن العقول والنفوس بيانه، من العلم الإلـٰ---هي، والرحمة من عند الله، والنور من لدن الله تعالى، حتى يكون عبداً لله مخلصاً صادقاً، مقبلاً عليه سبحانه بالكلية، راغباً في القبول منه سبحانه.
الجمل التي تلقن • يلقن المرشد أو نائبُه السالكَ بعد إذنه بأوراد الليل والنهار، التي ستبين في الأوراد قول (لا إله إلا الله) يُسْمِعُها إياه ثلاث مرات، يؤذنه بتلاوتها تسعين ألف مرة في زمن غير محدد بقدر اجتهاد السالك، مع ملاحظة النطق بها صحيحة. • فإذا أتم العدد، وأنس منه بصفاء نفسه وحسن أخلاقه ورغبته فيما عند الله، أذنه بأن يذكر الكلمة قائلا (لا إله إلا الله) ملاحظاً نقشها على النصف الأعلى من جسمه، بحسب البيان الذي بينه المرشد أو نائبه، ويلاحظ أنها منقوشة بالنور على نصفه الأعلى ظاهراً، أو يكون هذا الذكر في وقت صفاء في خلوة، حتى يلاحظ أنها تخرج من فمه فتُنْقَش أمامه بالنور، فيكون وهو مغمضاً عينيه كأنه يراها منقوشة على نصفه الأعلى بالنور، ويراها منقوشة من فمه في الجو أمامه، فلا ينطق بها مرة إلا ويراها نقشت أمامه بالنور حتى تملأ الأفق. • ويكون ذكره في غير أوقات الخلوة قول : لا اله إلا الله، والكلمات الأربع : سبحان الله والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر. • فإذا صفا جوهر نفسه، وحصل له الأنس في نومه بالرؤية الصالحة، وفى يقظته بِذَوْق حلاوة الذكر وشهود النقش، وأنس منه المرشد أو نائبه بالإقبال والإخلاص، لقنه قول (ربي الله ولا حول ولا قوة إلا بالله)، مع ملازمة ذكر التهليل في الخلوة بالنقش، ملاحظاً في قوله : (ربي الله ولا حول ولا قوة إلا بالله) قوله تعالى: (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة). • فإذا أنس منه بعلامات الأحوال، من البسط والسرور، والفرح بالذكر، وحسن الأخلاق، وصفاء السريرة، والنطق بالحكمة، وكثرة الرؤيا الصالحة، ومواساة الإخوان. أذنه بالاسم المفرد اسم الجلالة "الله" بعدد مخصوص، لايقل عن ست وستين ألف مرة في زمان غير محدود. يجعل له من هذا العدد مقداراً في الخلوة، يغمض عينيه عند ذكره، ويستحضر المرشد قائلا : (الله الله الله) وعاقبة كل مائة في الخلوة يقول : (الله ربّى الله حسبي، فنعم الرّبّ ربّي ونعم الحسب حسبي) ثلاث مرات. • ثم يستأنف الذكر، فإذا أتم العدد المأذون به وظهرت عليه أحوال الخوف من مقام ربه، والخشية التي تحصل لأهل الحضور مع المذكور جل جلاله، لقنه الاسم الأعظم "الله" بالمد مرة وثلاثاً بالقصر، كل أنفاسه، مادام فارغ القلب مما سوى المذكور. • ويجعل له خلوة يذكر فيها الاسم الأعظم كما بينت، مغمضاً عينيه مستحضراً المرشد حتى يراه معه، لتحصل له الطمأنينة عند انبلاج أنوار الذكر، مع ملازمة ذكر (لا إله إلا الله) بطريق النقش في كل ليلة ولو مائة مرة وملازمة (الله ربّي، الله حسبي) في كل يوم ولو ثلاث مرات. • فإذا منحه الله السكينة وتولاه الولي القريب المجيب، وصار قلبه مطمئناً، لديها يُبْشِر بالفتح القريب، كما قال الله تعالى (نصر من الله وفتح قريب) لديها يلقنه الاسم الأعظم "الله" بالمد منقوشاً على القلب بالنور بالكيفية التي يبينها المرشد أو نائبه. ويشترط في هذا المقام أن يفتتح خلوته بصلاة ركعتين على الأقل، ويجلس مستقبل القبلة، مستحضرا ًالمرشد استحضارا يجعله معه شهوداً بالخيال، أو وجداً بالمثال، أو حقيقةً بالإطلاق. والأرواح لا يحجبها كون ولا يبعدها أَيْن - بعد مجاهدة النفس - لأنها في حضرة الإطلاق. ومتى تخيل المرشد أو تمثله اتصل بروحانية رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله. ثم يقرأ الفاتحة و (ألم نشرح لك صدرك) و (قل يا أيها الكافرون) والإخلاص والمعوذتين. ثم يذكر الاسم الأعظم "الله" إن كان منفرداً بنغمة يسمع نفسه، وإن كان معه غيره يذكره بأقل السر، مرة بالمد وثلاثاً بالقصر، فإن حصل له الحضور أشرق له النور، وأنس بالمرشد، وورد عليه وارد الورود، فإما أن يجمع بين الذكر والفكر إن اتسع ماعونه، وإما أن يقتصر على الذكر أو الفكر، ما دام المرشد مشهوداً له أو ملحوظاً. وقبل أن يَمَلّ: يقرأ الفاتحة، ويستحضر الإذن بالانتقال من تلك الحضرة بالروح، ثم يقول : (لا إلـٰ---ه إلاّ الله) ثلاث مرات، ويقوم لحاجته من نوم، أو صلاة، أو تلاوة القرآن، أو عمل بالمنزل، أو عمل لنفسه وأهله وإخوته. ويكون ذكره ما دام غير مشغول بشيء (الاسم الأعظم) بالمد مرة وبالقصر ثلاثا في كل أنفاسه إن استطاع. • فإذا اتسع قلبه، وشرح الله صدره، وقوى الوجد، وصحت الإرادة، وصفى قلبه للحكمة، وَفَقِهَ أحكام الله تعالى، وذاق حلاوة شهود الآيات في الكائنات وفى نفسه، وصغرت في عينه زينة الدنيا وزهرتها، وعظمت شعائر الله في قلبه، واشتاق إلى علم نشأته الأولى والآخرة، وقويت عليه الحيرة في التوحيد حتى رغب في المزيد، وعلم المرشد منه كل تلك المعاني، وامتحنه في نفسه وماله وجاهه وحظه وهواه وقصوده، وهذا الامتحان ينبغي أن يكون بعلم ما يميل إليه ويسارع إليه ويحبه، لا بالفعل، فإن المرشد ليس له أن يستظهر على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكيف لا ؟! والاستظهار على رسول الله سوء أدب، ومسيء الأدب مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم وآله) محروم، فكيف يمنح غيره ؟! فيكون امتحانه للسالكين بما يظهر له في أنفسهم وفى أموالهم، وفى أحوالهم، وفى ميولهم وقصودهم، فلا يمتحن أحدهم بتكليفه بعمل لا يطيقه، ولا يسألهم أموالهم كما بين الله ذلك، ولا يأمره بترك مباح، ولا بعقوق وبقطيعة، ولا بأذية، ولكنه يبين سبيل الله وأخلاق رسوله (صلى الله عليه وسلم وآله)، والأعمال التي تقرب إلى الله تعالى، مبيناً ذلك بقوله وعمله، مع كمال الرحمة بهم، والشفقة عليهم، وحب الخير الحقيقي لهم، إقتداء برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). فإذا ظهر للمرشد ما فطرت عليه نفس السالك، وصفاء جوهره، وميلها إلى الحق، ورغبتها فيما عنده، ومسارعتها إلى الأكمل من كل شيء، وتركها للمعاصي مرة واحدة، لديها يلقن المريد لطيفة البرزخ، ويبين له ما يناسبه من أسرار التوحيد، ومن حكمة الأحكام، ويفك له رمز وجوده وسر إيجاده، وقد بينتها في كتاب : (الفرقة الناجية) وأيضاً ذكر اللطائف بالقلب وبالروح وبالخفا والأخفى، مبينة فيما كتبناه مما هو تحت الطبع.
أنس آل العزائم أنس السالكين والواصلين والمتمكنين في طريقنا هذا هو القرآن المجيد، فالسالك يفهم، والواصل يفهم ويتذوق، والمتمكن يشهد غيوبه في تلاوته. وكل رجل من آل العزائم يحب مجالسة الله تعالى، وتالي القرآن جليس الله تعالى وبقدر المحبة يكون الشوق للمجالسة فأنس ياأخي كل يوم بتلاوة القرآن متى صفا قلبك، واستراح جسمك من عمل الدنيا والآخرة والدين، لتأنس بالله رب العالمين، ولو بتلاوة جزء أو أكثر أو أقل في كل يوم إن أمكن، وكل تلك الرواتب المتقدمة دون بر الوالدين عند المقتضيات، ومن ظن لجهله أن تلك الرواتب والوظائف في الطريق تساوي بر الوالدين فقد جهل، فإن بر الوالدين وصلة الرحم عبادة.
الأحوال هي نتائج الإرادات والهمم من قوى النفوس الحال: هي الحجة القائمة على صدق الدعوة، فمن ادعى محبة الله تعالى ولم يقم الحجة بقوله وعمله على تحقيق دعواه كان ضالا ومضلا. ولما كان طريقنا هو الطريق المستقيم الذي ينتج الأحوال العلية بالأعمال السنية، وكان كثيرا من الأدعياء في طريقنا يتكلفون أحوال الرجال للطمع فيما لا مطمع فيه، والحرص على ما يقطع عن الله تعالى، شرح الله صدري أن أكتب في الحال ما تظهر به آثار التوبة والاستقامة والمحبة، وما تظهر به آثار خبث الطمع وسوء أعمال النفس الأمارة، والجهل بالنفس، وبالله تعالى، وبمناهج الأئمة المهتدين. والأحوال إما ربانية أو طبيعية، أو شيطانية، وهنا وجب عليّ أن أبين الفرق بينها، كما بين ذلك الرجال من قبلي.
تمييز الأحوال : وهنا نبين كل حال ونميز كل صفة، حتى يكون السالك على بصيرة من نفسه وغيره. المدعي الحال له ثلاث صفات : 1 - الصفة الأولى : الحال الرباني الصفة الأولى نقتصر على شيء منها، وهو أن الإنسان إذا كان صاحب صدق وورد عليه حال حق، تشتغل الروح معه، وتتحد بالجوارح، وينحرف الطبع، ويتغير المزاج، ويعرق الجبين، وهنا يكون قد غمره النور، وتوالت عليه الإلهامات من المعاني القرآنية، وقام كأنه نشط من عقال، وهي المحادثة، ولأولياء الله تعالى فيها مشارب شتى.
2 - الصفة الثانية : الحال الطبيعي هي أنه متى اشتد الحال على الإنسان، وغاب عن الوجود الحسّي، فإن حصّل في تلك الغيبة علما يعقله هنا ويعقله إذا رجع إلى حسه؛ ويُعَبِّر عنه بما أعطاه الله من العبارة ؛ فهو الحال الإلـٰ---هى، يملأ القلب سرورا عند الإفاقة. فإن غلب ولم يجد شيئا ثم رد إلى حسه خلوا من ذلك ؛ فهو حال من المزاج، لما حمى القلب بالذكر، أو بالتخيل، صعد منه البخار من التجويف الكبير إلى الدماغ، فحجب العقل ومنع الروح الحيوانية من السريان، ورمى بصاحبه كالمصروع، فهذا حال صحيح ولكن من المزاج الطبيعي، ليس له فائدة، وكثيرا ما يرى شبحا، أو سحابا، أو بستانا، أو برا، أو بحرا، وهو هذا البخار.
3- الصفة الثالثة : الحال الشيطاني فهي لكذاب، وهو الذي يعقل أهل مجلسه في السماع أو في خلوة، فهذا صاحب وسوسة وحديث نفس، قد سخر منه الشيطان، فكل ما يلقى إليه يتخيل أنها علوم وهى سموم، فلا يعول على ما يخاطب به وإن صادف الصحة، كما قال الفقهاء : من صلى جاهلا لم تصح صلاته وإن صادفت الصحة. فكذلك عند الصوفية، لا يعول أبدا على ما يخاطب به الجاهل، فإنه لا يحسن أن يفرق بين الحق والباطل، فكيف يعول على قوله ؟ وهذه الحالة شيطانية تنتج كل شر من قول وعمل. وقد يسوس إليه الشيطان في صدره بأقوال وعقائد وأعمال لا تنطبق على الشرع الشريف، ولا تعاليم القرآن المجيد، ليحكم أحكاما فاسدة، ويخلط بين الأمر والإرادة، والحق والخلق. ومنهم من يضل فيرى بالحلول، ويحكم بوحدة الوجود، لجهله بتصريف القدرة ووحدة الأفعال. وقد يلتبس عليه مشهد التوحيد بالواحد، فيلقي الشيطان في صدره أنه إذا نظر غيرا أشرك، فيرى الناظر والمنظور ؛ والساجد والمسجود ؛ والذاكر والمذكور واحداً، فهذا المشهد أفسد عقول أتباع المسيح من النصارى، وما شابههم من أهل الزندقة الجهلاء بمراتب الوجود.
"دستور السالكين طريق رب العالمين" الإمام المجدد السيد محمد ماضي أبو العزائم
#عدنان_إبراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من علوم الإمام أبي العزائم | الطريق إلى الله | 16
-
من علوم الإمام أبي العزائم | الطريق إلى الله | 15
-
من علوم الإمام أبي العزائم | الطريق إلى الله | 14
-
من علوم الإمام أبي العزائم | الطريق إلى الله | 13
-
من علوم الإمام أبي العزائم | الطريق إلى الله | 12
-
من علوم الإمام أبي العزائم | الطريق إلى الله | 11
-
من علوم الإمام أبي العزائم | الطريق إلى الله | 10
-
من علوم الإمام أبي العزائم | الطريق إلى الله | 9
-
من علوم الإمام أبي العزائم | الطريق إلى الله | 8
-
من علوم الإمام أبي العزائم | الطريق إلى الله | 7
-
من علوم الإمام أبي العزائم | الطريق إلى الله | 6
-
من علوم الإمام أبي العزائم | الطريق إلى الله تعالى | الجزء
...
-
من علوم الإمام أبي العزائم | الطريق إلى الله تعالى | الجزء
...
-
من علوم الإمام أبي العزائم | الطريق إلى الله تعالى | الجزء
...
-
من علوم الإمام أبي العزائم | الطريق إلى الله تعالى | الجزء ا
...
-
من علوم الإمام أبي العزائم | الطريق إلى الله تعالى | الجزء ا
...
-
دين الإنسان ودين السلطان
المزيد.....
-
استقبلها الآن .. تردد قناة طيور الجنة الجديد على نايل وعرب س
...
-
أول زيارة لرئيس إيراني إلى كردستان العراق منذ انتصار الثورة
...
-
“ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على نايل و
...
-
استقبلها الآن .. تردد قناة طيور الجنة الجديد على نايل وعرب س
...
-
5 شهداء بقصف جوي إسرائيلي استهدف محيط مسجد التوحيد بمدينة طو
...
-
مراسلتنا: مقتل 5 فلسطينيين في قصف إسرائيلي قرب مسجد التوحيد
...
-
الاحتلال يقصف محيط مسجد التوحيد بمدينة طوباس وانباء عن شهداء
...
-
مشروع لدعم عوائل مسيحية متضررة في سهل نينوى
-
“ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على نايل و
...
-
مصر.. شيخ الأزهر لمسؤول أوروبي: هل يوجد حل لـ-المهزلة التاري
...
المزيد.....
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
-
جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب
/ جدو جبريل
المزيد.....
|