أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عدنان إبراهيم - من علوم الإمام أبي العزائم | الطريق إلى الله تعالى | الجزء الثاني















المزيد.....

من علوم الإمام أبي العزائم | الطريق إلى الله تعالى | الجزء الثاني


عدنان إبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 6811 - 2021 / 2 / 11 - 09:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


‏ بم ساد أهل الطريق ؟
‏ فأهل الطريق رضي الله عنهم لا يصغر في أعينهم الفقير الذليل ما دام على الحق، ولو قرأت تراجم ‏من سادوا في عصورهم لرأيت أغلبهم من العبيد، أو من الأذلاء والموالي، أو من أهل ‏المهن الدنيئة. ‏
‏ بم عزوا وبم سادوا ؟ بما أظهره الله تعالى على ألسنتهم من الحكمة، وما وهبه لهم من ‏الحب له وفيه سبحانه، وبما وفقهم له من العمل بما علموا، فصاروا عظماء - حتى في ‏قلوب العصاة والفسقة - لما أظهره الله عليهم من أنوار محبته، فترى الفاسق الفاجر ‏الجبار العنيد، إذا رآهم يخشع قلبه، ويتذلل أمامهم، ويسألهم الدعاء له، وهم في شظف ‏العيش، ورداءة الثياب، وخشونة الظاهر، ولا ترى أحدا يعاديهم إلا عليم اللسان جهول ‏القلب، أو معاندا للحق خبا لئيما، لا يؤمن بيوم الحساب. ‏
‏ كفاهم شرفا أن الله تعالى ألقى عليهم محبة منه سبحانه، فأحبهم الأميون والعامة ‏والصبيان والنساء، وهي سنة الله في أوليائه الذين ورثهم أسرار أنبيائه، ولعلك قرأت ‏قوله تعالى: (وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا بادي الرأي ) هود: 27 ولعلك قرأْت حديث البخاري في باب الهجرة عندما ‏أخرج كفار قريش سيدنا أبا بكر ‏وجاء ابن الدغنة ليمنعهم من إخراجه، فقالوا : ‏إنا نخشى على نسائنا، لأنهن يجتمعن عليه، ويبكين ببكائه، ويجتمع عليه الصبيان ‏والبسطاء ويبكون معه عندما يرتل القرآن باكيا. ذلك لسلامة قلوب العامة، وصفائها ‏من درن الحظوظ والأهواء وحب الدنيا. ‏

منازلات المريدين : ‏
السالك في سبيل الله كلما انبلجت له أنوار مشاهدة وجهه الجميل ؛ صغرت في عينه ‏الدنيا، وتلذذ بالآلام في سياحته، وابتهج بما يتألم به أهل البطالة. وكيف يصبر من ‏واجهه الحق بوجهه الجميل وناداه من مكان قريب ؟ أنا ربك ووليك، إليّ ففر، وعليّ ‏فتوكل، أنا حسبك، من طينة صورتك، ومن ماء مهين صنعتك، ولأجلك خلقت العرش ‏وما يحيط به، وأعددت لك في دار كرامتي مالا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر ‏على قلب بشر، فسارع ياعبدي إلى مجاورة حظائر قدسي، ومواجهتي في مقعد صدق (مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا‏)

آداب الطريق

عم يتخلى القلب وبم يتحلى؟:‏
‏ إن أساس السلوك في طريق الله تجريد القلب، ونحن هنا سنبين لك مم يتجرد القلب، ‏وبم يتحلى ؟ وما هي الصفات التي يجب أن يتجمل بها طالب الله تعالى ؟ ولكى ‏يسهل على القارىء فهم ما نرمي إليه ؛قسمنا الكلام في هذا الموضوع إلى قسمين : ‏

أولا: التزام أحكام الشرع : ‏
‏ هو مراقبة الله تعالى في سائر الأحوال، ولا يكون ذلك إلا بتأدية الفرائض، وترك ‏المحرمات، وامتثال أوامر الله، واجتناب نواهيه، والقيام بالنوافل، وتجنب الشُبه، مع اعتقاد ‏التقصير والعجز عن أداء ما يليق بجناب الله عز وجل، فلقد قال صلى الله عليه وآله وسلم «سبحانك لا أحصى ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك». ‏
وعليه أن يخلّص عمله من الشوائب، وأن يجرد نيته عند القيام بالعمل، فيجعلها خالصة ‏لله تعالى، وأن يسلم أموره جميعها لله، ويرضى بقضائه، موقنا أنه لا يكون إلا ما يريد ‏سبحانه، وكل ما أراده فهو خير.
وبالجملة، فزمام هذا الطريق الشرع، فمن التزم أحكامه، وتتبع حكمته، وجد في الأخذ ‏بهذه المباديء سهولة ولذة، واستطاع أن يسير في الطريق بقدم ثابت، ومن أهمل العمل ‏بأحكام الشرع وعدل عن منهجه ؛ فقد استهوته الشياطين، فضل وأضل، وكان مصيره ‏إلى جهنم وبئس القرار. ‏

ثانيا: استئصال المعاصي القلبية : ‏
‏ المعاصي القلبية إذا لم يستأصلها السائر في طريق الله من قلبه ؛ كانت سببا في إحباط ‏عمله. ‏
‏ فمن تلك الخبائث : الحسد، والرياء، والعُجْب، والكبر، وفقد الرحمة بعباد الله، إلى غير ‏ذلك من الصفات الذميمة، التي تشوه عمل المرء وتجعله حقيقا بسخط الله ونقمته. ‏

‏- الحسد مثلا من أقبح الصفات، وهو كما قال عليه الصلاة والسلام : «الحسد يأكلُ ‏الحسنات كما تأكلُ النارُ الحطب » ويتشعب من البخل، إذ البخيل هو الذي ‏يبخل بما في يده على غيره. والحاسد لنعمة الله على الغير - وذلك في خزائن قدرة الله ‏تعالى لا في خزائنه هو - شحه أعظم وعمله أقبح. وفي الحقيقة أن سوء أدب الحاسد، ‏إنما هو على الله تعالى، لأن النعمة نعمته سبحانه، فالاعتراض عليه. ولا يزال الحاسد في ‏عذاب دائم ما دام يرى النعمة على محسوده، ويزيده الله عذابا بحرمانه من كل ما تطلع ‏إليه، وتمنى لغيره زواله، ولعذاب الآخرة أشد وأكبر، ولله در القائل : ‏
ألا قُلْ لمنْ كان لي حاسدًا * أتدْري على من أسأت الأدب ؟
أسأْت على الله في فعْله * لأنّك لمْ ترْض لي ما وهبْ
‏- الرياء : هو الشرك الخفي، وحقيقته طلب المنزلة في قلوب الخلق لينال بذلك الجاه. ‏ولا شك أن حب الجاه، من الهوى المتبع، وكم أهلك أناسا، فقد ورد أن الشهيد يؤمر ‏به يوم القيامة إلى النار، فيقول : يارب استشهدت في سبيلك، فيقول : (أردت أن ‏يقال شجاع). ‏
‏- العُجْب : هو الداء العضال، وحقيقته أن ينظر العبد إلى نفسه بعين العز ‏والاستعظام، وإلى غيره بعين الاحتقار، وثمرته الترفع في المجالس، وقول : أنا، كما قال ‏إبليس اللعين : (أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين).

دلالة المعاصي القلبية من الحديث : ‏
وخير حجة نستشهد بها على ما أوردناه لك، ذلك الحديث الصحيح الوارد عن النبي ‏‏قال صلى الله عليه وآله وسلم رواه ابن المبارك بإسناده عن خالد بن معدان أنه قال لمعاذ بن جبل : حدّثنى ‏حديثا سمعته من رسول الله قال صلى الله عليه وآله وسلم قال : فكبر معاذ وبكى حتى ظننت أنه لن يسكت، ‏ثم قال : واشوقاه إلى رسول الله قال صلى الله عليه وآله وسلم وإلى لقائه، سمعت رسول الله قال صلى الله عليه وآله وسلم يقول لي : ‏‏(يامعاذ إني محدثُك بحديثٍ إن أنت حفظته نفعك، وإن أنت أضعته ولم تحفظْه ‏انقطعت حجتُك عند الله يوم القيامة، يا معاذ، إن الله خلق سبعة أملاكٍ قبل أن ‏يخلُق السموات والأرض، فجعل لكلّ من السبعة ملكاً بوًابا عليها، فتصعدُ الحفظةُ ‏بعمل العبد من حين يصبحُ إلى حين يُمسى، له نورٌ كنور الشمس، حتى إذا بلغت به ‏إلى السماء الدنيا، زكّته وكبرته، فيقول الملك للحفظة : اضربوا بهذا العمل وجه ‏صاحبه، أنا صاحب الغيبة، أمرنى ربى ألا أدع عمل منْ يغتابُ الناس يُجاوزُنى إلى ‏غيرى. ‏
قال :ثم تأتى الحفظةُ بعملٍ صالحٍ من أعمال العبد تزكيه وتكثره، حتى إذا بلغت به ‏السماء الثانية، قال الملك الموكل بها: قفُوا واضربُوا بهذا العمل وجه صاحبه، إنه ‏أراد بعمله هذا عرض الدنيا، أمرنى ربى ألا أدع عمله يجاوزُنى لغيرى، إنه كان يفتخرُ ‏على الناس في مجالسهم. ‏
قال : وتصعدُ الحفظةُ بعمل العبد يبتهج نورا من صدقةٍ وصيامٍ وصلاةٍ قد أعْجب ‏الحفظة، فإذا انتهوْا به إلى السماء الثالثة، قال لهم الملكُ الموكل بها : قفوا واضربوا ‏بهذا العمل وجه صاحبه، أنا ملكُ الكبر، أمرنى ربى أن لا أدع عمله يجاوزنى إلى ‏غيرى، إنه كان يتكبر على الناس في مجالسهم. ‏
قال : وتصعد الحفظةُ بعمل العبد يزهو كما يزهو الكوكبُ الدرىُّ، وله دوى من ‏تسبيحٍ وصلاةٍ وصومٍ وحجّ وعمرةٍ، حتى يجاوزوا به السماء الرابعة، فيقول لهم ‏الملك الموكل بها : قفوا واضربوا بهذا العمل وجه صاحبه وظهرهُ وبطنهُ، أنا صاحبُ ‏العُجْب، أمرنى ربى ألا أدع عمله يجاوزنى إلى غيرى، إنه كان إذا عمل عملا أدخل ‏العُجْب فيه. ‏
قال : وتصعد الحفظةُ بعمل العبد تزُفٌه كما تُزفُّ العروسُ إلى أهلها، حتى إذا انتهوْا ‏به إلى السماء الخامسة، قال لهم الملكُ الموكلُ بها : ارجعُوا واضربُوا بهذا العمل وجه ‏صاحبه، واحملُوا على عاتقه، أنا ملكُ الحسد، أمرنى ربى ألا أدع عملهُ يُجاوزُنى إلى ‏غيرى، إنه كان يحسدُ من يتعلمُ ويعملُ بعلمه ويقعُ فيهم. ‏
قال : وتصعد الحفظةُ بعمل العبد من صلاةٍ وزكاةٍ وحجٍّ وعمرةٍ وجهادٍ وصيامٍ، حتى ‏إذا انتهوْا به إلى السماء السادسة، يقول لهم الملكُ الموكلُ بها : قفوا واضربوا بهذا ‏العمل وجه صاحبه، أنا صاحبُ الرحمة، أمرنى ربى ألا أدع عملهُ يجاوزُنى إلى غيرى، ‏إنه كان لا يرحُم إنساناً قط من عباد الله أصابه بلاءً أو ضر، بل كان يشمت به. ‏قال : وتصعد الحفظة بعمل العبد إلى السماء السابعة من صلاة وصيام ونفقةٍ ‏وجهادٍ وورعٍ، له دوىٌّ كدوى النحل، وضوءٌ كضوء الشمس، معه ثلاثة آلاف ملكٍ، ‏حتى إذا انتهوْا إليها قال لهم الملكُ الموكلُ بها : قفوا واضربوا بهذا العمل وجه ‏صاحبه وجوارحهُ، واقفلوا على قلبه، إنى أحجبُ عن ربى كلّ عملٍ لم يُردْ به وجهُ الله ‏تعالى، إنه إنما أراد بعمله غير الله. إنه أراد رفعةً عند العلماءٍ، وذكراً عند الفقهاء، ‏وصيتاً بين الناس، أمرنى ربى ألا أدع عمله يجاوزنى إلى غيرى، لأنه سبحانه لا يقبلّ ‏عمل المرائى. ‏
قال : وتصعد الحفظةُ بعمل العبد من طاعةٍ وعبادةٍ وخُلُقٍ حسنٍ، وصمتٍ وذكرٍ ‏لله، ويشيعُه ملائكةُ السموات السبع، حتى يقطع الحجب كلّها إلى الله تعالى، ‏فيقفون بين يديه، فيشهدون له بالعمل الصالح المخلص لله تعالى، فيقول سبحانه : ‏ياملائكتى، أنتم الحفظةُ على عمل عبدى، وأنا الرقيبُ على ما في قلبه، أنا المطلعُ ‏على ما في القلوب، لا تخفى علىّ خافيةٌ، ولا تغربُ عنى غاربةٌ، علمى بما كان ‏كعلمى بما لم يكن، وعملى بالأولين كعلمى بالآخرين، فكيف يغرُّنى عبدى بعمله ؟ ‏إنما يغرُّ المخلوقين الذين لا يعلمون، أما أنا فعلامُ الغيوب، إنه لم يُردْنى بعلمه، ولا ‏أخلصهُ لى. ‏
ثم بكى معاذ وقال : يا رسول الله، كيف النجاةُ مما ذكرْت ؟ قال : اقتد بنبيك في ‏اليقين. قلتُ : أنت رسولُ الله وأنا معاذُ، فكيف لى في النجاة والخلاص ؟ قال : ‏نعم يامعاذ، إن كان في عملك تقصيرٌ فاقطع لسانك من الوقيعة في إخوانك من ‏حملة القرآن خاصة، واحمل ذنوبك ولا تحملْها عليهم، وليردُّك عن الوقيعة في الناس ‏ما تعلمُهُ من عيوب نفسك، ولا تُزكّ نفسك بذمهم، ولا تُرائى بعملك كى تُعْرف في ‏الناس، ولا تدخل في الدنيا دخولاً يُنسيك أمر الآخرة، ولا تُناج رجلاً وعندك آخرُ، ‏ولا تتعظم على الناس فتُقطعُ عنك خيراتُ الدنيا والآخرة، ولا تفحش في مجلسك ‏كى تُحذر الناس من سوء خُلُقك، ولا تمزق الناس بلسانك، فتمزقُك كلابُ النار في ‏النار، قلت : يا رسول الله من يطيق هذه الخصال ومن ينجو منها ؟ قال : فإن ‏الذي وصفتُ لك ليسيرٌ لمن يسّرهُ الله عليه، إنما يكفيك من ذلك أن تُحبّ للناس ‏ما تحبُّ لنفسك، وتكره للناس ما تكرهُ لها، فإذن أنت قد سلمْت ونجوت ». ‏
قال خالد بن معدان :فما كان معاذ يكثر من تلاوة القرآن، إكثاره من تلاوة هذا ‏الحديث. ‏

الجوارح المقابلة لأبواب الجنة والنار : ‏
‏ قال أحد الأئمة : {إنما حُرموا الوصول لتضييعهم الأصول} ونعم، فإن الطريق إلى الله ‏بدايته العلم، ووسطه العمل، وآخره معرفة الله تعالى، بعد معرفة النفس. ‏
والعلم في البداية، هو العلم بأركان الإسلام، وأحكام المعاملات، ومن تعلم هذا العلم ‏وعمل به، علمه الله مالم يكن يعلم، قال قال صلى الله عليه وآله وسلم « من عمل بما علم ورثهُ الله علْم مالم ‏يعلم». وبالعمل بما علم، يسلم الناس من يد السالك ولسانه، فيكون مسلما كما قال ‏‏قال صلى الله عليه وآله وسلم: « المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده » وفى رواية أخرى : «من سلم ‏الناس من لسانه ويده‏»‏ ومتى سلم الناس من لسانه ويده ؛ سلموا من باب أولى من ‏جميع الجوارح، فإن كل المعاصي في الحقيقة سببها اللسان، لا فرق بين معاصي الفرج ‏والبطن وبين معاصي غيرهما، فكأنه قال صلى الله عليه وآله وسلم يقول : من سلم الناس من جميع جوارحه، ‏وتلك الجوارح في الحقيقة هي مفاتيح أبواب الجنة وأبواب النار. ‏
وبعَيْشِك، هل يرضى مسلم يؤمن بالله وباليوم الآخر، أن يفتح على نفسه بابا من ‏أبواب النار ويقفل أبواب الجنة ؟ مع أن الله سبحانه مكنه وخيره بين فتح باب الجنة ‏وفتح باب النار، قال تعالى : (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) ‎وشتان ‏بين من يفتح أبواب النار في مجلس واحد، وبين من يفتح أبواب الجنة في نفَس واحد. ‏

‏- فتح أبواب الجنة : ‏
مثال ذلك :رجل مشى برجليه لزيارة عالم حتى وصل إليه، ففتح باب الرجلين. وجلس ‏معه فسمع الحكمة فوعاها، ففتح باب الأذنين. ونظر إلى الفقراء معه فشكر الله تعالى ‏على ما أنعم به عليه من اليسار والعافية، ففتح باب العينين.ثم ذكر الله تعالى مع ‏الذاكرين معه، ففتح باب اللسان. ثم مد يده بصدقة لفقير أو لغيره، ففتح باب ‏اليدين. ثم تحمل الجوع مع العالم - لأن أكثرهم فقراء - ففتح باب البطن. ثم تذكر ‏ذنوبه لحلاوة الحكمة فتاب إلى الله، ففتح باب الجنة المعد للفرج. وهو باب الخيام ‏المضروبة على المقصورات من الحور، ثم سمع علم التوحيد وعين التوحيد وحق التوحيد. ‏فانفتح له باب القلب في الجنة، وهو مقعد الصدق للصادقين والصديقين، كل ذلك في ‏نفس أو أكثر.‏
‏ ‏
‏- فتح أبواب النار : ‏
‏ مثال ذلك : خرج رجل ليزور حاكما لغرض دنيوي، يريد به أذية الغير، أو يريد به ‏الجاه ليعظم بين الناس، أو يريد به رفعة درجة، أو وظيفة، أو إكبات عدو، ففتح باب ‏النار، المعد للرجلين.فلما جلس بين يديه اضطر أن يصدقه فيما يقول، أو يعينه على ‏كشف عورة من عورات أهل الإيمان، ففتح باب الأذنين.ثم تكلم بما لايرضي الله ‏ورسوله ففتح باب اللسان. ثم قدم له تحفة من طعام أو شراب ففتح باب البطن.لأنه ‏أكل بمعصية الله مالا يستحق.ثم نظر إلى الزينة والأثاثات فأنكر نعمة الله عليه ‏وأصغرها، ففتح باب النار للعينين. حتى يفتح أبواب النار كلها. ثم يراه عظيما نافعا ‏ضارا فيسلب الإيمان من القلوب في مجلس واحد، أعاذنا الله من ذلك. ‏
‏ ومثال آخر : وهو أن يخرج لزيارة أهل الدنيا من إخوان السوء، فيجلس معهم للغيبة ‏والنميمة، وسب المؤمنات الغافلات، وقد يتجاوز ذلك إلى سب العلماء العاملين، ‏الصالحين المصلحين، وقد يتجاوز ذلك إلى سب ولاة الأمور المخلصين أهل العدل، ‏وقد يتجاوز ذلك إلى أكل وشرب ما هو حرام، قال تعالى : (فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين ‏) وقال قال صلى الله عليه وآله وسلم « المرءُ على دين خليله ‏فلينظُر أحدُكم منْ يُخالل »‏.

___________________________________________

الطريق إلى الله ص 14 - 26 للإمام السيد محمد ماضي أبو العزائم



#عدنان_إبراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من علوم الإمام أبي العزائم | الطريق إلى الله تعالى | الجزء ا ...
- دين الإنسان ودين السلطان


المزيد.....




- قناة أمريكية: إسرائيل لن توجه ضربتها الانتقامية لإيران قبل ع ...
- وفاة السوري مُطعم زوار المسجد النبوي بالمجان لـ40 عاما
- نزلها على جهازك.. استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 20 ...
- سلي أولادك وعلمهم دينهم.. تردد قناة طيور الجنة على نايل سات ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- نزلها الآن بنقرة واحدة من الريموت “تردد قناة طيور الجنة 2024 ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- كاتب يهودي: المجتمع اليهودي بأمريكا منقسم بسبب حرب الإبادة ا ...
- بايدن: ايران تريد تدمير إسرائيل ولن نسمح بمحو الدولة اليهودي ...
- أستراليا: الشرطة تعتبر عملية طعن أسقف الكنيسة الأشورية -عملا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عدنان إبراهيم - من علوم الإمام أبي العزائم | الطريق إلى الله تعالى | الجزء الثاني