أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عقيدي امحمد - مسرحية الوجه الآخر صور لنماذج بشرية سائدة في المجتمع














المزيد.....

مسرحية الوجه الآخر صور لنماذج بشرية سائدة في المجتمع


عقيدي امحمد

الحوار المتمدن-العدد: 6823 - 2021 / 2 / 24 - 12:58
المحور: الادب والفن
    


عرف المعهد العالي للفنون المسرحية برج الكيفان، عرض مسرحية التخرج لنيل شهادة الدراسات العليا في الفنون المسرحية، تحت عنوان الوجه الآخر للكاتب الروسي لونتارسكي، اقتباس وإخراج زرزور ساعده في الإخراج سمير مفتاح، السينوغرافيا شباطة سامية والدراوي سيد أحمد.
إن "رسالتك هذه المرة حيرتني وخلتني نتهلف باش نعرف العملية الجديدة"، هكذا كانت البداية للنص الدرامي، أما على المستوى الإخراجي كانت البداية باستعراض رقصات كلاسيكية رائعة في جو كله حيوية وأمل.
ولعل خير ما يقال الجميل لا يخفي نفسه، ومنذ اللحظة التي تطأ فيها قدم المتفرج ردهة الصالة يفاجأ بالجو السينوغرافي الجميل الذي يتحرك وفق ميكانيزمات تكنولوجيا، والطقس المسرحي، إضاءات متعددة، كراسي بيضاء وحمراء متحركة، راقصة بزي أبيض جالسة على الكرسي محاطة بالغموض والأسرار، ويفضل هذا الحوار الإنساني ظهر المسرح القائم بدوره على الحوار والمرتكز على الصراع بين الطبقة المثقفة والأرستقراطية، المبني على المصلحة والمعبر في نفس الوقت عن الخبث القابع في أعماق النفس البشرية وتجادلا مع قيم بالية في المجتمع، كاستحضار الأرواح البشرية التي يرغب المعلم وتلميذته في تثبيت قواعدها من أجل جمع الأموال.
ومن هنا جاء إختيار المخرج للنص الدرامي الوجه الآخر والذي يعد في مجمله صورة لنماذج بشرية سائدة في المجتمع ، تملك المال والسلطة، وتسعى جاهدة من أجل الكسب السريع حتى ولو كان على حساب الآخرين فهمات وفخري صورة حية عن ذلك، فهمات هو الرجل الملياردير، وفخري المثقف الذي يقوم بندوات حول استحضار الأرواح محاولا إقناع الآخرين بشتى الوسائل والأدلة محاولا إعطاء مفهوم علمي لظاهرة استحضار الأرواح، ليظهر أنه صاحب قرار رغم ضعفه، ورغم سلبياته وعجزه فهو يعيش على حساب البرجوازي فهمات، الذي أوهمه بأنه باستطاعته أن يبعث له روح زوجته من جديد.
وهناك نقطة مضيئة وجميلة تطرح التفكير في عالم المسرح وهي ظاهرة الإتقان والتي برزت فيها طاقة المخرج في الإمساك بخيوط الحدث الدرامي، وبالتالي إيقاعه فكان الأثر واضحا عبر مشاهد المسرحية واستطاعت لعبة الإيقاع المتواترة والمتوترة أن تنقلنا من الطبقة البرجوازية إلى الطبقة المثقفة على خشبة المسرح المسطحة فلم يتغير فيها سواء النور في حزمة وبقعة متنقلة، ومهما كان اختلاف الرأي في استخدام السينوغرافيا فإنها استطاعت أن تنقل إلينا واقع المسرحية وقد ساهم الإتقان في البرهنة على تشرب الفكرة وأداء الحوار بسلاسة تتماشى والإيقاع المرسوم على سبيل المثال، فإن فوضيل عسول، وسلامي عمر ومليكة بلباي، وموسى هدى ظهروا في هذه المسرحية كحضور يملأون الجو، فظهر آداؤهم المسرحي مستجمعا للصراع القائم بين المثقفين والبرجوازيين، والمخرج طبل زرزور لقيمة الأفكار الجديد في خلق المناخ التغييري الذي هدفت إليه المسرحية، بل وأعطى ذلك مناخا لأغلبية الممثلين كي يعبروا عن ذلك الهدف فكرة وجمالا، فكان إحكام اللعبة مضمونا وشكلا بإتقان ملحوظ حقق الميزة الأولى لهذا العرض الذي يمكن اعتباره بعد فترة من الزمن شاهدا على انسجام الفريق المسرحي في تقديم فرجة مهمة.
حتى الآن قد مرت سنوات على فكرة الكاتب الروسي لونتارسكي ومازالت مجتمعات بأسرها تتجاهل باستعلاء نزعة الطبيعة وحب الإنسان في الحياة والمال، لذا حافظ المخرج على أسلوب المؤلف في تعبيريته على هذه الظواهر وهو الأسلوب الذي يعبر عن الحداثة المتفجرة في مسيرة الإنسانية للتأكيد على أهمية الاستمرار في الحياة وقيمة الفن في رفع لواء التعبير عن أمواج الحياة المتلاطمة، وعلى هذا يستحق المخرج طبال زرزور تحية مع فريق ممثليه، وكذلك المعهد العالي للفنون المسرحية على نشر الحيوية في جسد المسرح ، ودفعنا من جديد إلى التفكير في متابعة المسيرة المسرحية بالرغم من كل التعثرات التي تعترضها



#عقيدي_امحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسرحية المفترسون تطرح جملة من الأفكار والقضايا الاجتماعية
- الايام المسرحية للجنوب فضاء للاحتكاك والتواصل مع التيارات وا ...
- مسرحية الاختطاف عمل مسرحي كاريكاتوري يجمع بين الفرجة والمأسا ...
- الشاعر الحقيقي الذي ينطلق من التراث ثم يتجاوزه بإضافات جديدة
- ايام مسرح الجنوب بالمسرح الوطني محي الدين بشطارزي فضاء لاكتش ...
- المهرجان الوطني للمسرح الفكاهي المدية رجاء علولة تكشف عن مسا ...
- ندوات علمية حول عالم الكتاب والمقرؤية خلال مهرجان القراءة في ...
- المسرح الامازيغي ينتعش من جديد
- التبادلات الثقافية فضاء لإبراز الديناميكية الابداعية في جميع ...
- الملتقى الوطني للمسرح والثورة ام البواقي المشاركون يدعون الى ...
- الديوان الشعري حروف ملونة لعائشة بويبة إعادة لبناء الواقع عل ...
- الحكاية التي سكنت الروخو تجسيد لآدميون يركبون السيارات وعفار ...
- الملتقى الوطني الثاني للأديب الراحل الطاهر وطار شخصية مثقفة ...
- المسرح الجهوي أم البواقي ينتج عمل فني تاريخي مسرحية -النار و ...
- الصالون الوطني الرابع للفنون التشكيلية ام البواقي جماليات ال ...
- اختتام المهرجان الوطني للمسرح المحترف الجزائر المسرح الجهوي ...
- واقع وافاق المسرح في الجزائر
- الملتقى الوطني الأول حول مستقبل الكتاب المطبوع والمكتبة أمام ...
- اختتام المهرجان الثقافي المحلي - القراءة في احتفال - لولاية ...
- عرض مسرحية ديوان القراقوز القول والحلقة على ركح أم البواقي ...


المزيد.....




- التضييق على الفنانين والمثقفين الفلسطينيين.. تفاصيل زيادة قم ...
- تردد قناة mbc 4 نايل سات 2024 وتابع مسلسل فريد طائر الرفراف ...
- بثمن خيالي.. نجمة مصرية تبيع جلباب -حزمني يا- في مزاد علني ( ...
- مصر.. وفاة المخرج والسيناريست القدير عصام الشماع
- الإِلهُ الأخلاقيّ وقداسة الحياة.. دراسة مقارنة بين القرآن ال ...
- بنظامي 3- 5 سنوات .. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 الد ...
- مبعوث روسي: مجلس السيادة هو الممثل الشرعي للشعب السوداني
- إيران تحظر بث أشهر مسلسل رمضاني مصري
- -قناع بلون السماء-.. سؤال الهويّات والوجود في رواية الأسير ا ...
- وفاة الفنانة السورية القديرة خديجة العبد ونجلها الفنان قيس ا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عقيدي امحمد - مسرحية الوجه الآخر صور لنماذج بشرية سائدة في المجتمع