أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - بشير الوندي - مباحث في الاستخبارات (256) الطائرات بدون طيار















المزيد.....

مباحث في الاستخبارات (256) الطائرات بدون طيار


بشير الوندي

الحوار المتمدن-العدد: 6820 - 2021 / 2 / 21 - 10:02
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


مدخل
------------
رغم ان الطائرات بدون طيار هي جزء من ادوات التجسس الفني المعاصر , الا انها تستحق ان يفرد لها باب او مبحث بحكم اهميتها التي تزداد يوماً بعد يوم في العالم الاستخباري المتعطش دوماً للمعلومة التي تتيح للجهاز اخذ الصورة الشاملة على الارض , فإذا بجهاز صغير وغير مكلف يطير في الاجواء يتحول الى شاشة تبث من الاعلى الى الاسفل ليقفز قفزة هائلة بالإستخبار.
---------------------------------
طيور وحشرات تتجسس
---------------------------------
منذ اواخر القرن العشرين ودخولاً في العقدين الماضيين من القرن الحادي والعشرين , حصلت ثورة تكنلوجية متسارعة بدت كالماء الذي يجري في منحدر ليدخل في كل شقوقه , فقد شملت نواحٍ كان البعض – بما فيهم مفكرون – يظنون ان العلم وصل الى منتهاه فيها .
من الابواب التي تسارع التطور بشكل جنوني السرعة فيها , هو عالم التجسس الفني , والكاميرات متناهية الصغر , فظهرت طيور كالعصافير وحشرات طائرة كالذباب الكترونية وبحجم الطيور والحشرات العادية وشكلها وحتى اصوات اجنحتها , وابدلت عيونها بعدسات تلتقط بدقة عالية كل ماحولها دون ان تثير الانتباه , كأنها طير هدهد سليمان الذي لم يلفت انتباه ملكة سبأ في اجتماعها بقادة مملكتها .
----------------------------
طيران بكابينة فارغة
----------------------------
كبر الحلم التقني حتى وصل الى الطائرات بدون طيار بكافة الاحجام والانواع والاستخدامات , كانت بداية فكرتها منذ أن سقطت طائرة التجسس الأمريكية (U-2) 1960 فوق روسيا ومشكلة الصواريخ الكوبية 1962 , الا ان عوائق تقنية كثيرة منعت الانطلاق الحقيقي لهذا النوع من الطائرات بدون طيار .
فالطائرة المسيّرة أو الطائرة بدون طيار أو الدرون , هي طائرة توجه عن بعد أو تبرمج مسبقًا لمعرفة طريقها , وعادة ما تكون خفيفة الوزن ومنخفضة الكلفة , فقد تخلصت من المحركات الضخمة ووزن الطيار والكرسي ومعدات القفز وعجلة القيادة و المقصورة، وأدوات التحكم في الطائرة ، والمتطلبات البيئية مثل الضغط والأكسجين وغير ذلك , وتحمل حمولة بحسب مهامها كأجهزة كاميرات أو حتى القذائف.
ان الاستخدام الأكبر لها هو في الأغراض العسكرية كالمراقبة والهجوم او كصاروخ إنتحاري!!! في حالة فشل المهمة أو انتهاؤها أو وجود هدف حيوي لتدميره , اما في باب الاستخدامات المدنية فلا حصر لها , كمكافحة الحريق ومراقبة خطوط الأنابيب والاسعافات الطبية وتوزيع الطرود , بل انها استخدمت خلال العام الحالي لمراقبة تطبيقات الحظر من فايروس كوفيد 19 .
ان الطائرات دون طيار على انواع , فمن حيث القيادة هنالك الطائرات المتحكم فيها عن بعد , والنوع الثاني منها ذات التحكم الذاتي , حيث تستعمل الذكاء الاصطناعي , ويتمتع هذا النوع بذاتية أكبر في إتخاذ القرارات ومعالجة البيانات.
وكما ان النوع العسكري الاستخباري منها على انواع بحسب المهمات , فمنها المتخصصة في المراقبة, ومنها المقاتلة , ومنها ما يمكن استعمالها للغرضين , وهي باحجام مختلفة وكلها اصغر من الطائرة العادية , وتعتمد طرق طيران ودفع مختلفة فمنها ما يطير بأسلوب المنطاد ومنها ما هو نفاث ومنها ما يدفع عن طريق مراوح صغيرة متقابلة .
-------------------------
استخدامات مذهلة
-------------------------
لقد غيرت هذه الطائرة طبيعة الحرب الجوية بحيث أصبح المتحكم في الطائرة غير معرّض لأي خطر حقيقي , حيث دخلت استخداماتها الاستخبارية في كافة الاتجاهات والمهام , كالاستطلاع البري والبحري , والانذار المبكر , والمراقبة الآنية لأرض المعركة , ومراقبة حدود البلاد , واكتشاف الأهداف الجوية ، وقيادة وتوجيه عمليات المقاتلات الاعتراضية , وتوفير البيانات اللازمة لتوجيه الصواريخ أرض / جو , وعمليات الإنقاذ , وايصال العتاد والمؤون للفصائل العسكرية المحاصرة , وتزويد المعلومات لمراكز العمليات والقوات البرية , وتنظيم التحركات الجوية , ولعمليات الاغتيال او القصف او الانتحار بالاهداف الحيوية .
-----------------------------
الافضلية الاستخبارية
-----------------------------
لقد اصبحت الطائرة بدون طيار افضل ادوات التجسس لاسباب كثيرة منها رخص المنتج , فهي غير مكلفة , وسهولة صنع انواع عديدة منها بإمكانات محدودة وصغر حجمها وقلة ضجيجها مما يوفر عنصر المباغتة , وقدرتها على الافلات من الرقابة , وتتيح بعدم المجازفة بعناصر الاستخبارات في الكثير من الحالات , كما حلت الطائرة المسيرة مشكلة سرعة المعالجة , فكما كان يُعرف ان سلاح القناص هو من اسلحة الاستخبارات , فان الطائرة المسيرة وفرت للاستخبارات عمليات القنص عن بعد بمديات كبيرة , فمن خلال الكامرات الذكية تقوم بعملية التعرف على الهدف بنسب عاليه افضل من العين المجردة وتنفذ عمليات القتل بدقة شديدة , كما وفرت مهمه كبيرة وهي استطلاع خلف خطوط العدو وهي من اصعب مهام استخبارات القتال واستخبارات الميدان والمعركة .
ان هذه التكنلوجيا جعلت ارض الحرام وارض المعركة كتاباً مفتوحاً في غرف الاستخبارات , ومكنت من تسهيل الجهد الاستخباري في معرفة اسرار ماهو خلف خطوط العدو ,آخذة دور الرصد وتسجيل الاحداثيات ومشاهدة بناء القوة والاستعداد في الميدان وتسجيل المتغييرات .
ولعل من ادلة المباغتة , انها وفرت عنصر المباغتة للدفاعات الجوية لدى الدول التي تمتلك ارقى منظومات الدفاع الجوي كمنظومة باتريوت , كالسعودية التي تعرضت ولازالت تتعرض لقصف الطائرات بلا طيار الحوثية , مما جعل الارض غير آمنة حتى بوجود قوة جوية قوية ودفاع جوي محترف , وبذا فانها قلبت موازين القوى.
كما ان من افضل مميزات الطائرات المسيرة هو سرية ارتباطها فعندما تسقط او تصاب بخلل فني او دفاعات جوية .من الصعب ان يفهم المستهدف تبعية الطائرة وهي لمن مما يسهل عملية الاستهداف السري , اي انك تستهدف مكان او تتجسس ودون ان يعرف المستهدَف بهوية المستهدِف , اي انها تخلصه من المسوولية القانونية .
ومن هنا , صار بامكان اي جهاز استخباري امتلاكها , ولم يقتصر الامر على الاجهزة الاستخبارية وانما شمل بعض التنظيمات الثورية كالحوثيين , او الارهابية كداعش (انظر مبحث 56 التجسس الالكتروني , ومبحث 57 التجسس من الجو ) , فخلال العقدين الاخيرين , صار من لايمتلكها , يُعَدُّ جهازاً متخلفاً في مهامه الفنية والقتالية.
-----------------------------------
استيعاب مراحل الاستعداد
-----------------------------------
ذكرنا في مبحث سابق المعالجة الاستخبارية , وهي من اهم مفاهيم العمل الاستخباري الميداني العملي , وقلنا ان المعالجة الاستخبارية تحتاج الى خطوات مسبقة تمثل مراحل الاستعداد وهي :
1- جغرافيا التهديد : فالجهاز الاستخباري يعرف وفق معطياته ان هنالك تحركات تمرد مفاجئة في الموصل بسبب ظروف امنية سابقة , او يعلم ان هنالك تمرداً في الشالجية , فلابد من وجود قطعات جاهزة للتدخل تكون قريبة من هذين المكانين .
2- الانتشار : اي ان تلك القطعات لابد ان تنتشر بالقرب من الاماكن التي يتوقع ان تتم مهاجمتها كالجسور ومخازن المياه والعتاد .
3- الجاهزية : ان تتهيأ تلك القطعات بتجهيزاتها واسلحتها الخاصة بنوع التهديد , وان تقوم بتمرينات لسيناريوهات متوقعة .
4- الاتصال : ان تكون اتصالاتها جاهزة سواء بإتجاه القيادة والاستخبارات , اوبإتجاه عيونها , وبين القطعات.
5- الاستجابة : قدرة الاستجابة لأي طارئ.
6 - المعالجة : ان تهدِّف على العدو بالسرعة اللازمة .
فهذه مراحل الاستعداد لرفع قابلية الاستجابة من خلال معرفة جغرافيا التهديد بشكل صحيح ثم الانتشار الصحيح ثم ان تكون للقوة المنتشرة جهوزية ويمكن الاتصال معها وتذهب للمعالجة والاستجابة ثم تتم معالجة التهديد (انظر مبحث 201 معلومات المعالجة ).
ان مبادئ التحضر لأي طارئ تعتمد بشكل كبير على معلومة المعالجة , لانها معلومة مهمة جداً لمساسها بأمن البلد والمواطن او أمن القوات المسلحة , ومن هنا تعتمد الاستخبارات المتمرسة آلية التواصل مع مصادرها البشرية , فكان للطائرات بدون طيار دور ممتاز بحكم قدرتها على الوصول الى جغرافيا التهديد بسرعة ومرونة .
فالطائرات بدون طيار تكتشف جزئياً من خلال رقابتها (جغرافيا التهديد) تعالج مشكلة (الانتشار) الميداني بالانتشار من الجو بسرعة , كما تعالج (الجاهزية) لكونها مسلحة وهي تعتبر مركز اتصالات كامل فتوفر (الاتصال) الآني لذا تسهل عملية (الاستجابة) للطوارىء بسرعة عالية , و(تعالج) الاهداف بسرعة , وبذا فهي تعالج كل النقاط الست لمراحل الاستعداد , ومن هنا اهميتها الاستخبارية الكبرى.
-------------
خلاصة
-------------
ليس من سعادة غامرة للجهاز الاستخباري تفوق سعادته وهو يرى مواقع عدوه على شاشات التلفزة من الجو , وهو امر كانت الاستعاضة فيه تتم عبر الصور الجوية وضباط الاستطلاع المتقدم بنواظيرهم ومن خلال العنصر البشري , وقد جائت الطائرات بدون طيار لتتيح المجال لتحقق تلك الامكانات بارخص وابسط الطرق , فكانت اضافة مهمة للغاية للعمل الاستخباري لاسيما في الاماكن الخطرة .
ومنعاً للالتباس نقول , ان ادوات التكنلوجبا ليست البديل عن عنصر الاستخبارات , فكل ادوات الاستخبارات يديرها , في الآخر , عنصر بشري او يشرف عليها , لكنها تواكب عالم السرعة , وتساعد في تحليل البيانات بشكل سلس وسريع وتقلل الجهد البشري وتحقق نتائج ممتازة , الا انه تبقى الحاجة للعنصر البشري واسعة ولاتعوض في الكثير من المجالات , والله الموفق.



#بشير_الوندي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مباحث في الاستخبارات (255) قطع الارتباط
- مباحث في الاستخبارات (254) المعلومات الاستدراجية
- مباحث في الاستخبارات (253) المعلومات الاختبارية
- مباحث في الاستخبارات ( 252) فوضى المعلومات
- مباحث في الاستخبارات (251) النوايا
- مباحث في الاستخبارات (250) الاستخبارات والتحصين الدبلوماسي
- مباحث في الاستخبارات ( 249) المحطة الصامتة
- مباحث في الاستخبارات (248) المدرسة الهندية للاستخبارات
- مباحث في الاستخبارات (247) المدرسة اليابانية للاستخبارات
- مباحث في الاستخبارات ( 246) الاهداف البشرية
- مباحث في الاستخبارات ( 245) المدرسة الايرانية للاستخبارات
- مباحث في الاستخبارات (244) مرتكزات السيطرة الاستخبارية
- مباحث في الاستخبارات (243) الاستخبارات وتدوير المجتمعات (الق ...
- مباحث في الاستخبارات (243) الاستخبارات وتدوير المجتمعات (الق ...
- مباحث في الاستخبارات (242) الاستخبارات وتدوير المجتمعات (الق ...
- مباحث في الاستخبارات (241) الاستخبارات وتدوير المجتمعات (الق ...
- مباحث في الاستخبارات (240) الحروب السرية
- مباحث في الاستخبارات ( 239) الاستخبارات والسوشيال ميديا
- مباحث في الاستخبارات ( 238) الجاليات والمغتربون
- مباحث في الاستخبارات ( 237) الأدِلّاء


المزيد.....




- هكذا أنشأ رجل -أرض العجائب- سرًا في شقة مستأجرة ببريطانيا
- السعودية.. جماجم وعظام تكشف أدلة على الاستيطان البشري في كهف ...
- منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي محذرًا: الشرق الأوسط ...
- حزب المحافظين الحاكم يفوز في انتخابات كرواتيا ـ ولكن...
- ألمانيا - القبض على شخصين يشتبه في تجسسهما لصالح روسيا
- اكتشاف في الحبل الشوكي يقربنا من علاج تلف الجهاز العصبي
- الأمن الروسي يصادر أكثر من 300 ألف شريحة هاتفية أعدت لأغراض ...
- بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب -نشاطات تخري ...
- حزب الله يعلن مقتل اثنين من عناصره ويستهدف مواقع للاحتلال
- العلاقات الإيرانية الإسرائيلية.. من التعاون أيام الشاه إلى ا ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - بشير الوندي - مباحث في الاستخبارات (256) الطائرات بدون طيار