أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبد السلام انويكًة - المندوبية السامية لقدماء المقاومين واعضاء جيش التحرير..تحتفي















المزيد.....

المندوبية السامية لقدماء المقاومين واعضاء جيش التحرير..تحتفي


عبد السلام انويكًة
باحث


الحوار المتمدن-العدد: 6802 - 2021 / 1 / 29 - 23:53
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


برنامج خاص تقاسمته سلسلة أنشطة على قدر عالٍ من جهد واجتهاد وتواصل وتحسيس وتميز وسبق ورمزية وطنية طيلة يناير 2021، هو ورش احتفاء المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير من خلال النيابة الجهوية للمندوبية السامية بفاس، والذي توزع على جملة قضايا وجوانب وأمكنة وفضاءات متباينة بهذه المدينة مهد عريضة مطلب الاستقلال في 11 يناير 1944.
وبقدر ما كانت عليه فاس من برنامج عمل دؤوب مسترسل ومن فقرات احتفاء بهذا الحدث الوطني، بقدر ما استحضرت باحتفائها هذا قيم كفاح وصمود واخلاص وتضحيات وفداء للوطن، كذا التعريف بمحطات البلاد وأحداثها التاريخية وملاحمها البطولية إذكاءً لروح الوطنية لدى الناشئة وإنماء للمواطنة الإيجابية خدمة لحاضر البلاد ومستقبلها. على هذا الايقاع خلدت أسرة الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير بفاس، الذكرى السابعة والسبعين لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، المعركة التي خاضها الشعب المغربي بقيادة بطل التحرير المغفور له محمد الخامس رحمه الله من أجل الحرية والاستقلال. ولعل ما كان عليه احتفاء فاس من تميز طبع هذه السنة بمناسبة الذكرى 77 لوثيقة المطالبة الاستقلال، هو ثمرة جهد واجتهاد أطر النيابة الجهوية للمندوبية السامية بفاس وثمرة اتفاقية تعاون وشراكة مبرمة بين المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وجامعة سيدي محمد بن عبد الله وكليتها للآداب والعلوم الإنسانية سايس فاس.
هكذا اجتمعت وتفاعلت جهود أطر المندوبية السامية لقدماء المقاومين واعضاء جيش التحرير على مستوى فاس ورئاسة جامعة سيدي محمد بن عبد الله وعمادة كلية الآداب سايس فاس وعمادة كلية الشريعة بفاس فضلاً عن جهود باحثين ومثقفين ومبدعين واعلاميين.. ما جعل سبل الاحتفاء إن رؤية ونوعاً وإعداداً أو تنزيلاً في مستوى الحدث. ضمن نفس برنامج الاحتفاء الفكري العلمي والوطني هذا وتخليداً للذكرى 77 للانتفاضة الشعبية ليوم 31 يناير 1944 بفاس، رتبت النيابة الجهوية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بفاس ندوة علمية ارتأت من مطالب الإصلاحات إلى مطلب الاستقلال: نضالات ومواقف وتضحيات موضوعاً وعنواناً لها عبر تقنية التناظر المرئي (Google meet).
موعد احتفائي علمي اجتمع لتأطيره كل من الدكتور بدر الصيلي النائب الجهوي للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بفاس؛ والدكتور سمير بوزويتة عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس فاس، والدكتور عبد المالك اعويش عميد كلية الشريعة بفاس، والدكتور عبد السلام انويكَة أستاذ التعليم العالي بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين، فاس- مكناس، والدكتور فؤاد قشاشي أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية مكناس، ثم الدكتور جواد الفرخ إطار بالمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، فاس. الندوة ستبث يوم الأحد 31 يناير الجاري الساعة الرابعة مساء على الصفحة الرسمية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين واعضاء جيش التحرير (فيسبوك) كذا على صفحة فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بفاس (فيسبوك).
يذكر أن ندوة فاس العلمية هذه، جاءت في اطار تخليد الشعب المغربي عموماً في طليعته نساء ورجال الحركة الوطنية وأسرة المقاومة وجيش التحرير، للذكرى السابعة والسبعين للانتفاضة الشعبية 31 يناير 1944 التي تشكل محطة مشرقة في ذاكرة البلاد الوطنية وتاريخها، بالنظر لما كانت عليه من صور بطولة وإقدام ونبل ووفاء وتضحية تعد بحق ملحمة وضاءة في مسار كفاح المغاربة الوطني من أجل الحرية والاستقلال. وغير خاف أن انتفاضة فاس الشعبية أواخر يناير 1944 ، جاءت أولا تأييداً لمضامين وثيقة المطالبة بالاستقلال وتفاعلاً مع ما كانت عليه من صدى كبير غير مسبوق، وثانياً استنكاراً لحملات تقتيل وتنكيل واعتقالات واسعة أقدمت عليها سلطات الحماية الفرنسية بالمغرب، مستهدفة رجال الحركة الوطنية وكافة أبناء الشعب المغربي إثر تقديم هذه الوثيقة التاريخية التي جسدت ارادة العرش والشعب من أجل حرية البلاد واستقلالها.
ولعل مدينة فاس بتخليدها لهذا الحدث من خلال ندوة "انتفاضة 31 يناير 1944"، تستحضر ذكرى وطنية مجيدة بدلالات رمزية عدة تجمع بين ما هو حمولة وطنية وقيمة تاريخية وبين ما تحتويه الذاكرة الوطنية من ملاحم كفاح وتضحيات في سبيل تحقيق حرية البلاد واستقلالها ووحدتها الترابية. مع أهمية الاشارة الى أنه في مثل هذا اليوم من أواخر يناير 1944، خرجت حشود من جماهير فاس المدينة القديمة منددة بما أقدمت عليه الاقامة العامة بالمغرب من اعتقالات في صفوف زعماء الحركة الوطنية. ومن هنا فإن وثيقة 11 يناير للمطالبة بالاستقلال لم تكن فقط بصدى وأثر وطني واسع، بل أيضاً وراء هيجان شعبي شمل عدد من مدن البلاد منها فاس بحكم رمزيتها التاريخية والروحية وطبيعة مؤسساتها العلمية والثقافية كذا نخبها السياسية والعلمية.
هكذا جعلت وثيقة مطلب الاستقلال 11 يناير 1944، السلطان محمد بن يوسف رحمه الله بموقع ووقع أكثر قوة. فرغم ما عقدته معه سلطات الحماية من لقاءات استهدفت تحديد موقفه ورغم ما تعرض له من ضغوط واستفزاز، اتسعت انتفاضة المغاربة وارتفعت اصواتهم في فاس وغيرها من مدن البلاد خاصة سلا والرباط ومراكش والدار البيضاء .. مرددة "تسقط فرنسا" "عاش الملك" "عاش الاستقلال" "لتخرج فرنسا"، خاصة بعدما تطورت الأمور إثر اعتقال كل من أحمد بلافريج وعبد العزيز بن ادريس ومحمد لن الهاشمي وعبد الرحيم بوعبيد بتهمة الإعداد لتنظيم كفاح مسلح بتعاون مع الألمان. كلها تطورات ومضايقات أقلقت سلطان البلاد وكانت بأثر كبير في تدهور علاقته بالاقامة العامة في المغرب. في هذا الاطار وعلى مستوى فاس كان من المعتقلين "محمد الفاسي نائب رئيس جامعة القرويين، ومحمد الزغادي رئيس جمعة قدماء تلاميذ المدارس الاسلامية بالمدينة، لتدخل فاس اثر ما شهدته من تطورات في عصيان وردود فعل أواخر يناير 1944 أسفرت عن أربعين قتيلاً ومائة جريح. فقد تدخلت القوات الفرنسية بشكل عنيف بفاس القديمة، وتم القاء القبض على مآت من الشباب بعد خروجهم من مسجد كانوا يتجمعون فيه. هكذا كانت مدينة فاس بدور وإسهام بارز متميز من خلال انتفاضتها ضد غطرسة سلطات الحماية، وهكذا كانت فاس بتأييد واسع جماهيري لوثيقة المطالبة بالاستقلال دفاعا عن مقدسات البلاد الدينية وثوابتها الوطنية.
من أجل كل هذا وذلك من مساحة ذاكرة وطن وذاكرة مدينة، كانت ندوة "انتفاضة 31 يناير 1944 بفاس" احتفاء بالحدث وتحسيساً بما يحتويه من دلالات تاريخية وطنية. هكذا اجتمع ثلة من الباحثين عن كل من كلية الآداب والعلوم الانسانية سايس فاس وكلية الشريعة بفاس والمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بفاس وكلية الآداب والعلوم الانسانية بمكناس والنيابة الجهوية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بفاس، في موعد علمي استهدف رمزية حدث وطني بقراءة زمنه وأمكنته وسياقاته وتجلياته وآثاره، كذا ابراز ما هي عليه فاس حاضرة المغرب التاريخية العريقة من ذاكرة غنية ومحطات وطنية وملاحم سَلف تستحق كل تأمل واعتزاز وإجلال وإكبار من خَلف.

مركز ابن بري للدراسات والأبحاث وحماية التراث



#عبد_السلام_انويكًة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من زمن الكفاح الوطني واستقلال المغرب..
- كيف كان بترول الصحراء الشرقية المغربية وراء تعقيد قضية الحدو ...
- فاس: كرونا يخطف ألمعَ عازفِ عُودِ طربِ الألة الأندلسية بالمد ...
- الصحراء المغربية.. بين إرثِ مستعمرٍ ماكرٍ وانزلاق موقفِ جزائ ...
- المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بفاس.. وتقليد ندوة صفرو ...
- الصحراء المغربية وخطاب محاميد الغزلان التاريخي..
- من ذاكرة الشعبين المغربي والجزائري-خاوة خاوة- ..
- تازة.. من ذاكرة جوار وحضن مدينة لجزائريين زمن الاستعمار..
- جزيرة الصويرة.. ذاكرة مكان..
- بوكًليب .. نعت وباء وذاكرة ..
- تاريخ المغرب .. تاريخ قبائل ..
- ابن هيدور وأوبئة مغرب العصر الوسيط
- ليس هناك تاريخ دون تاريخ محلي
- قراءة في مؤلف تاريخ الأوبئة والمجاعات بالمغرب للمؤرخ محمد ال ...
- تازة.. رقصة - تْشْكَلَّلْ - البدوية
- حول ورش النتائج في العمل الاداري
- تازة.. صفحات من تاريخ مدينة
- تازة: حول المسافة بين التأليف والتنوير وبين عِلَّة نعت الآخر ...
- تازة والفقيه الزرهوني .. أي تاريخ وبحث وتدقيق وأي نظر وتحقيق ...
- تايناست .. في أفق ربيع احتفائي تراثي يليق بعظمة جبل ومنتجع..


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبد السلام انويكًة - المندوبية السامية لقدماء المقاومين واعضاء جيش التحرير..تحتفي