أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مصطفى محمد غريب - ما الفرق بين التفجيرات الإرهابية وبين إطلاق صواريخ الميليشيات؟















المزيد.....

ما الفرق بين التفجيرات الإرهابية وبين إطلاق صواريخ الميليشيات؟


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 6801 - 2021 / 1 / 28 - 00:22
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


الإرهاب ليس له نوعية خاصة نقية ذات صفات دينية أو عرقييه او قومية وهو عبارة عن توجه للتطرف المرتبط بعجلة الظلام والرجعية المعادية لأي تقدم وتطور انساني حضاري ويعتمد أسلوب التصفيات الجسدية والفكرية على قاعدة استغلال الدين والطائفة والعرق او ايدلوجيا فاشية وعنصرية معادية يمينية او تطرف يساري ، ويكاد ان يكون الإرهاب على نمط من العدوانية والعنف ضد الراي الاخر ويحمل عداءً تاريخياً للأفكار التنويرية، ويرى في التقدم والتعليم المعرفة العلمية عدواً له ولأفكاره ومخططاته، وينتشر الإرهاب في أوضاع اجتماعية وسياسية استثنائية من الفقر والتخلف والبطالة ومعاداة الديمقراطية وحقوق الانسان فيحتمي تحت هذه الواجهات للتمويه والمراوغة، ويستخدم كل الأساليب لتنفيذ اغراضه المبنية على العنف والإرهاب بصنفيه " الأصولي والسلفي" والايدلوجية اليمينية واليسارية المتطرفة لهم هدف واحد محاربة الانسان المؤمن بالحرية والديمقراطية وحقوق الانسان والاعتراف بالشعوب والقوميات وحقوقها المشروعة، وهذا ما حدث في العراق وفي البلدان التي تتشابه معه حيث انتشار الإرهاب تحت طائلة الظروف نفسها المتقاربة النمطية السلطوية وعدم التصدي بالوسائل العملية والتنويرية بالضد منه وضد قاعدته الفكرية والاجتماعية ، لن تجدي سياسة الإلغاء بالعنف بدلاً من الشفافية والحلول الواقعية في حل مشاكل الجماهير الكادحة .
عندما أعلن حيدر العبادي رئيس الوزراء الأسبق عن الانتصار على "الوحشية والإرهاب"، معتبرا أن طرد تنظيم الدولة الإسلامية من ثاني أكبر مدن العراق يمثل “انهيار دولة الخرافة والإرهاب الداعشي" لم يذكر الوجه الآخر المأساوي في تدمير الموصل تدميراً شاملاً، ولا عشرات الجثث الباقية والبعض منها تحت الأنقاض لحد هذه اللحظة حسبما اشارت له مصادر موثوقة والعديد من وسائل الإعلام الوطنية والدولية وعلى الرغم من ما شابنا من ألم وحزن وظنناً ان الانتصار ناقص من حيث معنى الانتصار فقد دعمنا وتضامنا مع القوات المسلحة والمخلصين العراقيين في الحشد الشعبي وليس مع الجهة الطائفية، وما أعلنه حيدر العبادي حول الانتصار على الظلام والوحشية المتمثلة بالإرهاب وحتى تفاؤله بإعلانه وهو يخاطب العراقيين خاصة والعالم عامة "فشل وانهيار دولة الخرافة والإرهاب الداعشي الذي أعلنه الدواعش من هنا من مدينة الموصل قبل ثلاث سنوات" لكنه لشديد الأسف لم يذكر الأسباب واكتفى بالنتيجة العسكرية! لم يذكر كيف تطور داعش الإرهاب ومن سهل له الخروج للعلن والانتشار واحتلال المنطق الغربية واقسام من الوسط وأجزاء من محافظة بغداد العاصمة!، هذه القفزة على الواقع سهلت الأمور للعودة النسبية لداعش الإرهاب بواسطة البعض من العمليات والتفجيرات الإرهابية وهي التي شجعت الميليشيات الطائفية المسلحة التابعة على التعنت في استخدام السلاح والوقوف بالضد من مصطفى الكاظمي وتوجهاته لحصر السلاح واعتماد أساليب الدولة المدنية لبناء المؤسسات الأمنية على أسس وطنية حسبما أعلنه ويعلنه في كل مناسبة او تصريح، كنا وما نزال نرى الأمور بمنظار اكثر دقة من تفاؤله بعدما حل بالموصل من خراب ودمار وما حل بأهلها والآلاف من العراقيين في المخيمات، ودققنا في الوضع الأمني الداخلي بوجود دولة ميليشيات داخل الدولة العراقية فقد ايقنا أن داعش الإرهاب سيبقى وتبقى خلاياه النائمة والجديدة تتحرك مادامت الفصائل المسلحة التابعة تتموضع في مقراتها بالعاصمة وغيرها ولا تهاب الدولة ولا تلتزم بمعايير السلامة الأمنية للمواطنين حتى يتسنى لها الوقت الكافي لتعيد نشاطها الإرهابي بالتفجيرات والعبوات الناسفة لتتكامل مع توأمها الروحي في الخطف والاغتيال وقتل المتظاهرين والذي يطلق الصواريخ والكاتيوشا على الهيئات الدبلوماسية والمنطقة الخضراء ومطار بغداد والمواقع والأحياء الآهلة بالسكان الأبرياء آخر عمليات اطلاق الصواريخ فقد استهدف (3) صواريخ مطار بغداد الدولي في 23 / 1/ 2021 وأوضحت الخلية الأمنية " صاروخين سقطا خارج المطار والثالث سقط على دار مواطن في منطقة حي الجهاد، مما أدى حدوث أضرار مادية دون تسجيل خسائر بشرية" هناك أسئلة تطرح نفسها بقوة
1ــــــ ما الفرق بين التفجيرات الإرهابية التي تطال المواطنين الأبرياء وبين إطلاق الصواريخ والدوشكات من قبل الميليشيات الطائفية المسلحة على المناطق الآهلة بالسكان؟
2ـــــ لماذا لم تتدخل الحكومات على غرار تدخلها بالضد من الإرهاب وداعش. وتغلق اعينها وتدير وجهها عن الميليشيات المسلحة التابعة وتتستر على إرهابها وتفجيراتها وصواريخها وهي في المنظور الفعلي لا يختلف إجرامها عن التنظيمات الإرهابية ولا تختلف عن داعش والمنظمات الإرهابية إلا بالشكل؟
هذه الأسئلة وغيرها تجول في أذهان المواطنين والمتابعين والمنظمات الإنسانية والاممية وليس لها إلا جواب واحد التستر على الصواريخ ومطلقيها وعلى الخطف والاغتيالات جرائم لا تقل عن جرائم داعش الإرهاب!
هكذا هو حال الوضع داخل البلاد فمثلما منح البعض من المسؤولين الفرصة لاحتلال الموصل وتدميرها فهؤلاء مازالوا يخططون لتدمير وتخريب قريب في موقع آخر داخل البلاد، إن العالم مستاء وغاضب بما يحل بالعراق وبالمواطنين والحكومات العراقية وبالذات القوى السياسية الدينية المتنفذة تعيش في وادي الصراعات من أجل الهيمنة والتسلط على مقاليد السلطة وبصدد التفجيرات الإرهابية المجرمة الأخيرة فقد صرحت جينين هينيس بلاسخارت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق " أشعر بصدمة وغضب بالغين إزاء الوحشية والشر المتعمد للهجوم الانتحاري المزدوج في ساحة الطيران حيث وقع التفجيران عمداً للتسبب في قتل وإصابة المدنيين عشوائياً"، وبصدد العملية الإرهابية المجرمة في ساحة الطيران فقد طبلت البعض من وسائل الاعلام الموجهة من خارج البلاد ان أحد الانتحاريين سعودي مما اثير موجة من الغضب المقصود غلا أن اللواء يحيى رسول الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة فند هذه الاشاعة المغرضة فقال أن "الصورة المتداولة لأحد الانتحاريين على انه سعودي غير صحيحة لأنه كان قد قتل بتفجير في بلاده في وقت سابق والانتحاريان هما عراقيان" وهو رد واضح لاتهامات سياسيين واجهزة إعلام موالين لإيران، وهنا لا يوجد موقف وإجراء قانوني واضح مثلما الحال بالنسبة لإرهاب ساحة الطيران! نؤكد لا يوجد ضد مطلقي الصواريخ البعض يدعي انها موجهة للاحتلال الأمريكي وخير مثال سقوطها على رأس العراقيين بدون تحديد الدين والقومية والمذهب مثلما الحال للتفجيرات الإرهابية التي توجه للتجمعات البشرية من الفقراء والكسبة من المكونات العراقية، المهم في كلا الحالتين هو الدم العراقي بشكل عام وان أدعى ممثلو الطرفين إن وجهتيهما اللاعنف ولا الإرهاب لكن الإرهاب لا دين له وهو عملة لوجهين مختلفين في الشكل يتطابقان في الجوهر ينتعش وتمدد على أرضية من التخلف والعوز واللاديمقراطية ، وأشار بحق الحزب الشيوعي العراقي في إدانته لتفجيرات ساحة الطيران الإجرامية في 21 / 1/ 2021" ان ملف الإرهاب، رغم ما تحقق فيه من نجاحات، ما زال مفتوحا، وقواه الآثمة تسعى لاستغلال كل ثغرة ومنفذ وحالة استرخاء وعدم يقظة، لتنفيذ مآربها الشريرة في ترويع المواطنين وزعزعة الأمن".
لم نكن يوماً مخدوعين بالإرهاب وأنواعه، لا إرهاب الدولة ولا إرهاب المجموعات المتطرفة وان اختلفت بالأديان والقوميات والطائفية والعرقية ولا بالأسماء والادعاءات، أو ادانة جهة دون أخرى تستخدم السلاح والعنف وإرهاب المواطنين، وبغض النظر عن جهة تستخدم الأساليب نفسها مع الفارق بالشكل والتسمية.
ان حبل الكذب والمراوغة على وعي الناس وخدعهم وطمس الحقيقة واستخدام الدين لمآرب إجرامية.. نعم ان حبل الكذب والمراوغة قصير مهما كانت الأمور معقدة او غامضة لحين..



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظهر الشبح جلياً وتأجلت الانتخابات المبكرة
- شبح تأجيل الانتخابات يطرق الأبواب
- السلاح المنفلت تحدي الدولة والمجتمع
- مناشدة للمفارقات
- التدخلات الخارجية جعل العراق ساحة مواجهة للحرب والفساد
- الى متى الاغتيالات السياسية الطائفية؟!
- الوطنية والعلاقة الجدلية مع الانتخابات البرلمانية الحرة في ا ...
- السنجاب والعقعق الأوربي
- مشروع الطائفية الفجيعة في أكياس القمامة
- الدولة في عرف المافيا والميليشيات المسلحة لا دولة
- متى يتم حصر السلاح المنفلت بيد الدولة...؟
- هل.. كي لا تبتعد؟ *
- للمرة المليون حول قانون الانتخابات والدوائر الانتخابية
- إشارات صوتية
- تداعيات مرور عام على انتفاضة تشرين المجيدة
- التدهور والازدهار في العراق، تدهور شامل وازدهار فاقع
- قانون الانتخابات والتصويت على الدوائر الانتخابية -تيتي مثلما ...
- الانفلات الأمني والصواريخ التي تسقط على الرؤوس والمناطق!
- النظام الرأسمالي ووباء كورونا والعالم الجديد
- المسرح المموه بالكورونا


المزيد.....




- مسؤول أمريكي لـCNN: سقوط قذائف بالقرب من موقع تفريغ لرصيف مس ...
- حزب الله ينفذ 11 عملية ضد القوات الإسرائيلية ومواقعها العسكر ...
- لماذا علقت الولايات المتحدة شحنة أسلحة تضم قنابل ثقيلة الوزن ...
- إيطاليا تمنع طائرات المنظمات غير الحكومية من الإقلاع من جزر ...
- رفح.. نزوح قسري جراء الضربات الإسرائيلية
- رفض فلسطيني لاحتلال إسرائيل معبر رفح
- صافرات الإنذار تدوي في الجولان السوري المحتل
- بيسكوف يدعو لعدم تهويل صعوبة المباحثات الروسية الأرمنية
- جبران باسيل لـRT: حزب الله لا يحقق شيئاً للبنان بحربه لمساند ...
- عضو بالكنيست الإسرائيلي: إما صواريخ أمريكية دقيقة أو سنقوم ب ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مصطفى محمد غريب - ما الفرق بين التفجيرات الإرهابية وبين إطلاق صواريخ الميليشيات؟