أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مشعل يسار - عن دور الاستخبارات السوفياتية في تدمير الاتحاد السوفياتي والاشتراكية














المزيد.....

عن دور الاستخبارات السوفياتية في تدمير الاتحاد السوفياتي والاشتراكية


مشعل يسار
كاتب وباحث ومترجم وشاعر

(M.yammine)


الحوار المتمدن-العدد: 6797 - 2021 / 1 / 24 - 00:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


================
كتب ألكسندر بروخانوف صاحب ورئيس تحرير جريدة "زافترا" الروسية القومية اليسارية المعارضة للتحول الرأسمالي في روسيا في العدد الأول من الجريدة للعام 2021 في استذكار للعلاقة التي نشأت بينه وبين آخر رئيس للاستخبارات السوفياتية "كا جي بي" فلاديمير كريوتشكوف عن الدور الغامض الذي لعبته هذه الاستخبارات المسماة رسميا "لجنة أمن الدولة" (الاختصار الروسي كا جي بي) في زمن البيريسترويكا: أنا مقتنع بأن البيريسترويكا نفسها حدثت تحت سيطرة وإشراف لجنة أمن الدولة.
فقد أثيرت مشكلة البيريسترويكا، وربما مشكلة انهيار الاتحاد السوفيتي، لأول مرة، من قبل يوري أندروبوف الذي تحدث عن هذا الأمر في البداية كرئيس للـ"كا جي بي"، ثم بصفته الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفياتي. وقد جمع أندروبوف حوله مجموعة مرجعية ضيقة، نظرت في "ربحية" الاتحاد السوفياتي أي الفائدة منه، وناقشت قضية انهيار هذه "الإمبراطورية"، وتقسيمها إلى أجزاء مع انفصال الجمهوريات السوفياتية في آسيا والجمهوريات الأخرى عن روسيا الرئيسية - الأصلية. وفي وقت لاحق، تم تنفيذ هذه الخطة من قبل غورباتشوف ويلتسين، وقد كان غورباتشوف من أتباع أندروبوف، وصنيعته المفضلة.
خلال البيريسترويكا، تم إنشاء الجبهات الشعبية في دول البلطيق، وفي جمهوريات آسيا الوسطى، وفي موسكو بمساعدة أمن الدولة. كان هذا بحجة الضرورة الماسة إلى تحريك الجماهير الشعبية الجامدة المتحجرة. وشارك الـ"كي جي بي" في عملية مذهلة كإنشاء هيكلية تعدد الأحزاب، حيث كان كروتشكوف، كما أخبرني هو نفسه، في أساس بناء حزب جيرينوفسكي الليبرالي الديمقراطي (المناهض للشيوعية).
عندما كنت أنا وأوليغ باكلانوف في ألمانيا، عبرنا بوابة براندنبورغ إلى برلين الغربية وشاهدنا كيف كانت الحشود المبتهجة تعيد توحيد شطري ألمانيا الشرقي والغربي. عقدنا اجتماعات مع جهاز الأمن الألماني الشرقي "شتازي". وقد اشتكى ضباط "شتازي" من أن القيمين على الـ”كي جي بي” يجبرونهم على نزع سلاحهم وعدم التدخل في التقارب الحاصل، ثم على إعادة توحيد ألمانيا. وهكذا تمت إعادة توحيد ألمانيا تحت رقابة أمن الدولة: وُلد مشروع توحيد ألمانيا في مقر الكا جي بي "لوبيانكا" بوسط موسكو.
لا يمكن أن يكون حل حلف وارسو وتوحيد ألمانيا عمليتين عفويتين – فقد تم التحكم في هاتين العمليتين. كانت هذه المشاريع الضخمة تنفذ من ضمن سلطة أمن الدولة السوفياتية. وهناك افتراض يقول أن الزوجين تشاوشيسكو قُتلا من قبل عملاء رومانيين للـ”كي جي بي” السوفيتي باعتبار تشاوشسكو آخر قادة أوروبا الشرقية الذين أعاقلوا تنفيذ هذا المشروع الضخم.
لجنة الطوارئ (GKChP) (التي لجأت بالمناسبة إلى شبه انقلاب تلفزيوني على ما يجري من تحضير لتدمير الدولة السوفياتية – م.ي.) كانت ظاهرة لم يتم فك رموزها وتفسيرها بعد وهي المخفية تحت ستار العديد من الأحكام السطحية. لقد كانت” لجنة الطوارئ" هذه في الواقع هي النوتة الأخيرة في معزوفة البيريسترويكا التي تم عزفها بقيادة غورباتشوف، وهي العملية الخاصة التي أنهت حملة طويلة خيضت لتدمير وإبادة جميع القيم السوفيتية.
لدى تحليلي الوقائع الكاملة لأحداث تلك الأيام الأخيرة المنهية لوجود الاتحاد السوفيتي - أيام تحرك "لجنة الطوارئ"، توصلت أكثر فأكثر إلى قناعة بأن كريوتشكوف كان يقف في قلب مشروع "لجنة الطوارئ". فقد كلفه أعضاء "لجنة الطوارئ" الحكومية بالمهمة الرئيسية – مهمة اعتقال يلتسين وعشرات السياسيين المقربين من يلتسين. وقد كان غورباتشوف يعلم بهذا المشروع، وباركه، حيث أراد القضاء على التناقضات الرهيبة المتراكمة في خلال البيريسترويكا بمساعدة لجنة الطوارئ هذه، على أن يعود بعد قيام غيره بهذا العمل التحضيري من فوروس إلى موسكو ويتولى منصبه السابق في الكرملين.
كان من المفترض أن يعتقل كريوتشكوف يلتسين الذي كان عائدًا من قرغيزستان إلى موسكو. فنصبت مجموعة برئاسة كاربوخين كميناً على طريق المطار، في انتظار أمر اعتقال يفترض أن يصدر عن كريوتشكوف. غير أن مثل هذا الأمر لم يُعط للمجموعة. فتوجه يلتسين إلى موسكو وصعد إلى ظهر الدبابة معلنا أن لجنة الطوارئ الحكومية خارج القانون.
انتظر أعضاء لجنة الطوارئ المذعورون توقيف يلتسين، لكنه لم يحصل، فذهبوا إلى فوروس في شبه جزيرة القرم حيث غورباتشوف، وأقنعوه بالعودة إلى الكرملين، فطردهم غورباتشوف شر طردة. هكذا تمت تصفية آخر رعيل من القادة السوفييت، وانتقلت السلطة إلى يلتسين، وكان كريوتشكوف، الذي لم يصدر هذا الأمر، هو المفصل الرئيسي الذي كانت تدور حول شخصه هذه المأساة.
هناك معلومات تفيد بأن كريوتشكوف لم يتم القبض عليه بعد انهيار حركة لجنة الطوارئ الحكومية، ، بل عاش في منزله الريفي، ولم يكن يأتي إلا من حين لآخر إلى موسكو للإدلاء بشهادته أمام المحققين.
العديد من الأسرار ذهبت مع رحيل أركان لجنة الطوارئ إلى عالم الآخرة. وعندما رحت أطرح عليهم الأسئلة وهم أحياء، كانوا جميعًا يقولون لي: "ليس هذا وقتها الآن، ليس وقتها". لكن الوقت كان يلتهمهم واحدًا تلو الآخر. ألكسندر تيزياكوف، الذي وعدته لجنة الطوارئ بمنصب رئيس الوزراء، أخبرني أن غورباتشوف نفسه وافق على قوائم لجنة الطوارئ، وأضاف أسماء جديدة إلى هذه القوائم مضيفاً إليها مثلا ستارودوبتسيف.
ما هي حقيقة ما حصل؟ وكيف ظهر هذا المشروع الضخم الرهيب لسحق الاتحاد السوفيتي على يد أمن الدولة؟ من المحتمل أن يكتشف المؤرخون هذا الأمر بعد سنوات عديدة، من خلال فتح أرشيفات سرية. الآن، أتذكر كريوتشكوف، وأعجب للدور الغريب والفظيع الذي لعبته لجنة أمن الدولة في مصير الاتحاد السوفيتي! يا له من خيط دموي، درامي، فولاذي وناري امتد من دزرجينسكي إلى منجينسكي، ثم ياغودا، فـ بيريا، و سيميشاستني، و أندروبوف، و تشبريكوف وأخيراً فلاديمير كريوتشكوف. وقد أتيحت لي فرصة عابرة ودون وعي لتلمس هذا الخيط الناري. وما زلت أشعر بحُرق من تلك اللمسة حتى اللحظة.



#مشعل_يسار (هاشتاغ)       M.yammine#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حفلة تنكرية للفاقدين عقلهم
- معركة استماتة تختمر في الولايات المتحدة. ولن تكون هناك رحمة ...
- لقاحات Covid-19 المعدلة وراثيًا: عملية سرية لإعادة هندسة الب ...
- -يوميات عام الكوفيد- من السيد دافيد!
- خطة دالاس-2: كيف يريد المعولمون إعادة تشكيل الرأسمالية تحت س ...
- ثورة المعطيات على الأدمين ومرؤوسيه المستخدِمين
- الإدارات الاستعمارية والشعب المكموم
- النظام العالمي الجديد قد يأتي في وقت مبكر من العام 2021. تسر ...
- -فيروس كورونا جزء من حرب هجينة-
- وباء -كورونا- مجرد غطاء لتقاسم الملكية مجدداً - رأي اقتصادي
- الكنديون بانتظار التطعيم الإلزامي الذي سيكرسهم أغناماً طائعة
- هل نحن محايدون إزاء الصراعات الأميركية؟
- ترامب -الإمبراطور الروماني- المنقذ؟
- لن يكون هناك نقود - مجموعة البنوك الستة الكبرى تقرر... متى ت ...
- أكاذيب وتزوير واحتيال: رسالة من الجنرال ديلاوارد منشورة على ...
- كورونا: الخداع تفضحه المقارنة
- العلماء الروس يتهمون رئيسة مصلحة حماية المستهلك بالخيانة الع ...
- الرئيس الصيني يدخل على خط الاستفادة من الكورونا
- السحر يرتد على الساحر: ترامب العنيد يفوز بـ 2- صفر
- تقدمية المحافظين ورجعية مدعي اليسارية!


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مشعل يسار - عن دور الاستخبارات السوفياتية في تدمير الاتحاد السوفياتي والاشتراكية