أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احمد دسوقى مرسى - معلمى عذراً ...أنت لست رسولى















المزيد.....

معلمى عذراً ...أنت لست رسولى


احمد دسوقى مرسى
قاص

(Ahmed Desouky Morsy)


الحوار المتمدن-العدد: 6795 - 2021 / 1 / 22 - 14:36
المحور: كتابات ساخرة
    


قال الشاعر أحمد شوقى بك :
قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا
كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا
هل يوجد المعلم الرسول الآن فى هذا الزمان الذى أنهار فيه القدوة و القامة العظيمة و مثلنا الأعلى فى الصغر
عندما تسأل الأم أبنها :
- انت تحب تكون أيه يا حبيبى لما تكبر
- احب اكون مدرس زى استاذ الفصل بتاعنا يا ماما
هذا هو حلم اى طفل صغير ان يصبح لما يكبر و يشب ان يكون مثل استاذ الفصل بتاعه
و لكن للاسف فقد المعلم احترامه و هيبته عندما مد يده كل اول شهر لتلاميذه ليأخذ ثمن العلم
فكيف انا احترم استاذى القدوة لى و انا صغير و هو يمد لى يده كل اول شهر لياخذ ثمن الحصة فى ما يسمى الدرس الخصوصى او فقد الكرامة
اين عند الممات كما ورد بالحديث الشريف " .....علما ينتفع به ....الخ " ، اين التلاميذ التى زرع بها المعلم العلم لكى ينتفعوا به و يدعوا له عند وفاته
اتذكر معلم الفصل زمان يشرح لنا فى الفصل بالمدرسة ( ايام ما كان فى مدرسة ، كان زمان يوجد تعليم و لا توجد مبانى مدرسية و اليوم توجد مبانى مدرسية عديدة و لا يوجد تعليم )
درس عن طبيعة سطح القمر ( حصة الجغرافيا ) فكانت الحصة كالسحر و كأننا ركبنا مركبة فضائية او آلة الزمن و سافرنا الى القمر و لمسنا تربته الركاميّة من الفحم الرمادي، والغبار الناعم، والحطام الصخريّ ، و طرنا فوق سطحه لفقدان الجاذبية الارضية و يشرح معلومات اكثر من المقرر فى الكتاب الدراسى
فقد كنا نسمى استاذنا هذا بالموسوعة فقد كان غزير المعرفة و العلم قارىء نهم عاشق للقراءة منذ نعومة أظفاره
يدخل الفصل كأننا على رؤوسنا الطير لو سقطت الابرة نسمع صوتها كما يقال
نحترمه و نقدره و ننتظر حصته كل اسبوع بفارغ الصبر و لا نغيب ابدا لاننا نحضرها بحب لسنا مجبرين على الحضور ، لا يضرب احد و لا يتلفظ بالسباب لاحد و يعاملنا باحترام يشرح لنا ما نريد معرفته فى شتى المجالات و لا يكل و لا يمل بل يجد سعادة بالغة عندما نسأله و كان يكرر لنا دائما اسئلونى قبل ما تفقدونى و لا يخجل اذا لم يعرف اجابة سؤال فيقول لنا سوف ابحث عن الاجابة و ابلغها لكم الحصة القادمة و قبل ما يبدأ شرح الدرس الجديد يجاوب على السؤال الماضى فلا ينسى و يدون كل شىء لذلك اخذت عنه ذلك فقد قال لى ذات يوم انت انسان ممكن تنسى لست كمبيوتر لذلك اكتب ما سوف تفعله غدا فى ورقة لكى تصبح منظم فى كل شىء فى وقتك و مواعيدك
و بأسلوبه السلس يفهمنا ، فقد كان ذو صوت رخيم محبب الى النفس و له كارزما كالمغناطيس
و عندما كبرت و اصبحت دكتور بإحدى الجامعات قابلته ذات مرة بالجامعة فقد كان ابنه احدى تلاميذى و وقفت له احترام وسط المدرج امام تلاميذى عرفان بالجميل ( لم أخجل )
و قلت لتلاميذى هذا هو معلمى هو من جعلنى اقف امامك الان ، شكرا معلمى
و قبلت يده الكريمة التى طالما كتب بها على السبورة بخطه العربى الجميل :
درس اليوم عن" طبيعة سطح القمر "
هذا هو معلمى اقم له و اوفيه التبجيلا لقد كان استاذ احمد رسولنا و سفيرنا فى العلم و الادب و كنا نلقبه بالموسوعة لغزارة معلوماته و كان يوصينا دائما بالقراءة اليومية حتى لو ساعة فى اى مجال و ايضا فى تخصص دراستنا حتى لا ننسى ما تعلمناه
و كان يردد لنا ما قاله العظماء عن القراءة امثال ارسطو : فقد قيل لارسطو كيف تحكم على انسان ؟ قال اسئله كم كتابا يقرا ؟ و ماذا يقرا ؟
و قال العقاد ايضا : انتفع بما تقرا و ليس تقرا ما ينفعك
اتذكر الان أغنية ماهر زين أعمارنا أعمالنا ، رحما الله فلان ...كان . و كان . و كان و كان
و كما قال الرسول الكريم " اطلبوا العلم من المهد الى اللحد " صدق رسول الله
هكذا كان يردد لنا الاستاذ احمد هذا الحديث دائماً
و كان يشرح حتى اخر الترم و يقول دائما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل )
ذات مرة سألنا فى الفصل انتم تحبون القراءة فى وقت الفراغ او الاجازة
فرد عليه طالب " اصل يا بيه مفيش وقت "
فرد عليه : اقعد ، عندما تعطى لك فتاة موعد الساعة الثانية ظهراً فى الصيف على كوبرى قصر النيل و أنت عندك ألتزامات سوف تذهب أم تعتذر لانك مشغول
قلنا كلنا فى صوت واحد طبعا نروح و نفضى نفسنا
هكذا القراءة من يحبها يخلق لها الوقت لكى يجلس مع حبيبه الكتاب
أقرأ لكى ترتقى و يتغير سلوكك فالقراءة تغير سلوك و أخلاق و كما قال الشاعر أحمد شوقى :
وَإِذا أُصيبَ القَومُ في أَخلاقِهِم
فَأَقِم عَلَيهِم مَأتَماً وَعَويلا
، فأمة أقرأ لا تقرأ ، فعندما أقول لك أعطنى جنيه و أنت ليس معك فلوس هل تعطينى
- لا طبعا يا بيه
- طيب لو أنت معاك عشرة جنيه هل تعطينى
- طبعا أكيد
- هكذا القراءة عندما يكون عندك غزارة معلوماتية تتكلم فى أى موضوع و تخطف الانظار بلباقتك و تمكنك و تعجب بك الفتاة التى تحبها و تفتخر بك و العكس صحيح سوف تذهب الى اى مجلس سوف تجلس صامتا كالكرسى لانك ليس عندك خلفية بالموضوع المطروح للنقاش و تشعر بالدونية لذلك أقرأ حتى تشعر أنك حى فالقراءة حياة ألف ..ألف حياة
ذات يوم جلس سقراط بين تلاميذه وكانوا يتبادلون الكلام فيما بينهم يأخذون ويردون على سقراط وهو يصحح ويقيم ويعلم، ، لكن فى هذه الدائرة التى يتعالى منها الكلام كأنها رحى حرب وتتطاير الأفكار بين الأستاذ والتلاميذ.. جاء أحدهم وهو يتبختر فى مشيه، يزهو بنفسه، وسيماً بشكله، فنظر إليه سقراط مطولاً، ثم قال جملته الشهيرة التى أصبحت مثلاً:
تكلم حتى أراك
وقديما أيضا قال الإمام على بن أبى طالب:
الرجال صناديق مغلقة مفاتيحها الكلام
و كما قال الامام أحمد ابن حنبل مع المَحبَرة إلى المقبرة
أما نحن فلا نفهم إلا أن فترةَ التعلّم محدودة، ولا نفهِم أولادنا إلا ذاك، فهي (شدّة وتزول)، ثم يعلو الكتابَ التّرابُ. إن العلم عبادة، والله لم يجعل لعبادة المؤمن حدًّا في الدنيا إلا الموت
{وَٱعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ ٱلْيَقِينُ} [الحجر:99] ،,, ومع المحبرة إلى المقبرة.
رسالتك لى احفظها حتى الان يا معلمى ،
شكرا معلمى هذا هو المعلم الحق الذى يعطى العلم بغزارة و بدون أجر أو مقابل لأن أجره عند الله عظيماً كم كن نتمنى ان يتم تكريمه فى عيد العلم لحصول مدرستنا آن ذاك على المرتبة الاولى فى نتيجة الثانوية العامة فى مادة الجغرافيا على مستوى الجمهورية
لكن للاسف العملة السيئة تطرد العملة الجيدة من السوق فالناس معادن و كنت يا معلمى معدن نفيس مخبؤ لم يعرفك احد الا تلاميذك هذا هو نموذج معلمى الرسول



#احمد_دسوقى_مرسى (هاشتاغ)       Ahmed_Desouky_Morsy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رفقا انا مسن ...عذرا انا انسان
- الرهان الخاسر قصة قصيرة


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - احمد دسوقى مرسى - معلمى عذراً ...أنت لست رسولى