جليل حيدر و-تنظيف الماضي-!

عبد الحسين رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 6793 - 2021 / 1 / 20 - 16:24
المحور: الادب والفن
    

جليل حيدر و"تنظيف الماضي"!
قراءة
د/ عبد الحسين رمضان!!
الرواية الشعرية ... ذاك كان انطباعي الاول الذي قفز امامي بعد قراءة بضع صفحات حسب من الكتاب!
وفي اغلب الموضوعات التي تناولها الكتاب لم يك جليل متفرجا بل كان مساهما وفاعلا!
وحين تحدث عن محلات ومناطق بغداد وجذور اسماءها ، بعضها انطلاقا من سلوك اهلها" وهذا ما ادهشني" كان جليل ذاك " الكرخي"الذي تعمق بدراسة جذورها في اللغات القديمة وكذا دراسة اساطير العالم القديم والكتابات المسماريةً حيث ترقد مبادئ وطقوس الديانات الكبرى السائدة الان.. داعيا الى مواجهتها بالمزيد من القراءة .. " عدوتها"!! وتوقف عند احداث تاريخية لها دلالاتها كجرائم المغول في اليونان
. وفي مسار تطور شخصيته كان جليل " يغربل نفسه كلما تقدم به العمر"!
وبدقة عميقة وخلال بضعة اسطر وصف حثالات الحرس القومي.... كما تناول من واجههم! وادان لاحقا " مفازة الصلح مع ضبع الغابة " حيث ظهر " اليسار المهزوم " بصحبة جديدة محتفلا بالعدو القديم ... يسار مروض في حفل ذئاب كما أسماهم! اما هو فاختار ان يكون مع " المعقدين" يسار غير شكل ... يساريون بعمق طين دجلة!!
ورغم انه ليس من السهل ، كما ينقل ، ان تضع امامك كل ماصار خلفك...فقد اعادني جليل الى اجواء ...اهواك وابو عيون جريئة وتوبة عبد الحليم حافظ وذكرني بمسعى مراسلة ركن الهواة"لاغني ..اول مرة تحب يا البي...والتي لم تحصل ... اسفا!!
وساح جليل لاحقا مع البحر والطبيعة حين جرجرته كرخ بغداد والوزيرية بحثا عن الاصدقاء المبعثرين وكانت لديه ، كما لدى سرگون پولص ، كل الاسباب ليحلم!!
وبشكل رائع يصف جليل سقوط الطاغية ويدين مواقف من اصطف مع الاحتلال!
وعبر تناول مثال واحد فقط يجمل جليل وصف سلطة اللصوص المزورين الجهلة الحالية!
واخيرا ذكرني جليل بصاحب بسطة الكتب في ساحة التحرير " بناي" الرائع ... قبلتنا نحن طلبة الجامعة اواسط الستينات لشراء الكتب بالتقسيط المريح جدا جدا!!! اشير الى لقاءي الملئ عاطفة اخوية به بعد السقوط قبل وفاته!!
ابا سومر الورد .... سحت وطرت بعيدا الى هناك طوال فترة قراءتي ل قصيدتك الروائية ... روايتك الشعرية ... تنظيف الماضي!!

#عبد_الحسين_رمضان (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل