كمال التاغوتي
الحوار المتمدن-العدد: 6786 - 2021 / 1 / 12 - 23:50
المحور:
الادب والفن
نَدْنُو مِنْ حافَّةِ غَدِنَا جُرْحًا تِلْوَ جُرْحٍ؛
والحُبُّ – كالحَرْبِ كالبَحْرِ – سِجَــالُ،
والحَرْبُ – كالبَحْرِ كالحُبِّ – نِصَــالُ
والبَحْرُ مِثْلَنَــا يَنْمُو فِي نَبْضِهِ الغَمَــامُ.
يُخْبِرُنَا الشِّتَــاءُ بما صنَعَ الخَرِيفُ
بِنَــا: أحْــرَقَ إجَّــاصَةً عَذْرَاءَ
وأرَاقَ أوْرَاقَ أشْجَــارٍ جَرَّحَتْها يدُ العُشَّاقِ،
وجُنْدُبًــا ما عادَ يُغَنِّي (ضيَّعَ قانونَهُ) كما عَوَّدَنَا
ولَحْنًا توَقَّفَ عنِ النِّزِيفِ.
نَدْنُو مِنْ حافَّةِ غَدِنَا جُرْحًا تِلْوَ جُرْحٍ؛
والحُبُّ – كالحَرْبِ كالبَحْرِ – سِجَــالُ،
والحَرْبُ – كالبَحْرِ كالحُبِّ – نِصَــالُ
والبَحْرُ مِثْلَنَــا يَنْمُو فِي نَبْضِهِ الغَمَــامُ.
يُخْبِرُنا الشِّتاءُ بما يُعِدُّ الرَّبِيعُ
لنا، مَهْرَجَــانْ، أقْنِعَةُ أقْمَــارٍ ذَبِيحَة
قِمَّتُهــا بالأصْفَرِ وغَسِيلِ الرَّمَــادِ
جِذْعُها ثُلُوجٌ. وفِي الصَّدْرِ
أنِينُ الغَزَالِ على أنامِلِ الجِبَــالِ.
والحُبُّ – كالحَرْبِ كالبَحْرِ – سِجَــالُ،
والحَرْبُ – كالبَحْرِ كالحُبِّ – نِصَــالُ
والبَحْرُ مِثْلَنَــا يَنْمُو فِي نَبْضِهِ الغَمَــامُ.
يُخْبِرُنا الشِّتَاءُ بما يُخْفِيهِ رَبِيبُ الفَيَافِي
على أجْنِحَةِ الفَــرَاشِ الطَّــافِي
فَوْقَ دِمائِنَــا: زَوارِق
وجِدارٌ يمُدُّ ظِلَّهُ على مَآسِينا
وحَنِينُ الجَدائِلِ إلى الانْفِجارِ.
والحَرْبُ – كالبَحْرِ كالحُبِّ – نِصَــالُ
والبَحْرُ مِثْلَنَــا يَنْمُو فِي نَبْضِهِ الغَمَــامُ.
يزْرَعُنا الشِّتاءُ جَمْرًا
فِي لُــبَدِ الظَّلامِ؛
يقولونَ: ينْتَهِي الحُلْمُ عندَ الرَّصِيفِ،
رَصِيفِ المِيناءِ؛ نقولُ: هـــذِه الأرْضُ
سِجِــلُّ المارِقِينَ مِنْ مَسَامِّ السّحابِ.
يكْتُبُنا الشتاءُ فِي جُذُورِ الأُغْنِياتِ
صلاةً للبَرْقِ الخَجُولِ. يقولونَ: ينْطَفِئ الجَمْرُ؛
نقولُ: الحُقُولُ سِلالُها مواقِدُ،
ونَقُولُ: هــذِهِ الأرْضُ زِنادٌ. ونكونُ أوّلَ النَّشِيدِ
لمَخَاضِ الأرْضِ البعِيدِ البعِيدِ...
والبَحْرُ مِثْلَنَــا يَنْمُو فِي نَبْضِهِ الغَمَــامُ.
#كمال_التاغوتي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟