أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بحضاض محمد - الوضع السياسي الراهن بالمغرب، إلى أين؟ الجزء الأول.














المزيد.....

الوضع السياسي الراهن بالمغرب، إلى أين؟ الجزء الأول.


بحضاض محمد

الحوار المتمدن-العدد: 6784 - 2021 / 1 / 10 - 01:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعيش النظام الرأسمالي العالمي تغولا غير مسبوق، تماشيا وطبيعته المتوحشة، وسعي حاميته -الطبقة البورجوازية- الدائم إلى جني المزيد من الربح والتكديس المطلق للأموال، وخوصصة كافة القطاعات المنتجة، انسجاما والمبادئ النيوليبرالية، من دون أي مراعاة لظروف العمال باعتبارهم المنتجين الحقيقيين، الذين كانوا ولا يزالون يعانون تحت نير هذا النظام الظالم، يعانون من كافة أشكال الاستغلال والاضطهاد..
وبالرغم من مركزيتهم في الإنتاج، إلا أن البورجوازية لا تنظر إليهم -العمال- إلا نظرة تشييء، باعتبارهم مجرد قوى منتجة وجب الضغط عليهم لأقصى الحدود من أجل تضخيم الإنتاج، هذا الأخير الذي لا ينال العمال جزاء عليه، إلا بما يسمح لهم من الاستمرار في العيش قصد مزيد من الإنتاج الذي تستفيد من عائداته الطبقة البورجوازية المتغطرسة لوحدها..
ومع تطور الرأسمالية، ابتداء من مرحلتها الجنينية القائمة على التجارة، مرورا بالمرحلة الصناعية ثم المالية، وصولا عند المرحلة الإمبريالية في شكلها القديم والجديد، وسيادة الأفكار النيوليبرالية في إطار العولمة، لا تزال الأوضاع كما كانت عليه من قبل، إذ أنه وبالرغم من الإصلاحات التي أدخلتها الرأسمالية على نفسها، إلا أن جوهرها لا يزال ثابتا، وأشكال الاستغلال والتفاوت الطبقي ما تنفك تتعاظم، ومظاهر البؤس والاقصاء تشيع، والعالم يسير إلى الهاوية، وما الكوارث الطبيعية والبيئية والصحية التي يشهدها العالم، إلا دليل قاطع لا يترك أي مجال للشك أن النظام الرأسمالي العالمي يسير بالكوكب ومعه بالجنس البشري إلى الهوة السحيقة..
غير بعيد عما يحصل على المستوى العالمي، وفي غير انفصال عنه، بارتباط عضوي بين دول المركز المهيمنة ودول الاستعمار الجديد العميلة والذيلية، يشهد النظام القائم بالمغرب اختناقا يكاد يكون غير مسبوق، تفسره كل القرارات اللاشعبية التي ينزل بها على كاهل الشعب المغربي المقهور، الذي لا يزال يعاني تحت وطأة المعاهدات الخيانية والصفقات الاستقلالية التي دشنها النظام القائم مع أسياده الاستعماريين، ضاربا في عرض الحائط كل أشكال المقاومة الشعبية التي فجرتها المقاومة المسلحة وجيش التحرير، من أجل تحرير الوطن ودحض كل أشكال الاستعمار الأجنبي لربوع الوطن.
وما المؤامرات الخيانية التي عقدها النظام القائم في القرن العشرين لوحده، إلا دليل قاطع لا يترك أي مجال للشك، عن طبيعتة اللاوطنية العميلة والخائنة، بدء من معاهدة "الحماية"، التي وقعها عبد الحفيظ العلوي، وقايض من خلالها الوطن مقابل أملاك بكل من فرنسا وتركيا وإنجلترا، تجود بها فرنسا عليه، بعدما مكنها من مستعمرة غنية بالموارد وذات موقع استراتيجي تنافست حوله أعتى الدول الإمبريالية، التي نالت جميعها نصيبا من الكعكة اللذيذة..
مرورا عبر محطة "إيكس ليبان" وصفقة "لاسيل سان كلود" باعتبارها صفقة استقلالية استفادت منها فرنسا وخدامها الأوفياء بالمغرب، هذه الصفقة التي أجهضت كل العمليات الحربية التي دشن لها جيش التحرير في وقت سابق ضاربا العزم تحرير كافة ربوع الوطن ومعه كل مناطق إفريقيا الشمالية، بالرغم من ضعف التنسيق بينه وبين نظرائه في البلدان المغاربية الأخرى المحتلة.
وبعدما أدركت فرنسا أن مشروعها التوسعي الذي حلمت به، أي تكوين امبراطورية استعمارية بشمال وغرب إفريقيا، مكتب له الفشل، نظرا لتنامي حركات التحرر وكل أشكال المقاومة الشعبية، وما اندحار الجيش الفرنسي في الهند الصينية إلا تعبير جلي عن الفشل الذي منيت به فرنسا التي فقدت وزنها على المستوى العالمي منذ الحرب الإمبريالية الثانية.
ومع تنامي السخط الشعبي بمستعمراتها، والمد الذي شهدته الحركة الشيوعية إبان هذه الفترة، ومعها حركات التحرر الوطني، أحست فرنسا أن عهدها الاستعماري فان، بالتالي سارعت إلى عقد صفقات استقلالية مع كافة مستعمراتها بإفريقيا، ومنها المغرب، وتأسيس نظام عميل لها بالبلاد، ليقوم بحماية مصالحها الاستراتيجية، مكلفة قيادة هذا النظام الجديد لخدامها الأوفياء الذين أفنوا عمرهم الوضيع في الدفاع عن مصالح فرنسا في خيانة مفضوحة للوطن والشعب، من أجل كسب رضاها والاستفادة من مناصب الخزي..
وإبان هذه المرحلة، تم الإجهاز على خلايا جيش التحرير، الذي عقد العزم على تحرير باقي الثغور المحتلة، وفي طريقه متجها صوب الجنوب لهذا الغرض، تآمرت عليه كل من فرنسا وإسبانيا التي كانت لا تزال محتلة للصحراء، بالإظافة إلى تواطؤ النظام الدمية مع هاتين القويتين، ليتم كنس جيش التحرير ومعه آمال المغاربة في تحرر وطني سياسي واقتصادي وفكري حقيقي، ليكشف النظام مرة أخرى على طبيعته اللاوطنية والعميلة..
وبالرغم من كل هذه الخيانات التي دشنها النظام القائم بالمغرب وممثليه داخل التحالف الطبقي المسيطر، البورجوازية الكومبرادورية المتمثلة في الأسرة الحاكمة وخدام فرنسا الأوفياء الذين شكلوا ما يصطلح عليه "القوة الثالثة"، وكبار جنرالات الجيش والملاكين والإقطاعيين، وبقايا المعمرين الأجانب، وبعض المتحزبين، إلا أن الشعب المغربي الحر الأبي أبى الرضوخ والإستسلام للأمر الواقع المفروض عليه، راسما قدره بنفسه، مقدما تضحيات في سبيل ما يصبوا إليه، وطن الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية..
كل تلك المحاولات تعاطى معها النظام، بما يتناسب وطبائعه، باستبداد وقمع وتعسف، مخلفا الألوف من الضحايا، منهم شهداء ومختطفين ومعتقلين، حظوا بشرف مشع، ضمن لهم خلودهم في التاريخ، باعتبارهم نبراس الوفاء للمبادئ والإخلاص لقضية الشعب، والكفاح من أجل التحرر الشامل من كل أشكال الاستعمار الجديد وأنظمته العميلة المنصبة على كاهل أحرار الشعوب..
-يتبع..



#بحضاض_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعوب تقاوم والرجعية تساوم، فلسطين قضية والفاصل مسافة ثورة. ...
- قراءة تحليلية حول مقاطعة المنتوجات الفرنسية
- نحو انهيار شامل للمنظومة الأخلاقية في ظل هيمنة النظام الرأسم ...
- الماركسية وفكرة المساواة
- إشكالية المجتمع المدني في المغرب
- قراءة في أزمة اليسار المغربي
- التجربة الحزبية بالمغرب
- الحركات الإسلامية بالمغرب: النشأة والمسار
- قراءة في معوقات الإنتقال الديمقراطي بالمغرب
- قراءة في ظاهرة الانشقاقات الحزبية بالمغرب


المزيد.....




- الأردن.. فيديو الأميرة رجوة بمحل تجاري يثير تفاعلا وسط تكهنا ...
- أطول رحلة ركاب تجارية تغادر الصين ستنقل الركاب إلى مكسيكو سي ...
- صورة فتاة في غزة تحمل جثة ابنة أخيها بين ذراعيها تفوز بمسابق ...
- قاصرون يدّعون تعرضهم لاعتداء جنسي وتصويرهم بلبنان والداخلية ...
- كمبوديا: انفجار في قاعدة عسكرية يودي بحياة 20 جنديا
- مراسلنا: حريق يلتهم 150 منزلا خشبيا في قرية سياحية شمال إيرا ...
- كوليبا: أكثر من نصف منظومة الطاقة في أوكرانيا تضرر بالضربات ...
- مستوطنون يهاجمون تجمع -عرب المليحات- في الضفة الغربية (فيديو ...
- أمريكا تحذر من إشراف الذكاء الاصطناعي على الأسلحة النووية
- تركيا تنضم لدعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل ا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بحضاض محمد - الوضع السياسي الراهن بالمغرب، إلى أين؟ الجزء الأول.