أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شعلان الدراجي - ماجد البريكان ... في كتابه ... البصرة في قصص وتقارير صحفية















المزيد.....

ماجد البريكان ... في كتابه ... البصرة في قصص وتقارير صحفية


شعلان الدراجي

الحوار المتمدن-العدد: 6784 - 2021 / 1 / 10 - 01:21
المحور: الادب والفن
    


ماجد البريكان ... في كتابه...
البصرة قصص وتقارير صحفية ...

ماجد البريكان .. عرفته صحفياً بصرياً مرموقاً عمل في عدة مؤسسات صحفية وإعلامية وكانت له بصمة تميزه عن غيره من أقرانه في الوسط الصحفي ... ويمتلك الجرأة والكلمة الصادقة والهادفة بحرفية صحفية ومهنية عالية ونقل الحدث والحقيقة كما هي على أرض الواقع دون أضافات أو انحياز.
يقدم الكاتب بأقة من المواد والتقارير الصحفية التي تتناول مدينته البصرة من جوانب عدة ، تارة مشرقة ، وأخرى قاتمة أو رمادية .. للغوص في الحياة العامة في أعماق تاريخ البصرة ليعيد لنا تاريخاً وأحداثاً لم يألفها القارئ العادي وربما حتى بعض الباحثين في مجالات عدة .
فالبصرة كما وصفها الكاتب مدينة الثراء الفاحش والفقر المدقع ، والقصور الفارهة وبيوت الصفيح ، والفيضانات والجفاف ، والمد والجزر ، والعذوبة والملوحة .
وقد بين الكاتب ان بعض النصوص يغلب عليها الطابع الصحفي وأسلوب المقاربة التاريخية ، والقصد من ذلك التوخي الإحاطة بالعودة الى الماضي ، والتعمق بتفاصيله ضمن ما تجيزه تقاليد الكتابة الصحفية ، ليس الغاية التباكي على الاطلال ، ولا الاحتفاء بالماضي ، وإضفاء التبجيل عليه ، فإمعان النظر فيه من متاهات شائكة ودهاليز حالكة العتمة ، والحاضر وتعقيداته ، وتحدياته ، يرى الكاتب ليس بوسع البصريين الظفر بمستقبل مشرق قبل أن تتبلور عاجلاً أم أجلاً إرادة بصرية حقيقية تشد محافظتهم باتجاه تحقيق نهضة شاملة تعيد البصرة الى ناصية التفوق الحضاري.
وحري بها أن تعجل بإطلاق أشرعتها لرياح التطور والتغيير وتوجه دفتها صوب استعادة مجدها.
هذه الرؤية المستقبلية والتفاؤلية التي تعصف في خيال وتوجهات الكاتب أرى أنها سوف تكون بعيدة المنال على المدى القريب ، في الوضع الذي تعاني فيه المدينة أزمات مزمنة ومستعصية تحتاج الى عمليات قيصرية لمعالجتها .
يسترسل الكاتب في وصف المعالم البصرة الرئيسية مثل نهر العشار، أم البروم ، جبل سنام ، كنوز غارقة تحوم حولها الحكايات والاساطير ، بقع أرضية غامضة ، شجرة أدام ، بيوت الشناشيل التراثية ، باصات الخشب التي تبلغ محطتها الأخيرة بعد رحلة نصف قرن ، نسيم البصرة ، نازحون منذ عقود ، الغام وقذائف ، مسيحيون ومندائيون ، ويهود بعد هجرتهم ، ... ملح البصرة ، نهر خوز ، المخدرات ، الصناعة النفطية تحجم الانشطة الزراعة ، جزر مقفرة وسواحل بلا سياحة ، طيور وحيوانات مهددة بالانقراض ، أسماك القرش ، صراع الديكة ، الحمام الزاجل ، وغيرها من المواضيع التي تناولها الكتاب.
وسوف استعرض بعض المواضيع التي تناولها الكاتب والتي أتوقف عندها لأترك متعه القراءة للمتلقي وخصوصاً سكان البصرة... والباحثين... وأصحاب الشأن ، للنهوض بواقع هذه المدينة التي تحتاج من يأخذ بيدها لينتشلها من الواقع المؤلم الذي تعيشه الأن ...
• نهر العشار :
هو أحد الأنهار المشهورة في البصرة التي تمتد من شط العرب الى قلب المدينة ليعطي جمالاً إضافيا لما كانت تتمتع به المدينة في فترة ازدهارها ومجدها والذي أثار أعجاب الكثير من المستشرقين والرحالة الذين مروا على المدينة في مراحل تاريخية من عمرها .
وكان قنصل روسيا القيصرية الذ وصف النهر (هذا النهر الشريان الرئيسي لسكان البصرة لحركة نقل البضائع والركاب وكان غاية في الجمال) .
واستمد النهر أسمه من ضريبة العشر 10% التي كانت تفرض على البضائع التي تحملها السفن والزوارق ، وكان النهر يكتسب شهرته من التجارة والنقل .
ويستخلص الكاتب النهاية المأساوية لهذا النهر :
وهكذا كان النهر بؤرة تلوث تجسد قبح الاهمال ، بعد أن كان معلماً جمالياً مثيراً للأعجاب.
• أم البروم :
لا يغيب عن أذهاب جميع البصريين ذلك المكان الذي يشاركهم حياتهم وذكرياتهم وتماسهم اليومي مع تلك الساحة ، فلا تذكر المدينة باسمها ألا وذكرت ساحة أم البروم ، أكثر من أي مكان أخر في المدينة .
كانت أم البروم التي تتوسط منطقة العشار بالتحديد مقبرة تضم الكثير من القبور ولكن نتيجة للتوسع العمراني فيها ، الأمر الذي دفع بلدية المدينة عام 1933 منع الدفن فيها.
بعد ذلك تحولت الساحة الى حديقة عامة ومتنفساً مزداناً بأشجار السدر والبرهام واليوكالبتوس ، والتي تضاهي أجمل حدائق العاصمة بغداد ، وفيها ساحة كبيرة للحفلات والولائم .
جاءت تسمية أم البروم من عدة فرضيات وتسميات واقرب هذه التسميات الى الواقع حسب رأي الباحث والمؤرخ المحلي حامد البازي 1920-1995 يرجح كفة تسمية أم البروم تفيد بأن الساحة كان يتواجد فيها عمال يفتلون ويبرمون الحبال التي كانت تستخدم لأغراض خاصة بالسفن .
وفي مرحلة التسعينيات والثمانينيات كان الكثير من الجنود الذاهبون الى الجبهات ومعسكرات التدريب مروراً بأم البروم حيث المقاهي الشعبية والطعام الزهيد والسلع الرخيصة.
يأمل البصريون انتشال ساحة أم البروم في الوقت الحاضر مما تعانيه مثل باقي الاماكن في البصرة من الواقع المرير الذي تمر به من نفض غبار الإهمال ، ومن السابق لأوانه كما ذكر الكاتب :
أن يتخيل البصريون ساحة أم البروم في المستقبل القريب بمظهر على غرار ساحة (تيانا نمن) في بكين ، أو ميدان مايور في مدريد ، او حتى ساحة القلعة في اربيل .
هاجس يورق المتابع والكاتب وأبناء هذه المدينة العريقة...
• جبل سنام :
الوهلة الأولى وانت في الطريق الواصل بين محافظة البصرة وناحية صفوان التي تبعد عن مركز المحافظة بحدود 50 كم جنوباً يطالعاك معلم وسط الصحراء رابض كجمل في تلك المساحة الشاسعة ، أنه جبل سنام ، وف حقيقة الامر أنه ليس جبلاُ بالمعنى الحقيقي للتسمية ولكن وجود في هذه المنطقة يوحى للناظر من بعيد هكذا ، كونه يجسد ظاهرة طبيعية فريدة من نوعها.
تناول الكاتب في هذا المحور عدة عناوين مهمة في بحثة عن هذا المعلم المميز في هذه المنطقة الصحراوية ومنها :
جبل قزم وديانة عمياء، حب بين جبيلين وهي اسطورة فلكلورية شعبية من الموروث التي تنتمي الى العالم السحيق الذي كان فيه الحيوانات والموجودات ( تتكلم حالها حال البشر ) حصول حالة حب فريدة بين جبل سنام وعشيقته طيمة عندما كانا ضمن سلسة جبال الحجاز ، قبل ان يفترقا الى الابد ...
ومن الموضوعات الاخرى في هذا المحور ، مقالع الحجارة عند حافات الجبل ، منتجع ومحمية ، والفوهة العجيبة التي تقع على سفحه الغربي والتي تناولها الباحثون بالدراسة والاستقصاء، والمدينة المفقودة منذ العصور البابلية والتي تناولها الكتاب والمستكشفون وغيرهم .

مزهر الشاوي ، مدير مصلحة الموانئ العراقية:
هو من مواليد بغداد عام 1908 تم تعينه من قبل الزعيم عبد الكريم قاسم مديراً لمصلحة الموانئ العراقية ، لم يكن هذا الشخص مهندساً بحرياً او ربانا ولم يكن من سكنة البصرة .
لكنة يتصف بالنزاهة والمهنية والصدق والأمانة ونكران الذات في تطوير مصلحة الموانئ وجعلها من أفضل الموانئ في المنطقة والبلدان المجاورة .
ومن المجزات التي حققها مزهر الشاوي كثيرة ومتنوعة فيما يخص عمل وتطوير الموانئ ، عنايته الفائقة بالعاملين ، الرحمة فوق القانون ( وهي قصة الطفل القاصر الذي توفي والده وأراد الشاوي تعيينه بدلاً من والده ، .. ولكن .. ) .
وعرفاناً بقدرات وانجازات هذه الشخصية النزيهة والتي خدمت البصرة بصورة عامة وطورت مدينة المعقل في البصرة والتي كانت من المدن الكبيرة التي تحفها الحدائق والمتنزهات ودور السنيما والنوادي وغيرها من المظاهر الحضارية التي تفتقر لها المدينة اليوم ... أزيح عام 2012 نصب تذكاري لمزهر الشاوي قرب شركة الموانئ العراقية ، ويكون بذلك أول شخصي لمواطن عراقي تبوء منصب حكومي في هذه المحافظة بتاريخها الحديث .
لقد بذل الكاتب الصحفي ماجد البريكان جهداً كبيراً في جمع وتأليف هذا الكتاب الذي يستحق المتابعة والقراءة لاستكشاف معالم مدينة البصرة وتاريخها واهم الظواهر العلمية والاجتماعية التي قد تكون بعيدة عن ذهن وتصورات المتلقي والباحث والمسؤول على حدٍ سواء للنهوض بمدينة عريقة تملك من التاريخ الحضاري والرقي في أوقات ماضية ما تعجز عنه مدن أخرى في منطقتنا العربية والخليجية ، سبقتها في وقتنا الحاضر ما تعجز عن تحقيقه مدينة البصرة اليوم بسبب الإهمال والفساد الذي ينخر بالمدينة اجتماعيا وبنوياً.

البصرة في 10 / 1 /2021



#شعلان_الدراجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حامد سعيد : المدينة الحلم .. التي لا تزتال تنبض بالحياة
- الفنان الشاب قيس عيسى .. تجربة ابداعية وتنوع في اساليب البحث ...


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شعلان الدراجي - ماجد البريكان ... في كتابه ... البصرة في قصص وتقارير صحفية