أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شعلان الدراجي - حامد سعيد : المدينة الحلم .. التي لا تزتال تنبض بالحياة














المزيد.....

حامد سعيد : المدينة الحلم .. التي لا تزتال تنبض بالحياة


شعلان الدراجي

الحوار المتمدن-العدد: 6775 - 2020 / 12 / 30 - 02:57
المحور: الادب والفن
    



في معرضه الشخصي الأخير ، (أشياء تشبه الرسم) ، أقام الفنان حامد سعيد معرضاً شخصياً في جمعية التشكيليين العراقيين في البصرة ، الذي جاء تزامناً مع ملتقى الهايكو والنص الوجيز الذي أقامه أتحاد الأدباء والكتاب بتاريخ 24 /12/ 2020 .
جاء هذا المعرض نتاج لتجارب عدة تم الخوض فيها تقنياً ولونياً وشكلياً لتأسيس شكلاً خاصاً في الترميز المتداول لكل أشكال وأنظمة اللوحة التشكيلية ، والذي بإمكانه أن يحمل مفهوماً خاصاً ، أقرب الى مخزون: الطفولة ، والقرية ، وما تحمله المدينة في طياتها من متاهات ودهاليز ، وتعقيدات وتحديات أرى أن بوسع الفنان الظفر ببلورة أتجاه تشكيلي ينأى بنفسه عما تناوله الاخرين من تجارب اتجاهات فنية. تمثل مزاجه وهويته واسلوبه الخاص في التعبير عن الذات في خضم واقع فني تتصارع فيه الأفكار والقيم الفنية (الفن للفن ) والإنسانية ( الفن للإنسانية )التي تعالج وتتبنى واقعاً قد يكون محورياً يدور حول موضوعات او مضامين واتجاهات فينه نتيجة لحركة التاريخ و الأنسان .
تناول الفنان في معرضه الأخير موضوعات تعبيرية وأقحم نفسه في مدرسة فنية ( التعبيرية بمختلف اتجاهاتها ) تتجاذب فيها الأفكار والقيم التشكيلية محلياً وعالميا والتي قطعت شوطاً ولا يستطيع فيه أحداً الخوض في غمارها إلا من أمتلك خبرة واسعة وتجارب فنية عديدة تؤهله لوضع موطئ قدماً له في هذا التزاحم والصراع المستمر في البحث عن هويته التي تميزه عن الأخرين .. وحامد سعيد قد نجح في هذا الاختبار الجديد الذي خاض غماره في هذه التجربة الفنية من خلال معرضه الأخير وتبنيه للمدرسة التعبيرية .. والتي ربما قد يجتهد الكاتب ويسميها (بالتعبيرية الغرابية ) .
والوهلة الأول عندما يشاهد المتلقي لوحات الفنان حامد يتبادر الى الذهن أنه يقرأ قصة أو رواية للكاتب الكولومبي الحائز على جائزة نوبل للآداب ، غابرييل غارسيا ماركيز وما تتضمنه من شحنات فنية وأسلوب ادبي خارج عن مألوف وفي أطار غرائبي يشد المتلقي ، ويأخذه الى أبعاد وأفق بعيداً عن واقعه الذي يعيشه ، والغوص في عقله الباطن لتقمص حالة من المتعة والخيال المفرط والذي له دلالات واقعية تضعه أمام مسؤوليته التاريخية والحياتية تجاه محيطة ومجتمعه.
وهنا أيضا أستشهد بقول الكاتب العراقي البصري محمد خضير حينما قال بخصوص معرض حامد سعيد : أن تترك هذه الاعمال في وعي متلقيها انطباعاً منفرداً يوازي الانطباع الموحد لدى قارئ قصة قصيرة ...للكاتب الرائع أدغار ألن بو .
وهذا ما فعله الفنان حامد سيعد في معرضه الأخير ( أشياء تشبه الرسم ) . حيث يشاهد المتلقي مينة حامد سعيد التي تعج بالرموز والحركة والألوان التي تنساب بطريقة تتناغم مع ذوق المتلقي وتشده اليها وكأن هناك علاقة أزلية بين اللوحة والفنان والمتلقي ... طيور بوضع يختلف عما نشاهده ، زوارق وانهار ، أزقة وبيوت.. وكأنه يجسد الحالة التراثية لمدينته (البصرة) والحلم الذي يراوده في خلق حالة من الوعي المجتمعي والتطور الجمعي لما تعانيه هذه البقعة من (الأرض) ... ( الطين ) والتي وصفها الفنان في دليل معرضه :-
نتألم كثيراً ..
ننزف طيناً أسمراً ..
يصنع منه الصيادون ..تمثالاً ..
تغطيه السماء اللاهبة..
نجفُ كالأنهار ...
تلك المدينة التي تطفو على صفيح الصراعات ... والحروب .. والاستحواذ على تاريخها ونهب ما تحتويه من قيم مادية ومعنوية من قوى داخلية وخارجية تكالبت وتضامنت على انتزاع روح مدينته ووضعت تابوتاً مرصعا بالذهب الزائف أمامه ... لوأد كل ما تبقى له من أمل وكبرياء والذي يشكل حاضراً مؤلماً له ولجيله ولأجيال من بعده ..

لكن أصرار الفنان وتمسكه بحلمه ورؤيته الفنية في احدى لوحاته ( ملعب لكرة القدم ) التي يصور فيها بعفوية مفرطة التي أعادتنا الى بواكير الطفولة الأولى .. لتشاهد وتسمع ضجيج الأصوات والحركة التي توحى للمتلقي أن الفنان يؤمن دون شك بأن مدينته التي عانت ظروفاً استثنائية ... لا تزال تنبض بالحياة والديمومة والأمل .
أستخدم الفنان حامد سعيد في معرضه أشياء تشبه الرسم مادة الاكرليك والأحبار وجعل اللوحة أقرب ما تكون الى السطح المستوي وتجا وز بذلك العمق وتزاحم الالوان وكثرتها ... ليعطي انطباع مقصود ، بحرفية عالية وتفرد بعفوية اللوحة .. وشحن النسق الطفولي بتعبيرية .. وقد ساعد المتلقي في فهم اللوحة والغوص في خباياها ... وكذلك أبتعد في أعماله ...عن جدار وحروفية والعفوية الطفولية ( وخربشات) الاطفال .. عند ، شاكر حسن ال سعيد ... وكذلك أبتعد عن التعبيرية الالمانية لدى ستار كاووش والوانه الصارخة والمتناسقة في نسق هرموني وشخوصه والرموز التشكيلية المتشابكة ...
ساهم الفنان حامد سعيد في وضع بصمة فنية واعطى انطباع بان العمل الفني ليس له حدود وللفنان حرية التعبير في الفضاء الذي يسرح فيه فكره وعقله الباطن وإعادة مخزون الذاكرة بطرق فنية تشكيلية وإبداعية قد تترك بصمة جمالية في ذهن المتلقي ...
نأمل ان يتحقق المشروع الفني وما يحمله الفنان من تداعيات وقيم تشكيلية وقد تساهم في خلق حركة تشكيلية وفنية رصينة لمعالجة قضايا المجتمع وما يعانيه من ازمات ووضع حلول لها من خلال تبني مبدأ الفن للإنسانية ، ,ان يكون الفن مفتاحاً لهذ التوجه الإنساني.
وأخيراً أستشهد بقول لبيكاسو عندما أسأله النازيون من رسم هذه اللوحة ( يقصدون الغورنيكا ) قال: أنتم من رسمها .



#شعلان_الدراجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفنان الشاب قيس عيسى .. تجربة ابداعية وتنوع في اساليب البحث ...


المزيد.....




- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شعلان الدراجي - حامد سعيد : المدينة الحلم .. التي لا تزتال تنبض بالحياة