|
هل يمكن الدفاع بالفلسفة عن الدين ؟!
بوسي الجمسي
كاتبة مقال أدبي و رواية و قصة قصيرة
(Bosy Elgamasy)
الحوار المتمدن-العدد: 6781 - 2021 / 1 / 7 - 16:54
المحور:
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
"كلنا نعلم أن الزيت علميا لا يختلط بالماء كذلك الفلسفة و الدين لا يجتمعا أبدا فهما متضادان تماما" تلك كانت كلمات أستاذي دكتور الفلسفة و الذي كان لدية تحفظات على علم اللاهوت الفلسفي ؛ حتى أنه لم يكن يعتبره علم . طرحت على نفسي سؤال هل حقا الفلسفة و العلم ضد الدين....؟! للإجابة عن هذا السؤال الذي يبدو سهلا لكن التفكير و البحث للوصول لحقيقة الأمر إحتاج مني سنوات نعم سنوات . بداية يجب أن نعرف ما هو ما يقال عنه"علم اللاهوت الفلسفي".
علم اللاهوت الفلسفي
هو أحد فروع اللاهوت حيث تستخدم الأساليب الفلسفية في الوصول إلى فهم أوضح للحقائق الإلهية. يدور جدال حول ضرورة إستخدام كل من اللاهوت والفلسفة في سعي الإنسان للوصول إلى الحقيقة، أم أن الإعلان الإلهي يستطيع أو يجب أن يثبت منفرداً...؟ قد وجدت نظريات مختلفة عبر القرون حول مدى تطبيق الأنظمة الفلسفية على المباديء اللاهوتية. يقول البعض أنه يجب الفصل التام بينهما، وأنه لا توجد صلة من أي نوع بينهما. يقول آخرين أن الفلسفة والمنطق ضروريان للوصول إلى الفهم الصحيح للإعلان الإلهي ؛ بينما يتبنى آخرين موقفاً معتدلاً بالقول أن الفلسفة أداة مفيدة ولكن لا يجب الإعتماد عليها كلية. ***********
تاريخ اللاهوت الفلسفي
ظهر علم اللاهوت الفلسفي في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر عندما قام مفكري حركات التنوير والتحديث والوضعية بمهاجمة المسيحية. وأراد اللاهوتيون إيجاد طريقة لشرح معتقداتهم والدفاع عنها فوجدوا أنه يمكن إستخدام المناهج الفلسفية في الدفاع عن الإعلانات الإلهية. لم يكن إستخدام الفلسفة في تحليل وشرح اللاهوت أمراً مستحدثاً ؛ فقد إستخدم توماس الإكويني وأوغسطينوس واللاهوتيين الأوائل أفكار أرسطو وسقراط في كتاباتهم في محاولة لتحليل وفهم المباديء والمفاهيم الكتابية. ولا زال العديد من المدافعين عن الدين اليوم يستخدمون الحجج الفلسفية ؛ فالبراهين الغائية والوجودية على وجود الله، مثلاَ، متجذرة في اللاهوت الفلسفي. **************
يقول الكتاب المقدس أن فحص الأمور، أو البحث عن حق أخفاه الله، هو أمر مجيد ؛ فقد أعطينا القدرة على التفكير، ولا يوجد ما هو خطأ في دراسة الفلسفة، وفي نفس الوقت يجب أن نكون حذرين؛ إذ تنطوي دراسة الفلسفة على مخاطر روحية عديدة. ويحذرنا الله أن الإنسان يجب أن يكون "مُعْرِضاً عَنِ الْكَلاَمِ الْبَاطِلِ الدَّنِسِ، وَمُخَالَفَاتِ الْعِلْمِ الْكَاذِبِ الاِسْمِ" . فلا يمكن أن تضيف إن النظريات البشرية والتكهنات الإنسانية شيئاً إلى قيمة كلمة الله، التي هي كافية لتأهيلنا لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ. حاول أيوب وأصدقاؤه الثلاثة أن يفهموا طرق الله بالمنطق البشري وفشلوا ، وفي النهاية قال لهم الله أنهم يحجبون الإعلان "بِكَلاَمٍ بِلاَ مَعْرِفَةٍ" .
إن اللاهوت الفلسفي أداة يمكن أن تستخدم بطريقة صحيحة أو خاطئة، المهم هنا هو الدافع والأولويات. فإذا حاولنا أن نفهم طرق الله وأفكاره بالإتكال على الوسائل البشرية، سوف يخيب أملنا. لقد حاول الإنسان أن يثبت قدرته على الوصول إلى الله منذ تشييد برج بابل ، ولكن إن إستخدمنا عقولنا في دراسة وفهم كلمة الله بصورة أفضل، وكان الدافع الذي يحركنا هو محبة الله والرغبة في معرفته، فإن دراستنا سوف تؤتي ثمارها. ويمكن أن تصبح الفلسفة أداة لفهم الحق بصورة أفضل. إن كلمة الله الموحى بها والمعصومة من الخطأ لها الأهمية والمكانة الأسمى والأكبر؛ وأية فلسفة بشرية يجب أن تأتي بعدها. فالكتاب المقدس هو الذي يحكم على فلسفتنا وليس العكس . ---------------------------------------------------
هل يتعارض منهج الشك الفلسفي أو الشك المنهجي مع ثوابت الدين......؟!
المنهج الفلسفي قائم على الشك حتى في المسلمات المذعومة من قبل رجال الدين أو المجتمع ؛ فكيف تدافع عن غيبيات لا دليل و لا برهان علمي عليها بنظريات و قراءات فلسفية.....؟!
الأمر يذكرني بإدعاءات رجال الدين أن القرآن به إعجاز علمي أو الخدع البصرية التي يقوم بها المهرج في السرك و الجميع ينبهر و يصفق عدا أصحاب العقول النيرة.
يشترك التنويريون الآن مع اللاهوتيين قديما في إستخدام الفلسفة لمعرفة الله و إثبات أن الدين لا يتعارض مع الفلسفة أو العلم ، متجاهلين تماما صفة الباحث الموضوعي و الحيادي ؛ فالجميع يشترك في منهج الإنتقائية و هذا يتعارض تماما مع كون شكهم الفلسفي شك منهجي.
*********** حينها ظننت أنه لا يجتمع الدين مع الفلسفة إلا على قيم الحق و الخير و الجمال و العدل......وغيره. إلا أنني أدركت فيما بعد أن تلك القيم نسبية و هناك أديان تتعارض شرائعها و أحكامها مع قيم الحق و العدل مثلا:- في الإسلام المرأة ترث نصف ما يرثة الرجل إذا كيف تدافع عن الدين في هذة الحالة بمنهج الشك الفلسفي الذي ينتصر للعدل و الحق......!
********
لا دفاع بالفلسفة التي تشك و تطعن في ما يظنها رجال الدين ثوابت و مسلمات عن الدين القائم على الإيمان بقدسية أشياء و نبوة أشخاص بدون دليل يذكر و جعل الصديقية أشد درجات الإيمان ؛ فأنا لا طالما أدهشني التطابق التام لتعريف الإيمان مع تعريف الوهم و الخرافة.
#بوسي_الجمسي (هاشتاغ)
Bosy_Elgamasy#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أنواع الشك الفلسفي
-
أنا و صديقتي مثليتان هل بإمكاننا الإنجاب بدون ذكر...؟!
-
قرآنيون أم تكفيريون....؟!
-
هل الله ذكر...؟
-
جعلوني ملحدا
المزيد.....
-
وسط مخاوف من تشكيل خطر على الأمن القومي.. ما هو شرط عدم حظر
...
-
-يؤكد على بناء دولة خالية من الإرهاب-..أنور قرقاش يعلق على ا
...
-
تقرير لوزارة الدفاع الفرنسية يثير توترا بين أنقرة وباريس
-
الكاف يمنح الرئيس المصري جائزة رفيعة في حفله السنوي
-
-القسام- تبث مشاهد لكمين كبير ضد القوات الإسرائيلية شمالي قط
...
-
بوتين: مستعدون للقتال على جميع الجبهات
-
العراق.. عاصفة ترابية قادمة من سوريا تجتاح بغداد
-
وليد جنبلاط يهنئ أحمد الشرع ويتفقان على لقاء قريب في العاصمة
...
-
-تقسيم الشرق الأوسط الجديد لن يجلب السلام- – صحيفة بريطانية
...
-
عشرات المفقودين في حادث غرق سفينة مهاجرين قبالة سواحل جافدوس
...
المزيد.....
-
مَوْقِع الحِوَار المُتَمَدِّن مُهَدَّد 2/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
الفساد السياسي والأداء الإداري : دراسة في جدلية العلاقة
/ سالم سليمان
-
تحليل عددى عن الحوار المتمدن في عامه الثاني
/ عصام البغدادي
المزيد.....
|