قرآنيون أم تكفيريون....؟!

بوسي الجمسي
كاتبة مقال أدبي و رواية و قصة قصيرة
(Bosy Elgamasy)

الحوار المتمدن-العدد: 6780 - 2021 / 1 / 6 - 17:06
المحور: اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
    

جميعنا كتنويريون حتى و إن إختلف البعض منا مع القرآنيون و رفض منهجهم الإنتقائي في الدراسات و الأبحاث الإسلامية نتضامن معهم و نميل لآرائهم أحيانا و ننقل أبحاثهم ، لكن هل نعلم أن لديهم التكفير مثلهم مثل السلفيين تماما...؟!
• أنا لن أبدا أنسى قول المستشار أحمد عبده ماهر بالنص في إحدى مناظراته مع أحد السلفيين *أنتم خرجتم عن الملة*.
• لن أنسى تكفير زعيم القرآنيين أحمد صبحي منصور للمسيحيين ؛ و كلامة على أنهم لابد ان يؤمنوا بان لا اله الا الله لكي ينتهي الصراع بينهم و بين المحمديين و كأنهم مشركين مثلا و نسى أنهم يعبدون إله واحد و أنهم لم يتخذوا لله ولدا كما يقول السفهاء.
[ ] هذا الرابط به مقالة لزعيم القرآنيين/ أحمد صبحي منصور يكفر فيها المسيحيين و يقول انهم مشركين بالله
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=490008

**********

المعتزلة و الأشاعرة لديهم التكفير أمر طبيعي مثل القرآنيين و السلفيين تماما.
• إليكم التكفير على ألسنة بعض مما يقال عنهم أعلام الدين:-
محمد بن إسماعيل البخاري
قال: "نظرت في كلام اليهود والنصارى والمجوس، فما رأيت أضل في كفرهم منهم – يعني الجهمية – وإني لأستجهل من لا يكفرهم إلا من لا يعرف كفرهم" .
وقال: "ما أبالي، صليت خلف الجهمي والرافضي، أم صليت خلف اليهود والنصارى، ولا يسلم عليهم، ولا يعادون، ولا يناكحون، ولا يشهدون، ولا تؤكل ذبائحهم" .
(التكفير عند الأشاعرة)


تجلى الغلو في التكفير في نقطتين

الأولى : ما وقع من بعض أئمتهم من تكفير من ليس على مذهبهم

قال الشيخ أبو إسحق الشيرازي امام الأشاعرة في وقته وصاحب كتاب المهذب الذي عليه وعلى شرحه للإمام النووي رحمه الله ما نصه :- (فمن اعتقد غير ما أشرنا إليه من اعتقاد أهل الحق المنتسبين إلى الإمام أبي الحسن الاشعري رضي الله عنه فهو كافر . ومن نسب إليهم غير ذلك فقد كفرهم فيكون كافرا بتكفيره لهم لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :-"ما كفر رجل رجلا إلا باء به أحدهما ".

الثاني : تكفير بعضهم للمقلد

والمقلد عند القوم من لم يقم الدليل على الأصول العقدية والأدلة عند القوم هي الأدلة الكلامية

قال الباجوري في شرح جوهرة التوحيد :-" ففيه بعض القوم" أي فبسبب تحيره وتردده اختلف العلماء في إيمانه صحة وفساداً، وحاصل الخلاف فيه أقوال منها/
1- عدم صحة إيمان المقلد، فيكون المقلد كافراً، وعليه السنوسي.
2- الاكتفاء بالتقليد مع العصيان.
********

السؤال:

ما حكم من لم يكفر اليهود والنصارى؟

الجواب:

هو مثلهم، من لم يكفر الكفار فهو مثلهم، الإيمان بالله هو تكفير من كفر به، ولهذا جاء في الحديث الصحيح، يقول النبي محمد:- من وحد الله وكفر بما يعبد من دون الله، حرم ماله ودمه وحسابه على الله[1]، و طبقا للقرآن حيث قال:-فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [البقرة:256].

فلابد من الإيمان بالله، وتوحيده والإخلاص له، والإيمان بإيمان المؤمنين، ولا بد من تكفير الكافرين، الذين بلغتهم الشريعة ولم يؤمنوا، كاليهود والنصارى والمجوس والشيوعيين وغيرهم، ممن يوجد اليوم وقبل اليوم، ممن بلغتهمما تعرف برسالة الله ولم يؤمنوا، فهم من أهل النار كفار.

أخرجه مسلم في كتاب الإيمان، باب الأمر بقتال الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، برقم 23.مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز.

*********
خلاصة القول

أنه من الواضح أن من عرفوا بإسم علماء الدين الإسلامي لديهم التكفير أمر طبيعي و يعللون بذلك أنه ليس سبة و أن الكافر في الإسلام لا يقتل برغم أن البعض الآخر يفتي بجواز قتل الكفار حتى لم لم يكن ذلك دفاعا عن النفس.

لا تنخدعوا بمن يرتدوا ثوب التنوير و العلمانية و هم من أكثر الناس تكفيرا لغيرهم.

بالطبع هذا الكلام لا ينطبق على كل القرآنيين فالتعميم خطأ كبير ؛ هناك العديد و العديد في وطننا العربي من النماذج التنويرية المشرفة.

#بوسي_الجمسي (هاشتاغ)       Bosy_Elgamasy#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين