أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - المسيحيون والمحمديون أخوة متشاكسون















المزيد.....


المسيحيون والمحمديون أخوة متشاكسون


أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 4966 - 2015 / 10 / 25 - 21:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المسيحيون والمحمديون أخوة متشاكسون
قال : هل من سبيل لحل هذا التعصب بين المسيحيين والمحمديين ؟
قلت : لا سبيل ، طالما ظلوا محمديين ومسيحيين ؟
قال : لماذا ؟
قلت : لأن محور دين المحمديين هو محمد ، ويتعصبون له ، ومحور دين المسيحيين هو المسيح ويتعصبون له . وقدصنع المحمديون شخصية وهمية الاهية مقدسة لمحمد تخالف ما جاء عنه فى القرآن الكريم ، وقبلهم صنع المسيحيون شخصية وهمية الاهية مقدسة للمسيح تخالف ما جاء عنه فى الانجيل الحقيقى . وطالما ظل هؤلاء وأولئك عاكفين على هذا الإفك الذى صنعوه وتوارثوه فسيظلون فى شقاق وفى تعصب .
قال: ولكن المسيحيين فى شقاق داخلى ، وكذلك المحمديون .!
قلت : الشقاق يبدأ ويتفرع ويتشعب ويتنوع ويتمدد وينتشر .
قال : كيف ؟
قلت : رسالة عيسى المسيح عليه السلام جاء موجزها فى القرآن الكريم : (وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنْ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ وَأُحْيِ الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنينَ (49) وَمُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنْ التَّوْرَاةِ وَلأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (50) إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (51) آل عمران ). يعنى هو رسول لبنى إسرائيل يؤكد لهم ماجاء فى التوراة من انه لا اله إلا الله ، وهو جل وعلا رب المسيح وربهم . وهذا هو الصراط المستقيم .وحين نطق عيسى طفلا فى المهد قال نفس الحقيقة : (قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِي الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ ‎وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً (31) وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً (32) وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً (33) ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34) مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (35) وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (36)مريم ) .
قال : هذا هو الأصل . فماذا حدث ؟
قلت : عيسى عليه كان رسولا محليا إلى بني إسرائيل وحدهم، إلا أنها إنتشرت باسم ( المسيحية) في خارج النطاق اليهودي إلى الولايات الرومانية وفي روما نفسها . انتشرت نفس العقائد فى تقديس البشر ، وتحولت بها الشخصية الحقيقية لعيسى ابن مريم المسيح البشر الى إبن لله أو هو الله .
قال : من أحدث هذا التغيير ؟
قلت : المسمى بولس الرسول .
قال : من هو بولس ؟ وماذا فعل بالضبط ؟
قلت : ظهر بعد المسيح ، وكان هذا البولس يهوديا متعصبا ضد أتباع المسيح . وقد وفد بولس من دمشق للقدس يحمل رسالة للفتك بهم ، وعلى الطريق تقول الأساطير أن المسيح ظهر له في رؤيا فى النهار فانقلب من داعية ضد المسيح الى داعية لتأليه المسيح ، وبه ظهرت ( المسيحية ) دينا أرضيا يؤكد أساسيات الوثنية من الثالوث المقدس والكهنوت والرهبنة والطقوس الأخرى من التعميد والعشاء الرباني ، وكلها من أصول وثنية فرعونية .
قال : هذا كلام خطير
قلت : ولكن يهدف الى الاصلاح وبتوضيح الحقائق .
قال : ولكن المسيحيين ينكرون حقائق القرآن التى تستشهد بها .
قلت : إذن أستشهد بما قاله باحثون مسيحيون يؤكد ما أقول .
قال : مثل من ؟
قلت : يقول الباحث المصري المسيحي حبيب سعيد فى كتابه ( تاريخ المسيحية : 45 ) :( كافح بولس كفاحا مريرا مع بني جلدته من اليهود ومع المتزمتين من متنصري اليهودية لجعل المسيحية دينا جامعا متحررا من قيود الشرعية اليهودية وقد افلح في ذلك , حتى قال بعض المعلقين : أنه واضع أركان اللاهوتية المسيحية .. ولا ننكران أن بولس أدخل على علم اللاهوت المسيحي الشيء الكثير من اليهودية واختباراته اليونانية .. ويمكن القول أن بولس اللاهوتي يرسم للمسيح صورة تختلف نوعا عن صورته في بشائر الإنجيل) . أي حوله من رسول إلى اله .
قال : لعله باحث مسيحى مارق
قلت : يتحدث جون لوريمر فى كتابه ( : تاريخ الكنيسة ص 61 . من فصل بعنوان ( الرسول بولس ومسيحية الأمم ) عن اثر بولس في المسيحية فيقول ( نأتي الآن إلى شخصية عملاقة في تاريخ المسيحية .. هذه الشخصية هي الرسول بولس الذي كتب حوالي ثلث العهد الجديد – الأناجيل – وصارت أفكاره اللاهوتية نهائية لكل العصور) ، أي اتبع الناس مقولته بتأليه المسيح عليه السلام .
قال : هل من مزيد ؟
قلت : هناك أستاذ فرنسي متخصص في الأديان أسهب في توضيح المؤثرات التي حملها بولس من بيئته وطبع بها المسيحية ونشرها على هذه الصورة في أرجاء الإمبراطورية الرومانية، انه الأستاذ شارل جينيبير رئيس قسم الأديان بجامعة باريس , وفي كتابه ( المسيحية : نشأتها وتطورها ) يتحدث عن بولس وأثره في المسيحية من خلال ثلاثة فصول , ويؤكد فيها على عدة حقائق منها : أن بولس لم يلتق بعيسي مدة حياته , وأن أفكاره اللاهوتية وليدة البيئة التي عاش فيها والثقافة اليونانية اليهودية التي تشربها وخصوصا فكرة (النجاة ) القائمة على شفاعة اله يموت ثم يبعث كأوزيريس المصرى ، ويقول ( والشيء الذي يبدو لنا غير قابل للجدل هو أن تطور بولس نحو المسيحية لم يتم بالقدس وأن مذهبه لم ينشأ من الاتصال بالحواريون) ويقول عن رؤيا بولس التي تحول بها من عدو للمسيح إلى أكبر داعية لتأيهه:: ( ولنؤكد هنا أن رؤيا طريق دمشق لم تغير من ذات بولس بل دفعته فحسب إلى تطبيق مبادئه القديمة في اتجاه جديد . )، ويشير جينيبير إلى حقيقة خطيرة تحول بها المسيح من عبد الله إلى ابن الله في العقيدة المسيحية التي نشرها بولس فيقول أن اليهود كانوا يطلقون عبارة ( خادم يهوه) على كل أنسان يظنون لديه إلهاما من لدن الله , وحين ترجمت هذه العبارة إلى اليونانية ترجمت إلى لفظ يحتمل معينين في وقت واحد هما (خادم) أو(طفل) وتحول بذلك (خادم الله) الذي يلهمه الله إلى (طفل الله ) وذلك باختيار بولس).( 89 , 90 , 103, 111 ,112 , 127 . 135 ) وبعدها إختلفوا هل المسيح هو الله أم مجرد ابن لله ؟ المصريون قالوا بألوهية المسيح الكاملة ، أى هو الله ، وقال الرومان بأنه ابن لله ،واضطهد الرومان المسيحيون الأقباط المصريين المسيحيين . و إختلف الرومان المسيحيون فى تحديد كمية الالوهية فى المسيح ( أو إختلاط اللاهوت بالناسوت ) هل كاختلاط اللبن بالماء أم كإختلاط الماء بالزيت ؟، وعقدوا الكثير من المجامع لحل هذه الخلافات.يقول جل وعلا عنهم:( فَاخْتَلَفَ الأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ (37) مريم )
قال : هل من مزيد ؟
قلت : في فصل عن تطور المسيحية المذهبية يتحدث (ويلز) فى كتابه المشهور ( موجز تاريخ العالم 178 : 179 )عن دور بولس في نشر المسيحية التى تؤله المسيح فيقول: (وكان القديس بولس من أعظم من انشأوا المذهب المسيحي وهو لم ير عيسي قط ولا سمعه يبشر الناس , وكان اسم بولس في الأصل شاؤول وكان في بادي الأمر من أبرز و انشط المضطهدين لفئة الحواريين القليلة العدد ثم اعتنق المسيحية فجأة وغير اسمه فجعله بولس . ) . ثم يتحدث عن بعض نواحي التأثر بالعقائد الوثنية فيما أضافه بولس فيقول (أنها استعارت أشياء شكلية كالقسيس الحليق وتقديم النذور والهياكل والشموع والتراتيل والتماثيل التي كانت لعقائد متراس والإسكندرية بل تبنت أيضا حتى عباراتها وأفكارها للاهوتية ) ثم يشير الكاتب إلى الصلة بين مسيحية بولس والعقائد الفرعونية فيقول ( وراح القديس بولس يقرب إلى عقول تلاميذه الفكرة الذاهبة إلى أن شأن عيسى كشأن اوزيريس كان ربا مات ليبعث حيا وليمنح الناس الخلود ) .
قال : وما رأيك فيما قالوه ؟
قلت : سبقهم القرآن الكريم ، قال جل وعلا : ( وَقَالَتْ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمْ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (30) التوبة ) .( اليهود ) فى المصطلح القرآنى هم الفئة الضالة من بنى إسرائيل ، فمن بنى اسرائيل ومن أهل الكتاب مؤمنون سابقون ومنهم مقتصدون خلطوا عملا صالحا وسيئا ومنهم الفاسقون الضالون ، شأن الحال عندنا . هؤلاء اليهود تأثرا منهم بالعقيدة الفرعونية التى تقدس ( أزيروس ) فى الثالوث الفرعونى المقدس ( ايزيس واوزيروس و حورس ) عبدوا ( أوزيروس ) . والأصل فى إسمه الفرعونى ( عزير ) وهو فى اللسان الأغريقى ( أوزوريس ) . جعل اليهود ( عزير / أوزوريس ) إبنا لله ، وتابعهم النصارى بزعامة بولس فى الزعم بأن المسيح أبن الله ( جل وعلا وتعالى عن ذلك علوا كبيرا ) والله جل وعلا يشير الى حقيقة هائلة وهى أنهم ( اليهود والنصارى ) يضاهئون قول الذين كفروا من قبل ، أى الديانة الفرعونية فى عبادة الثالوث . وتوارث المحمديون هذا فسمُّوا ملك الموت ( عزرائيل ) أى ( عزير ) أى ( أوزيريس ) إله الموت فى الثالوث المصرى ..أى لا جديد تحت الشمس .!!
قال : وما هو الحال بالنسبة للمحمديين ؟
قلت : بعد الفتوحات العربية دخل أبناء الأمم المفتوحة فى الاسلام ، ولكن قاموا بإدخال عقائدهم الثابتة أو ( ثوابتهم ) أو ما وجدوا عليه آباءهم الى ( الاسلام ) فأظهروا ديانات أرضية جديدة تعيد إنتاج الأديان الوطنية تحت أسماء عربية ، فالفرس يؤمنون بإله الخير ويلعنون إله الشّر ، فجاء التشيع يجعل عليا وآله آلهة الخير يتولونهم ( التولى ) ويجعلون أبا بكر وعمر وعثمان الذين دمروا الامبراطورية الفارسية آلهة الشّر ، لا بد من لعنهم و( التبرى ) منهم . وظهرت ديانة السّنة ، وديانة التصوف ، وكلهم يتفقون فى تأليه محمد بنفس الطريقة التى يؤله فيها المسيحيون عيسى المسيح. الاختلاف فى الأسماء فقط .
قال : ولكن المحمديين لا يقولون أن محمدا ابن الله
قلت : لا يقولونها صراحة ولكنهم يعتقدون أنه قبس من نور الله ، ووضعوا فى ذلك أحاديث ، منها : ( أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر ) وللصوفية عقيدتهم المحمدية وهى ان النور المحمدى الالهى موجود قبل خلق آم وقبل خلق العالم ، و هذا مذكور فى حديث سُنّى يقول :( كنت نبيا وآدم بين الماء والطين ، وكنت نبيا وآدم لا ماء ولا طين ) . ويتفق الشيعة مع السنة والصوفية فى تقديس الاله الذى أطلقوا عليه إسم محمد ، ورفعه فوق مستوى الأنبياء وجعله سيد الأنبياء وخير ولد آدم ، والأحاديث الموضوعة فى ذلك كثيرة .
قال : هل هناك اشياء أخرى تجمع المسيحيين والمحمديين غير تقديس المسيح ومحمد ؟
قلت : إعتبار هؤلاء وأولئك أنهم من النور الالهى ، أى ينتقل النور الالهى من المسيح الى المسيحيين عبر الروح القدسى ، وينتقل النور الالهى من محمد الى آلهتهم المحلية .
قال : ما دليلك فى القرآن ؟
قلت : يقول جل وعلا : (وَقَالَتْ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ). نفس ما يقوله المحمديون يعتبرون أنفسهم الأسمى والأعلى فوق الآخرين ، ويحتقرون غيرهم . ويأتى الرد الالهى :( قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (18) المائدة )
قال : هل هناك تشابه آخر بين المسيحيين والمحمديين ؟
قلت : يقول جل وعلا عن الضالين من أهل الكتاب : ( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (31) التوبة ) وهو نفس ما يفعله المحمديون فى تقديس أئمتهم ورجال كهنوتهم .
ويقول جل وعلا يخاطب المؤمنين يحذرهم : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيراً مِنْ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34) يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ (35) التوبة ) ولكن ما لبث أئمة المحمديين أن صاروا ككثير من الأحبار والرهبان يأكلون أموال الناس بالباطل ، ويكتنزون الذهب والفضة . وإسألوا عن ثروات البابوات و آيات الله و المراجع الشيعية وشيوخ الأزهر وائمة السنيين الوهابيين ..وكلهم يعمل جاهدا فى الصّدّ عن سبيل الله ( القرآن العظيم ) أو كما قال جل وعلا فى نفس السياق من سورة التوبة : ( يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33) )
قال : هل من مزيد ؟
قلت : نعم . الوهابيون وغيرهم فى أمريكا مثلا يستحلون خداع الأمريكان ويأكلون لو إستطاعوا أموال الأمريكان بالباطل ، وهذا شائع هنا فى أمريكا ممّا شوّه سُمعة العرب و ( المسلمين ) .. كان يفعل ذلك بعض أهل الكتاب فى عهد البنى محمد عليه السلام فى المدينة ، كانوا يستحلون أموال العرب ويقولون ما علينا من الأميين من سبيل ، ويجعلون الاستحلال دينا إفتراءا على الله جل وعلا ، قال جل وعلا : ( وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِماً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ )ويردُّ عليهم رب العزة : ( وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75) بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (76). ثم يجعلها رب العزة قضية عامة يعلنها ربنا جل وعلا بأن من يفعل ذلك سيكون الأسوأ حالا يوم القيامة ، يقول جل وعلا : ( إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (77) آل عمران ) .
قال : أى نزل القرآن الكريم لاصلاح أهل الكتاب أيضا ؟
قلت : نعم . يقول جل وعلا يخاطبهم :( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنْ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنْ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنْ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (16) المائدة )،
بعدها قال جل وعلا :( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنْ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17) وَقَالَتْ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (18)المائدة ) ، وبعدها قال جل وعلا : ( يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنْ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (19) المائدة )
قال : المفروض أن يهتدى المسلمون بهذا ولا يقسون البشر
قلت : من الإعجاز القرآنى أن كل ما وعظ به رب العزة أهل الكتاب ورفضه الضالون من أهل الكتاب وقع فيه المحمديون .
قال : هات مثلا .
قلت : يقول جل وعلا :( قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64) آل عمران ) والذى حدث أن المحمديين إتخذوا بعضهم بعضا أربابا من دون الله .
قال : ومثلا آخر
قلت : يقول جل وعلا : ( لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنْ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17) المائدة ) . يعنى لك أن تقول لمن يعبد محمدا ويحج الى قبره : ( قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنْ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ محمدا وَمَنْ فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ) .
قال : والى متى يظل المسيحيون والمحمديون أخوة متشاكسين ؟
قلت : عندما يقولون ويعتقدون الشهادة الاسلامية الواحدة ( لا إله إلا الله ) .



#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التجسس والدولة الاسلامية
- كوميديا العشرة الطيبة ( العشرة المبشرون بالجنة ).!!
- أزمة الانتماء
- كوميديا ( المعلوم من الدين بالضرورة )
- كوميديا : السلف الصالح
- كوميديا الإجماع : ( أجمعت الأمة .!! )
- القاموس القرآنى:( الملأ ):( كوميديا أهل الحلّ والعقد ): الغا ...
- المؤرخون الرومان فى تسجيلهم لتاريخ الخلفاء الراشدين : تحية ل ...
- أكذوبة الراعى والرعية المناقضة للعقيدة الاسلامية
- القاموس القرآنى : السجن المصرى
- تكفير فى منهج القرآن هو بالوصف لا للشخص وللإصلاح وليس للفساد
- من علوم القرآن :القرآن والواقع الاجتماعى:(مَنْ يَعْمَلْ سُوء ...
- رسالة من أخ كريم
- رسالة من شاهدة على قتل الحجاج فى حادث التدافع فى ( منى )
- مصادر كتاب ( مقدمة إبن خلدون: دراسة تحليلية )
- خاتمة كتاب ( مقدمة إبن خلدون: دراسة تحليلية )
- الرؤية الخلدونية وسقوط الدولة السعودية الأولى والثانية
- فى تزاوج السلطة السياسية والدينية فى الدولة السعودية الأولى
- فى نتائج التطبيق للشرع الوهابى :( الحزم فى الداخل والحرب مع ...
- فى تطبيق الشرع الحنبلى الوهابى


المزيد.....




- لمتابعة أغاني البيبي لطفلك..استقبل حالاً تردد قناة طيور الجن ...
- قادة الجيش الايراني يجددن العهد والبيعة لمبادىء مفجر الثورة ...
- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - المسيحيون والمحمديون أخوة متشاكسون